10

8.2K 232 13
                                    

(الفصل العاشر )
دخل حسام إلى المطبخ فوجد والدته وع أبنته جالسين على الطاوله يتناولوا وجبة فطورهم ....ألقى حسام تحيه الصباح بطريقه مقتضبه وعبث بشعر أبنته  وتوجه إلى الموقد ليصنع لنفسه فنجاناً من القهوه   فهو يشعر أن رأسه سينفجر من الصداع  فالنوم جافاه منذ حديثه مع خلود ...هو يعلم أنها محقه فى طلبها ..يعلم أن من حقها أن تحصل على موافقة ومباركة أمه ولكن ..ماذا يفعل هو ؟...هو حائر بين أن يرضى والدته التى ربته وتربى أبنته بعد وفاة زوجته ... وبين حبيبته التى أمتلكت قلبه بعد أن ظن أنه لا يملكه من الأساس
نظرت والدة حسام إلى أبنها وإلى حاله الذى لا يعجبها ..صحيح أنه لا يقاطعها عندما أعلنت رقضها التام لزواجه من خلود ولكنها دائماً تشعلر أنه معها ليس بطبيعته ..يتعامل معها فقط بدافع الواجب وليس على طبيعته
نظرت إ لى أبنته  الملتهيه بوجبتها  ولا تدرى بما يحدث حولها   ..   هى أساس قرار رفضها  لزواج حسام من خلود ..لا يمكنها أن تستأمن تربية حفيدتها لمجرمه حتى لو كانت سجنت ظلم فهى  أولاً وأخيراً  سجنت مع المجرمين  لفتره من عمرها  وبالتأكيد أثر ذلك على سلوكها  وعلى شخصيتها ..هى أم من حقها أن تخاف على أبنها وحفيدتها ..فهل يلومها أحد ؟
ربتت عاليه على يد جودى الصغيره وقالت لها : روحى ياله ياحبيبتى أطلعى شقتكم ألبسى هدومك عشان متتأخريش على المدرسه
فأومأت الصغيره وقالت لأبيها الذى كان يصنع قهوته فى صمت : هتوصلنى يابابى ؟
فقال لها دون أن يلتفت لها : لأ روحى أنهارده مع طنط ليلى 
فأومأت الصغيره فى حزن وخرجت من المطبخ ...
نادت عاليه أبنها فى حزم : حسام
فألتفت لها وهو بيده كوب القهوه وقال : نعم يا أمى
( لو مشكلتك معايه  ..فبنتك ملهاش ذنب ..مش من حقك أنك تعاملها كده ولا تكسر بخاطرها ..أفتكر أنها ف الآخر يتيمه وملاش غيرك ..تعوضها عن أمها ونكون اب وأم )
فأبتسم بسريه وقال : البركه فيكى يا أمى ..أنت تعوضيها
( وأنا مش هعيش لك العمر كله ياحسام )
فوضع الفنجان على الطاوله بعنف مما جعله يسكب بعض قطرات على  الطاوله وقال بعنف : أنتى عايزه أيه منى يا أمى ؟
(عايزاك تفوق لنفسك ولبنتك وحياتك )
فصر على أسنانه وقال : حاضر يا أمى ..أى أوامر تانيه
(أنا مش بأمرك ياحسام أنا بوجههك ..ده حقك عليه لما بلاقيك بتغلط بوجهك )
فخبط بأصبعه على صدره وقال بعنف :   وأنا من أمتى كان عندى فرصه للغلط يا أمى عشان توجهينى ...من يوم ما تولدت وأنتى بس بتوجهينى وأنا بقول حاضر وطيب ..ذاكر ياحسام ..حاضر ...ألعب رياضه ياحسام ..حاضر ..بلاش كوره ياحسام ألعب ألعاب قوه ألعب ألعاب تفيدك  وتخليك  تقدر تجتاز الأختبارات عشان تدخل كلية الشرطه ...حاضر ..أدخل كلية الشرطه ياحسام  عايزاك تبقى ظابط أنت لازم تبقى أحسن واحد فى أخواتك من أبوك لازم لما يحتاجوا حاجه يلجأولك مش العكس ..حاضر ..أتجوز ياحسام دى بنت حلال ومتربيه ..يتجوز حسام من غير جدال  ومش مهم حبها ماحبهاش ..مبسوط مش مبسوط ..مش مهم المهم يسمع الكلام  ويتجوز ...وف النهايه يوم ما أتجرأت وأختارت أكتشفت أنى حتى ما أملكش حرية الأختيار ..أنى موجود بس عشان أنفذ الأوامر ... ودلوقتى طالبه منى أدوس على قلبى  وحتى ما أحزنش على حاجه اتمنيت أنها تكون ليه  وأتعامل عادى
نظرت عاليه إلى أبنها  ولأول مره ترى الحقيقه أمامها ..حسام طفلها نتاج زواجها من رجل كان لأخرى قبلها  فوجدت نفسها دون أراده منها تتصارع دائماً ليكون هو الأفضل  وساعدها هو بأطاعته لكل هذه الأختيار فهو أبداً لم يتذمر أو يشتكى قبل ذلك ..دائماً كان أبنها المطيع ..الملبى لكل  رغباتها ..هى كانت تعتقد أن سكوته وطاعته لأنه يريد نفس ما تريده لذلك كانت متطمئنه ..ولكن كلامه اليوم يعنى شئ ىخر ..يعنى أنه فقط أطاعها لأنه واجبه وليس لأن هذا ما يريده
قالت عاليه بتردد : هو ..أنت ياحسام مش كنت طول عمرك  سعيد بلى كنت بأختاره ليك
فأجابها بسخريه : مش شايفه أنه سؤال متأخر أوى ي أمى ..متأخر سنين كتير أوى
وضعت يدها على صدرها تستشعر بألم شديد وقالت : جاوبنى يا أبنى ..أنا عمرى غصبتك على حاجه أنت مش عايزها
فأبتسم بالم وجلس أمامها على الكرسى المقابل وقال : الصراحه لأ ..أنتى عمرك ما غصبتينى ..طول عمرك بتقولى لى أيه رأيك ياحسام تعمل كذا
فأرتاحت قليلاً وقالت : طيب يعنى كنتى بسألك رأيك أهو
( كنتى بتسألينى يا أمى .. وأنا كنت بجاوبك بلى عارف أنه هيسعدك ..طول عمرى ما أنا وأنا صغير بسمعك تقولى لى ..عايزه أشوفك ظابط ياحسام ..أمنية حياتى اشوفك ظابط ..عشان كده كنت عارف أنك بتأهلينى عشان أكون ظايبط ..فعشان كده لما طلبتى منى أسيب الكوره ..سبتها ..لما طلبتى منى أعد لياقتى البنيه عشان أمتحانات القدرات  عملت كده فطبيعى لما تخيرنى أن كنت أدخل كلية الشرطه ..أنى أوافق وأتحمس مش عشان أنا عايز كده ..عشان أنتى  هتكونى مبسوطه بده والفرق كبير أوى يا أمى ....وهو ده نفس السبب إلى خلانى أتجوز أم جودى يا أمى ..لازم تفهمى يا أمى أن كل إلى كنت بعمله ومن جوايه مش مبسوط بيه ..كنت بعمله عشان أبسطك أنتى ..كنت بقول على الأقل لما أشوفك سعيده وراضيه  أكيد أنا كمان هكون مبسوط وراضى )
نزلت دمعه من عيون عاليهع فمسحتها بعنف وهى تقول : أنتى بتصورنى أم أنانيه أوى يا حسام
( لا عشت ولا كنت يا أمى ...أنا مش بلومك ولا بعاتبك لأنى عمرى ما قلت لك لأ ..يمكن لو كنت قلت لك لأ وأنتى صممتى كنت ساعاتها هلومك ..بس انا كنت ساكت وراضى  )
( يعنى أنت أهو مكنتش بتقول لأ ..مكنتش بتعارض ..أنا مكنتش أعرف أنك عايزه حاجه تانيه ..أنا لو ..
فقاطعها قائلاً : ولما عرفتى يا أمى أنى رغبتى ضد رغبتك ..عملتى أيه ؟
علمت أنه يحدثها عن موضوع زواجه بخلود ..هو الآن يذكرها أنها  أن كان هو دائماً  يضحى برغباته  من أجل  سعادتها  وعندما طلب سعادته لأول مره هى أستكترتها عليه
ربتت عاليه على كفه برفق وقالت : أنا عارف أنى كلامك صح ..يمكن فعلاً أنا أنانيه ..عمرى ما سألتك أنت عايز أيه ..عمرى ما فكرت غير فى إلى أنا عايزاه وبس ..ويمكن كمان دى أول مره تطلب حاجه لنفسك بس عقولك يابنى ما تغلطش غلطتى ..أنك كنت أنادايماً ببص لروحى وأنا عايزه أيه  ونسيتك  أنت ونسيت رغباتك فأنت بتعمل دلوقتى زييى
فقطب جبينه  بعدم فهم وقال : أزاى ؟
( أنت بتختار عشان نفسك ونسيت بنتك ....تفتكر خلود هى الأم الى تختارها لجودى يا حسام...تفتكر الماضى مش هيفضل يطاردها  ويأثر على حياة بنتك )
( ليه يا أمى كده ...مش معنى أنها أتظلمت فى حياتها وعاشت فتره صعبه  أنها بنى آدمه  مش كويسه  ...بالعكس أنا شايف أن خلود أحسن من ناس كتير  عاشوا حياه  طبيعيه ..يمكن حياتها  الصعبه  دى  تكون عملت منها  أنسانه جديره بيه ... ماتخافيش يا أمى  أنا واثق من قرارى ...يمكن ده أول قرار أخده فى حياتى بس واثق أنه قرار صح )
سكتت والدته قليلاً ثم قالت : خلاص يابنى أعمل إلى يريحك ...يمكن أنا من جوايه رفضه بس بحق كل السنين إلى  غصبت عليك فيهم تنفذ بس إلى أنا عايزاه  أنا موافقه على خلود يا حسام
قفز حسام من مكانه وأحتضن رأس والدته وقبلها على بشده ثم جثى على ركبتيها أمامها وأمسك كفيها  يقبلهم بشده  وهو يقول :ربنا يخليكى ليه يا أمى ... أنا مش مصدق نفسى
ربتت أمه على  رأسه وهى تبتسم من بين دموعها وتقول : أتمنى موافقتى تخليك تسامحنى على إلى فات ياحسام
فقبل كفيها مره أخرى وقال : ماتقوليش كده يا امى .. أنتى كنتى عايزالى دايماً الأفضل
فربتت على رأسه وقالت : ومازالت والله ياحسام ..أنتى مش أبنى ياحسام ..أنتى أخويه وأبويه وصاحبى وكل إلى ليه ف الدنيا ...من يوم ما اتجوزت أبوك وعرفت أنى مش أكتر من زوجه بس عشان يسد أحتياجاته وأن مشاعره وحياته كلها مع أم ولاده ومراته الله يرحمها ومن بعدها ولادها  وأنا كنت ببص لك أن أنت الوحيد إلى فى حياتى ..عايزاك دايماص أحسن حد ف الدنيا ... وفعلاً يابنى أنت أحسن حد ف الدنيا حد غيرك كان ثار وغضب من زمان  وأتمرد بس أنت فضلت تقول حاضر وطيب  ونعم ..وحتى لما  رفضت لك أول طلب ليك فى حياتك  ما عارضتنيش وخليت رفضك جواك   فحقك عليه يابنى لو كنت ظلمتك
مال حسام برأسه وقبل قدميها التى على الأرض وقال : أوعى تقولى حقك عليه يا امى ..أنتى فوق راسى ورضاكى عليه أهم من أى حاجه ف الدنيا كلها
رفعته من ذراعه وأستقامت ليستقيم معها وقالت وهى تمسح دموعها : أحنا قلبناها دراما ليه كده ..عايزين نفرح  ..روح ياله بشر خلود وعرفها  أنى وافقت  وحدد ميعاد نروحلهم نطلبها من أمها
خرج حسام مسرعاً  ولكنه وقف وألتفتت لأمه وقال : طب ووالدى
(سيب أبوك عليه ..مش هيعارض صدقنى )
فأبتسم وأتجهه مسرعاً غلى الخارج ليبلغها الخبر بنفسه ......................................................................................................

(فداويني بترياقك) الجزء الثالت من سلسلة داء العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن