يا إلهي إنه ينظر إلينا بل هو ينظر إلي .... أنا خجلة جدا منه ،ليته يبعد نظره عني ولكنه لا يزال ينظر إلي ويضحك ......إنه يقترب منا، يبدو أنه قادم بإتجاهي ماذا سأفعل؟
_____________________________________________________________" تفضل يا آنسة بإمكانك تناولها فلقد كدت تحصلين عليها " فمدت نور يدها وأخذت حبة الكرز من عند سامي و وضعتها في فمها وبينما كانت تتلذذ بطعمها أمسكت جودي بذراع شقيقها وقالت بدلال :" لماذا أعطيتها إياها لقد كنت أريدها " فضرب أنفها بإصبعه السبابة بمرح قائلا :" عندما أعود في المساء سأحضر لك المزيد من الكرز وللآنسة أيضا" ففرحت جودي بكلام أخيها فهي تعلم بأنه عندما يعدها بشيء فهو يفي بوعده حتما ثم إلتفتت إلى نور وقالت:" نور ما رأيك أن تبقي معنا لتناول العشاء، ستكون أمي سعيدة جدا بهذا " فأجابتها نور بتوتر سببه وجود سامي الذي لم يبعد نظره عنها :" لا يا عزيزتي لا أستطيع البقاء فالوقت سيكون متأخرا ولن أستطيع العودة إلى شقتي " وهنا خرجت والدة جودي شمس والتي سمعت كلام نور فقالت :" لا بأس يا عزيزتي بعد العشاء سيوصلك سامي بسيارته ومعه جودي فلا تقلقي بهذا الشأن " فأحست نور بالإحراج وقالت :" ولكن يا سيدتي ......." لكن جودي قاطعتها قائلة :" لا دعي للتحجج ستبقين معنا يعني ستبقين إلا إذا كنت لا تريدين البقاء " فنظر الجميع إلى نور وسامي أولهم وكأنهم يسألونها إن كان ما تقوله جودي صحيح فأسرعت هي بالإنكار :" لا أنا لم أقصد هذا فلقد أحببتكم كثيرا وأريد البقاء ولكن كل ما في الأمر أنني مترددة قليلا " فضحك سامي وقال :" أظن أنني سبب هذا التردد يا آنسة أليس كذلك " فدهشت نور من كلامه وجرأته فكيف يتحدث معها هكذا وهذا أول لقاء بينهما ، والحقيقة بأنه على حق فهي محرجة منه بسبب رؤيته لها قبل قليل ولكنها لم تتوقع بأنه لاحظ ذلك بل وصرح به أمام الجميع.
____________________
كان يجلس على الكرسي ويحمل بيده مفتاح باب السجن الذي وضعت فيه ملاك عندما تلقى ضربة قوية على رأسه أفقدته وعيه، شخص ما ضربه بعصا غليظة وأخذ حمالة المفاتيح من جيبه ثم فتح الباب واقترب منها وهي فاقدة الوعي و ضعيفة القوى فسكب على وجهها كأسا من الماء جعلها تستعيد وعيها مذعورة فوجئت به وهو يفك وثاقها وعندما أرادت أن تتكلم وضع يده على فمها وقال :" لا تقولي شيئا ....كل ما عليك هو أن تفعلي ما آمرك به وثقي بأنني هنا لمساعدتك وإن كان لديك سؤال فسأجيبك عنه ولكن بعد أن نهرب من هنا " ، فسكتت كما طلب منها وتبعته وهي لا تفهم شيئا وبعد أن خرجا من القبو إتجها إلى أحد الأبواب السرية التي لا يعلم بوجودها أحد غير ألكس والتي كانت تفتح بكلمة سر حصل عليها مجد بفضل مساعدة شخص يعرف كل شيء عن ألكس وعن كل المخارج التي وضعها في المقر ، وبعد أن تمكن مجد من فتح الباب خرجت ملاك أولا وهو وراءها و هناك وجدا سيارة واقفة هناك فطلب منها الركوب بسرعة ثم ركب هو في المقدمة فقالت ملاك :" أخبرني لماذا ساعدتني على الهروب أنا واثقة بأن لك مصلحة في ذلك " فسكت مجد وهو يتذكر ما حدث معه بالأمس فعندما كان نائما رن هاتفه الخلوي و كانت مريم هي المتصلة وعندما سألها عن سبب إتصالها فوجئ بها وهي تقول بثقة :" إسمعني جيدا يا مجد أنا أعلم بنيتك في الهرب من المنظمة ولكنك لا تعرف كيف وإلى أين ستذهب فأنت لا تملك مكانا تلجأ إليه غير هذه المنظمة التي عملت فيها منذ سنوات .....إسمعني جيدا سأساعدك على الهرب وسأئمن لك مكانا آمنا تختبأ فيه ولكن لدي شرط " فسألها :" حسن وماهو شرطك " وكم كانت دهشته كبيرة عندما طلبت منه أن يقوم بتهريب ملاك وإبعادها عن العصابة ولقد قالت بأنها ستجعل لها بطاقة جديدة وبأنها غيرت إسمها وكل معلوماتها الشخصية، وبالطبع لن يكون هذا صعبا عليها فطبيعة عملها تجعل هذه المهمة سهلة ولقد أخبرته بأمر الباب السري ومكانه وأعطته كلمة السر التي يفتح بها فهذا الباب هو المنفذ الوحيد الذي يستطيعان الخروج منه دون أن ينتبه عليهم أحد فجميع الأبواب الأخرى محروسة جيدا وعليها كاميرات مراقبة ثم إنها أعطته مفاتيح السيارة ودلته على المكان الذي سيختبأن فيه ، لم تستغرب ملاك ما قامت به مريم كما توقع مجد ولكنها إبتسمت وقالت :" كنت أعلم بأن تلك الفتاة ستفعل المستحيل لتتخلص مني وتبعدني عن طريقها ولكنني أشكرها من كل قلبي على ما فعلته معي فبفضلها س ......" قاطعها مجد :" بفضلها ستبتعدين على العصابة وتعودين إلى حياتك الطبيعية ...أليس هذا ما كنت تريدين قوله ؟بصراحة لا أريد أن أخيب أملك ولكن يؤسفني أن أخبرك بأن حياتك لن تعود كما كانت عليه من قبل فلن تقدري على متابعة دراستك الجامعية ولن تستطيعي أن تتواصل مع أصدقائك ومعارفك فهذا يشكل خطرا عليك وعليهم أيضا ويجب أن تتوخي الحذر فلا تنسي بأن رجال الشرطة يبحثون عنك .... وليسوا هم فحسب بل رجال العصابة أيضا ولهذا عليك أن تودعي ماضيك الجميل وتستعيد لما هو آت، كلامي مفهوم ؟"، ولم يشعر مجد بأنه كان يحاور نفسه فسرعان ما غطت ملاك بنوم عميق بسبب إرهاقها وتعبها الشديدين فهي لم تذق طعم النوم منذ أيام .
___________________
"لقد كان طعام العشاء لذيذا جدا يا جودي حقا إنك محظوظة فوالدتك طباخة ماهرة " هذا ما قالته نور وهي تتكأ على سرير جودي وتضع يدها على بطنها بعد أن أصابتها التخمة من كثرة الأكل فردت عليها جودي وهي في الحالة نفسها :" ستكون أمي سعيدة جدا عندما تستمع إلى كلامك فهي تفرح عندما يمدح شخص ما طبخها " ،وبعد لحظات جلست نور بإعتدال وقالت :" جميل أن تكون لك عائلة كهذه، يبدوا أنك سعيدة معهم " فسألتها جودي :" نور حدثيني عن عائلتك أنت، فلم يسبق لك أن تحدثت عنهم " فأجابتها نور بحزن :" لا يوجد ما أحدثك عنه فأنا لا عائلة لدي " فقالت جودي :" ماذا ....لكنك حدثتني عن والدك وبأنه من أرسلك للدراسة هنا؟ " ردت نور :" أجل هذا صحيح أنا أعيش مع والدي ولكنني أعيش معه لوحدي فوالدتي توفيت منذ تسع سنوات وليس لي إخوة وأبي دائم الغياب عني بسبب عمله لذا فأنا لا أرى بأن حياتي كحياتك فلا أستطيع أن أقول بأنني وأبي كالعائلة " شعرت جودي بالأسف على صديقتها فليس من السهل أن يعيش الإنسان وحيدا بلا أهل ولكن سرعان ما إختفت ملامح الحزن من على وجهيهما بعد دخول الصغيران رامي ولينا اللذان أعادا البهجة إلى قلب نور وجودي بفضل خفة دمهما و مواقفهما الطريفة .و هكذا أعزائي إنتهى هذا الفصل من روايتي وارجوا أن يكون قد نال إعجابكم 😉
لا تنسو أن تشجعوني 😂😄
أنت تقرأ
ليتني أرحل " الجزء الأول "
Teen Fictionأن أختار الرحيل لايعني بأنني ضعيفة ولست قادرة على المواجهة لكن أحيانا لسنا نحن من نختار بل الظروف هي التي تجبرنا على ذلك 👋