|| التفاحة الثانية والعشرون

173 26 13
                                    

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».
« ‏ ‏من أقوى الحروب هو أن تحارب الألم بسبب شوقك لشخص ».

[ 26 يونيو 2016]

‏في ذلك التاريخ قد اكملتُ سبعة أشهر، ويوماً بعد يوم يكبر صغيرنا داخلي أو علي القول صغيرتنا.
قررنا في ذلك اليوم أن نخرج لشراء حاجيات الصغيرة، ملابسها الصغيرة وملاءتها، سريرها المتحرك وغير هذه الأشياء.
تلك النظرة بعينيك بينما كنا نختار ونتسوق كانت لا تقدر بثمن، كانت نظرة مليئة بالحب وبمشاعر دافئة.

أذكر أننا تجادلنا في اللون الذي من المفترض أن يكسو حاجياتها، كنتَ مصراً على أنك تريد الأحمر يزين صغيرتنا كما فعل معك بينما كنت أنا أريد أن تتغنى بالوردي وكم كان مناسباً لزهرةٍ صغيرة ولطيفة كطفلتنا.
جدالنا كان عقيماً ولا فائدة منه، لأننا بالنهاية أصبحنا نتناوب في اختيار الألوان.

فقط لو كنت أعلم حينها اصرارك لما أكثرت الجدال ولاستبدلت تلك الأوقات بالتحديق بك وجعل يديك موطن يداي.

أكملنا اختياراتنا، وبقينا نتحدث طويلاً عن صغيرتنا وعن الأحداث القادمة في حياتنا.
انقلابتها الأولى، كلماتها الأولى، حبوها الأول، خطواتها الأولى وكل شيء تقريباً قد اشعل حماسنا.
وودت لو ألد بعد ذلك اليوم فوراً حتى لا تخبو تلك الأفكار والخطط عن أذهاننا.

" فيا ماذا لو أصبحت صغيرتنا مراهقة؟ ماذا سنفعل؟ "
سؤالك ذلك قد أثار الفضول داخلي، وماذا إن أصبحت مراهقة؟
كان من الواضح أنك تضايقت من فكرة كونها ستكبر يوماً ولن تعود تلك الطفلة التي ستحملها بين يديك وتداعبها لتضحك.

" أنت تتحدث عن أشياء في المستقبل البعيد عزيزي، ما أعلمه أنها عندما ستصبح مراهقة سنكون بجانبها ونساندها دوماً، أم أن لك خططاً أخرى؟ " تلك النظرات النارية التي أرسلتها لك كانت توضح أفكاري القلقة حول ما إذا كنت ستتركنا من أجل إمرأة أخرى.

" أوه يا إلهي ستكونين مجنونة إن فكرتِ ولو للحظة بما اعتقد أنكِ فكرتِ به! "
وعلت ضحكاتك في المكان، وطأطأت رأسي محرجة من كوني بهذا التشكك حول كل شيء، لا تلمني فقد كنت وسيماً جذاباً في كل شيء.

" أنا أحبكِ أيتها المجنونة لذا لا تفكري أنني سأترككِ أو سأترك صغيرتنا لأجل أخرى، أنتِ كل الأخريات بالنسبة لي "

" بالإضافة أنني بالطبع سأكون بجانبكِ عندما تكبر طفلتنا وعندما تصبح مراهقة، سأساندها بالطبع في كل شيء لا يتضمن الفتيان " قلتَ ذلك بابتسامةٍ فخورة بينما علت ضحكاتي في المكان باستمتاع، أعني أنك ترفض كل الفتيان لأنك لا تريدها أن تبتعد عنك؟

ما إن وجدت ما أزعجك به حتى فعلت، انت تغار على ابنتك؟ هل ستلكم وجه الفتى؟ ماذا إن خرجت بالسر لمقابلته؟ أووهه الوالد يغار على طفلته من الفتيان! كانت تلك الأشياء التي استمررت بقولها لك، بمضايقتك وجعلك تعترف بذلك محرجاً..

وفي الأخير فقد اعترفت وبكل صراحة أنك ستكره ابتعادها عنك وانشغالها بفتى بعمرها، كما سيكون حال فتيات جيلها، أنك ستغار بشدة من كونه يقضي معظم وقته معها بينما أنت بالتأكيد ستحاول إعطاءك أعذاراً واهية للخروج معه.

كنت أظن أن تلك الأوقات دائمة يا عزيزي..

كنت أظن بأنك ستدوم لي.. لنا بحنانك وحبك وكل دفئك، نكاتك السيئة وعادة نومك بالاحتضان والتي ماعادت تتناسب مع حملي.
كنت أظن يا عزيزي أشياءً كثيرة ولكنها تدمرت الآن، تحطمت كل تلك الظنون والاعتقادات..
والآن ما عدت أريد شيئاً سوى أن تعود لي، لا أريد الاستمرار بالندم على كل تلك الأوقات التي ابتعدت عنك فيها،
لا أريد من الندم أن يأكل بقايا قلبي ويحطمني ولا يبقي شيئاً لزهرتنا التي تنتظر، انها تنتظرك لتعود لنا.

[ الوقت الحاضر]

أمسكت بيديه بينما تذرف الدموع كعادتها عند زيارته، قلبها المتحطم فتاتًا يستغيث وعيناها التي من فرط أدمعها تطلب الراحة.

فقط وقبل انتهاء موعد الزيارة بخمسة عشر دقيقة أصبحت تقبّل يديه، تعتذر كثيراً على تركه بحماقة وتعده بأنها ستبقى تحبه من الآن وصاعداً مهما تكالبت عليهما المشاكل ومهما خاضا فيها لسوء الفهم، ستبقى بجانبه تحبه حتى تُفنى أنفاسها من رئتيها.

وبكل ألم قبلت جانب رقبته حيث يحبها أن تفعل دوماً وهمست بأذنه..
" أرجوك عُد إلينا، عُد إلى قلبي المريض بك ".

-🔗

مقبرة التفاح | The Apples Cemeteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن