" هاي إياد إستيقظ لقد إقترب موعد المحاضرة "
" دعني وشأني يا وائل،،لا أريد الذهاب "
إستغرب وائل من حالة صديقه فمنذ يومين وهو غير طبيعي وكثيرا ما كان يستيقظ من النوم وهو يصرخ فقرر أن يدعه وشأنه وأن يذهب إلى الجامعة بمفرده، أما إياد فقد كان في غرفته يمسك رأسه وهو يقول :" ماذا سأفعل لا أريد أن أستمر في هذا العمل لن أعمل معهم لا أريد أن يقبضوا علي، لكنهم سيقتلونني كيف سأنجوا بنفسي " ، وبينما هو على هذه الحال سمع صوت هاتفه يرن ،ألقى نظرة على الهاتف فصعق عندما قرأ إسم المتصل ولم يتجرأ على الإجابة وفي نفس الوقت هو لا يستطيع أن يتجاهل الإتصال وبعد تردد كبير أجاب فسمع صوته المستفز وهو يقول :" يالك من جبان هل أنت خائف إلى هذا الحد، لا أعلم لماذا تحبس نفسك في شقتك أكل هذا بسبب تلك الجثة " ،فأجابه :" إذن فأنتم تراقبونني أجل لهذا علمتم بأنني أحبس نفسي في غرفتي ولا أخرج منها " فرد عليه :" لا يا عزيزي نحن لا نراقبك ولكن هذا الأمر بديهي فالاختباء هو الحل الوحيد الذي يلجأ إليه الجبناء من أمثالك " لم يستطع إياد أن يحتمل سخريته أكثر فقال : " كيف لك أن تتكلم بكل هذا البرود ألا تعلم بأن الشرطة إكتشفت الجثة ،هل تعرف مامعنى هذا؟ معناه أننا أصبحنا في خطر "،فخاطبه المتصل قائلا :" لا داعي لكل هذا القلق يا عزيزي فلقد رتبنا الأمر حتى يبدوا على أنه إنتحار ثم إن ذلك الرجل إكتشف أمرنا وكان علينا أن نقتله قبل أن يفضحنا ثم إنني لم أفهم فمنذ متى استيقظ ضميرك " ، فقال إياد :" أجل لقد إستيقظ ضميري الآن ماذا أفعل " وهنا ضحك المتصل بصوت جعل إياد يبعد الهاتف عن أذنه حتى لا يفقد سمعه وهو يقول :" تعال في المساء وخذ المبلغ الذي إتفقنا عليه إنه كفيل بأن يخرس ضميرك وسأضاعف المبلغ خمسة أضعاف حتى أضمن سكوت ضميرك إلى الأبد "، وما إن سمع إياد هذا الكلام حتى نسي خوفه و ضميره فالطمع أعمى بصيرته فأسرع بالذهاب للإستحمام وقام بتغيير ملابسه ثم أخذ مفاتيح سيارته واتجه إلى المطعم الذي تعود على إرتياده ولم يكن يعلم من كان ينتظره هناك (( أما أنتم فأظنكم تعلمون ))، بعد أن وصل إياد إلى المطعم أوقف سيارته وعندما كان مشغولا بربط خيط حذاءه الرياضي سمع باب المقعد الأمامي المجاور له يفتح فإلتفت ليرى من هذا الذي تجرأ على فتح باب سيارته فإذا به يراها تركب سيارته وتغلق بابها ثم تضع إحدى ركبتيها على الأخرى وهي تقول :" مرحبا يا جميل، كيف حالك؟ " ،لم يستطع إياد إخفاء دهشته، لقد فاجأته بكل شيء فيها وقبل أن يفتح فمه سألته مبتسمة :" ما بك لما تنظر الي هكذا، أتعلم أنك تبدوا كالأبله بهذه النظرات " ثم سكتت قليلا وتابعت " لا تقل لي بأنك نسيتني فهذا الأمر مستبعد أليس كذلك؟ " ، فنظر إليها إياد ثم قال :" حسن وإن قلت لك بأنني نسيت من تكونين!؟ !" فإقتربت منه وهمست في أذنه بصوت آسر وهي تقول بثقة :" يستحيل فأنا لا أنسى بهذه السهولة فأنت تذكرني وتذكر إسمي وأراهن على أنك تذكر حتى نوع العصير الذي سكبته على قميصك " ثم ابتعدت قليلا وغمزته قائلة :" كلامي صحيح أليس كذلك ؟" ،لن يستطيع أحد أن يتخيل ملامح وجه إياد التي تظهر مدى استغرابه فأخذ يقول في نفسه " يا إلهي ماكل هذه الجرأة والثقة بالنفس فأنا لم أرى في حياتي فتاة بمثل جمالها وجرأتها وأنوثتها الصارخة " ، وبعدها إلتفتت إليها فرآها تنظر إليه وكأنها تأمره بأن يشغل السيارة فسألها :"إلى أين تريدينني أن آخذك " فأجابته :" إلى حيث تريد " فقال إياد :" بصراحة أنا كنت أنوي الذهاب للرقص في أحد الملاهي الليلية ولكنني لا أظنك توافقين على مرافقة " فردت عليه ملاك بعد تردد في داخلها :" ولما لا...... ألا تعتقد بأن مثل هذه الأماكن لا تستطيع أن تذهب إليها لوحدك فيفضل أن تكون معك فتاة مثلي "، فقال إياد بخبث :" الحقيقة أنني عاجز أن أتخيل كم سيكون الرقص مثيرا مع فتاة تمتلك جمالا كجمالك وجسدا كجسدك " ، كادت ملاك أن تفقد أعصابها من شدة الغيظ وهي تستمع إلى كلماته التي كانت كسم الأفاعي لكنها حاولت أن تسيطر على نفسها فقالت بدلال :" إذن ماذا تنتظر " ، عند إذن شغل إياد سيارته وهو يكاد يشتعل إثارة.
كانت تقوم بمتابعة برنامجها المفضل لكن عقلها كان مع صديقتها إنها تشعر بالقلق عليها فإن أصابها مكروه فستكون هي السبب في ذلك وكانت تردد في نفسها :" أرجوا أن تكوني بخير يا ملاك أرجو أن لا تتورطي معه كما حصل لي " .
وهناك في أكبر ملاهي لندن كان إياد يستمتع بالرقص مع ملاك وهو يمسكها من خصرها أما هي فكانت تفكر بما وضعته له في كأس شرابه فلقد فكرت ملاك كثيرا في كيفية إنتقامها فلن تجد سوى أن تعاقبه عقابا لن يستطيع شاب مثله أن يتحمله ،ولأنها كانت غارقة في تفكيرها لم تنتبه على أنه كان يتحسس جسدها أثناء الرقص وكم كان يثيره فملاك كانت كالملاك حقا خصوصا وهي بكامل زينتها.
وبعد منتصف الليل عادت ملاك إلى الشقة فوجدت نور تنتظرها لتحكي لها ما حدث معها فأخبرتها ملاك بكل ما حصل الليلة ثم قالت :" لن يستطيع عقلك الصغير أن يتخيل ما سأفعله بذلك الشاب الحقير " ، فسألتها نور :" ماذا؟ أخبريني يا ملاك بما تفكرين؟ " فردت عليها ملاك :" لقد وضعت له حبوبا في كأس شرابه ( طبعا ملاك تدرس علم العقاقير والأدوية ولقد إستغلت هذا في إنتقامها ) " فقالت نور بخوف على صديقتها :" ملاك هل تنوين قتله ...هذا مستحيل أتريدين أن تلوثي يديك بشاب حقير مثله " فضحكت ملاك على غباء صديقتها أيعقل أن هذه هي حدود تفكيرها :" نور أيتها الحمقاء لست حمقاء مثلك حتى أفعل شيئا كهذا ثم إن الموت سيريحه وأنا لا أريده أن يرتاح " ،ظهرت على وجه نور علامات إستفهام فهي ليست ندا لدهاء ملاك حتى تحزر ما تفكر به وعندما لاحظت ملاك نظراتها أخبرتها بنوعية الحبوب التي إستعملتها وشرحت لها تأثيرها الذي يبدأ تدريجيا على متعاطيه دون أن يشعر بما يحدث في داخله فملاك أرادت أن تطبق قانونها الخاص على هذا الشاب المجنون الذي يتسلى باللعب بأعراض الفتيات ،وما إن فهمت نور ما كانت تخطط له صديقتها حتى قالت :" حقا إنك داهية يا ملاك، كيف خطرت في بالك هذه الفكرة ....لا أستطيع أن أتخيل كيف ستصبح حياة إياد بعد أن يكتشف المصيبة التي حلت عليه " ، عندما سمعت ملاك كلام صديقتها إبتسمت وهي تقول :" صدقيني سأنتقم لك ولكل فتاة تلاعب بها هذا المختل "، ثم خلدت الصديقتان للنوم بعد أن تمنت كل واحدة منهما للأخرى أسعد الأحلام "
أعزائي لقد إنتهى هذا الفصل وسأترككم لتجيبوا على أسئلته
1- مع من كان إياد يتحدث؟ وما قصة الجثة؟
2- ماهو الدواء الذي لجأت إليه ملاك لتحقيق إنتقامها؟
3- كيف سيتعامل إياد مع ملاك بعد أن أدرك بأن هذه الفتاة ليست كسابقاتها؟
أستودعكم الله 😀
أنت تقرأ
ليتني أرحل " الجزء الأول "
Teen Fictionأن أختار الرحيل لايعني بأنني ضعيفة ولست قادرة على المواجهة لكن أحيانا لسنا نحن من نختار بل الظروف هي التي تجبرنا على ذلك 👋