الولايات المتحدة الأميريكية:
في مدينة بالتيمور، كان يجلس ذلك الفتى البرتقالي، إنه جون ، كان في مكتبه سارحا يفكر في حبيبته، وكان يمسك بيده إسوارتها، التي إحتفظ بها لعدة سنوات، ويشتم رائحتها، كانت كالمخذر بالنسبة إليه، و كان يتحدث بينه و بين نفسه
جون: اوه، يا إلهي، كم تغيرت، كم كبرت، كأنها شخص أخر، لم تكن كأنها هي تلك نفسها الفتاة المشاغبة، و كان في عينيها حزن كبير، لم يترى كل هذا الحزن ، لكنني مازلت أحبها، و من المستحيل أن أتخلى عنها بسهولة، سأتقرب منها، و سأجعلها تحبني، وسأعرف سبب كل هذا الحزن الكبير التي تحمله زرقاواها، آه كم تعذبت بسبب هاتين العينين، اللتان اذاباتاني حبا و عشقا، أعدك يا صغيرتي بأني سأعود
دخلت كارولين إلى مكتبه، و هو لم ينتبه لها، بسبب تفكيره في إليزا ، فأصبحت تلوح بيدها أمام وجهه و تقول
كارولين: من الأرض إلى الفضاء الخارجي حول، هل تسمعني ؟
جون: ما..ما..ماذا، منذ متى و أنتي هنا؟
كارولين: منذو حوالي الخمس دقائق، لكن أين كنت شاردا ؟ ؟!
جون: لا، ليس بالأمر المهم لا عليكي
كارولين: جون، جون يا عزيزي ، لا تكذب علي مرة أخرى، لأنك فاشل في هذا، ثم هل نسيت بأنني صديقتك المقربة، و صندوقك الأسود، و أفهمك دون أن تتكلم
جون: لا ، هذا غير صحيح أنا لا أكذب
كارولين: توقف عن هذا و الأن أخبرني، منذ متى و أنت تعرفها؟
فتوتر جون قليلا قبل أن يتكلم، لأنه يعرف بأنه لا يستطيع الكذب عليها، و هي تفهمه من مجرد نظرة كما قالت له، معها حق، فمسح بيده على وجهه، هذه الحركة يفعلها عندما يتوتر أو يكذب و أجابها
جون : من تقصدين بكلامك، أنا لم أفهم !
نظرت إليه بنظرة قاتله، وضربت المكتب بيديها الإثنتين، لأنه لا يزال يكذب عليها، و هو كان يخاف هذه النظرة بشدة ، و قالت له
كارولين: إسمعني جيدا، أنت تعرف تماما من هي التي أقصدها بكلامي، و إن كنت مصرا على أنك لا تعلم عما أتكلم، فلن أطول حديثي معك، وداعا الأن لدي عمل مهم
جون: كارولين أنتي لم ....
لم تنتظر كارولين جون بأن يكمل كلامه، خرجت صافعة الباب خلفها بقوة لدرجة أنا الغرفة إهتزت من شدة الصفعة، فمسح جون على وجهه، و يفكر ما الذي سيفعله مع كارولين، لأنها غاضبة منه ، وهو كان لا يحب أن يراها غاضبة أو حزينة، و خاصة منه، و هو أيضا لا يستطيع أن يخبرها، و هو كان يعرف تمام ما الذي كانت تعنيه بكلامها .
منذ عامين :
كان الجو عاصفا و الأمطار تهطل بغزارة، كان الوقت متأخر ، نظرت إلى الساعة فوجدتها الواحدة بعد منتصف الليل، و أنا بطبعي إنسان غريب بعض الشيء ، كنت أحب أن أتمشى في هذه الأجواء ، كنت مستمتعا في الطريق و ألعب تحت الأمطار كالأطفال ، كانت الشوارع فارغة من الناس ، بسبب الطقس و الوقت المتأخر، و بينما أنا منسجم ، كنت قريبا من زقاق ضيق جدا، سمعت صوت فتاة تبكي، ترددت في الأول أن أذهب إليها لكنني إستجمعت قواي و ذهبت إليها فأجدها فتاة في كانت تبدو بأنها يتيمة أو فقيرة لا أعلم بالضبط ، كانت تبدو تائهة، و كان يبدو عليها التعب ، لم تنتبه إلي في البداية ، فوضعت يدي على كتفها و أنا أحدثها
الشخص : هاي، أنتي! !
نهضت من مكانها مسرعة و هي خائفة مني رجعت إلى الخلف حتى إرتطمت بالحائط، فأقامت إصبعها في وجهي مهددتا إياي قائلة
الفتاة: إبتعد عني يا هذا ، و إلا .....
قد كانت تتظاهر بالقوة و الشجاعة، و لكنها كانت ضعيفة للغاية، فقاطعتها قبل أن تكمل كلامها محاولا إستفزازها، كانت فتاة تمتلك وجها بريئا كلأطفال ليس جميلا و لكنه ساحر و آسر للقوب، و تمتلك جسدا فتاكا تجعل كل من يراه يرغب بإلتهامه ، و أنا كنت واحدا من أولائك الرجال
الشخص : و إلا ماذا ستفعلين؟ !
فبدأت بالتقرب منها و هي كانت خائفة للغاية ، وضعت يدي على فمها و هي تحاول سحبها لكنني سحبتها معي إلى منزلي بالقوة، و هي كانت تترجاني كي أتركها، لكنني لم أكن أرى شيئا سوى ذلك الجسد الذي أمامي لم أبه لدموعها، ولا لتوسلها إلى بأن لا أأذيها ، فأنا كنت أظنها واحدة من تلك الفتيات اللواتي يعملن في الحانات و البيوت المشبوهه، لأنها كانت في الشارع و في و قت متأخر فالبتأكيد هي كذلك و لن يضر إن إستمتعت قليلا، فأدخلتها إلى غرفتي و رميتها على السرير، و رغم محاولاتها لدفعي و إبعادي عنها إلا أنها لم تستطع لأنها كانت ضعيفة للغاية ، وهي فقدت وعيها، و أنا قمت بإغتصابها و هي فاقدة للوعي، لكنني فوجئت بأنها كانت فتاة عذراء، و أنا أول شخص يلمسها، ما الذي فعلته أنا سلبت منها أغلى شيء، ألبستها ثيابها بسرعة، و هي لا تزال فاقدة للوعي، و قمت بإعادتها إلى ذاك الزقاق بسرعة قبل أن يبزغ النهار، و عدت مسرعا للمنزل و قمت بتغيير ثيابي و خلدت للنوم، فالواقع لم أستطيع النوم ، أفكر بالذي فعلته بتلك الفتاة المسكينة، لكني لم أكن وحشا بلا ضمير هكذا، كان معميا على قلبي، شهوتي سبقت ضميري، و بعد صراع كبير بيني و بين نفسي قررت بأن أنسى الموضوع فليس لدي ما أفعل، و هي يبدو بأن ليس لديها أحد ليسأل عنها، لذلك سأنام و عندما أستيقظ سأعتبر كأن شيئا لم يكن
بالعودة للحاضر:
إستيقظت إليزا فنظرت إلى الساعة فوجدتها الساعة الثامنة وخمسة وأربعون دقيقة، فقفزت من مكانها بسرعة، لتجهز نفسها لتذهب إلى أمها
إليزا: أو يا إلهي ليس لدي الكثير من الوقت ، لقد نمت كثيرا
فنظرت إلى السرير فوجدت إيميلي غارقة في نومها لا تدري بما يجري حولها،
إليزا: حسنا، هذا جيد سوف أذهب و إيميلي ستظل نائمة ولن تشعر بغيابي، سأكون مطمئنة
فذهبت إليزا مسرعة إلى الحمام، غسلت وجهها، و قامت بتنظيف أسنانها، و بدلت ثيابها بسرعة و إتجهت إلى المستشفى .