دخلت الصديقتان إلى شقتهما وبدأتا بترتيب أغراضهما بعد أن اختارت كل واحدة غرفتها، وعند إنتهاءهما خرجتا لتناول العشاء في أحد المطاعم وعندما دخلتا إلى المطعم اختارتا طاولة منعزلة وجلستا تفكران في الوجبة التي سيختارانها
نظرت نور إلى ملاك وقالت :" أخبريني ماذا سنطلب بصراحة أنا محتارة ولا أعرف ماذا علينا أن نختار؟ " ، إبتسمت ملاك ثم قالت :" يالك من فتاة غريبة تحتارين حتى في نوع الوجبة التي ستختارينها! " فردت عليها نور بمثل إبتسامتها :" ماذا أفعل فجميع الأطباق تبدوا شهية جدا، إن هذا يجعلني أرغب في أن أطلبها كلها " ثم سكتت قليلا وتابعت " اسمعيني اطلبي أنت الطعام وأنا سأذهب للحمام ولن أتأخر، اتفقنا؟ !" فأشارت ملاك برأسها بمعنى أنها موافقة ، وقفت نور واتجهت إلى الحمام وفي طريقها اصطدمت بأحدهم وتسببت بوقوع هاتفه فانحنت لالتقاطه دون أن تنظر إلى وجه ذلك الشخص وعندما رفعت رأسها رأت شابا وسيما طويل القامة أنيق المظهر كان ينظر إليها نظرات لم تفهمها ،فشعرت نور بالخجل الشديد وأرادت أن تقدم الإعتذار إلى أن الشاب كان أسرع منها حيث قام بوضع سبابته على شفتيها و قال لها بصوت هادئ :" لا داعي للاعتذار يا جميلة فأنا المخطئ إذ أنني كنت واقفا في المكان الخطأ " ، لم تستطع نور أن تمنع نفسها من إلابتسام في وجهه فقد أعجبت كثيرا بلباقته وأسلوبه الهادئ في الكلام ، حتى أضاف الشاب قائلا :" عفوا يا آنسة هل لك أن تتصلي بي حتى أرى إن كان الهاتف يعمل ،طبعا إن لم يكن هناك مانع "، وبدون تفكير فتحت نور هاتفها وطلبت من الشاب أن يعطيها رقمه حتى تتصل به ،ففعل ذلك وبعد أن رن الهاتف قالت دون أن تشعر :" من الجيد أنه رن خشيت أن يكون قد تعطل فتطلب مني أن أشتري لك غيره " ، فضحك الشاب وأجابها بثقة :" لباقتي واحترامي لنفسي لا تسمحان لي بأن أطلب منك شيئا كهذا خصوصا أنني لا أعرف ظروفك المادية فأنا لا أحب إحراج الآخرين " ، لم ترد نور على كلام الشاب ولكنها استأذنته وقالت :" حسن علي الذهاب الآن لقد تأخرت عن صديقتي وداعا " ، وقبل أن تسمع رده أسرعت بالعودة إلى حيث كانت صديقتها، وعندما اقتربت من الطاولة دهشت بأصناف الطعام الشهية التي طلبتها صديقتها فابتسمت مبدية إعجابها بذوق صديقتها المميز، ولكن سرعان ما إختلفت هذه الإبتسامة بمجرد أن رأت تعابير وجه ملاك التي تسألها عن سبب تأخرها،
(هدوء قبل العاصفة ) هذا مانستطيع أن نعبر به عن حالة ملاك قبل أن تصرخ بصوت سمعه كل من في المطعم لتقول :" أين كنت يا نور لقد مضت نصف ساعة وأنا أنتظرك ، لقد برد الطعام بسببك أنأكله باردا الأن " فجلست نور وهي تحاول تهدئة صديقتها :" توقفي عن الصراخ لقد أفزعت الجميع إسمعي. ........." وحكت نور لصديقتها ما حصل معها وبعد أن سكتت قالت ملاك :" تذكرت ... طبعا أنت لم تنسي أن تمسح رقمك من هاتف ذلك الشاب أليس كذلك؟ " فتحت نور عينيها وهي تقول في نفسها حقا إنني غبية كيف نسيت هذا الأمر ولكن لا بأس فقد يقوم هو بمسحه فلا حاجة له به، قطع تفكيرها صوت ملاك وهي تحثها على الإجابة فردت نور محاولة إخفاء الحقيقة :" بالطبع فعلت ذلك ، فهذا أمر بديهي يا عزيزتي " ، وهكذا مر اليوم الأول في لندن بعد أن استمتعت الصديقتان بوقتهما وهما يتجولان في المدينة ويكتشفانها ثم عادتا إلى شقتهما ونامتا بسلام.
وعلى بعد كيلومترات وبالتحديد في الشقة 178 الواقعة في المجمع السكني الجديد، كان مستلقيا على سريره يحدث نفسه وهو ينظر إلى رقم هاتفها :" يبدوا أنها فتاة ساذجة ومن السهل خداعها، علي أن أتصل بها لأرى ردة فعلها لعلي أستطيع أن أستميلها وأقرب منها فأنا أحب هذه النوعية من الفتيات الحمقاوات اللواتي يسهل اللعب بعقولهن الصغيرة " ،وبينما
كان غارقا في أفكاره سمع صوت صديقه وائل وهو يسأله :" إياد أخبرني ماذا هناك، منذ عودتنا من المطعم وأنت شارد الذهن؟ " ،سكت إياد قليلا ثم أخبر صديقه بأمر الفتاة التي صادفها في المطعم وعن نيته في التقرب منها بأي طريقة ثم سأله :" أخبرني ما رأيك هل أتصل بها بصراحة إني أراها فتاتا بريئة ومغفلة وسيكون من الممتع اللعب معها " فأجابه
وائل :" وماذا عن لميس أولست تحبها وتطمح في الزواج منها و........." ، لم يكد وائل يكمل كلامه حتى خرجت من فم إياد ضحكات سمعها كل سكان المجمع واقترب من صديقه وقال :" قلت أحبها .....أنا أحب فتاة مغرورة كتلك. ...لا وتريد مني أن أتزوجها أيضا. .لا يا صديقي " استغرب وائل وتساءل :" أفهم من كلامك أنك كنت تخدعها طول تلك السنوات "، فرد عليه إياد بسخرية :" وهل كنت تظنني صادقا في حبي لها؟ ...لا يا عزيزي ففي الحقيقة لقد كنت أوهمها بحبي لها حتى أستطيع أن أتمكن منها، والأن بعد أن أخذت منها ما أريد لم أعد بحاجة لها "، لم يستطع وائل إخفاء حزنه على ما فعله صديقه مع الفتاة التي أحبته منذ سنوات فصحيح أن وائل صديق إياد المقرب ولكنه لم يكن راضيا أبدا على أفعاله وكان يطلب منه دائما بأن يتوقف عن اللعب بأعراض الفتيات ولكن بلا جدوى، فقال وائل :" و المسكينة كانت تظن بأنك ستتزوجها...." ، لاحظ إياد علامات الحزن على وجه صديقه فقال متصنعا البراءة :" يا رجل لماذا تعطي القصة أكبر من حجمها فأنا لست أول من يعد فتاة بالزواج ثم يخلف بوعده، وإن كنت متأسفا لأجلها فلا تقلق ستنسى مع الوقت وعلى كل حال لقد دفعت ثمن غباءها وغرورها " ، وبعد لحظات استسلم وائل للنوم أما إياد فكان يفكر في أن يتصل بتلك الفتاة وبالفعل أخذ هاتفه وخرج ليكلمها.
**************************************************************
بينما كانت نور تغط في نوم عميق سمعت صوت رنين هاتفها ، وبدون أن ترى رقم المتصل أخذت الهاتف وردت بصوت يبدوا عليه النعاس:" من المزعج الذي يتصل بي في هذا الوقت ألا تعرف كم الساعة الأن " فأجابها إياد :" أعتذر على الإزعاج يا آنسة " ، و عندمآ عرفت نور صاحب الصوت شعرت بأن قلبها بدأ ينبض بشدة فالشاب الوسيم الذي كانت تحلم به قبل
قليل يتحدث معها الأن .....
في رأيكم مالذي سيحدث بين نور واياد؟
وكيف ستكون ردة فعل ملاك؟
أنت تقرأ
ليتني أرحل " الجزء الأول "
Teen Fictionأن أختار الرحيل لايعني بأنني ضعيفة ولست قادرة على المواجهة لكن أحيانا لسنا نحن من نختار بل الظروف هي التي تجبرنا على ذلك 👋