الفصل 20

27 5 0
                                    

ملاك :" هل هذا هو منزل العجوز؟ "
رائد :" أجل هذا هو  ..... لكن لما أنت مستغربة؟ "
ملاك :" أليس غريبا أن تعيش عجوز مريضة لوحدها  في بيت كبير كهذا "
رائد :" قلت لوحدها ! من أخبرك بهذا ! "
ملاك :" لا أحد ولكن هذا ما فهمته من كلام مجد "
رائد :" هذا غير صحيح آنسة أسيل  ( طبعا أسيل هو الإسم الجديد لملاك ) إسمعيني هذه العجوز تعيش هنا في منزل إبنها وهو الذي طلب مني أن أحضر له ممرضة تعتني بوالدته وأنت ستقومين بدور هذه الممرضة و أظن بأن لديك فكرة عن التمريض لذا أرجو أن تعتني بهذه العجوز، ولا تقلقي أنا أعرف أصحاب هذا المنزل وهم أناس لطفاء جدا "
ثم فتح رائد صندوق السيارة وأخرج حقيبة ملاك وأغراضا لتستعملها في التمريض ووضعهم أمام باب المنزل وأشار لملاك بأن تطرق الجرس ولكنها لم تفعل بل  ظلت تنظر إليه وهو يبتعد عنها و يركب سيارته فأسرعت باللحاق به وهي تسأله :" هاي لماذا تركتني لوحدي ؟ هل تريدني أن أدخل عليهم هكذا؟ " فأجابها :" أنت فقط عرفي نفسك وقولي من تكونين وهم لوحدهم سيعرفونك ....... إذهبي الآن وإن إحتجت شيئا فأنا موجود " وأعطاها ورقة كتب عليها رقمه وعنوانه فوضعتها في جيبها وقالت :" حسن سأفعل ما تريد ، وأنا أشكرك جدا على وقوفك إلى جانبي " لم يرد عليها بل إبتسم ورحل، أما ملاك فقد إقتربت من الباب بكل شجاعة وطرقت الجرس بجرأة كأنها تطرق جرس منزلها فهي لم تكن خائفة من شيء بل على العكس فمهما كان المصير الذي ستلاقيه الآن سيئا فلن يكون أسوء مما مرت به في السابق، و بعد ثوان فتح الباب وخرج رجل كهل يبدو أنه في العقد الرابع من عمره ولكن من هيئته بدا رجلا محترما ولطيفا نظر إلى ملاك وقال :" مرحبا يابنتي بما أخدمك " فأجابت ملاك :" مرحبا أيها السيد المحترم أنا أدعى م ......( طبعا هي لم تتعود بعد على إسمها الجديد لذا كادت تقول أنها تدعى ملاك )  أدعى أسيل وأنا الممرضة التي كلفت بالمجيئ إلى هنا " فرد عليها :" إذن أنت الممرضة التي حدثني عنها الطبيب رائد على الهاتف وقال بأنها ستحضر اليوم  ، تفضلي لقد كنا ننتظرك ".
************************************
لم تعلم لماذا لم ترتح لتلك الشرطية  ، أحست بأنها تتعامل مع الموضوع ببرود فحتى طريقتها في طرح الأسئلة كانت توحي بذلك ، لذا بدأت نور تشعر بالندم لأنها ذهبت إلى الشرطة فهم لم يفعلوا لها شيئا خصوصا أن ملاك فتاة عربية وليست من سكان لندن وهي أيضا فتاة راشدة ولن يهتموا بالبحث عنها، هذا ما كانت تفكر به نور أو لنقل هكذا فسرت تصرف مريم، إستيقظت نور من أفكارها وركبت سيارة الأجرة التي طلبت من سائقها أن ينتظرها إلى حين خروجها من قسم الشرطة وطلبت من السائق أن يعيدها إلى شقتها، وفي أثناء الطريق رن هاتفها وكانت المتصلة صديقتها جودي
نور : مرحبا جودي.
جودي : نور أحتاج إليك يا عزيزتي لقد وقعت في ورطة .
نور : ماذا هناك؟
جودي : أرجوكي تعالي إلى منزلي بسرعة يجب أن تأتي .
نور : حسنا حسنا ..... لحظات وأكون عندك .
ثم أغلقت نور الخط وقالت للسائق :" أنا أعتذر ولكنني مضطرة للذهاب إلى عنوان آخر "
فأجابها :" لا بأس يا آنسة  ...... أعطني العنوان الجديد  لو سمحتي ".
*************************************
كان الفتى لؤي يجلس إلى جانب جدته ممسكا بيدها وهي كانت تحدثه
الجدة :" هل لا زلت ترفض العمل مع والدك في شركته يا عزيزي "
لؤي :" أرجوكي يا جدتي لا أريد التحدث في هذا الأمر فلقد مللت منه"
الجدة :" ولكن يا بني عليك أن تعلم بأن والدك يحتاج إليك خصوصا بعد أن مات شقيقك منذ سنوات ".
لؤي :" ولكنني ............."
قطع حديثهما دخول السيد سالم والد لؤي برفقة الممرضة  فوقعت عين ملاك على شاب يجلس بجانب المرأة العجوز ممسكا بيدها والذي نظر إليها بغرور وإحتقار مما جعلها تفقد صوابها وكم تمنت أنهما كانا وحيدين معا حتى تلقنه درسا وتعلمه كيف ينظر إليها، ولكنها حاولت تجاهله وإلتفتت إلى العجوز وكم إرتاحت عندما رأتها تبتسم لها وكم كانت العجوز تشبه جدتها حتى أنها تبدو طيبة وحنونة مثلها فردت عليها بإبتسامة ساحرة .
سالم : "أمي هذه أسيل الممرضة الجديدة التي أخبرتك عنها "
أسيل : "مرحبا سيدتي "
الجدة منيرة :" أهلا وسهلا يابنتي تشرفت بمعرفتك "ثم إلتفتت إلى إبنها سالم وتابعت "ولكن أرجو ألا تكون هذه الممرضة كسابقاتها "
أسيل :" عفوا ..... "
عادت الجدة للنظر إلى أسيل قائلة :" لا تفهميني بالخطأ آنسة أسيل ولكنني لم أكن أرتاح مع الممرضات اللواتي أحضرهن لي ولدي في السابق فهن لم يعتنين بي جيدا بل كن يعملن لأجل المال وحسب "
إقتربت ملاك من الجدة وجلست على السرير موازية للؤي وأمسكت بيد الجدة وقالت بحنان لم تبديه لأحد من قبل :" أعدك يا جدتي بأنني لن أكون كغيري من الممرضات بل سأعتني بك وسأسهر على راحتك فأنا لست هنا لأجل المال "
**************************************
كان مجد مستلقيا على سريره وهو يشاهد التلفاز، وفجأة سمع صوت طرق على الباب فإستغرب ذلك، ترى من الطارق فلا أحد يزوره أصلا لا أحد يعلم بأنه هنا غير صديقه رائد والذي غادر منذ لحظات بعد أن طمنه على ملاك فأخذ مجد مسدسه وإقترب من الباب ببطء شديد قد يكون سببه الخوف الذي إنتابه فجأه وعندما وصل إلى باب المدخل قال بصوت مرتجف :" من أنت؟ " إلى أن الطارق لم يجيب فقرر مجد أن يفتح الباب بعد أن جهز مسدسه وعندما فتح تفاجئ بالطارق :" أنت .........
إنتهى الفصل العشرون وآمل أن ينال إعجابكم 😂 وكالعادة سأترككم لتجيبوا عن أسئلة هذا الفصل والتي ستجدون إجابتها في الفصل القادم 😉
                - كيف ستكون حياة ملاك الجديدة؟
                - ماهي المشكلة التي تواجهها جودي؟ وكيف ستساعدها نور؟
                -  لماذا يرفض لؤي العمل في شركة والده؟
                -  وأخيرا من هو طارق الباب ومالذي يريده من مجد؟    

ليتني أرحل " الجزء الأول " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن