الفصل 4

55 8 0
                                    

.....احتارت نور وبدأت تفكر كيف ستنقذ نفسها من هذه الورطة فهي تعرف ملاك جيدا ،هي لن تتركها وشأنها قبل أن تعرف الحقيقة وبعد صمت طويل تكلمت نور وهي تدعوا صديقتها للجلوس لعلها تهدأ :" اسمعيني لقد كنت .....أقصد أنني أردت أن أشتري بعض الكتب التي أحتاجها فذهبت إلى المكتبة وكنت أنوي العودة لكنني رأيت رواية أعجبتني فبقيت أقرأهاإلى أن شعرت بالجوع فذهبت إلى أحد المطاعم وتناولت عشائي ثم عدت وهذا كل شيء " ، نظرت إليها ملاك نظرات شك ثم سألتها :" أهاه، طالما كنت في المكتبة، أين الكتب التي اشتريتها لما لا أراها ؟" بدأ وجه نور يتصبب عرقا من شدة إرتباكها إلى أن نظرت إلى الحقيبة التي كانت تحملها في يدها فابتسمت وقالت :" في الحقيقة هما مجرد كتابان فقط ولقد وضعتهما في حقيبتي والآن اسمحي لي بأن أدخل غرفتي لأنام فأنا متعبة وبحاجة للراحة " ، ثم أسرعت بالذهاب إلى غرفتها فهي تخشى أن تطلب منها ملاك أن تعطيها الكتب لتراها عندها ستكون في موقف محرج، أما ملاك فلا تعلم لماذا تشعر بأن نور لا تقول الحقيقة إنها لا تصدقها فهي تعرف بأن نور لا تحب البقاء طويلا في المكتبة ، فخلدت إلى النوم وهي تدعوا الله أن يكون كلام نور صحيحا فهي لا تريد أن تفقد ثقتها بصديقتها الوحيدة.
وهكذا .......مر شهر كامل و نور لا تزال تخرج مع إياد و تقابله يوميا حتى تحولت مشاعر الإعجاب به إلى حب كبير ليس له حدود فأصبحت لا تنام حتى تسمع صوته ولا يمر يوم لا تراه فيه فباتت تثق به ثقة عمياء، وبسبب ذلك أهملت دراستها و صارت كثيرة التأخر والغياب كما أنها تعلمت الكذب بل واحترفت فيه فكلما سألتها ملاك عن سبب تأخرها عن العودة وأين ومع من كانت استنبطت لها كذبة إلى أن جاء اليوم الذي كانت نور تخشاه، ففي أحد الأيام خرجت ملاك لتناول العشاء في أحد المطاعم مع صديقتها صفاء التي تعرفت عليها في الجامعة وعندما ذهبت إلى الحمام رأت مشهدا لم تصدقه ،صديقة عمرها تقف برفقة شاب في أحد الممرات وكان يسندها على الجدار وقد التقت شفتاهما فكان يقبلها بشراهة وهي تلف رقبته بيديها ، لم تستطع ملاك تحمل ما رأته فأسرعت بالعودة إلى الطاولة قبل أن تراها صديقتها و اعتذرت من صفاء ثم أسرعت بالعودة إلى الشقة وهي إلى الآن غير مصدقة ..........
وبعد ساعة من وصول ملاك إلى الشقة عادت نور وعند دخولها إلى البيت وجدت ملاك واقفة تنظر إليها، بصراحة لم تعد نور تستغرب هذا الأمر فهو يتكرر يوميا منذ شهر ونصف تقريبا فقالت نور :" أعتقد أنني لم أتأخر .....إنها الساعة الثامنة ...لا يزال الوقت مبكرا " فسألتها ملاك وقد بدى على وجهها الغضب :" أين ومع من كنتي؟ " فردت عليها نور التي تعودت على الكذب والمراوغة : " لقد خرجت مع صديقتي ريما لتناول العشاء (( طبعا ريما صديقة نور التي تعرفت عليها في الجامعة )) ....." لم تكد نور تنهي كلماتها حتى تلقت من ملاك صفعة قوية أسقطتها أرضا فرفعت نور رأسها وهي غير مصدقة فلم يسبق لملاك أن مدة يدها عليها وبينما هي على تلك الحال سمعت ملاك تصرخ في وجهها :" أخبريني ألن تتوقفي عن الكذب و إخفاء الحقيقة ........لقد خاب أملي بك لم أتوقع أن أرى منك ما رأيت ...... قولي لي من هو ؟ ومالذي تفعلينه معه؟ إنه الشاب الذي اصطدمت به في المطعم أليس كذلك؟ " ، وهنا ظهرت على وجه نور ملامح الخوف من أمر طالما خشيت حدوثه فملاك عرفت بطريقة ما أنها على علاقة بإياد، تلك العلاقة التي حاولت أن تبقيها سرية طول تلك المدة فلم تجد نور بدا من الإعتراف بأن ما قالته ملاك صحيح فقالت :"نعم إنه هو ....نفس الشاب الذي حدثتك عنه ونحن على علاقة منذ مدة ولم أشأ إخبارك فأنا أعرف بأنك ستعارضين" ، وبعد أن سمعت ملاك هذا الكلام إرتمت على الأريكة و سألت نور وعلى وجهها تعابير الحزن :" منذ متى كنت هكذا منذ متى، كيف سمحت لهذا الشاب بأن يقربك ويلمسك كيف سمحت له بأن يلوث صمعتك ، كيف .....؟" فردت عليها نور :" اسمعيني يا ملاك إياد يحبني و أنا كذلك ونحن من حقنا أن نعيش حبنا هل فهمت " ،اقتربت ملاك من نور قائلة :"نور صدقيني إنه يخدعك لقد رآك بريئة فحاول إستغلالك ، وأنت خدعت بإدعاءه" ، لكن نور قالت بعصبية لم تعهدها ملاك من قبل :" توقفي عن هذا الكلام، إياد لا يخدعني إنه يحبني وأنا أصدق كلامه ولن أسمح لك بأن تفرقي بيننا " ، حاولت ملاك أن تقنع صديقتها بالابتعاد عن إياد ولكن نور لم ترضى حتى بالإصغاء إليها وقالت بأنها فتاة راشدة وتعرف مصلحتها جيدا.
ومنذ ذلك الوقت أصبحت نور تخرج مع إياد بلا قلق فهي لم تعد مجبرة على خلق الأكاذيب بعد أن عرفت صديقتها بالحقيقة.،أما ملاك فقد بقيت تنصحها بأن لا تثق بإياد فهي تشعر بأنه يخدعها ولكنها لم تستطع فعل شيئ من أجلها، وبعد أيام جاء ذلك اليوم الذي قدر فيه لنور أن تعرف الحقيقة، فإياد لم يعد يحتمل أكثر فهو يريد أن ينهي علاقته بها ولكن بعد أن يأخذ منها مراده ،فإتصل بنور وأخبرها بأن أحدى زميلاته في الجامعة قد دعته لحضور حفلة عيد ميلادها في شقتها وبأنه يرغب في إصطحابها معه،وفي البداية لم توافق نور على الذهاب فلا شغل لها هناك ،ولكن إياد أقنعها بمرافقته وطلب منها أن تجهز نفسها وتنتظره مساءا، فبدأت نور تعد نفسها للذهاب فإختارت أجمل الفساتين وتعطرت بأرقى العطور فكانت في أجمل حلة، وفي المساء وصل إياد واتصل بنور وأخبرها بأن تنزل إليه ففعلت هذا ،وبعد نزولها رآها إياد وهي قادمة نحوه بكامل زينتها فانبهر بجمالها وزاد إصراره على تنفيذ ما برأسه، وعندما وصلت إليه احتضنها قائلا:"حبيبتي ما كل هذا الجمال وأين كنت تخفينه طوال تلك الفترة " ،فاحمر وجه نور وردت :" حبيبي أنت تخجلني بكلامك هذا " فوضع يده على كتفها وقال بخبث :" وأنا لا أريدك أن تخجلي مني بل أريدك أن تنسي الخجل عندما تكونين معي "، ثم ركبت نور السيارة وهي لا تعرف مصيرها، إنها تعتقد بأن إياد سيصحبها إلى حفلة عيد ميلاد إحدى زميلاته لكن الحقيقة خلاف ذلك فلا وجود للحفلة من الأساس.
********** **********
لكل خطأ ثمن وهاهي نور تدفع ثمن أخطاءها فلقد وثقت بإياد وأحبته ورفضت الإستماع إلى نصائح صديقتها فبرأيكم ماذا سيحدث لها؟

ليتني أرحل " الجزء الأول " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن