اختطاف

313 10 5
                                    

يقود سيارته بطريقة جنونية .... يصل القصر ليجد السكوت قد خيم على  المكان ... يسأل الحراس عما حدث و لكن لا أحد منهم يجيب و الكل مطأطأ الرأس... يركض بأقصى سرعته .. تستقبله كارول بدموعها
طارق"يصرخ": ماذا هناك يا كارول ... أجيبي ؟
كارول"تبكي": السيدة زينب
طارق: ما بها ؟...
تشير له كارول الى الأعلى ...
يصعد بسرعة الى أعلى ... ليجد عصمت و مها هناك تبكيان ... أما زينب فتتحرك و هي جالسة بحالة صدمة وتضع لها احدى الخادمات كمادات ثلج على رأسها ... يجلس طارق بجانب زينب ممسكاً يديها...
طارق : ماذا هناك ؟
عصمت " وهي تبكي " : صلاح ...
طارق " بفزع": ما به ؟
عصمت : لقد خطفه أحدهم ...
تقف زينب بفزع بعد ان سمعت ما تقوله واضعة يديها على أذنيها و تصرخ ببكاء : لا هذا كذب لم يخطفه أحد  هذا كذب ...
يحاول طارق تهدئتها ... لتسقط بين ذراعيه مغشياً عليها ...
😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣
                        في مركز الشرطة
الضابط: وكيف حدث ذلك ...
طارق : كنت أحادث زوجتي زينب و فجأة سمعتها تصرخ .. و بعد عدة محاولات لي للوصول الى زينب ... اتصلت بمدبرة المنزل الأنسة كارول .. وقلت لها بأن تبحث في الحديقة الخلفية للقصر ... فحديقة قصرنا كما رأيتها حضرة الضابط كبيرة جداً... وبعد أن وصلتُ الى القصر .. أخبرتني كارول بأن زينب أخبرتها أنهم حاولوا تخديرها ... فلم يستطيعوا فاستخدموا أداه لضربها  على رأسها ففقدت الوعي ...
الضابط : امممم " وقف متوجهاً الى طارق الذي يجلس أمامه".. رأيت ذلك من خلال الكميرات التي وضعتها حضرتك في الحديقة ... ولكن ... لمَ لم ينتبه الحراس الى عملية الخطف هذه ...
طارق : لا أعلم ... و ساحاسبهم جميعاً على هذا التقصير في العمل ... و لكن الذي أستغرب له كيف دخلوا الى الحديقة الخلفية ؟
الضابط" عائداً الى كرسيه ": سيد طارق ... هل هناك أعداء لك أو للسيدة زينب ... أو هل تشك في أحدهم ؟
طارق : صراحةً ... لا ...
الضابط : و أين الآنسة " ينظر في الأوراق التي أمامه" الآنسة كارول طنوس حنا ...
طارق : انها في الخارج ...
الضابط : شكراً على افادتك سيد طارق ... يا ابني أحضر لي الآنسة كارول
يخرج طارق ... بينما كارول تدخل الى المكتب ... يوقفها طارق ممسكاً ذراعها ...
طارق " يهمس ": كارول سأترك لكِ السائق كي يأخذكِ الى البيت ...
كارول : حسناً سيدي ...
أدهم : طارق ... ما هي الأخبار ...
يمشي طارق مصاحباً لأدهم : أه يا صديقي ... لا توجد أخبار ... ولكن كيف زينب ؟
أدهم : لقد اتصلت قبل قليل بكرم ... وقال لي بأنها قد أصابها انهيار عصبي حاد ... أه ...مسكينة أختي ....
طارق : هيا اركب في السيارة
يدخلان السيارة ثم يتوجهان الى المشفى الذي تتواجد فيه زينب ....
يمشيان في الممر ليصلا الى كرم الذي يخرج من غرفة زينب بردائه  الأبيض
طارق : كيف هي الآن؟
كرم : لقد أخذت ابرة مهدئة ... و هي بخير ... ولكن أخبروني أهناك أي أخبارٍ عن صلاح
طارق " يزفر مخللاً أصابعه في شعر رأسه": لا ... للأسف ... هل يمكنني الدخول ؟
كرم : نعم ...
أدهم : أريد التحدث معك يا كرم " و يسير معه واضعاً يده على كتفه "
يدخل طارق الى غرفة زينب  .... يمسك كرسياً ليقربه من زينب التي تتمدد على السرير ... فاتحة عينيها ... مع انهمار الدموع منهما ....يمسك طارق احدى يديها ... مقترباً منها ...
طارق : عزيزتي زينب ... أعلم بأنكِ تتألمين الآن لأن صلاح قد خطف ... ولكن كوني واثقة بأن الله معنا ... اه ... أين زينب تلك الفتاة القوية التي واجهت كل تلك المصائب التي حلت على رأسها ... أين توكلك على الله و ايمانك الكبير بالله .... أين هي الفتاة التي حثتني على الالتزام بالصلاة ... " يمسح دموعها بأنامله "... لا يا زينب لا ... لم أعتد على رؤيتك هكذا ...
" يتفاجأ طارق بفتح الباب بقوة ... فيلتفت اذ يجد هويدا تدلف الى الغرفة  ... تجلس على حافة السرير لتمسك بيدها بعد أن أبعد طارق يده عنها ..."
هويدا : زينب ابنتي ... سيعود باذن الله ... توكلي على الله ...
" تستند زينب ... لترتمي في أحضان أمها و تبدأ في البكاء ... بينما طارق يمسك دموعه التي على وشك النزول  ... "....
طارق : أنا أستأذن ... فسوف أتابع الشرطة ...
هويدا : ليس هنالك أخبار بعد ؟
طارق : لا ... ليس بعد ..." يرن هاتفه " ...
يخرج من الغرفة  ....
طارق: أه أمي ...
عصمت " من بين شهقاتها " : طارق ... لقد اتصل أحد ما و طلب فدية 50.000.000$ مقابل صلاح
طارق : متى هذا ؟
عصمت : اتصل للتو ... و بعدها اتصلت بك فوراً.. أه و قال ألا نخبر الشرطة والا سوف يقتلوا صلاح
طارق: ولم يخبرك كيف أو أين سنعطيه هذه الأموال ؟
عصمت : قال سيتصل مرة أخرة و سيخبرنا ... المهم دبر المبلغ ...
طارق : حسناً أمي ... " يغلق معها ... ليطلب رقم أحدهم و يبدأ بالتحدث معه " ...
😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑
  تدخل فتكات المشفى على عجلة من أمرها متوجهة الى مكتب كرم ...
تطرق باب مكتبه ثم تدخل ...
كرم : عزيزتي فتكات " يحضنها " ...
فتكات : كيف هي زينب الآن ؟
كرم : كيف ستكون " يجلسان على الأريكة "ليكمل : بأسوأ حالاتها ...
فتكات : و هل هناك أخبارٌ جديدة عنه أم لا ؟
كرم " مطأطأ رأسه ": للأسف لا ...
فتكات " تتنهد ماسحة وجهها بيديها ": زينب فتاة مسكينة تخرج من مشكلة لتواجة الأخرى ...سأذهب للاطمئنان عليها " تقف" ...
كرم " يقف مقابلها ... ممسكاً ذراعيها ": لا تذهبي الآن لها ... لأنها نامت بالعافية ... و أمي عندها الآن ... " يقترب منها ": أنا من يحتاجك الآن ..
فتكات " بدلع ": أنت ؟.. بماذا تحتاجني ...
كرم : بأن تقفي معي في محنتي ....
فتكات : ألستُ واقفة معك الآن ...
كرم : اجلسي أريد بأن أخبركِ بشئ يا حبيبتي ..
فتكات : يا ماذا ... ماذا ؟
كرم : يا حبيبتي ... أفي هذا الأمر شيئ...
فتكات : هذه أول مرة تقولها لي ...
كرم " بابتسامة تظهر مدى الحزن ": اتمنى من الله ان يرجع لنا صلاح لأتم زواجنا ...
فتكات : يا رب ...
......................................................................
                  مركز الشرطة ....مكتب الضابط
الضابط : ألديك أقوال أخرى آنسة كارول ؟
كارول : لا يا سيدي ...
" يقف الضابط متوجهاً الى الكرسي الذي أمامها  مشعلاً سيجارة "...
الضابط : لماذا أشعر بأنك متورطة في هذا الحدث ... ولكن على العموم ... وقعي الآن على الافادة و بعدها اتركي محل الاقامة ...
كارول : حاضر ....
تخرج كارول ....
بعد نصف ساعة .....
طارق : حضرة الضابط ماذا سنفعل ؟
الضابط : لا عليك ... سنخطط للأمر و سنخبرك ... قلت لي بأن التسليم غداً ...
طارق " يزفر ": نعم ... سأذهب الآن .." يصافحه "...
الضابط : مع السلامة ...
😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶
               في صباح اليوم التالي ....
يركب طارق سيارته و معه زينب ...
زينب : أين المكان الذي ستقابلهم فيه  بالضبط ؟
طارق : قالوا عند البحيرة ...
زينب " بنفاذ الصبر  ": و متى سنصل تلك البحيرة ؟
طارق : اصبري ... اصبري ... أنا لا اعلم لمَ أصريتي أن تحضري معي ...
زينب : طارق ... هذا ابني يا طارق فلذة كبدي ... و لكن أنت لم تخبر الشرطة صحيح ؟
طارق  " بتوتر ": أنا لم أخبر أحدا...
زينب : أفضل فأنا لا أريد فقدان ابني ....
" يصلان الى المكان المحدد "....
زينب : أين هم ألم يقولوا بأنهم سيكونون هنا عند الساعة الواحدة ظهراًّ
طارق : لا أدري ...." يرن هاتفه "  ألو
مجهول : سيد طارق ... نحن أخبرناك مسبقاً بألا تخبر الشرطة ... و لكن ماذا فعلت أنت ... ذهبت و أخبرتهم ...
طارق : لا ... أنا لم اخبر أحداً ....
مجهول : بلى أخبرتهم ... لذا ... لا تلومونا بما سنفعل .... " يسمعون صوت سقوط شيئٍ ما في البحيرة ... يركضان الى مصدر الصوت ... لتجد زينب ذلك الوشاح الذي كان يلتف به صلاح .....
زينب " تصرخ ": ابني ... أين ابني .... " متوجهة الى طارق " أين ابني يا طارق ...
" لتتفاجأ بخروج الشرطة من كل مكان "
زينب : أهذا اتفاقنا ؟ الم تقل لي بأنك لم تخبر الشرطة .... " تضربه بقبضة يدها على صدره مع شهقاتها المتزايدة  " لتردف بعدها : لماذا كذبت أه ... ابني ... و أين ابني الآن ... أحضره لي .... " تجثو على ركبتيها  في حالة صدمة ... بينما هو لم يستوعب الموضوع بعد ...."
" مرت خمس ساعات ... و الشرطة تبحث عن صلاح في البحيرة الكبيرة و الواسعة ... لكن دون جدوى ..."
الضابط : لا وجود لجثمان الطفل في البحيرة ... ربما هذه خدعة ....
أدهم : وماذا سنفعل الآن ؟
الضابط : سننتظر ...
زينب " تبكي  و تصرخ ": سننتظر ماذا ؟ هاه قل لي .... قل لي يا أدهم ... قل لي يا كرم هاه ... وانت يا طارق ... قولوا لي جميعاً ... ماذا سننتظر ... أريد الاطمئنان على طفلي ... انتم لا تشعرون بما أشعر .... أمي اخبريهم ... أخبريهم بما تشعر الأم عند فقدانها لوليدها " تحتضن أمها التي لا تتوقف عن البكاء " ...
😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶
                 قصر عائلة المصري.... ليلاً
يسود الحزن في المكان ... بكاء و عويل ...
طارق : زينب ... دعينا نصلي وندعو الله ...
زينب " بصوتٍ باكٍ ": حسناً... " تقف مستندة الى طارق " ...
مها : و أنا سآت للصلاة و الدعاء معكم ....
أدهم : و أنا أيضاً....
......" قضوا تلك الليلة في الدعاء و اقامة الليل " ...
في الصباح الباكر ....
" يجلس كل من أدهم و مها على المائدة  ينتظرون قدوم الآخرين لطعام الافطار "
أدهم " يهمس ": لا تنسي اليوم مشوارنا الى دار أيتام في منطقة بعيدة من هنا ....
مها : و كيف سنذهب و نحن في هذه الظروف ؟
أدهم : لا ذنب للأطفال الذين وعدناهم بالقدوم اليهم ... لذا يجب علينا الايفاء بوعدنا ...
مها : و لكن ماذا سنقول لطارق و زينب ؟
أدهم : لا شئ ... فقط لدينا مشوار مهم ... هذا اذا سألونا ... اما اذا لم يسأل أحد ... فلا داعٍ لذلك ...
عصمت : صباح الخير يا أبنائي ...
ادهم & مها : صباح الخير يا أمي ...
أدهم : متى سيعود عمي حازم و جدتي نورس من الاسكندرية ؟
عصمت : في القريب العاجل ان شاء الله ...
مها : و كيف صحة جدتي الآن ؟
عصمت : بخير ... لن تخبروا حازم ولا امي نورس بشئ...
مها : طبعاً ... لن نخبرهم ... أمي أريد ان اخبرك شيئاً
عصمت : ماذا هناك ؟
مها " بتوتر ": سأسافر  أنا و أدهم بضعة أيامٍ  لأمر ضروري الى قرية صغيرة
عصمت : ونحن في هذه الظروف ....
أدهم : خالتي هويدا ... نحن مضطرون الى ذلك  ..
عصمت " بعدم موافقة ": أنتم ادرى .......
😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑
                       بعد عدة أيام ....
يجلس طارق بجانب زينب التي تسرح في الأفق ....يلوح بيده أمام عينيها ....
طارق : هاي ... يا مكتئبة ...
زينب " بعصبية معدلة جلستها ": أوف ماذا هناك ؟
طارق " بابتسامة واسعة ": ماذا هناك ؟ لمَ انتِ هكذا و بهذه الحالة ؟
زينب " بنفاذ صبر  تصرخ ": يا لك من انسان عديم الاحساس  .... الى هذه اللحظة لا اعلم عن ابني صلاح شيئاً ... و انت تبتسم ....
طارق " بابتسامة ": يا شيخة ... بِلا تفكير في هذا الموضوع بِلا هم
زينب " مستغربة من عدم مبالاته ": ماذا 😲؟" تقف : ما الذي تقوله أنت أجننت ... الهذه الدرجة لا يعني لك صلاح شيئاً؟
😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣😣
           Please 💓💓vote+comments"


متاهات الحياه                                                     حيث تعيش القصص. اكتشف الآن