إستيقظ باكرا وهو يشعر بصداع ، ربما بسبب إفراطه في الشرب ليلة أمس، آ تلك الليلة كم كانت رائعة بالنسبة له إنه عاجز عن وصف المشاعر التي كان يحس بها وهو يرقص معها وهو غير قادر على معرفة حقيقة هذه المشاعر فهو لم يسبق له أن شعر بها من قبل، ولقد كان يتذكر نفسه عندما كان معها لم يكن على طبيعته التي يكون عليها أمام أي فتاة أخرى ولكن يستحيل أن يقارن بينها وبين غيرها فهي بالفعل مختلفة تماما وفي كل شيء .
بعد أن تناولت ملاك فطورها ذهبت إلى الجامعة فمحاضرتها ستبدأ بعد قليل على عكس نور التي لا تزال تغط في نوم عميق فمحاضرتها تبدأ على الساعة العاشرة والنصف، إضافة إلى أنها لم تنم البارحة جيدا فقد إستيقظت من نومها وهي تصرخ بسبب الكوابيس التي أصبحت لا تفارقها منذ أن فعل بها إياد ما فعل، حملت ملاك كتبها وإتجهت إلى جامعتها، هي لا تريد أن يشغلها إنتقامها عن دراستها فهي أهم أولوياتها.
ذهب إياد إلى حيث إتفق مع الرجل الذي إتصل به بالأمس وذلك لإستلام المبلغ المتفق عليه وهذا ما حدث فبعد وصوله رأى مجد ينتظره وهو يحمل بيده حقيبة إستنتج إياد عندما رآها بأنها مليئة بالمال، وعندها تقدم منه مجد وقال :" خذ لقد أرسلها السيد لك وهو يأمل أن تكون كافية لإسكات ذلك الصوت المزعج الذي تدعونه الضمير " فأخذ إياد الحقيبة وكم كانت ثقيلة الوزن ثم سأل مجد :" لكن لما أرسلك أنت لقد أخبرني بأنه سيحضر بنفسه؟ " فأجابه :" لقد حدث أمر مهم جعله لا يستطيع الحضور فلديه ماهو أهم منك الآن ولكنه طلب مني أن أخبرك بأن تتوقف عن أفعالك الوسخه وتكف عن التلاعب بالفتيات فهذا يجعلك مثيرا للشبوهات و هذا ليس من مصلحتنا " ،فأخبره إياد بأنه سيفعل هذا أساسا هو بدأ يفكر في الأمر مؤخرا خصوصا عندما تعرف على ملاك ولكن بعد ماذا يا إياد؟ بعد أن تسببت بخسارة الفتيات لشرفهن فمنهم من إنتحرت ومنهم من علم أهلها فتبرأوا منها ومنهم من كانت مثل نور تعيش مع كوابيسها التي لا تفارق نومها فتحرمها من الراحة كغيرها من الناس.
وضع إياد الحقيبة في صندوق سيارته ثم ركبها وهو يتجه إلى أحد العمارة التي أوصل إليها ملاك بعد سهرة الأمس فلقد أعطته ملاك عنوانا خاطئا وطلبت منه أن يوصلها إليه مدعية بأنه مكان سكنها ولكن ما إن غادر إياد حتى خرجت من العمارة واستأجرت سيارة لتعيدها إلى شقتها الحقيقة. وما إن وصل إياد حتى إتصل بملاك وأخبرها بأنه ينتظرها وطلب منها النزول إليه( نسيت أن أخبركم بأن ملاك أعطت إياد رقمها بعد سهرة الأمس ) وفي ذلك الوقت كانت هي في شقتها فنظرت إلى نور التي كانت بجانبها تسألها ماذا تفعل ولكنها لم
تنفعها في شيئ فقامت ملاك بإنهاء المكالمة ثم صرخت في وجه نور :" الآن أصبحت لا تعرفين الكذب أما قبل فكنت محترفة في خداعي حتى لا أعلم أين كنت " ،فردت عليها نور :" حقا أنا آسفة ولكنني أصبت بالتوتر عندما سمعت صوته فلم أعد أستطيع أن أفكر "،
قطع عليهم حوارهما صوت هاتف ملاك وهو يرن من جديد فأجابته بدلال :" أعتذر عزيزي لم أقصد إنهاء المكالمة " وهنا كانت نور تضحك على منظرها كم أنت بارعة في التمثيل يا ملاك ، فأجابها :" لا بأس عليك أخبريني لما لم تنزل؟ ألا تريدين أن نخرج للسهر معا؟ " فردت عليه :" بلا ولكنني لا أستطيع الآن هل تقدر أن تعود إلي بعد ساعة؟ " فوافق على هذا، وما إن أنهت ملاك المكالمة حتى أسرعت بتغيير ملابسها وتجهيز نفسها ولم تنسى أن تأخذ معها حبوب الإنتقام كما سمتها نور، ثم خرجت قبل الموعد حتى تصل إلى سكنها المزيف قبل وصول إياد، وعندما حل موعد اللقاء كان إياد يقف أسفل العمارة وقام بالإتصال بملاك وأخبرها بوصوله فنزلت تتمايل في مشيتها بتنورتها القصيرة وقميصها الكاشف عن أكتافها فكانت غاية في الأنوثة والجمال وكل من يراها لا يبعد نظره عنها .
بعد ثلاث شهور
أحوال شخصيات الرواية :
أنهت كل من نور وملاك عامهما الأول في الجامعة ونجحتا بإمتياز
أصبحت ملاك تخرج مع إياد يوميا وقد كانت تشك في أنه يخفي سرا خطيرا فقد كانت معظم تصرفاته توحي بذلك حتى أنها بدأت تتساءل عن كيفيّة حصوله على كل هذه الأموال وهو مجرد طالب في الجامعة.
نور أصبحت محبة للرسم و لقد صارت دائمة الذهاب إلى المرسم وتعرفت على صديقات هناك فأصبحت حالها أفضل بكثير حتى أن الكوابيس بدأت ترحل عنها.
إياد بدأ يقع في حب ملاك لكنه إلى الآن لم يفهم هذا الشعور، فهو لم يسبق له أن أحب أو عرف ماهو الحب، إضافة إلى ذلك أنه بدأ يلاحظ تغيرات في جسمه وصوته و هذا الأمر صار يزعجه وطبعا هذا بفضل حبوب ملاك التي تجعله يضعف شيئا فشيئا إلى أن يفقد ........... (لنقل رجولته وفهمكم كفاية 😱) فملاك تعمدت إعطائه هذه الحبوب حتى تحرمه من ممارسة الجنس حتى مع زوجته مستقبلا كعقوبة له على إغتصاب صديقتها وغيرها من الفتيات، ففقدان هذه القدرة بالنسبة لشاب يافع وسيم قوي كإياد تعد كارثة له خصوصا أن هذه هوايته المفضلة ولكنه لم يكتشف بعد حقيقة ما أصابه بل سيعرف لاحقا.
*********************
واليوم هو اليوم الذي سيشهد نقطة التحول في حياة ملاك، التي أطاعت فضولها وإختبأت
في صندوق سيارة إياد بعد أن سمعته خلسة وهو يكلم أحدهم في الهاتف عن صفقة ومال وجثة وعقاقير سامة فقررت أن تعلم الحقيقة وهي تجهل عاقبة فضولها الذي سيكون سببا في تغير حياتها تغيرا جذريا.
أنت تقرأ
ليتني أرحل " الجزء الأول "
Teen Fictionأن أختار الرحيل لايعني بأنني ضعيفة ولست قادرة على المواجهة لكن أحيانا لسنا نحن من نختار بل الظروف هي التي تجبرنا على ذلك 👋