أخذتها الممرضة من يدها ناحية غرفة التمريض و أجلستها على المقعد و ذهبت إتجاه الخزانة لتخرج منها علبة الإسعافات الأولية، جلبت مقعد و جلست مقابلة لإليزا، أخرجت المعقم من العلبة و بدأت تمسح على الجرح بغاية الحذر ، و حاولت بدأ الحديث مع إليزا التى كانت مثل الصنم تنظر ناحية الجدران، سارحة بأفكارها لا تعلم ما يجري من حولها ، ظلت تتحدث الممرضة إلى أن إنتهت من تعقيم الجرح و لفها بالشاش الطبي، رفعت رأسها لتنظر إليها فوجدتعا لا تزال غارقة في أفكارها، فبدأت تلوح بيدها أمام وجه إليزا و هي تقول
الممرضة: مرحبا أين أنتي يا آنسة، هل تسمعينني
إليزا: ماذا..ماذا قلتي؟
الممرضة: هل تقصدين بأنكي لم تسمعني أبدا، إني أحادثك منذ وصولنا
إليزا : أنا أسفة لم أنتبه
الممرضة: أعلم لاحظت هذا ، لكن هل يمكنك إخباري لمل فعلت هذا بيدك المسكينة؟
إليزا: لأنني أنا السبب في ما حصل لأمي كل هذا بسببي أنا
الممرضة: أعتذر عن تدخلي لكن لم أفهم ما دخلك في ما حصل لأمك، على علمي بأن أمك تلك التي تعرضت لمحاولة قتل أليس كذلك؟
إليزا : أجل، هي كذلك
الممرضة: إذا ما دخلك في محاولة الإعتداء التي حدثت مع والدتك؟ يمكنك إعتباري كأخت لكي و كصديقة و أخبريني بما حصل بالتفصيل سرك في بئر عزيزتي
إليزا: إننا إنتقلنا حديثا إلى المدينة، و نحن لا نعرف بها أحد و منذ ثلاثة أيام ذهبنا أنا و أختي الصغرى إلى رحلة أقامتها الروضة التي تدرس بها، و كان من شروطها بأن يرافقها شخص كبير فذهبت أنا معها، و تركت أمي لوحدها
الممرضة: أتفهم كلامك، لكن لا دخل لكي بالذي حصل
إليزا : بلى لي دخل ، ما كان علي أن أتركها لوحدها، و أنا أعلم جيدا بأنها لا تستطيع حماية نفسها ، أنا المذنبة لقد وعدت والدي بن أحمي عائلتنا لكنني خلفت بالوعد
المرضة: لكن لما وعدت والدك؟ و أين هو الآن ألا يعيش معكم؟ و حتى و لو كنتي موجودة كيف كان بإمكانك حمايتها فهو في النهاية قاتل و ليس بالسهل علينا الهروب منه؟ أعذريني على فظاظتي و تدخلي لكني لم أفهم.
إليزا: إن أبي قد توفي قبل مدة قصيرة، و قبل أن يتوفى ترك لي وصية، و طلب مني بأن أعده بحماية عائلتنا، و أبي كان شرطيا، كان قد علمني كيفية إستخدام السلاح، و أنا أيضا لدي سلاح مرخص، أستخدمه لحماية عائلتي
الممرضة: أووو.... أنا أسفة ، لقد سألت أسئلة كثيرة من دون أن أحسب لها أي حساب، و أيضا وااو هل لديكي سلاح؟
إليزا: لا، لا عليكي، و أجل ،لدي سلاح و أنا دائما أحمله معي أينما ذهبت، و حتى عندما أنام يبقى بجانبي ، و بالمناسبة لم نتعرف على بعضنا بعد !