|| التفاحة الأولى

663 71 27
                                    

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».
« إن أردت رؤية المنظر.. فأفتح عينيك ».

[ 10 فبراير 2015 ]

هل تذكر أول لقاءٍ لنا ؟! .. ذاك اللقاء مع الشخص الذي جهلت يوماً أنني سأعيش مستقبلي معه ، وذاك الذي سينبض قلبي له لأول وآخر مرة !.
كنتُ يومها في الثانية والعشرون من عمري ..
متهورة رغم نضجي اسرق التفاح خلسةً من رُكن العم ماكس الخارجي
كان يحب عرض فواكهه وخضرواته أمام العامة ..
وجملته الشهيرة التي قد حفظتها بعدد المرات التي تكررت على مسامعي !.
" هنا أجود أنواع الفواكة والخضار .. هلموا يا بشر عند العم ماكس! "

كنت ألتقط التفاح بينما هو يستدير ليحقق رغبة المارة في الشراء
كانت تلك متعتي السرية اللطيفة ، حتى جئت أنت يومها وأفسدت متعتي!
أتذكر ؟!
عندما صرخت بالعم أنني قد سرقت التفاح ، لم يكن المتجر خالياً وانما كان الناس مكتظون فلم يأبه حينها لصراخك !
كنت قد حركت حاجباي ساخرةً منك ، ولكنني لم اتمكن من اكمال ما فعلته
فذاك العم الشرس قد لاحظني ، وصدّق ما قلته آنذاك
حينها قد سقطت بقوة على ظهري ، وإذ بعيني العم ماكس تشتعلان شررا !.
" اللعنة عليكِ يا فتاة ! هل ألقى والداك بمهمة الاعتناء بكِ إلى حظيرة حيوانات !! "

لقد غضبت كما لم أغضب من قبل ففي العادة يتوقف الأمر عند اهانتي واستدير ضاحكة ومهرولة ..
لكن حين ذكر والداي فقد أذنت للحرب أن تقام في رأسي ، وأن أنفذ أمامي .
صرخت وشتمت ولا يسعني التذكر عن الجُمل أو الحماقات التي تفوهت بها يومها
نظراتك المحملقة بي بصدمة والتي أنا متأكدة لو كنت في وضع آخر لحملقت بك أيضاً بلا حياء.
استمررت ألقي الشتائم عليه، ويبدو أن العم سليط  اللسان لم يرضَ بما آلت إليه الأوضاع معي
إذ يفترض أن أكون فأرةً جبانة أمامه استمع لوابل اهاناته دون النطق بحرف،
ولكننا نتحدث عني هنا، وإن لم تكن تعرفني جيداً بالعودة لذلك الوقت.
" هل تريد أن ترى المزيد من فتاة الحظيرة هااا ؟!! "

أذكر بأنني صرخت بتلك الجملة بينما أنت قد أفقت من صدمتك لهجوم العم المجنون علي وامسكتني جيداً مع خصري تبعدني عنه بقدر الامكان محاولاً تهدئة الوضع،
وكم كان تصرفك حكيماً لأنني قد جننت من غضبي حينها !.
أخذ يستهزئ بي ويشتمني بأقذر ما يأتي على لسانه ،
حاولت التحرر منك ، لكن جسدك أبى أن يتركني حينها
حتى ابتعدنا عن تلك المنطقة قليلاً وخفتت اصوات الناس التي كانت ملتفة حولنا
تنهدت أنت ، ثم اجلستني بجانبك على الرصيف ممسكاً بيدي جيداً
ويدك الأخرى قد استندت عليها .

نظرت إليك بحقد وأظنك علمت حينها بأنني أفعل ..
لكنك استمررت بالتنهد ولم تلقِ لي بالاً حتى هدأت بعد نصف ساعة !
بعدها أخرَجتَ تفاحاً من جيبك وأردفت بجملتك التي حفظتها حينها ..
" إن أردتي تفاحاً فلا تسرقي من مقبرة التفاح لدى ذاك العجوز وتعالي لأعطيكِ مما لدينا، أراهنكِ أنه لم يستبدل تفاحه لأسبوع !"
نبرتك الساخرة تلك قد حُفرت في قلبي ، ونبض قلبي في تلك الليلة لم يكن هادئاً البتة !.

أنا لم أنسك يوماً يا 'ألفريد' فهل فعلت أنت بمكانك هناك ؟!

-🔗

مقبرة التفاح | The Apples Cemeteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن