( الفصل السابع عشر )
نزلت ليلى من عند الطبيبه وهى تشعر بنفسها أصبحت افضل , فهى بالرغم من أنها أنفصلت عن فارس ولكنها أستمرت فى جلساتها فهى تشعر فى كل مره أنها تصبح أفضل وتصبح أقوى ...الجميع يراها قويه ولكن الله وحده يعلم أن مظهرها هذا تدارى به الضعف الذى يسكن بداخلها ..فلا أحد يمكنها أن يحتمل الوجع التى تحملته فلا أحد شهد على فراق جميع من يحبوه ومن لا يحبوه تواليه بهذه الطريقه ..ولا أحد شاهد وعايش كمية الرفض التى عاشتها من ناس من المفترض أنهم كانوا كل مالها ...تنهدت وهى تخرج من باب البنايه لترفع رأسها تستنشق الهواء ثم فتحت حقيبتها لتتأكد من الأموال التى بحوزتها وتعدهم وتعد معهم أحتياجتها التى من المفترض أن تشتريها قبل أن تصعد إلى شقتها
فتحت محفظتها وعدت ما معها وفكرت أنها بحاجه لمال لمواصلاتها ومال لتبتاع خضار من السوق ثم ابتسمت وهى تتذكر أنها الآن تشترى وتأكل ما تطهوه بيدها فحماتها الغاليه لم تجعلها تدخل إلى المطبخ أو تطبخ أى شئ وعندما أعربت لفارس عن أمنيتها أن ياكل من صنع يدها أبتسم وقال أنه معتاد على أكل والدته ولا داعى أن تتعب نفسها , هو لا يعلم كم كانت تحتاج إلى أن تطهو له من يدها حتى تشعر أنها فى منزلها .. رفض كما رفضت والدته أن يكون لها أى شأن فى أى من شئون المنزل لذلك هى أرتضت أن تعيش فى البيت وهى مدركه بداخلها أن وجودها ليس أكثر من وجود ضيفه ..أما الآن فهى تشترى ما يحلو لها وتطهو ما يعجبها بالطريقه التى تعجبها وليس التى تصنعها أم فارس
نظرت مره أخرى إلى محفظتها وهى تفكر أن الجلسات تستنفذ منها أموالاً كثيره لذلك هى طلبت بأستحياء من الطبيبه أن تخفف الجلسات إلى جلسه أسبوعيه فأبتسمت الطبيبه ووافقت وهى تعلم أنها تعلم أسبابها
وقفت تتنتظر أى مواصله عامه فالميزانية لا تسمح برفاهية سيارات الأجره عندما لمحتها .. هى سيارة فارس مصفوفه على الجانب الآخر من البنايه التى بها الطبيبه
تقدمت قليلاً لتتأكد من أرقامها أنها فعلاً سيارته عندما رأته هو جالساً خلف المقود وجبينه يستريح على مقود السياره كأنه نائم ..قطبت جبينها وهى تتساءل بداخلها عن سر وجود فارس أمام مكان طبيبتها
وقفت عند السياره فوجدت نوافذها مغلقه فطرقتها بعنف جعلت فارس ينتفض من جلسته وينظر حوله ثم نظر بجانبه ليرى ليلى واقفه متكتفه تنتظره أن يفتح فلعن نفسه على غبائه الذى جعله يغرق فى رثاء نفسه حتى داهمه النوم ولم يشعر بنفسه وهو يغفى
فتح باب السياره ونزل وهو يحاول أن يتحدث بهدوء ليكتسب وقت حتى يختلق كذبه
تنحنح قائلاً : أزيك ياليلى
فقالت ليلى بغضب : أكيد أنت يا فارس ممشتش ورايه كل ده عشان تسألنى أزيك
ذكيه ..ليلى ذكيه وهو يعلم فلا يمكن أن تخيل عليها أى كذبه
لم يرد عليها فقالت تسأله وكان أقرار أكثر منه سؤال : أنت بتمشى ورايه يافارس ..بتراقبنى ...ثم رفعت يدها وأشاحت بهم قائله وقد ارتفعت نبرة صوتها : أنا مش مصدقه ..مش مصدقه
أمسكها فارس من ذراعيها وقال : ليلى وطى صوتك ..الناس بتتفرج علينا ..ممكن تيجى معايه نتكلم بهدوء فى أى مكان
نفضت ذراعها التى مسكها وقالت وهى تتطلع حولها لتجد واحد أو أثنين من الماره تباطئ فى مشيته ليشاهدهما وقالت : ومكان ليه ....أحنا نتكلم هنا خلى الناس تتفرج
جز فارس على أسنانه وقال : ليلى ...من فضلك
فرفعت هى أصبعه وهى تقول بلهجه محذره : من فضلك أنت يافارس ..أنت أخترت حياتك وأنا كمان أخترت حياتى فمفيش داعى أنك تمشى ورايه أو أنك تعترض طريقى ..بمعنى أدق ..أنا مش عايزه أشوف وشك تانى يافارس
هذه المره أمسك بذراعها بحزم وقال : تعالى معايه يا ليلى ..لو عايزه الحكايه تخلص يبقى لازم ننهيها وأحنا لوحدينا مش لازم جمهور
طاوعته وهى تأفف وجلست بجانبه ولكنها رفعت أصبعها وقالت : هنروح بيتى لو عايز تتكلم
نظر لها ولأول مره منذ أن سار خلفها صباحاً يرى ملابسها وبساطتها ...كان يليق بها البساطه كما يليق بها الفخامه ببساطه ليلى كانت جميله فى كل شئ ترتديه .. من يراها لأول مره يقول أنها عادية الجمال ولكن بالنظر إلى ملامحها الصغيره وسمرتها الجذابه يرى جمال مختبئ حتى وهى الآن بوجهها الشاحب الخالى من كل أدوات الزينه وعينها التى يظللهم خطوط الأرهاق يراها جميله بل أجمل نساء الأرض
أومأ برأسه وقال : حاضر ياليلى هنروح بيت جدتك
فتكتفت وقالت بنبره طفوليبه : ده بيتى مش بيت جدتى ...هى كتبته ليه وبئه بتاعى
فأبتسم وألتفت وأدار السياره وأنطلق
.............................................................................................
دخل والد بنان إلى مكتب تميم دون أستئذان غير مهتم بأعتراضات السكرتاريه أو أى احد كان يحاول أيقافه .. وقف تميم ونظر إلى الرجلان الجالسان أمامه ثم إلى صديقه حاتم الواقف بجانبه وقال بتوتر : عمى ؟!
فقال الحسينى بغضب : عايزك ياتميم
نظر تميم للرجلان وقال : أكيد ياعمى ..ثم نظر للرجلان وقال : بعد أذنكم هنكمل كمان ساعه ..تقدروا تتفضلوا تتناقشوا فى إلى أتكلمنا فيه وبعدها نتكلم
أنصرف الرجلان فنظر الحسينى إلى حاتم بسخريه وقال : والبيه مش هيخرج
أجفل حاتم من لهجة الحسينى التهكميه وقال وهو يسحب أوراق من على المكتب : أنا رايح مكتبى
خرج حاتم وأغلق الباب فقال تميم : أتفضل أقعد يا عمى
فقال الحسينى بغضب : أنا مش عمك ... وأن كنت الأول عمك فبعد أنهارده مش هكون ....ورفع أصبعه محذراً وقال : يومين هو أقصى مده ليك عشان تكون ورقة طلاق بنتى عندى وألا هفضحك ...وأنت عارف أننا ف بلد بنحب الفضايح أوى ولا أيه
نظر تميم له وشعر بالأرتباك وقال بتلعثم : عمى ..بنان فهمت ...
فصاح الحسينى : بنتى مفهمتش غلط ... وأنت عارف ياتميم باشا
كان سيلتفت ويخرج عندما دخل حاتم وهو يقول بسخريه : ما بدرى يا باشا
نظر له الحسينى بشراسه وقال : أبعد عن الباب يا حاتم ..صاحبك عرف أنا عايز أيه ولو أنت خايف على مصلحتك ياريت تخلى ينفذ إلى أنا قلت عليه
أبتسم حاتم بسخريه وقال وهو يضع يده فى جيبه ويقول : غريبه أنك لسه ليك عين تتكلم ياباشا ...أنا لو منك أستخبى
نظر له الحسينى بعدم فهم وقال : أنت قصدك أيه
دخل حاتم إلى الغرفه وقال موجهاً كلامه إلى تميم وكأنه لا يرى والد بنان : بنان موجود فى مصح لعلاج الأدمان ....يعنى بنتك مدمنه ياباشا ...ثم أكمل وهو يبتسم أبتسامه صفراء : والجميل فى الموضوع أن دكتور أسامه الى هى مرافقاه هو إلى وداها
لم يشعر الحسينى بنفسه ألا وهو يلتفت لحاتم وبكل قوته صفعه على خده وهو يقول بغضب : أخرس ياحيوان .... أنت عشان تدارى على القرف إلى بتعملوا سوا عايز تتهم بنتى فى شرفها
كان تميم يحاوط حاتم بذراعيه ليمنعه من أن يتطاول على والد بنان ويرد له صفعته
صاح حاتم بغضب : روح شوف بنتك مرافقه مين وهى مش دريانه ...إلى بيته من أزاز ياباشا .....
كان الحسينى سيضربه مره أخرى عندما داهمه ألم شديد فى صدره فأمسك بجانب صدره وترنح ثم سقط أرضاً ..............................................................................................................
أنت تقرأ
(فداويني بترياقك) الجزء الثالت من سلسلة داء العشق
Romanceتجذبنى إليك تاره ..... وتبعدنى عنك تاره وبين البعد واللقاء تتوقف الأزمنه .... لا أعلم من أنا ..لا أجد نفسى سوا معك .... وتضيع نفسى معك لا تفهمنى ..أعذرك ..فأنا أيضاً لا افهم نفسى .... تقيدنى بقيدوك وأن حللت قيدى تمسكت أنا به . أنظر أليك أجدك الداء و...