12

7.9K 199 3
                                    

( الفصل الثانى عشر )
نزلت مريم ويوسف من الطائره وكل منهما يضع نظاره سوداء على أعينه وكأنه أتفاق ضمنى بينهم أن يحمى كلاً منهم نظراته من الآخر .....بعدما حدث بينهم أو بمعنى أدق ما كان سيحدث أنزوى كلاً منهما فى جانب وألتزموا الصمت حتى نهاية الرحله .
وضع يوسف يده حول كتف مريم ليجعلها بجانبه ولا يقفدها فى وسط الزحام ولكنها أزاحت يده بعنف جعله ينظر لها مستغرباً فنظرت له بغضب ولم تتكلم ..هى تعلم أنها حركه تلقائيه ولم يقصد منها أى شئ ولكنها غير مستعده لأى تواصل بينهم بعدما كان سيحدث فى الطائره , فهى ورغم مرور عدة ساعات على ماحدث ولكنها مازالت متأثره وغاضبه من نفسها فى آن واحد .
أنتهوا من أجراءات الدخول وأنتقلوا للجانب الآخر من المطار ووقتها لمحت روجيدا تنتظرهم ومعها زوجها ووالدها 
لوحت مريم لروجيدا فردت لها روجيدا التلويح بحماس شديد جعل زوجها يمسكها من ذراعها وينظر لها بغضب 
نظر يوسف إلى روجيدا وزوجها يعنفها فنظر لمريم بسخريه وقال :مفيش أحسن من الراجل الشرقى ها .... ثم تمتم مكملاً : متخلف 
لم تعلق مريم على كلامه فهى لا تريد أن تدخل معه فى جدال 
أرجع يوسف نظره مره أخرى إلى روجيدا و زوجها فلمح والده واقفاً معهم فوقف مره واحده قبل أن يصلوا لهم ثم أمسك بذراع مريم التى كانت تتقدمه بخطوات مسرعه للقاء زميلتها فنظرت له بغضب وقالت : يوسف أنت أتجننت فى أيه ؟!
فضغط على أسنانه بشده وقال بنبره غاضبه : أنتى عارفه أنه جاى 
قطبت جبينها ثم علمت دون سؤاله أنه يقصد والده فهى لا يخفى عليها أن يوسف وأبيه على خلاف شديد ..صحيح أنها لا تعرف ماسبب الخلاف أو بمعنى أدق لاتعلم تفاصيله فكل ما فهمته أنه غاضب من أبيه لأنه أنقطع عن زيارتهم منذ أن كانوا صغار ولكنها لاتعلم تفاصيل هذا الخلاف ولما هو لم يسامح والده رغم أن روجيدا سامحته وعادت لتعيش معه 
نزعت ذراعها منه بغضب وقالت : لأ طبعاً مكنتش أعرف .....وحتى لو كنت أعرف ..أيه المشكله أنه يجيى يستقبلك أنت مفروض تكون مبسوط مش تتضايق 
نظر لها بغضب ثم نظر بأتجاه أخته التى كانت تنظر له بترقب فهى الوحيده التى يشعر أنها تشعر به فوجدها تستحثه بنظراتها أن يقترب ولا يخذلها فأبتسم له مطمئناً ثم وضع نظارته التى كان قد رفعها فوق رأسه على عينه مره أخرى وتقدم مريم فى صمت 
وصلوا عند روجيدا ومن معها فألقت مريم نفسها على روجيدا وأحتضنتها بشده لدرجة جعلت الأخيره تتأوه فسحبها طارق بطريقه رآها يوسف خشنه و لكن طارق كان يريد ألاطمئنان عليها وبمجرد أن سمع صوتها تتأوه لم يشعر بنفسها الأ وهو يسحبها من بين ذراعى صديقتها ويزرعها فى حضنه ويرفع رأسها ليسألها بقلق : أنتى كويسه 
فنظرت له وقالت برقه : أه كويسه ماتقلقش والله 
( أمال ليه قلتى آه؟!)
فأبتسمت وقالت : مفيش والله ياحبيبى ماتقلقش 
فزفر بأرتياح فقالت له : ممكن تسيبنى أسلم على جووو
فتركها على مضض فأقترب يوسف وقال ساخراً : أسلم ولا لسه ..
فأقتربت روجيدا من يوسف وأمسكت بذراعيها وقبلته على وجنته وقالت : وحشتنى ياجوو
فأبتسم يوسف وقال : ممكن احضنك ولا لازم أذن من حضرة الظابط 
فأحتضنته برقه وقالت : لأ طبعاً بس براحه عشان حمزه الصغير مش بيطيق حد يجى جمبه 
فأبعدها وقال مكرراً : حمزه 
( أه حمزه أبنى ..أن شاء الله حضرت الظابط حمزه )
وقبل أن يجيبها تدخل والدهم قائلاً : أزيك يا يوسف 
ألتفت يوسف بغضب إلى والده الذى كان يحاول أن يتجاهله منذ أول القاء وقال بأقتضاب : كويس 
فمد نجيب يده إلى يوسف وقال : طب مش هتسلم عليه 
فنظر يوسف إلى يده وبعد تردد وضع يوسف كفه فى يد والده وسحبها بسرعه 
نظر طارق إلى الحقائب التى وضعها الحمال خلفهم وقال : دول بس شنطكم كده يا جماعه 
فنظرت مريم وقالت : أه ...دول كده كلهم 
فأشار طارق للحمال وقال : طب طلعهم بره ..ثم نظر لهم وقال : أنا هخرج أوري له عربيتى 
فتدخل نجيب وقال : حطهم عندى ياطارق عشان مريم ويوسف هيجوا على عندى 
فنظر يوسف إلى والده وقال بحزم : لأ ..أنا ومريم هننزل فى أوتيل وحاجزين فيه من وأحنا فى أمريكا ..ثم نظر لهم وأكمل بنفس الحزم : وده آخر كلام .................................................. .................................................. .................
وقف حسام مع خلود فى شرفة منزلهم فبعدما طلب عقد قرانهم تفاوتت ردود الأفعال مابين موافق ورافض فوالدته شهقت ثم نظرت له وكأنها تكتم غيظها أما والدة خلود ووالد حسام أبدوا موافقتهم ...وحدها خلود هى التى أحتفظت برأيها وظلت صامته لا هى عارضت ولا هى قبلت عندما لاحظ حسام نظراتها الحائره وصمتها أستأذن والدتها فى ان يختلى بها قليلاً فى الشرفه 
نظر حسام إلى خلود وقال بهدوء : خلود ..ممكن أفهم سكوتك ده معناه أيه ...معناه موافقه ولا رفض 
فقالت بصوت منخفض : خوف 
فردد بتساؤل وقال : خوف ؟!
( آه خوف ياحسام ..أنا حاسه أنى بحلم وفى لحظه هفوق والاقى كل حاجه زى ما كانت ..هلاقينى انا فى مكانى ومامتك لسه موافقتش وأحنا لسه بعاد ومفيش أمل أننا نقرب 
( وده حاجه كويسه ولا وحشه ياخلود )
( حاجه كتيره ياحسام ....حاجه كتيره أنا كنت طمعانه بس أنا والدتك توافق عليه مبدئياً والاقى نفسى بين يوم وليله جاى تخطبنى وعايز كمان كتب كتاب ..ده كتير على مخى أنه يستوعبه )
فأعتدل واقفاً وقال بحزم : بصيلى ياخلود 
فرفعت رأسها بخجل فقال : أنا هنا ..وأنتى هنا ...أنا جاى أخطبك ولو وافقتى فى أقرب وقت هتكونى مراتى وبعدها بمده قليله هتكونى فى بيتى ..ده مش حلم ياخلود ده حقيقه ...ها لسه خايفه 
( بصراحه ؟)
( ماتعودتش منك غير على الصراحه )
( أه خايفه ..خايفه تندم على تسرعك )

(فداويني بترياقك) الجزء الثالت من سلسلة داء العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن