بعد جلوس إليزا على المائدة شردت قليلا وهي تفكر ترى من أين أتى ذلك الصوت ، و يا ترى هل رأها أحد دون ثياب ، فبمجرد تفكيرها أنه قد يكون هنالك من رأها بدون ملابسها و هي عارية تشعر بالخجل الشديد ، و يحمر وجهها .
فلاحظت ماريا شرود إبنتها إليزا و إحمرار وجهها ، فأخذت ماريا الصحن من أمام إليزا و وضعت لها قطعة من الحلوى بالصحن و وضعتها أمام إليزا ، فقالت :
ماريا : فلتبدئي بتناول الحلوى خاصتك .
فإستمرّت إليزا بشرودها ، و لم تنتبه لكلام أمها معها ، فأشارت ماريا بيدها أمام وجه إليزا ، و قالت لها ،
ماريا : ألوو ... إليزا ، أين عقلك ؟ بما أنتِ شاردة ؟ و لما وجهك محمر هكذا ؟
فنظرت إليزا بإستغراب إلى أمها ، فأكتفت بأن تقول ،
إليزا : لا .. لا شيء .
ماريا : كيف تقولين لا شيء ؟ شرودك واضح ، و كذلك وجنتاك المحمرّاتان ، إليزا هل تكذبين علي ، هل تكذبين على أمك ؟
إليزا : لا .. أنا لم أقصد أن أكذب عليكِ ، و لكن لا يوجد شيء مهم .
ماريا : حسنا يا إبنتي ، إذا لم تودي التحدث عن الموضوع ، فلا داعي للتحدث فيه ، لكن إذا أردتي المساعدة ، أو الإستشارة ، فلا تترددي ولا تخجلي مني ، فأنا والدتك في النهاية .
لم تجبها إليزا ، إكتفت بإيماء رأسها موافقة على كلام أمها .
فأنهت إليزا قطعة الحلوى ، و هي تتصنع الإبتسامة أمام أمها لكي لا تقلقها عليها .
فبعد إنتهائها من طعامها ، قالت :
إليزا : أمي .
ماريا : نعم يا عزيزتي .
إليزا : قد أخبرتك في الصباح بأني ذاهبة للبحث عن منزل لنشتريه .
ماريا : أجل أتذكر ذلك ، و قد نسيت أن أسألك ماذا حصل معكِ ، هل عثرتي على واحد.
إليزا : بل عثرت على ثلاث منازل ، كل منزل منهم أجمل من المنزل الأخر ، لذلك أحضرت صورا للمنازل الثلاث ، لكي نختارها سوياً .
ماريا : هذا جيد ، إذا أريني الصور .
إليزا : حسنا أمهليني دقيقة لأحضرها لكي .
ماريا : حسنا.
أحضرت إليزا الصور و أرتها لأمها و لإميلي ، فأختارو المنزل الثاني لأنه قد نال إعجابهم .
ماريا : إنه منزل في غاية الروعة و الجمال .
إميلي : إنه فعلا جميل ، و هو به حديقة جميلة و كبيرة أيضا ، لقد أحببته.
إليزا : و أنا أيضا أحببته ، إذا غدا في الصباح قبل أن أذهب للرحلة سوف أمر على مكتب العقارات و أخبره بأننا نريده ، و سنذهب لرؤيته بعد عودتنا من الرحلة .