كان يجلس في أحد المطاعم ويشرب كأسا من العصير عندما إشتم رائحة العطر التي تفوح منها فالتفت ليرى صاحبة هذا العطر الساحر، فإذا به يذهل برؤية فتاة شقراء تسحر العقول بجمالها فأخذ ينظر إليها إلى عينيها وأنفها وشفتيها وإلى جسمها المغري الذي كشف الثوب جزءا كبيرا منه (طبعا هذه الفتاة لم تكن سوى ملاك التي جاءت بدافع الإنتقام ) ،وبينما كان يتأملها سمع صوتها الانثوي الناعم وهي تخاطب النادل :" عفوا هل لي بكأس عصير لو سمحت " ،فأجابها :" بالطبع، لحظة واحدة ويكون أمامك " ، إنتبهت ملاك على أنّه كان يراقبها فأردت أن تقصر عليه الطريق وبعدما أحضر لها النادل كأس العصير إستغلت هذا حتى تفتح مجالا للحديث معه فتعمدت الاصطدام به في أثناء وقوفها من على الكرسي وهو الذي كان يقف خلفها حتى يدفع ثمن العصير وبعد إصطدامها به انسكب قليل من العصير على قميصه فقالت بنعومة ودلال :" معذرة، أنا آسفة لم أقصد فعل ذلك "، ولكن إياد لم يستطع أن يقول أي كلمة بل أخذ ينظر في وجهها الملائكي ولسانه عاجز عن الكلام ،أدركت ملاك هذا فأردت أن تجننه أكثر فأخذت من حقيبتها منديلا ثم أمسكت بيده وإصطحبته معها إلى الحمام حيث قامت بغسل المنديل واقتربت منه وأخذت تمسح العصير من على قميصه وهي تضع يديها على صدره كأنها تداعب جسمه من فوق قميصه متسببة بإشعال النار في كامل جسمه فهو لم يسبق له أن رأى فتاتا بمثل جمالها ودلالها أما ملاك فعندما إنتهت من مسح أثر العصير قالت :" حسن لقد عاد كما كان "، وبعد عناء كبير إستطاع إياد أن يجبر لسانه على الكلام فقال :"أخبريني ما إسمك؟ ومن أين أتيتي هل أنت إنسية أم ملاك من السماء " ، بل أنا الكابوس الذي سيحول حياتك إلى جحيم هذا ما قالته ملاك في نفسها ولكنها لم تبح بذلك أمام إياد بل ضحكت بنعومة جعلت إياد يذوب في سحرها أكثر ثم قالت :" لا أنا إنسية لكني أدعى ملاك وأنت هل لي بأن أعرف إسمك "، فأجابها :" أنا ....أدعى إياد ...." فمدت يدها لتصافحه وهي تقول :" تشرفت بمعرفتك " وهي في داخلها تسخر من عبارتها الغبية فمن يتشرف بمعرفة شخص كإياد لكنها مجبرة على التمثيل عليه كما مثل هو على صديقتها، فمد إياد يده وصافحها بقوة حتى أنها بالكاد إستطاعت سحب يدها من يده وبعد ذلك خرجا من الحمام واستأجرت ملاك سيارة لتوصلها إلى الشقة أما إياد فقد جلس على الكرسي يشتم رائحتها التي علقت بيده بعد أن صافحها وهو يشعر بشعور غريب لا يستطيع تفسيره كل ما يعرفه أن عليه فعل الممكن والمستحيل لرؤية هذه الفتاة ثانية.
عادت ملاك إلى الشقة فوجدت نور تدرس وتذاكر للامتحانات فهي على الأبواب وكم شعرت بالسعادة عندما رأت ذلك فنور عادت للإهتمام بدراستها بعد أن أهملتها في المدة الأخيرة، وما إن إنتبهت نور على عودة صديقتها حتى أسرعت إليها تستفسر عن سبب هذا التغير المفاجئ
نور:" والآن عليك أن تخبريني أين كنت؟ ولما كل هذا التغير؟ "
ملاك :" حسن سأخبرك ولكن عليك بالهدوء حتى أستطيع الكلام "
نور :" أنا هادئة تماما، هيا أخبريني أنا أسمعك "
ملاك :" نور إسمعيني لقد وعدتك بأنني سأنتقم لك من ذلك الحقير المدعوا إياد وأنا لم أنسى وعدي لك لهذا ذهبت اليوم إلى المطعم الذي قلت لي بأن إياد دائم الذهاب إليه وبالفعل وجدته هناك "
نور بحزن بعد أن تذكرت ما فعله إياد بها :" لقد رأيته إذن أخبريني كيف بدى لك "
فأجابتها ملاك :" شاب ماكر خبيث ووسخ يخدع الناس بمظهره الأنيق ووجهه الوسيم، يجيد التنمق والمجاملة، يحب أن يحصل على كل ماهو جميل يريد أن يمتلك وجه وجسد أي فتاة تلفت إنتباهه فيجذبها إليه بكلماته المعسولة وابتساماته الآسرة ثم ينال منها بعد أن تكسبه ثقتها و تمنحه قلبها "
تنهدت نور ثم قالت :" كل ما قلته صحيح إنه حقا هكذا ولكن عليك أن تحذري منه إنه مخادع ويستطيع أن يفعل أي شيئ في سبيل إشباع شهواته وإرضاء نفسه التي كلما أطاعها طالبته بالمزيد فعليك أن تنتبه لنفسك "
فردت عليها ملاك بقوة وثقة أشعرت نور بالاطمئنان على صديقتها :" لا تقلقي علي يا عزيزتي لن يستطيع أن يفعل بي شيئا فأنا سأقطع يده قبل أن يجرأ على لمسي "، ثم إحتضنت ملاك صديقتها بعد أن وعدتها بأنها ستكون بخير، ونور لم تكن قلقة عليها فهي تعرف أن ملاك بقوتها وذكاءها تستطيع أن تحمي نفسها وتجد حلا لكل مشكلاتها
***************************************************************والآن يا أعزائي سأدعكم لتفكروا في تتمة أحداث الرواية مع أنني أعدكم بأنكم مهما حاولتم فلن تحزروا ما سيحدث لاحقا إلى اللقاء 👋
أنت تقرأ
ليتني أرحل " الجزء الأول "
Teen Fictionأن أختار الرحيل لايعني بأنني ضعيفة ولست قادرة على المواجهة لكن أحيانا لسنا نحن من نختار بل الظروف هي التي تجبرنا على ذلك 👋