|| التفاحة الثامنة عشر

206 26 19
                                    

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».
« ‏ ‏ممتلئ قلبي بك كحدٍ لا نهاية له ».

" سيدة كراوند.. لقد انتهى موعد الزيارة يمكنك التفضل حتى لا تثقلي على المريض."
ادارت رأسها نحو الصوت لتجد الممرضة المسؤولة عن هذه الغرفة.
حركت الممرضة رأسها شفقة على حالها، فحالما تدق الساعة الثانية عشر مساءً حتى تكون أمام باب غرفته تنظر إليه حتى يُسمح لها في وقت الزيارة بالدخول إليه..
وبعد انتهاء موعد الزيارة تبقى حتى الساعة التاسعة مساءً وتذهب راحلةً مكللة بالدموع.

[ 28 نوفمبر 2015 ]

" أنا لا أصدق أن اليوم ستصبح ابنتي عروساً وتبتعد عن احضاني! "
أخذت والدتي تنتحب حينها بطريقة درامية تتبعها اختي التي تربت على كتفها وتشاركها البكاء.. ألا يمكنهما أن يشعرا بتوتري ويساعداني في التخفيف عني؟ لا عن بعضهن؟
- كانت هذه على قائمة افكاري ياعزيزي ولاداعي لأن اخبرك أن البقية تتمحور حول ما سيحدث بعد كلمة "نعم" -
جدتي كانت تجلس بجانب والدي الذي شرد فكره وهو ينظر إلي.

" بحق الرب سيلينا خففي عن الفتاة لا تزيديها! "
جدتي العزيزة بدأت التفكير بي وقتها، وأنا كنت جالسة على الأريكة المنفردة في غرفة استعداد العروس..
بالثوب الأبيض الذي لطالما حلمت بارتدائه في اليوم الذي سأرتبط به بالشخص الذي احب.
صففت شعري ووضعت مستحضرات التجميل كما حلمت، باقة ازهاري الحمراء، تصميم موقع الزفاف، والكعكة البيضاء ذات الادوار تحمل اعلاها مجسمان لعروسين -كانا نحن-.

مضت ثلاث اسابيع منذ ذلك اليوم الذي تقدمت فيه للزواج بي، كانت اسعد ايام حياتي.
عائلتي جميعها وعائلتك وجميع من اعرفهم واحبهم من ضمنهم ماكس العجوز، وهذا ما فاجأني.
كانت دموعي هي اجابتي حتى اغشي علي بين ذراعيك، فرحاً وحبا..
"موافقة على الزواج بك، موافقة على عيش بقية حياتي معك ولك وفي احضانك" كانت تلك اجابتي فور ما استيقظت بعد دقائق.
وحفل زفافنا الذي حلمنا به قد جمعنا بقلبٍ واحد.

إمساك والدي ليدي حين بدأت مراسم الزفاف قد اربكني، وأختي التي تعدل ثوب زفافي والمساحيق على وجهي وباقة ازهاري الخجلة بين يداي جعلتني ممتنة لها، أمي وجدتي اللاتي اتخذت كل واحدةٍ منهن جانبًا لي ينصحنني ويذكرنني بأساليبهن ليلة الزفاف الأولى، وهذا ما اربكني ووترني واخجلني اكثر.

لم أعي شيئاً بعدها حتى أفقت على صوت همساتك في أذني، ادركت ان أبي مشى بي حتى سلمني لك واوصاك بي.
كنت خجلةً وسعيدةً جداً على ادراك ماحولي، ولكن عندما اصبحت بجانبك فجأةً اختفى العالم حولنا ولم اشعر بشيء غير الحب والحب والسعادة نحوك.

" آنسة صوفيا بلانك هل تقبلين السيد ألفريد كراوند زوجاً لك في السراءِ والضراء والصحة والشدة دون اجبار وبكامل الادراك؟!"
نظرت نحوك إلى عينيك تحديداً، بريقٌ متوهج يشدني نحوك أكثر
بريق الحب الذي غلّف مقلتينا، والموسيقى التي تصدح عشقاً حولنا
" أقبل! "
" سيد ألفريد كراوند هل تقبل الآنسة صوفيا زوجةً لك في السراءِ والضراء والصحة والشدة دون اجبار وبكامل الادراك؟!"
عاد رجل الدين يسألك وبكل كلمة ينطقها كنت تقترب مني أكثر رغم انعدام المسافة بيننا تقريباً ولكنك فعلت على أيةِ حال
" أقبل! "

خرجت كلمتك كهمسةٍ أكثر من كونها إجابة، وكأنك كنت تريد قول ذلك لنفسك وكأنك كنت تريد تصديق ذلك بشكلٍ ما.
" وفقاً للصلاحية المعطاة لي فأنا أعلنكما زوجاً وزوجة، يمكنك تقبــ..."
لم تنتظر رجل الدين لينهي جملته، فلقد أنهيتَ جملته فعلاً
ملت نحوي أكثر وقبلتني بحب ونعومة، التصفيق حولنا قد ايقظنا من لحظتنا تلك، تمنيت لو لم يقاطعنا أحدهم لكن ليست كل الامنيات مجابة.

الاصوات المختلفة التي تلقي التبريكات والتهاني لزفافنا.. الدعوات الخالصة لاستمرار حبنا، وبالطبع بعض النصائح الشقية لليلتنا التي لم استطع فقط تجاهلها.. مرت ساعات حتى أتى موعد إلقائي لباقة الأزهار..
تجمعن الفتيات خلفي وألقيت الباقة بسعادةٍ عالياً، لم أكد أفعل هذا حتى رُفعت عالياً بيداك اللاتي حملتني بهما منطلقاً نحو منزلنا الصغير الذي صنعناه بحب، أو كما يقولون ' قفص الزوجية الذهبي '..

" أحبكِ منذ ابتداء أنفاسي بقربكِ وحتى الفناء . "
" أحبكَ كتفاحةٍ لم تجد جذعاً للحياة سواك ."

- 🔗

مقبرة التفاح | The Apples Cemeteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن