الفصل 6

54 6 0
                                    

والآن بعد التعرف على أبطال روايتي ، سأكمل لكم تتمة الرواية 😉
بعد أن ركبت نور السيارة، بدأ إياد بتنفيذ خطته فكان عليه أن يجد طريقة يقنع بها نور بالذهاب معه إلى بيته حتى يستطيع النيل منها ولكن كيف؟ فعجلته أنسته التفكير في هذا الأمر وفجأة خطرت في باله فكرة خبيثة كخبثه هو فقال وكأنه تذكر شيئا مهما :" يا إلهي كيف نسيت ....يالني من غبي "، فسألته نور مستغربة :" ما الأمر ؟ ماالذي نسيته؟ " ، فأجابها :"لقد نسيت أن أحضر الهدية التي إشتريتها لصديقتي لقد تركتها في الشقة ، كيف سندخل أمام الجميع بأيد فارغة .....حقا إن هذا محرج " فردت عليه :" معك حق فليس من اللائق ألا نحضر معنا شيئا "نظر إليها ثم قال :" ما العمل الآن؟ ماذا سأفعل "، فقالت نور وهي تجهل عاقبة ما ستقوله :" لا بأس يا عزيزي، فلنمر على شقتك وأذهب لإحضارها فالوقت لا يزال مبكرا " ثم نظرت إليه وكأنها تسأله عن رأيه فقال :" أهذا هو رأيك ...ولكن ألن يزعجك الأمر؟ "فأشارت برأسها بمعنى لا، وبعد ذلك إتجه إلى شقته وهو في داخله يسخر من حماقة نور وسذاجتها، وماهي إلا لحظات حتى وصل إلى شقته وطلب من نور أن تأتي معه لكنها رفضت وقالت بأنها ستنتظره في السيارة، ولكنه ألح عليها وأخبرها بأنه يخاف أن يتركها وحيدة وهي في زينتها هذه، فوافقت ونزلت معه، وبعد دخولهما إلى الشقة قال إياد :" عزيزتي سأذهب إلى غرفتي لإحضار الهدية إجلسي هناك ( مشيرا إلى الأريكة ) حتى أعود ،فجلست تنتظره وبعد دقائق عاد يحمل بيمناه كيسا ورقيا مزخرفا وبيسراه كأس عصير وهو يقول :"عيب أن لا أقدم لك الضيافة " ،وبينما هو يقترب منها تظاهر بالتعثر وسكب كأس العصير على فستانها فوقفت نور وهي تصرخ :"ها ....إياد مالذي فعلته؟ كيف سأذهب إلى الحفل الآن؟ لقد إتسخ ثوبي ...."، فقال إياد متصنعا الأسف:" أعتذر حقا أنا لم أقصد هذا .....ولكن لا تقلقي إنتظري قليلا " ، ذهب إياد وعاد بعد قليل يحمل بيده ثوبا كي تلبسه نور قائلا :" هذا ثوب أختي نسيته عندما جاءت لزيارتي مؤخرا بإمكانك أن تلبسيه عوضا عن ثوبك " ،الحقيقة أن هذا الثوب هو ثوب المسكينة لميس التي لعب بها إياد ثم رماها بعد أن داس على كرامتها وسلبها شرفها، ولكن نور لم تفكر في هذا فلقد كانت تجهل حقيقته البشعة، فأخذت الثوب ودخلت إلى غرفة إياد وبعد أن خلعت ثوبها إلتفتت خلفها لتجد إياد واقفا يتفحص جسمها بنظرات مليئة بالخبث والشهوة و فجأة وبدون سابق إنذار إنقض عليها كما ينقض الأسد على فريسته وهي عاجزة عن إبداء أية مقاومة، في الحقيقة حاولت أن تقاومه ولكن أنى للأرنب أن يفلت من مخالب الذئب وماهي إلا لحظات حتى خرجت من حنجرتها صرخة مدوية صرخة ألم وندم وحسرة، لقد تم الأمر ونجح إياد في تنفيذ مخططه والحصول على ما يريده أما نور فقد حملت ثوبها وخرجت من شقتها تركض مبتعدة وهي تبكي بندم وحسرة، أيعقل أن تكون هذه حقيقة الشاب الذي أحببته ووثقت به أيعقل أن هذا هو الذي ظننت أنه يحبني ولن يخذلني، ليتني سمعت كلامك يا ملاك، ليتني لم أثق به ولكن بما ينفعني الندم بعد أن ضيعت نفسي وشرفي ،هذا ما كانت تقوله نور وهي تركض حافية القدمين تركض في الشارع تحت المطر الذي تمنت لو أن هذه الأمطار تقدر على غسلها  وإعادة طهارتها التي خسرتها .
كانت ملاك في الشقة تقف بجانب النافذة تراقب هطول الأمطار وهي تشعر بالقلق  على
صديقتها ،لا تعلم لما تشعر بأن مكروها قد أصابها، وبينما هي على هذه الحال سمعت صوت جرس الباب فأسرعت لتفتحه، وكم كانت صدمتها كبيرة فما إن فتحت الباب حتى رأت نور تسقط أمامها بلا حراك فأسرعت بإدخالها إلى غرفتها وهي تقول:" نور مابك مالذي أصابك افتحي عينيك " ،وبعدها نظرت ملاك إلى جسم صديقتها فرأت آثارا واضحة على وجهها ورقبتها وخدوشا في كامل جسدها فلم يخفى عليها ما حصل لصديقتها خصوصا بعد أن رأت حالة ثوبها الذي كان مقلوبا فبدأت تهز صديقتها و تصرخ والدموع تنهمر من عينيها :" نور إستيقضي أخبريني مالذي فعله بك مالذي حصل تكلمي " ، في تلك الليلة لم تنم ملاك بل بقيت بجانب صديقتها التي حكت لها ما حصل بعد أن استعادت وعيها ولقد كانت ترتعد من هول ما حصل لها وتطلب من صديقتها أن تغطيها بأكبر قدر من الأغطية حتى تستعيد حرارة جسدها الطبيعية فهي تشعر بأن دماءها قد تجمدت وهي تتذكر ما حصل معها وتعتذر من ملاك لأنها لم تستمع إلى نصائحها وتجاهلت تحذيراتها، أما ملاك فقد كانت تبكي وهي تعد صديقتها بأنها ستنتقم لها فقالت وهي تمسح الدموع من على وجه نور :" لا تبكي يا صديقتي لا تبكي يا أختي عليك أن تكوني قوية وأنا أعدك بأنني سأنتقم لك وسأجعله يدفع ثمن ما فعله بك وسترين ".
مر أسبوعان على الحادثة وشيئا فشيئا بدأت نور تتحسن وتستعيد نشاطها وهذا بفضل ملاك التي لم تدخر جهدا في سبيل إسعادها ومساعدتها على الوقوف ثانية، فكان وجودها كفيلا بجعل نور تنسى مأساتها ، وفي أحد الأيام كانت نور تجلس أمام التلفاز تشاهد الرسومات المتحركة ،تحاول إستعادة أيام طفولتها البريئة وتتمنى لو أنها لم تنتهي و فجأة شاهدت صديقتها ملاك تقف أمامها وهي تلبس فستانا ضيقا وقصيرا بفتحة صدر يكشف من مفاتنها الكثير مع حذاء ذو كعب عال ومجموعة من الإكسسوارات و شعرها المنسدل على كتفيها  ولا أحد يستطيع أن ينكر مدى روعة إطلالتها وسحرها الذي يأخذ العقل ولكن نور استغربت هذا اللوك الجديد فملاك الفتاة المعتادة على إرتداء الملابس الطويلة والفضفاضة المحتشمة تقف أمامها بثوب فاضح لجميع تفاصيل جسمها فسألتها :" ملاك ما هذا ؟ منذ متى كنت تلبسين مثل هذه الفساتين هل رأيت نفسك في المرآة؟ " فأجابتها ملاك :"ألم أعجبك هكذا، أخبريني ألا أبدوا جميلة؟ " فردت نور:" بل تبدين آية في الحسن والجمال ولكنني استغربت لأنني لم أرك هكذا من قبل " فابتسمت ملاك ثم قالت :" إذن عليك أن تتعودي علي هكذا فمنذ اليوم سترينني بمثل هذا الثوب هل فهمت "، ثم حملت ملاك مفاتيح الشقة بعد أن تركت نور محتارتا في أمرها وهي تخطط للإنتقام لصديقتها من إياد الحقير .
***************************************************************  
ما هي خطة ملاك للإنتقام؟
وهل ستنجح في تنفيذها؟ أم أنها ستلاقي مصير صديقتها؟
انتظروا الإجابة في الفصول القادمة التي ستتغير فيها الكثير من الأمور، ولكن لا تعتقدوا أن ملاك ستتخلى عن فكرة الإنتقام فأنا أعرفوا فيما تفكرون ولكن هذا لن يحصل فملاك لن تتراجع.                     

ليتني أرحل " الجزء الأول " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن