|| التفاحة الثالثة والعشرون

166 24 10
                                    

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».
« ‏إنه الاطمئنان، الشيء الأكثر نُدرة فى حياة كُل شخص ».

[ 17 أغسطس 2016 ]

ذلك اليوم المجيد والذي تكلل فيه حبنا بأجمل وأرق كائن على وجه الأرض.
أذكر أنني تلقيت نصيحة الطبيبة وأخبرتني أن أحرص على المشي بين فترات متراوحة منذ اسبوعين، وألا أضغط على نفسي.

كنت بجانبي ولم تتركني للحظة منذ دخلت شهري التاسع، تهرع إلى عملك في الصباح وتعود مبكراً للبقاء بجانبي وتلبية احتياجاتي.
ترافقني في المشي وتروّح عني هذا الألم بنكاتك الغبية ولكن ضحكتك كانت تشفع لك كالعادة.

كنت تصر علي بالراحة في الأوقات التي لا أمشي بها، زيارات أمي كثرت، وجدتي التي أصبحت تهلل كلما تراني أنها ستستطيع رؤية ابنة حفيدتها أخيراً وأن الحياة كريمة معها.
أبي كان يأتي إلي مابين فترة وأخرى، كان حريصاً على البقاء بجانبي وكان يحب وضع يديه على بطني ليشعر بحركات حفيدته الشقية.

وفي ذلك اليوم كانت اللحظة المنتظرة، كنت بالعمل بعدما أصررت عليك بالذهاب.
لم تكن سنفعل لأنك تعلم أنني كنت أعاني من التقلصات والانقباضات من الليلة الفائتة.
الضغط كان يزيد والانقباضات اصبحت تشتد، مرت فترة الصباح وأتت فترة الظهيرة
وأكاد أقسم أنني قضيت نصفه في البكاء بينما أمشي.

حين اشتد الألم وبدء الماء يتسرب لم أعد احتمل، امسكت الهاتف واتصلت بأرقام عشوائية لا أعلم إن كنت منها.
كنت أصرخ بأنني سألد وليتني صرخت وحسب، صوت بكائي كان يتعالي والطرف الآخر كان متوتراً بشدة ويجيب بأنه سيخبرك سيخبرك..

" اللعنة عليك إذن أخبره حالاً، هل تود أن أموت؟ يا إلهي لا أود الموت أريد رؤية طفلتي بخير، هل سأموت؟ "

كنت أسأل بغباء بينما أبكي وأتألم، هل هذا ما يشعرن به النساء عندما يلدن؟
قليلاً حتى أتاني صوتك في الهاتف تخبرني أن أغلق الخط وأنك ستتصل فوراً من هاتفك وأنك ستأتي مسرعاً.

كان صوتك كالمهدئ لي عندما سمعته وحين اتصلت مرة أخرى استمررت تتحدث معي دون توقف حتى أنشغل عن آلامي، آهه يا ألفريد كم تعاظم حبك داخلي في ذلك الوقت!.

" تعلمين بأنني أحبكِ أليس كذلك؟.
أنا قادمٌ حبيبتي!.
ألم تجدي سوى العم ماكس لتتصلي به؟.
إنه قلق في الحقيقة وأتمنى أنه أزال الفكرة الخاطئة عنك منذ أول لقاء لنا.
صغيرتنا ستخرج للحياة وسنصبح والدان جيدان لها.
أنا أحبكِ فيا.
هل استمر الألم؟.
لا تقلقي سآتي مسرعاً.
أنظري هاقد وصلت وأنا أمام الباب الخارجي.
تركت السيارة على استعداد من أجلك.
هاقد أتيت جميلتي! "

مع آخر جملةٍ لك كنتَ أمامي بالفعل، كنت هادئة رغم ملامح الألم على وجهي، وخطوط الدموع قد جفت على وجنتاي.
أحبك، أحبك، أحبك جداً للحد الذي لا يمكنك توقعه يا ألفريد!.
ساعدتني بهدوء على تبديل منامتي إلى لباس مناسب للذهاب، ثم حملتني رغم ثقلي بهدوء وببطء حتى وصلنا إلى السيارة.

وصلنا إلى المشفى وكم كانت تلك الدقائق داخل السيارة كالسنوات بالنسبة لي وأنا أئن وأبكي من الألم.
يداك لم تتركني أبداً وقد كنت بجانبي في المقعد الخلفي، بينما تولى صديقك جاك الذي كان برفقتك مهمة القيادة.
استلمني الممرضون فوراً وتردد صدى صرخاتي في الممر، يا إلهي كم كان الوضع درامياً ولكن لا يد لي بذلك.

مرت دقائق طويلة لا أعلم إن تعدت الساعة أم لا، كنت أحاول وأقاتل بكل جهدي لأخرج صغيرتنا للنور وكنت أنت خلف الباب تصلي من أجلنا.
حالما وضع الممرض الصغيرة بين يداي شعرت بأدمعي التي فرت من محاجرها، هاهي ثمرة حبنا بين يداي، طفلتي وحبيبتي وصغيرتي والتفاحة الأخرى بقلب والدها.

طلبت دخولك إلي وما إن استطعت ذلك حتى لثمت شفتاي حباً، عدة قطرات سقطت من عينيك بينما كنت أبتسم لك بوهن.
أخذت الطفلة من بين يداي تقبلها من رأسها، عيناها، وجنتاها، وأنفها الصغير ويديها.
كنتَ سعيداً جداً كما كُنت أنا، اقتربت مني تعانقني بينما الصغيرة بيننا.

" هاقد اكتملت عائلتنا الصغيرة بوجودكِ بيننا، فيونا "
" إنه يليق بها حبيبي "
" بالطبع!، لأنها ابنتنا حبيبتي "

قبلة أخرى وابتسامة دافئة منك كانت أجمل شيء حصلت عليه في ذلك اليوم بعد فيونا.

🔗-

مقبرة التفاح | The Apples Cemeteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن