ما إن دخل لؤي إلى المطبخ حتى إنبهر بجمال ملاك ولكن عندما إنتبه على أنها لاحظت وجوده أبعد نظره عنها وعادت إليه شخصية الشاب المغرور الذي لم يسبق له أن أبدى إعجابه بأي فتاة بل على العكس فالفتيات هن من كن يسحرن بوسامته وجاذبيته فهذا أمر
قد تعود عليه منذ أيام الثانوية فمن تلك التي تراه ولا تسحر به أما هو فغروره وكبرياءه يمنعانه من الركض خلف أي فتاة ، ولقد سبق وأن قالت إشراق بأن شقيقها لا يطيق الجنس الناعم وكلامها صحيح فلقد عرف لؤي الكثير من الفتيات في حياته وجميعهن كن سيئات فمنهم من حاولت التقرب منه طمعا في ثروته ومنهم من كانت تخطط للتقرب منه والدخول معه في علاقة أو الزواج منه (حتى أن إحدى الفتيات إتهمته بالاعتداء عليها وهذا ما جعل أهلها يصرون على زواجه منها ولقد فعلت الفتاة هذا بعد أن فشلت في أن توقعه في حبها وفعلتها هذه سببت له الكثير من المشاكل ولولا أن إعترفت صديقتها بالحقيقة وأخبرت الجميع بالخطة الخبيثة التي رسمتها الفتاة لكان لؤي في موقف محرج ) ، و لهذا السبب أخذ لؤي فكرة خاطئة عن جميع الفتيات و حكم عليهن بأنهن جميعا مخادعات ولم يكن يعلم بأن ملاك ( أو أسيل كما يسمونها ) تختلف عن البقية فهي فتاة قوية وجريئة وذات كبرياء لا يسمح لها بفعل ما فعلته الأخريات وهذا ما سيكتشفه لؤي مع مرور الأيام .
نعود الآن إلى ما ملاك والتي حاولت أن تظهر للؤي بأنها لا تهتم بوجوده فهي أيضا لم تحتمل أن يرى ذلك الوسيم المغرور نظرات الإعجاب في عينيها لذا فقد أغلقت نافذة المطبخ ثم فتحت البراد وأخرجت قارورة مياه معدنية وأخذت تسكب منها في الكأس بينما بقي لؤي واقفا أمام الباب وقد أزعجته بتجاهلها له وهذا الأمر لم يحدث له من قبل و مما جعله يفقد صوابه فقال : " يوجد في هذا المنزل الكثير من الخدم ولكنني لم أرى من بينهم شخصا بمثل وقاحتك " فإلتفتت إليه ملاك بإبتسامة مستفزة قائلة :" أهذا الكلام موجه لي "
لؤي بهدوء مزيف :" وهل هناك شخص غيرك هنا "
ملاك :" دعني أرى ....... ( ثم إلتفتت يمينا و يسارا ) صحيح لا أحد غيري في المطبخ ولكنك تحدثت عن الخدم فظننتك تكلم إحدى الخادمات هنا "
لؤي :" وماذا تظنين نفسك ألست خادمة هنا ؟"
غضبت ملاك من وقاحته ولكنها حافظت على هدوءها فهي لا تريد أن تضعف أمامه من أول يوم فأجابت :" يبدو أنك سريع النسيان أيها الشاب لأنني أعتقد أنك كنت موجودا عندما عرف والدك بي وقال بأنني ممرضة أتيت للإعتناء بجدتك ومعالجتها ولست خادمة كلفت بأعمال الطبخ والتنظيف "
بقي لؤي صامتا فهو لم يجد ما يقوله لهذه الفتاة التي تحدثه بطريقة مستفزة وبكل وقاحة أما ملاك فقد حملت الكأس وخرجت من المطبخ بعد أن شعرت بأن سكوته هو دليل على أنها إنتصرت عليه من اليوم الأول.
____________________________________________________________________
كان السيد مروان (والد جودي ) في مكتبه يقوم بمراجعة بعض الملفات و فجأة أحس بالعطش فذهب إلى المطبخ وقبل دخوله سمع إبنه سامي يكلم والدته واللذان لم ينتبها على وجوده فبقي واقفا يستمع إلى حديثهما.
سامي : كيف إستطاع أبي أن يطرد إياد من المنزل و يحرمه من العمل في الشركة ، صحيح أنه أخطأ كثيرا لكنه لا يستحق هذه المعاملة .
شمس : سامي ....... أنت تعلم أن إياد إرتكب الكثير من الأخطاء فهو لم يكن يهتم بعمله في الشركة وكان يسبب لك المشكلات ثم إن أخلاقه سيئة جدا مما جعل والدك يخجل منه ويحاول إبعاده عن البيت و ....... "
دخل مروان إلى المطبخ ونظر إلى زوجته مشيرا إليها بالسكوت ثم إلتفت إلى سامي وقال :" بني أصغي إلي أنا لم أطرد إياد من البيت بسبب أخطاءه في الشركة ولكن شقيقك سلك طريقا خاطئة ولم يستمع إلى نصائحي ونسي ما تربى عليه، لقد جعلني أشعر بأنني أب سيئ فتربيتي له تدل على ذلك لذا فعليك أن تنسى أمره وتبتعد عنه وهذا أمر ."
تنهد سامي ثم قال :" حسنا يا أبي سأفعل ما طلبته .... والآن إسمح لي بأن أذهب إلى غرفتي فعلي أن أنام باكرا حتى أذهب إلى العمل صباحا "
____________________________________________________________________
إستلقت نور على سريرها و هي تتذكر ما حصل معها اليوم، لقد شعرت بسعادة كبيرة .... إحساس غريب يراودها وهي لا تعرف ما هو ولكنه إحساس جميل لم تشعر به منذ زمن طويل وفجأة قفزت نور من سريرها وقالت :" يا إلهي لقد نسيت ملاك ، ترى أين إختفت ؟ " ثم وقفت أمام المرأة وتابعت :" إياد ... أيعقل أن يكون وراء إختفاءها؟ هل إكتشف ما كانت تخطط له ..... لا .. ملاك فتاة ذكية لن تسمح لشخص مثله أن يضرها ويكشف أمرها فهي حذرة جدا " ، وهكذا عادت نور للتفكير بصديقتها وشيء ما من الإتصال الروحي الذي كان بينهما جعل ملاك تفكر فيها في الوقت نفسه فبالرغم من المدة التي إبتعدا فيها عن بعضهما إلى أن ملاك لم تنسى صديقتها يوما فهي دائما تفكر بها وتشعر بالقلق عليها.
وهكذا مر شهر كامل ........
أنت تقرأ
ليتني أرحل " الجزء الأول "
Novela Juvenilأن أختار الرحيل لايعني بأنني ضعيفة ولست قادرة على المواجهة لكن أحيانا لسنا نحن من نختار بل الظروف هي التي تجبرنا على ذلك 👋