( الفصل الرابع عشر )
وصلت ليلى إلى منزل جدتها وفتحته ودخلت بهدوء وأضاءت الأنوار ونظرت حولها إلى البيت البسيط بمحتوياته البسيطه وأبتسمت بألم فبرغم بساطة المكان وبرغم أنه لا يرتقى إلى المنزل ألذى كانت تعيش فيه مع فارس ألا أنه ملكها فجدتها قبل أن تتوفى وقبل أن تتدهور حالتها الصحيه كتبت الشقه البسيطه التى كانت تمتلكها بأسم ليلى لأنها تعلم أنها ليس لديها مكان أو عائله من بعدها وهى تعلم أن خالها كان سيطردها منه لو كان البيت ليس ملكها لذلك فكرت أن الحل الأمثل كان أن تكتب البيت بأسمها ..وقتها ليلى شعرت بالفرح فمعنى ذلك أن جدتها برغم من شدتها معها ألا أنها فى قرارة نفسها كانت تحبها وتفكر فيها
لم تفكر ليلى أن تبيع الشقه رغم أنها كانت فى حى يعتبر شعبى وصغيره ولكنها كانت فى قرارة نفسها دائماً تشعر أن هذا المكان هو الشئ الوحيد الذى تمتلكه فى هذه الدنيا لذا لم تفرط فيه وها قد جاء اليوم الذى أحتاجت له فيه , فمن اليوم سترجع لحياتها القديمه وقد تركت كل شئ خلفها ..فهى قبل أن تخرج من منزل فارس بعدما ألقى عليها قنبلته ودخل معتكفاً فى الحمام لم تفكر مرتين وهى تترك مفاتيح الشقه والسياره حتى هاتفها تركته وفقط سحبت مفتاح شقة جدتها وخرجت كما دخلت منذ خمس سنوات بلا أى شئ ولولا أنها لا تملك ثياب من ثيابها القديمه فى شقته لكانت خلعت الملابس التى ترتديها لأنها من أمواله
هى لا تريد أى شئ منه .. لا تريد سيارته أو هاتفه أو أى شئ هى قررت أنها ستبدأ من جديد وستمحو سنون عمرها الخمس التى عاشتهم معه كأنها لم تكن ...لا تريد أن تذكر كيف كانت غبيه وتحملت كل هذا وهو بكل سهوله ذهب وأستبدلها بأخرى .
تنهدت وهى تشعر أنها أصبحت مستنفذه فهى طوال عمرها أعتادت أن تخسر من تحبهم ..أعتادت أنها غير مهمه بالنسبه لأى أحد وكانت تعلم فى قرارة نفسها أن فارس أولتها أو أخرتها كانت سيخونها ..ألم تكن تعلم ..ألم تكن من فتره تبحث عن دليل على خيانته ...من الممكن أنها لو كانت عرفت بخيانته قبل ذهابها للطبيبه كانت من الممكن أن تسامحه فأن كانت هى ضعفت وتركت آخر يلمسها فهو بالتأكيد سيضعف لكن بعدما علمت منة الطبيبه أنه السبب فى مشكلتهم معاً وأن الجزء الأكبر من حل مشكلتهم يقع على عاتقه فأزاداد غضبها عليه فهو بدلاً من أن يحل مشكلتهم لجأ لآخرى تحل له مشكلته ولتحترق هى فى الجحيم لا يهم
نفضت الأفكار عن رأسها فأمامها يوم طويل فالشقه مليئه بالأتربه رغم أنها كانت تداوم على نظافتها ولكنها من فتره لم تنظفها لذلك هى الآن أمامها يوم طويل من التعب وهى ترحب بأى مجهود بدنى يجعلها تنسى كل شئ وبعده تنام دون تفكير فيما سوف تفعله غداً .................................................................................................................
خرج فارس من الحمام فوجد الغرفه فارغه وبعدما بحث فى الشقه علم أن ليلى قد غادرت الشقه ....دخل إلى غرفتهم فلمح على الطاوله هاتفها ومفاتيح السياره والشقه فأتجه إلى خزانة الملابس فوجدها كماهى ....زفر بأختناق فهو يعلم أن ليلى ذهبت إلى منزل جدتها وأنها قصدت أن تترك ورائها كل شئ وكأنها رساله واضحه أنها لا تريد منه شئ
هو يعلم بكبريائها فهو بصعوبه أقنعها أن تستعمل أمواله ..أقنعها أنه يعيش فى مستوى معين ويجب أن تكون زوجته على نفس مستواه ..فى الأول رفضت وأصرت على أستقالالها ولكن بعد أختلاطها بعائلته أكتشفت أنها لن تستطيع أن تجاريهم ألا أن كانت مثلهم فلذلك أذعنت ولكن فى نفس الوقت لم تستغنى عن أستقلالها فهى لم تستغنى عن وظيفتها وحتى أنها رفضت أن تبيع منزل جدتها .....لذلك هو يعلم أنها الآن وبعدما قاله لها أنها ستعود إلى حياتها وتخرجه منها كما أنه لم يكن موجود فى حياتها
فهذه هى ليلى دائماً قويه لا يمكن أن يهزها أحد أو يؤثر فيها فراق أحد ..دائماً ما تمضى فى حياتها مهما بلغت خسائرها أو فقدت غالى عليها
هو لا يعلم لما أخبرها أنه خانها ولكنها أستفذته بكلماتها وهو بالأصل يشعر انه تحت ضغط فأمل منذ عودتهم وهى تلح عليه باللقاء وتطلبه كل دقيقه على هاتفه حتى أنها فى آخر مره بكت بشده وهددته أنها ستنتحر أن لم يأتى لها
ولأنه شعر بالفرق بين أمرأه يحبها ولكنه لا يفرق معها وبين أمرأه عرفها ليومين تبكى من أجله ذهب أليها ولكنه كان فى نيته أن يفهمها أنه سيقطع علاقته بها بكل هدوء ولكنها لم تمهله أى فرصه وهى تمارس عليه كل فنون الأغواء وفى النهايه وجد نفسه يسقط فى فخ الخيانه مره أخرى وهو الذى عزم الأ يكررها ليعود إلى منزله فيجد ليلى أمامه تخبره أنها ترفضه ,انها لا تريده بل الأصعب أنها تخبره أنها سليمه وأنها يمكنها ألأنجاب وهو الذى عاش معها كل هذا العمر لا يريد أن يجرحها وتأتى فى النهايه ترمى بكلامها فى وجهه
هو يعلم أنها النهايه فليلى لن تسامحه وهو أيضاً لا يمكنها أن يعيش معها ويخونها لذا الحل أن ينفصلوا .................................................................................

أنت تقرأ
(فداويني بترياقك) الجزء الثالت من سلسلة داء العشق
Romanceتجذبنى إليك تاره ..... وتبعدنى عنك تاره وبين البعد واللقاء تتوقف الأزمنه .... لا أعلم من أنا ..لا أجد نفسى سوا معك .... وتضيع نفسى معك لا تفهمنى ..أعذرك ..فأنا أيضاً لا افهم نفسى .... تقيدنى بقيدوك وأن حللت قيدى تمسكت أنا به . أنظر أليك أجدك الداء و...