|| التفاحة الثالثة عشر

212 28 12
                                    

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».
« كأنك الفكرة التي تجيء من سلالةِ أفكارٍ لا تشبهها ».

[ 7 اغسطس 2015 ]

أتى اليوم الموعود للقائي بوالدتك، ووالدك الذي صادف وجوده هناك
وتلك الـ ريشا !.
اصطحبني والدي سيراً على الأقدام، كان يهمس لي بكلمات مشجعة حتى وصلت إلى باب منزلك ..
عندها احتضنني والدي وقبل جبيني قائلاً:
" تذكري أن والدكِ موجود دوماً يا فتاتي المدللـة "

عاد أبي أدراجه إلى المنزل وحينها طرقت الباب ..
واستطعت سماع الخطوات الناعمة المتجهة نحو الباب ، واحزر ماذا؟
ريشا تلك هي من فتحت باب منزلك لتستقبلني .
" عذراً من تريدين؟ "
كان سخيفاً ذلك السؤال ، أدركت أنها لم تتعرف علي لذا أجبتها
" أنا صوفيا بلانك و.. "
أتصدق أنها لم تجعلني أكمل كلماتي حتى ؟ لقد ضايقني هذا ولكنني أخفيته عنك ..
" أعلم أعلم ، تفضلي "

سماع صوتك بعدها وأنت تسأل عن قدومي جعلني ابتسم
ثم خطواتك التي اقتربت من الباب حتى ظهرتَ أمامي
كنت وسيماً كعادتك ولست أخجل إن أخبرتك بذلك مئات المرات
ولكن ما أزعجني هو أن تلك الـ ريشا حدقت بك أيضاً
بينما أنت قد تعلقت عيناك بي ، لست مصدقاً كونها أنا
ولم أكن لألومك في حين أنني أيضاً لم أصدق بدايةً.

في حين انزعاجي من تحديق تلك الفتاة بك ، تقدمت منك بكل ما أملك وعانقتك ..
عناق اشتياق ، عناق تملك ، عناقاً لا أعلم له مسمى سوى أنني أحتجته وقتها
كما فعلتَ أنت.
" حبيبتي ڤيا ، لا تزالين تسحريني بك في كل لقاء ".
همست أنت بذلك في أذني وأنا خجلت ..
لابد أنك علمت ذلك من احمرار خداي وضحكتك الهادئة التي تلتها ..
سحبتني إلى الداخل تاركاً تلك أمام الباب دون أن تكترث
جعلني ذلك أشعر بالرضا قليلاً ، أول ما قابلت عيناي كان العم نايل
الذي سرعان ما نهض مرحباً بي بلطف ..
في الجهة الأخرى كانت والدتك تجلس على الأريكة بكل هدوء
وكم كانت جميلة رغم تقدم سنها !

" سيدة بارلي ، أنا صوفيا بلانك سعدت بلقائك "
جريئة وواثقة بالإضافة إلى ابتسامة جميلة كما أخبرتني أمي تماماً.
كانت أمكَ على قدرٍ كبير من الجاذبية والثقة،
تحدثنا قليلاً ثم أتت والدتك بالشاي ، وكل شيء جيد.

كنت تنظر لي بين الفينة والأخرى تبتسم بشكلٍ فاتن ،
نظراتك التي تشعرني بأنك لا ترى من النساء سواي كانت تسعدني،
وتخجلني بالآن ذاته، نظراتك لم تتغير ليس في ذلك الوقت..
ولا بعد ذلك بفترة طويلة، كنتَ مثالياً لي .

تبادلنا الأحاديث البسيطة خلال شرب الشاي،
كيف تقابلنا؟ كيف علمنا بمشاعرنا؟ وكيف اعترفنا وانتهى الأمر بنا أن نتواعد؟.
كنت متوترة وأعلم أن هذا ظهر من خلال حركتي الكثيرة
لكنك كنت بجانبي وكنت تبعث السكينة داخلي .

حينما ذهبنا إلى المائدة بدأت ألاعيب ريشا بالظهور.
تعمدت الاصطدام بك أمامي وادّعت الاعتذار باحتضانك،
تجذب انتباهك بغنج ضحكتها وقد أزعجني ذلك .. كثيراً.
ولكن أتعلم ما الأسوأ؟ أنني لم أجلس بجانبك على المائدة ..
لأنني حينما أردت ذلك سبقتني هي وجلست بجانبك قبل أن يتفوه أحدهم بكلمة ..
سألتني والدتك إذا كنت بخير، وأعلم بذلك أنها تختبر انفعالاتي
لذا فقد أجبتها على مضض، ولكنني لم أكن أعلم أن تلك ستغتنم أي فرصة تسنح لها للاقتراب منك!.

تناولنا طعام العشاء بهدوء ماعدا بعض الأحاديث الجانبية
بين والديك وبينك، وبالطبع تلك العلقة التي تقحم نفسها.
بينما أنا كنتُ صامتة، وأعلم بأنك مستغرب من صمتي بتحديقك.
شعرت بحركتها تحت الطاولة، شعرت بحركة ساقيها وعلمت أنها تفعل لك شيئاً، بينما أنت تتظاهر بالهدوء ولكنني علمت أنك لست كذلك!.
حركة يديك الحادة وابتسامتك التي اصبحت مصطنعة، أنا اعرفك يا عزيزي.

لذلك فقد استقمت في حركةٍ حادة ناظرةً إلى والدتك بجانبي ..
" آسفة لفعلي ذلك بشكلٍ مفاجئ سيدة بارلي، وأعتذر مقدماً لما سأفعله ولكنني كما تعلمين فأنا مجرد فتاة عشرينية تحب حبيبها للحد الذي تغار فيه بجنون عليه !"
حاجبيك عُقدا بعجب وكذلك والديك ، وربما لم يفهم أحدهم سبب اعتذاري حتى سحبتُ كرسي تلك العلقة بكل قوتي ابعدها عنك .

الجميع تفاجئ وأنت من بينهم، ولكن ابتسامتك المستمتعة ظهرت فوراً حينما علمت مقصدي.
" إياكِ أن تقتربي منه مجدداً، وإياكِ أن تستخدمي أساليبك الملتوية بالتقرب منه وأنا أحذرك !، فأنا لن أضمن سلمية فعلي المرة القادمة "

علي الاعتراف بأن أختي محقة وأن تصنع الأنوثة يومها لم يجلب لي سوى المتاعب ، وكنتَ أجمل متاعبي.

- 🔗

مقبرة التفاح | The Apples Cemeteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن