الفصل 12

35 5 0
                                    

كانت مريم في طريقها للذهاب إلى ألكس فهي تود الحديث معه بخصوص ملاك التي أصبح  وجودها يسبب لمريم قلقا كبيرا خصوصا أنها لاحظت أنها بدأت تكسب ثقة ألكس في المدة الأخيرة لاسيما بعد النجاح الذي حققته بصنعها للعقاقير والأدوية بإحتراف و ما إن وصلت إلى مكتبه حتى فوجئت بملاك التي كانت قد خرجت من المكتب وقالت :" مرحبا أراك هنا! ؟" فأجابتها بغضب :" وهل يزعجك هذا؟ " فردت عليها ملاك بإستهزاء :" ولما أنزعج عزيزتي، على العكس أرى أنك أنت المزعجة ،كلامي صحيح أليس كذلك " ثم إبتسمت  ببرود ورحلت تاركة مريم تشتعل غضبا فقالت وهي تحدث نفسها :" حسن يا ملاك أنا التي سأريكي " ثم دخلت على ألكس والذي كان يقف أمام النافذة فإقتربت منه و احتضنته من خلفه وقالت :" ما بك عزيزي لما أنت شارد الذهن " فالتفت إليها بعد أن أمسك بكلتا يديها وهو يقول :" ليس هنالك ما يذكر ، والآن أخبريني هل حصل شيء مهم حتى أتيتي، قولي لي ماهي آخر الأخبار " فأجابته مريم ويبدو بأن كلامه ضايقها :" وهل هذا كل ما أعنيه لك لا تريدني أن أحضر  إلا لأجلب لك الأخبار ولا شيء آخر" فأدرك ألكس أن كلامه لم يعجبها فأمسك بيدها وجلس على الكرسي وأجلسها على فخذه وقال وهو يمسح على شعرها وقال :" أنا آسف لم أقصد هذا لكنني متوتر قليلا " ، فردت عليه برضا :" لا بأس لقد سامحتك ثم إن الشرطة بعيدة عنكم كل البعد ولقد حصل ما كنتم تريدونه فلقد سجل تقرير وفاة ذلك الرجل على أنها حادثة إنتحار أما بالنسبة للجثة التي عثر عليها قبل ثلاث سنوات فقد سجلت ضد مجهول بعد أن عجزت الشرطة عن معرفة الجاني " ،وبعد أن علم ألكس بهذا شعر ببعض الراحة فالشرطة لم تعثر بعد على أي خيط يوصلهم للعصابة.
______________________________________________
بينما كانت ملاك في المختبر تعمل على تطوير عقار جديد، دخل عليها مجد وأخبرها بأن ألكس يطالبها بأن تصنع عقارا جديدا وأعطاها قرصا صلبا قال بأنه يحوي طريقة و المواد الكيميائية اللازمة لصنعه فقالت بأنها ستفعل ذلك، وبعد لحظات فتحت الحاسوب وأدخلت القرص لتعرف كيف تصنع هذا العقار الجديد وهي في نفسها تسأل عن ما يفعله أفراد العصابة بهذه الأنواع المختلفة من العقاقير، ثم بعد إنتهاءها بدأت بصنعه إلا أن حظر ألكس وطلب منها أن تضيف أحد المركبات الخطيرة إلى العقار وما إن أخبرها بإسمه حتى صرخت بخوف :" ماذا تقول هل تريد مني حقا أن أستعمل هذا المركب ألا تعلم مدى خطورته " فأجابها :" لا يهمني أن أعلم فأنا لا شأن لي واعلمي بأن هذا أمر من الرئيس نفسه ولا يحق لنا أن نعارض" ،ولكن ملاك لم تهدأ واستمرت في الصراخ وهي تقول :" أنا لا يهمني رئيسك أبدا، اسمعني جيدا يا ألكس هذا المركب غاية في الخطورة هل تفهم، أقل كمية منه تسبب الموت مباشرة لذا لن أستعمله " وهنا فقد ألكس أعصابه وأمسك ملاك بقوة من شعرها وهو يقول في أذنها بصوت زرع الخوف في داخلها :" بل ستستعملينه يا عزيزتي فأنا لست هنا لأستشيرك بل أنا آمرك و إن لم تفعلي فاعلمي بأنني سأتصرف معك بشكل آخر " ثم تركها ووضع زجاجة من ذلك المركب مع باقي الزجاجات التي تحوي مركبات كيميائيةمختلفة وخرج تاركا ملاك في حيرة من أمرها وهي تحمل الزجاجة وتنظر إليها ويداها ترتجفان.
بعد أيام إنتهت ملاك من صناعة المركب وأخبرت ألكس بذلك فأمر رجاله بأخذه وإخفاءه في مستودع الأدوية الذي كان عبارة عن قبو أسفل المصنع لا يستطيع أن يعرف مكانه أحد، ثم ذهب إلى ملاك وهو يبدي إعجابه بالإنجاز الذي حققته فهي تصنع الكثير من العقاقير التي تتاجر العصابة ببعضها وتروج البعض الآخر أما بالنسبة لهذا الدواء فهو مختلف فهم يودون إستعماله للتخلص من أحد الأشخاص والذي كان شابا في 26 من العمر وهو يدعى مهند ،وقد كان صديقا للشاب الذي قتل على يد العصابة قبل أشهر واعتبرها الشرطة حادثة إنتحار، لكن مهند لم يصدق بأن صديقه قد إنتحر ولقد عثر على دليل يثبت ذلك فقرر أن يذهب للشرطة ويخبرهم وبالفعل قام بالذهاب إلى مركز الشرطة ولكن لسوء حظه فإن مريم هي التي تحدثت إليه وأخبرته بأن الشرطة ستتولى إعادة التحقيق في القضية، وما إن رحل حتى أسرعت إلى مقر العصابة وأخبرتهم بالخطر الذي يهددهم ،فمهند مصر على معرفة قتلة صديقه لذا فقد قررت العصابة أن تتخلص من هذا الشاب خصوصا أن الدليل الذي لديه هو عبارة عن مجموعة من أشرطة الفيديو التي إحتفظ صديقه ليوم كهذا حتى يكون خيطا يوصل إلى العصابة فهو كان يتوقع ما سيحصل له وعلم بأن أفراد العصابة سيقتلونه بعد أن تورط معهم.
وهكذا أصبح هذا الدواء سلاحا قويا في يد العصابة وهذا بفضل ملاك، ملاك التي لم تكن تعلم أن عملها هذا جعل منها مجرمة لا تختلف عن بقية أفراد العصابة.
بعد مرور يومين :
كانت ملاك تجلس في شقتها أمام التلفاز، وبينما كانت تبحث عن برنامج تسلي به نفسها وفي هذه الأثناء مرت بخبر ألفت إنتباهها الشاب مهند البالغ من العمر 26 عاما عثر عليه ميتا في شقته ليلة أمس وسبب الوفاة .........كاد أن يغمى على ملاك بعد أن عرفت سبب موت مهند هذا مستحيل أيعقل أنني أحلم فسبب الوفاة هو دواء سام صنع من مركب السارين SARIN (حسنا يا أعزائي السارين هو سم أعصاب قاتل يوجد على شكل غاز وهو يستعمل في الأصل لصناعة المبيدات ومن أعراضه سيلان الأنف وصعوبة التنفس والغيبوبة التي تنتهي بالموت ) ،ومن خلال التقرير الذي قدمته الشرطة عن الدواء أصبحت ملاك متيقنة بأن هذا الدواء الذي قتل به مهند هو نفس الدواء الذي صنعته هي قبل يومين وهكذا إستيقظ ذلك الصوت الذي كان طول هذه المدة صامتا إستيقظ ليقتلها بالإحساس بالذنب إنه صوت ضميرها الذي نطق بعد صمت طويل ويبدو أنه لن يسكت بعد اليوم وهو يتهمها بأنها المذنبة الوحيدة في موت مهند، هي التي قتلته.
ولا يزال الأمر في بدايته فالشرطة أدركت أنه طالما كان موت مهند بفعل فاعل فإنه موت صديقه  وبدون شك هو بفعل فاعل كذلك فهو أيضا لقى حتفه بسبب سم السيانيد لكن الأمر بدى كحادثة إنتحار وقد كان موت مهند أيضا سيبدو كذلك لو لم  تعثر الشرطة على رسالة بدأ مهند بكتابتها لكنه لم يكملها لسبب ما وقد قال فيها " إن حصل لي شيئ فستجدون ما سيدلكم على قاتلي وقاتل صديقي ........"  .
وهكذا بدأ رجال الشرطة يبحثون بجدية عن خيط يوصلهم للمجرمين فبعد التقرير الذي قدمه قسم التحليل الجنائي تأكد بأن الدواء مصنوع بيد محترفة وخبيرة فالتعامل مع مثل هذه السموم يحتاج إلى خبرة ومعدات متطورة إذن فالشرطة لا تتعامل مع شخص واحد أو شخصين بل إنها عصابة منظمة عصابة تصنع الأدوية من أخطر السموم، فبدأت مهمة البحث وأول ما بدأ به رجال الشرطة هو إحضار قائمة بجميع أسماء المختصين في صناعة الأدوية وحققوا معهم واحدا واحدا فعددهم ليس كبيرا جدا ،وعندما لم يجدوا ما هو مثير للشك قرروا البحث بين طلبة الجامعة المتخصصة في هذا المجال خصوصا بين المتفوقين والذين يقبلون على التخرج .
آه يا ملاك لقد بدأت الشرطة تقترب منك أكثر فأكثر.
ترى ماذا سيحل ببطلة روايتي 😢

ليتني أرحل " الجزء الأول " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن