قامت السيدة شمس بترتيب إحدى غرف المنزل وخصصتها لإياد بطلب من زوجها مروان والذي طلب أيضا أن يجتمع جميع أفراد عائلته حتى يخبرهم بقرار عودة إبنه إلى المنزل ليعيش معهم مجددا فإجتمعت العائلة بناءا على طلبه وقبل أن يبدأ مروان حديثه إنتبه على أن سامي لم يكن موجودا فقال مخاطبا جودي :" لا أرى سامي هنا ، هل تعلمين أين هو "
فأجابت جودي :" لا أعلم يا أبي فقد كنت في غرفتي ولم أره منذ العشاء ....."
فقاطعها رامي قائلا :" أنا أعلم ..... أنا أعلم ..... لقد خرج مع نور قبل قليل "
مروان بإستغراب :" قلت خرج ! حسن سأذهب إلى مكتبي إلى حين عودته فوجوده ضروري"
ثم ذهب إلى المكتب فلحقت زوجته وبعد لحظات إقترب إياد من أخته وقال :" جودي أخبريني من هي نور ؟ "
فأجابت جودي :" لا بل هي صديقتي ..... ولكنني أظن بأن سامي معجب بها "
إياد بعدم تصديق :" ماذا قلت ؟ لكن سامي ليس من من يعجبون بالفتيات، فهو لا يهتم بهذه الأمور "
جودي :" لكن هذه المرة أنا واثقة بأنه معجب بها، هذا إن لم يكن واقعا في حبها فلو رأيت نظراته إليها و إهتمامه بها لعلمت أنني على حق "
إياد :" على كل حال أرجو أن يحدث هذا وأرجو أن يكون إختياره لهذه الفتاة في محله "
____________________________________________________________________
في مكان آخر :
أوقف سامي سيارته وقال :" نور لقد وصلنا ! "
لكنها لم تجبه فنظر إليها فوجدها تنظر إلى النافذة ويبدو أنها غارقة في التفكير فإقترب منها وهمس في أذنها قائلا :" عزيزتي، ما الأمر هل هناك مشكلة لقد أقلقتني عليك ؟" فإنتبهت نور و إستيقظت من أفكارها فقالت بتوتر :" آ ...... لا شيء ، لا دعي للقلق ، لكنني إنشغلت بالتفكير فلم أنتبه على أننا وصلنا "
سامي بقلق :" أشعر أن هناك مشكلة ما، فمنذ أن ركبنا السيارة وأنت على هذه الحالة فلقد بقيت صامتة ولم تتحدثي في شيء و ........"
قاطعته نور وهي تبتسم :" أرجوك لا تكبر الأمر، لقد قلت أنني بخير والآن علي أن أذهب فالوقت تأخر و علي الذهاب "
شعر سامي بالإطمئنان عند رؤيتها تبتسم فقال : " حسنا .... تصبحين على خير، إنتبهي على نفسك "
فأجابت نور بعفويتها المعتادة :" وأنت أيضا إنتبه على نفسك، والآن تصبح على خير وشكرا على كل شيء " ثم إلتفتت نور إلى الباب لكي تفتحه لكنها لم تستطع من شدة توترها فإقترب سامي ومد يده ليفتح الباب وعندما رأته تذكرت موقفا مشابها وقع لها مع إياد عندما قام بتلك الحركة الخبيثة وتعمد ملامستها وما إن مر شريط تلك اللحظة في مخيلتها حتى صرخت بدون شعور :" أبعد يدك عني ..... "
فإستغرب سامي من صراخها المفاجئ وقال :" لكنني كنت أحاول فتح الباب ولم أقترب منك فلماذا الصراخ "
لكن نور لم تتوقف عن الصراخ بل إلتفتت إلى سامي وبدأت تضربه بكلتا يديها وهي تتخيل بأنه إياد، أما سامي فلا يزال مستغربا من تصرفها بل لقد زاد إستغرابه عندما رآها تضربه بكل قوتها وهي تردد " إبتعد عني أنا أكرهك "، فلم يحتمل سامي ضرباتها فأمسك بكتفيها بقوة ثم صرخ في وجهها :" توقفي عن هذا الهراء ، مابك؟ لما تغيرت فجأة ؟ مالذي فعلته لك حتى تتصرف معي بهذه الطريقة؟ " شعرت نور بالألم لأنه كان يضغط عليها بقوة ولكنها توقفت عن الصراخ عندما أدركت أنها كانت تتوهم ونظرت إلى سامي و بدأت بالبكاء ، و لم تحاول منع نفسها فإحتضنته و بقيت تبكي في حضنه وتعتذر إليه وهي لا تعلم لما أحست بأنها تريد البقاء بقربه، أما سامي فقد زاد قلقه وشعر بالندم لأنه صرخ في وجهها وعاملها بتلك القسوة فإحتضنها بقوة وبدأ يمسح على شعرها قائلا :" أش ..... لاتبكي أرجوك فأنا لا أحتمل رؤية بكائك .... لم أقصد الصراخ في وجهك " فأجابته بصوت مرتجف :" أنا آسفة ..... آسفة على ما فعلته ....... "
............
____________________________________________________________________
في غرفة إشراق :
كانت إشراق تحدث ملاك ولكنها لم تعلم أنها لم تكن تستمع إليها فهي تفكر بأمر آخر
إشراق :" أخي لؤي عنيد جدا، ترى متى سيتوقف عن عناده هذا ويوافق على إستلام الشركة فلقد مللنا من هذه المشكلة و ......... أسيل هل تسمعينني ؟" ، إنتبهت إشراق على أن ملاك ( أسيل ) لم تكن تصغي إليها فلقد كانت غارقة في أفكارها ولم تنتبه على أن إشراق كانت تتحدث معها.
أنت تقرأ
ليتني أرحل " الجزء الأول "
Fiksi Remajaأن أختار الرحيل لايعني بأنني ضعيفة ولست قادرة على المواجهة لكن أحيانا لسنا نحن من نختار بل الظروف هي التي تجبرنا على ذلك 👋