الفصل 22

26 5 0
                                    

ما إن رأت نور منظر صديقتها جودي حتى إنفجرت بالضحك فجودي تبدو مضحكة للغاية ووجهها رمادي بالدخان وثيابها كمئزر الرسام ملطخة بكل الألوان من صفار البيض والشوكولاطة والكريما والكراميل ورائحة الكعك المحترق في كل مكان.
جودي : توقفي عن الضحك يا نور لقد ناديتك لتساعديني لا لكي تسخر مني .
نور وهي تغلق أنفها : أحم .... أحم ..... أخبريني مالذي تفعلينه ظننت أن بيتكم يحترق عندما رأيت الدخان.
جودي : نور أنا في مشكلة، اليوم هو عيد ميلاد أخي وأنا أردت أن أصنع له كعكة إحتفالا بعيد ميلاده ولكنني لست ماهرة في صنع الكعك لهذا إحترقت الكعكة.
نور : وما المطلوب مني ؟
جودي : هل لك أن تساعدني في صنع كعكة أخرى فأنا أعلم بأنك ماهرة في ذلك.
نور : حسنا لا بأس ولكن أولا علينا أن ننظف كل هذه الفوضى .
جودي : كلامك صحيح .
نور : إذهبي أنت للإستحمام وتغيير ثيابك فحالك ليست أحسن من حالة المطبخ وأنا سأتكفل بالباقي.
جودي : أحقا ما تقولين ....
نور : أجل لا تقلقي إرتاحي أنت ودعيني أتصرف.
*******************************************
ذهبت ملاك ( أسيل ) إلى مكتب السيد سالم كما طلبت منها إبنته إشراق و عندما وصلت وجدت باب المكتب مفتوحا قليلا ورأت الشاب الذي كان في غرفة الجدة يتحدث مع والده ولم يكن مجرد حديث بين أب وإبنه بل لقد كانا يتشاجران فظلت ملاك تراقبهما في المرآة التي تعكس لها ما يجري فهي لم تراهما بل رأت إنعكاس صورتهما في المرآة .
لؤي: أبي لقد تحدثنا في هذا الأمر من قبل ولقد أخبرتك بأنني لا أريد أن أعمل في الشركة بل أريد أن أنهي دراستي وأصير طبيبا فهذا حلمي ولن أتخلى عنه.
سالم : وماذا عن حلمي أنا ؟ حلمي الذي سينهار بعد أن عملت سنوات لتحقيقه هل تريدنيش أن أفقد الشركة التي أفنيت عمري فيها هل تريدني أن أسلمها إلى شخص غريب وأترك إبني الوحيد وهو أحق الناس بها.
لؤي : لا بأس أنا مستعد لكي أتنازل عن حقي في هذه الشركة وأنت بإمكانك أن تسلمها لإبن أخيك فهو ليس بغريب ثم إنه يفهم في الأعمال أكثر مني أما أنا فمستقبلي في الطب يا أبي في الطب وحسب.
سالم : أهذا آخر كلام لديك
لؤي : أجل
سالم : حسنا إذن سأتحدث مع إبن عمك مهند وسأطلب منه أن يستلم العمل بدلا عنك فأنا أعلم بأنك عنيد ولن تحيد عن قرارك والآن بإمكانك الانصراف.
لؤي : سامحني يا أبي لم أكن أريد أن تغضب مني لكنني لا أستطيع أن أعمل عملا لا أريده وأفعل شيئا لست مقتنعا به.
واتجه لؤي ناحية الباب وعندما فتحه رأى وجد ملاك أمامه فدفعها بكتفه وقال :" إحرصي على ألا أراك كثيرا طوال فترة وجودك هنا هذا إن طال بقاءك بيننا " ثم رحل قبل أن يسمع منها أي رد فصرخت غاضبة دون أن تشعر :" مابال هذا الفتى المغرور يغضب من والده فيصرخ في وجهي هل يظنني خادمة هنا " ثم إنتبهت على أن لؤي لم يرحل بل يتكأ على الدرج وقال لها بصوت مستفز :" وفري غضبك هذا للأيام القادمة فستنالين مني الكثير "، تجاهلت ملاك إستهزاءه ودخلت لرؤية السيد سالم الذي كان قد سمع ما حصل بينها وبين لؤي
سالم : إعذريه يابنتي لكنه يكره الغرباء وسيعتاد على وجودك بعد أيام.
ملاك : حسنا يا سيدي دعك من هذا الأمر فهو ليس ما جئتك من أجله
سالم : أعلم هذا إسمعيني بشأن أمي إنها ...............
***************************************
وقفت مريم أمام الجثتين وهي تتذكر كيف أنها إرتكبت جريمتين في يوم واحد وفي ساعة واحدة فمر أمام عينيها شريط جريمتها الأولى التي إرتكبتها في حق مجد وهي تعلم بأن قتلها لمجد لم يكن مخططا له مثل قتل ألكس ولكن التخلص منه كان هو الحل الوحيد لمنعه من تنفيذ تهديده ،أما ألكس فلقد كان يستحق الموت لأنه كذب عليها وخدعها فإستحق هذه النهاية .
إقتربت مريم من جثة ألكس وأخذت تتأملها وهي تتذكر كيف أنها إستدرجته إلى حيث قتلت مجد بعد أن أوهمته بأنها عرفت مكان ملاك وبأن هذه الأخيرة تشاجرت مع مجد وقتلته ثم هربت، فرافقها ألكس ليرى الجثة بعينيه بعدما أقنعته بكلامها ، وهناك قامت بضربه بعصا حديدية على رأسه دون أن ينتبه عليها، وهكذا أردته جثة هامدة ، لقد نجحت في التخلص منه بعد أن كان ينوي التخلص منها، وفي هذه اللحظات خطرت على بالها فكرة خبيثة تبعدها عن الشبهات وتحميها من المنظمة فأخذت هاتف ألكس وإتصلت برئيس العصابة الذي لا تعرف عنه شيئا وعندما أجابها تظاهرت بالحزن وقالت :"زعيم أنا مريم وأنا أحمل إليك خبرا سيئا ..... يؤسفني أن أخبرك بأن السيد ألكس قد قتل اليوم "
الزعيم : ماذا مالذي تقولينه؟ متى؟ وأين؟ وكيف؟ ومن قتله ؟ ولماذا؟
مريم : ملاك يا سيدي .... ملاك فعلت ذلك !!
******************************************
بعد أن إنتهت جودي من الإستحمام جففت شعرها وغيرت ملابسها ونزلت إلى المطبخ فوجدت أن نور إنتهت من تنظيف المطبخ وصنع الكعكة التي بدت لذيذة جدا.
جودي وهي تحتضن نور : نور أنت رائعة، لن أنسى وقوفك إلى جانبي في هذا اليوم خاصة
نور وهي تدفع جودي بمرح : لقد كدت تخنقينني يا فتاة ......... حسن أخبريني ما رأيك في كعكتي
جودي : تبدو لذيذة جدا، كم أرغب في أكلها.
نور : والآن علي أن أذهب .....
جودي : ما هذا الكلام ستبقين معنا للاحتفال بعيد ميلاد أخي، ونحن سنكون سعداء بذلك
نور : أم ..... كما تريدين سأبقى ولكن ليس من أجلك بل لأنني إشتقت إلى رامي ولينا وأريد رؤيتهما.
*******************************************
كان سالم يجلس في حديقة المنزل يشرب كأسا من الشاي عندما خرجت زوجته رنا وجلست إلى جانبه والتي إنتهت للتو من الحديث مع أسيل .
سالم : عزيزتي أخبريني كيف وجدت الفتاة
رنا : يبدو أنها فتاة جيدة وأنا متأكدة بأنها ستعتني بأمي ( تقصد حماتها )
سالم : إذن فقد أعجبتك
رنا : تسألني وكأنني سأخطبها لإبني
سالم : لا تنسي بأنها ستعيش معنا هنا لذا من البديهي أن أسألك عنها
رنا : لا تقلق لقد أخبرتك بأنها جيدة ، تحدثت إليها طويلا ولم ألاحظ في كلامها شيئا لم يعجبني، هي فتاة يتيمة ليس لها أحد هنا لذا فعلينا الإهتمام بها فهي مسكينة.
إطمئن سالم عندما سمع هذا الكلام فهو يعلم بأن زوجته لم تكن لتقبل بوجود أسيل لو أنها لم تعجبها.

ليتني أرحل " الجزء الأول " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن