طارق " يقهقه ليقف ممسكاً ذراعيها ": اهدئي يا عزيزتي ... لمَ كل هذا الصراخ ....
" تفلتُ ذراعيها من بين يديه "
زينب : انتَ رجل ليس لديك جنس الاحساس ولا... " تسمع صوت خطوات أحدهم يقترب منها قائلاً : ما .... ما ....
تلتفتُ زينب ... لتتفاجأ من وجود صلاح ... يحاول الركض ليدخل في حضن أمه الدافئ....
زينب " تحتضنه ": ابني .... يا عمري انت ... " تنهمر دموعها و دموع كل الموجودين على باب الغرفة "
تتوجه زينب الى طارق حاملة بين ذراعيها صلاح ... قائلة : كيف حدث ذلك ؟ كيف استطعتم العثور عليه ؟
" يرجع به الزمن الى الوراء قبل عدة أيام"...
يدخل طارق الصالة ... ليجد مها تحمل بين يديها حقيبة ملابس ...
طارق " متفاجئ ": ما هذا ؟
مها " بتوتر ": هذه حقيبة
طارق " بغضب ": اعلم بأنها حقيبة ... لمن هذه ؟
مها : لدي سفرية مهمة ... سأقضيها من ثم أعود...
طارق " ممسكاً ذراع أخته بعنف ": ونحن بهذه الظروف تفكرين في السفر ؟
في لحظة دخول أدهم ....
أدهم : أترك يدها يا طارق ...
طارق " باستنكار ": و ستذهب أنت معها و تترك اختك ؟ هاه ...
أدهم : هذا أمر ضروري ... ولقد اجلناه مرتين من قبل .. ولا يُحتمل التأجيل أكثر ....
طارق " بغضب " : امممم اذن هكذا الأمر ...
مها : أخي ... ارجوك ...لا تغ...." يقاطع قائلاً ": لا تتحدثي معي أبداً ... لا كلام بيني و بينك أبداً....
مها " بعينين باكيتين ": أخي ....
" يخرج طارق من الصالة مشتعلاً بناره "
أدهم : لا بأس " يحمل حقيبتها ": هيا بنا " ينظر لساعته " فلقد تأخرنا ....
مها : هيا ....
........ في الملجأ.....
مديرة الملجأ : أهلاً و سهلاً بكما ... تفضلا من فضلكما ....
" و بدأت تريهما مرافق الملجأ ... الى أن وصلت الى الأطفال دون السنتين "
المديرة : تفضلوا.... ها هم الأطفال دون السنتين ... طبعاً و كما ترون فانهم يحتاجون الى الكثير من الأشياء ونحن لا نستطيع تلبية كل متطلباتهم " ...
ولكن ... يلفت نظرهم ذلك الطفل ... الذي يصرخ بقوة ... ليوجها أنظارهما اليه ... اذ به ... صلاح....
ينظران الى بعضهما بصدمة ... ثم يقبلان عليه لتحمله مها قائلة : صلاح يا عزيزي ... " تحتضنه ليسكت بمجرد حضنها له "
المديرة " باستغراب " : هل تعرفان هذا الطفل ؟
ادهم : نعم انه ابن أختي و ابن أخيها ... و لكن كيف وصل الى هنا ؟
المديرة : وجدناه بالأمس ملقياً عند باب الملجأ
مها " باكية ": أوه يا عزيزي ... سنأخذه الى امه ...
المديرة : ولكن .. ليس بهذه السهولة ... هناك اجراءات يجب أن تقوموا بها ...
أدهم : سنقوم بجميع الاجراءات الممكنة ... المهم ان نعيد صلاح الى حضن أمه ...
.......
ادهم : هذا ما حدث معنا بالتفصيل الممل ...
زينب : و هل علمتم من الفاعل ؟
طارق : لقد قامت الكميرات المركبة على بوابة الملجأ بالتقاط بعض ملامح الشخص الذي وضع صلاح عند بوابة الملجأ ... فبحثت عنه الشرطة حتى وجدته ... و أخبروني بأنه الآن يتم اجراء التحقيق معه ... و ما وصلني من التحقيق بأن هذا الشخص قد تم استئجاره لقتل الطفل ... ولقد قَبِلَ ذلك مقابل مبلغ مادي ... ليعول به عائلته الفقيرة ... لكن لم يستطع رميه في البحيرة بسبب تأنيب ضميره له فاضطر الى السفر الى مكان بعيد لِألَّا يستطيع أحد بأنه لم يقتل الطفل و ياخذ الاموال ممن استأجروه ...
عصمت : المهم الآن بأن صلاح بين يدينا ... و هو بأمان ... هيا دعونا نتناول طعام الغداء....
يجلس الجميع على المائدة ....
نادين " بصوت عالٍ ": ستأكلون من دوني " يتغير وجهها ألوان عند رؤيتها لزينب و في حضنها صلاح " ...
طارق : أهلاً عزيزتي ...
نادين " تحتضنه " : كم اشتقتُ لك حبيبي ..." تنظر الى زينب التي تشتاظ غيرة ... تبتسم ابتسامة جانبية لتبدأ السلام على الجميع "....
نادين " تجلس بجانب طارق واضعة يدها في ذراعه و تقابلها على طاولة الطعام زينب ": و كيف صلوحي اليوم ؟
زينب " ببرود ": اسمه صلاح ... و ليس صلوحي ...
نادين "تتكلم بدلع تحاول ان تغيظها ": أدلعه عزيزتي ... عادي أليس كذلك يا حبيبي وحدي " ممسكة فكة "
"يبعد يدها عن فكه قائلاً": نعم هو كذلك ...
" لا تستطيع زينب تمالك نفسها "
زينب : سأذهب الى غرفتي ...
عصمت : هات صلاح فقد اشتقت له ....
" تعطي زينب صلاح لجدته ... وقبل خروجها من الصالة تنظر الى طارق الذي تطعمه نادين بيدها ... تقبض يدها ... ثم تركض غاضبة الى غرفتها "...
زينب " بصوت عالٍ تحدث نفسها وهي تمشي ذهاباً و اياباً ": ما بي يا ترى ... زوجة و تطعم زوجها ... عادي
.. ليس هناك شئ في الأمر ... هل أنا اغار عليه ... بالطبع لا .. فهو لا يعني لي شيئاً ... كيف لا يعنيني ... فهو زوجي كما هو زوجها ... أه لو استطيع الامساك بها ... لاقتلع رأسها عن جسمها ... تلك الحمقاء ... كيف ... كيف تأتي و تحضنه أمام الجميع هكذا ... عديمة تربية و عديمة اخلاق أيضاً... نعم فهي تربية ملاجئ... " يدخل طارق الغرفة "
زينب " تصرخ " : كيف تدخل الغرفة بدون اذن ؟
طارق : طرقت الباب ثلاثاً و ظننتك تقولين لي ادخل ...
زينب : اناااا.... أناا لم أقل ادخل كنت أحادث نفسي
طارق : كالمجانين ...
زينب " تصرخ ": نعم ... أنا مجنونة ...ماذا تريد ؟
طارق " بهدوء ": أبي و جدتي سيرجعون غداً و طلبت مني جدتي احضارك معي ...
زينب " بصراخ ": أنا ... و لم لا تأخذ نادين " بغيظ " حبيبة قلبك ...
طارق " يمسك فكها ": و هل تغارين يا فتاة ؟
زينب "بارتباك ": أنا ... لا ... لا طبعاً " تحاول الابتهاد عنه "....
طارق : عينك بعيني ...
زينب : لا ...
طارق : اذن تغارين ؟
زينب : لا ... انظر انظر.... لا اغار عليك " تحدق وعينيها في عينيه ... فتبحر في بحرهما ... "
يقطعهما طرق الباب لتدخل كارول و بيدها صلاح ...
كارول : سيد طارق الضابط جوزيف خليل في الخارج و يريد مقابلتك ؟
زينب " تهمس في اذنه ": من هذا ؟
طارق : انه الضابط المحقق في قضية خطف صلاح ...
زينب: سآت معك ...
..... في الصالة ....
طارق : أهلاً حضرة الضابط جو ...
الضابط جو : أهلاً بك سيد طارق ... أهذه السيدة زينب " يمد يده ليصافحها "
زينب : آسفة ... فأنا لا اسلم على الرجال ...
ينظر طارق لها بفرح ثم ينظر الى الضابط جو ...
طارق : ما هي قهوتك حضرة الضابط؟
الضابط : سكر زيادة ...
طارق : كارول ...
كارول : نعم سيد طارق ...
طارق : من فضلك فنجان قهوة سكر زيادة ....
كارول : حاضر سيدي " تنظر الى الضابط جو الذي يتأملها بابتسامة عريضة ... تستغرب لنظراته تلك ثم تخرج من باب الصالة ليراقب هو طيفها و هي تغادر يقاطعه صوت طارق قائلاً: تفضل سيد جو ما هو الموضوع المهم الذي ستحدثني به ؟
يخلل أصابعه في شغر رأسه ثم يتنهد قائلاً : أعلم بأننا وجدنا ذلك الرجل الذي حاول قتل ابنكم لكن المصيبة بأنه لا يعرف اي معلومات عن الخاطف الرئيسي ...
طارق : كيف هذا ؟... أوف ... و ما هو المطلوب الآن ؟
الضابط جو : المطلوب الآن بأن تحضر الى المركز لتوقع على استلام الطفل ... و سيظل الملف مفتوحاً الى أن نتوصل الى المجرم الحقيقي ...
كارول : تفضل سيدي القهوة ...
الضابط جو : شكراً أنسة كارول ...
" تبتسم له ابتسامة مصطنعة ثم تغادر "
.... بعد ربع ساعة ...
طارق : كارول من فضلك اصطحبي السيد جو الى الباب
كارول : حاضر ... تفضل سيد جو ..
" سارا معاً الى أن وصلا الى البوابة ... توقف ليمسك بيدها ... قائلاً: آنسة كارول ... لو سمحت ممكن أن تعطيني رقم هاتفك من فضلك...
" تسحب يدها فوراً... وتكتف يديها ... "
كارول" باستغراب رافعة حاجبها " : ولمَ سيد جو ؟
الضابط جو : لأمرٍ مهم ... فأنا دبرت موعداً اليوم فقط من أجل أن أراك و آخذ رقم هاتفك ...
كارول " بتكبر ": هذا مستحيل " تتركه و تدخل الى الداخل " ...
😏😏😏😏😏😏😏😏😏😏😏😏😏😏😏
..... غرفة زينب ...
زينب : أيعقل هذا ... اريد ان أعرف من قام بخطف صلاح ... أريد فقط ان أعرف لمَ خطفوا صلاح هاه ...
طارق : زينب كفي عن التفكير الآن ... أه صحيح هل صليتي ركعتين شكر لله ...
زينب : لا ... و هل فعلتها أنت ؟
طارق : على الفور عند السماع بعودة صلاح ...
زينب" بدلع " : سبقتي ....
طارق " يمسك كتفيها فينظر الى عينيها " : يا صغيرتي أنتِ " تحتضنه دون ادراك لفعلتها... بعد فترة وجيزة .. تبتعد عنه محمرة الوجنتين من الخجل "...
😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶😶
مطار بيروت ... في صباح اليوم التالي ..
أدهم : ها هو عمي و جدتي ...
يركضون عليهم بالأحضان ...
مها : قد اطلتِ الغيبة يا جدتي ... ستة أشهرٍ في الاسكندرية
الجدة نورس : أوه ... انتم تعلمون مدى حبي للاسكندرية هذا اولاً ... و ثانياً الوعكة الصحية التي تعرضتُ لها ...
زينب : حمداً لله على سلامتكِ يا جدتي ...
الجدة نورس : اوه يا حفيدتي زينب ... كم اشتقتُ لكِ و لصلاح ...
كرم : و للين ايضاً أليس كذلك ؟
الجدة نورس : بالطبع .. كم فرحتُ بعودتها ...
مها " بخبث ": جدتي .. و ما هي هديتنا هذه المرة ؟ هاه ...
الجدة نورس : أوه ... انها هدية مختلفة تماماً ... لقد ذهب حازم لاحضارها ... اه ها هو قادم ...
فتكات " تهمس بأذن كرم ": من هذا؟
كرم : لا أعلم ...
حازم : ها هو يا أمي ...
الجدة نورس : ها هي هديتي لكم هذه المرة ... الشيف محمد خالد الاسكندراني ... مشهور جداً هناك ... و أتيتُ به الى هنا لكي يطعمنا اشهى المأكولات المصرية و خصوصاً الاسكندرانية ... فالفتيات في المطبخ عندنا لا يطهين الأكل المصري على الأصول ...
مها " تقبل وجنتها ": أوه يا جدتي ... ما أجملها من هدية !
كرم : و اخيراً سنأكل الأكل المصري على أصوله ...
فتكات : ساجربه لأول مرة في حياتي ...
🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄🙄
قصر عائلة المصري ليلاً ... صوت الضحكات
مسموع
الجدة نورس : كم اشتقت اليك يا لين ..
لين : و انا يا جدتي ... مع انكِ كبرت قليلاً في السن ... لكنك لا زلت تحتفظين بذلك الجمال الآخذ .. قولي لي يا جدتي " تهمس " كيف تحافظين على جمالك و أناقتك هكذا ... هاه
أدهم : أوه ... لو أن جدي هنا لغار عليكِ يا جدتي من هذا الكلام ...
يضحك الجميع ...
الجدة نورس : تجامليني يا فتاة ... لقد كبرنا ... هاه
لين " مقطبة حاجبيها ": لا تقولي هذا الكلام يا جدتي ... فالذي يراك يقول بأن عمرك في العشرين
الجدة نورس : يا فتاة ... كفاك مجاملات ... ادهم ابنتك كبرت و اصبحت فتاة جميلة بلسان معسول ...
ادهم " ينظر لطارق و زينب ": أه يا طارق ... لو ان صلاح بعمر لين لزوجتها من الآن و تخلصتُ منها ..
لين " متخصرة ": ما هذا الكلام يا ابي ؟
طارق : ألا ترين نفسك في المرآة ... أصبحت كبيرة و حان وقت زواجك ...
لين : هاي ... ما بكما ... لن اكلمكما ابداً ... سأكلم فقط عمي كرم ... همممم
" تدخل نادين الصالة ... لتلقي التحية على الجميع " ...
لين " متمتمة": أتت البومة ...
"يضغط ادهم على شفته السفلى باسنانه مؤنباً اياها "
لين " لأبيها " : ماذا ؟ ... ألا أقول الحقيقة ؟
يرن هاتف طارق ...
طارق : عن اذنكم ...." يقف على الشرفة مغلقاً الباب الزجاجي الذي يفصله عن الصالة "
طارق : ألو شكري .... اين أنت يا رجل؟
مجهول : سيد طارق ؟!
طارق: عفواً.... انت لست شكري ... من انت؟
😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑😑
Please 💓 Vote+comment 💓
أنت تقرأ
متاهات الحياه
Mystery / Thrillerقصة تتحدث عن فتاه في ربيع عمرها اسمها زينب تواجه العديد من الصدمات في حياتها فكيف يا ترى ستواجهها