|| التفاحة الثانية عشرة

217 27 4
                                    

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».
« منذ أول حديث بينهما أدرك أنه لن ينجو ابداً ».

[ 5 اغسطس 2015 ]

كان صباحًا غائمًا وباردًا قليلًا، ولكن ذكرى بقائك بالأمس بجانبي حتى ساعات الفجر الأولى أشعرني بالدفء .
وكأنك كنت المسكن الوحيد لجميع مشاعري، لا أعلم كيف علمتَ بشأني ولكنكَ فعلت.
أخذت تقصّ علي حكاياتكَ في صغرك، كيف كنت طائشاً وشقياً للغاية تسعى جاهداً للحصول على ماتريد وتتمسك به حتى النهاية ..
وذلك جعلني أفكر آنذاك .. هل كُنتَ متمسكاً بي منذ لقائنا ؟

ريشا ؟ هو اسم خطيبتك التي أرادتها والدتك لك رأيتها عندما كنت أسير معك صباحاً لتعود إلى منزلك ..
جميلة ؟، هذا أول ما تبادر إلى ذهني ولك أن تتخيل ما شعوري حينها
لقد أنبت نفسي لأني لا أتصرف بأي شكلٍ أنثوي أمامك ، رغم أنك لا تعارض وأخبرتني أن هذا لا يشكل فرقاً سوى انه يزيد من محبتك وتعلقك بي
لكن هذا السبب لم يكفني.

بعدما عدتُ إلى منزلي أقمت اجتماعاً لجميع الإناث في حياتي
جدتي، أمي، أختي بالإضافة إلى والدي ..
حسناً كان سيفيدنا في كيف سيفكر الرجال وما إلى ذلك.
لقد اعتبرته اجتماعاً مهماً وتحديداً لمصيري ،
بينما استمرت أختي بالسخرية وأن طريق تصنّع الأنوثة سيبوء بالفشل حتماً
ولكنني أصررت وعزمت أمري ،
فما كان من والدتي سوى أن تلبي رغبتي وتقف بجانبي
وللمفاجأة والدي أيضاً ، لا يمكنني انكار أن ذوقه في الملابس كان أنيقاً
وجدتي التي أخذت تعطيني نصائح عن كيف علي أن أتصرف كأمرأة وما إلى ذلك وكأنها أخذت دور والدتي قبل كل هذا الحدث !.

لا أزال أذكر ردة فعل أمي العنيفة حينما رأت خزانة ملابسي
نعم كانت مرتبة كما كانت تحب كل شيء منظم ، ولكنها صعقت من نوعية ملابسي.
جميعها بناطيل وأقمصة، بالإضافة إلى معطفين أسود وخربزي وبعضٌ من الفساتين التي لم ألبسها كثيراً..
احدها قد رأيتَه فعلاً حينما نظّمت حدث اعترافك وكم كان مميزاً .
وآخر كان تقليدياً طويلاً ذو أكمامٍ طويلة منفوشاً من الأسفل، كان هديةً من جدي الراحل في عيد ميلادي الثامن عشر ..
لا أذكر آخر مرةٍ لبسته ولكنه كان مفضلاً لدي، وكان بإمكاني لبسه مجدداً فجسدي لم يتغير كثيرًا، وغيرها من الفساتين والتي ينبغي علي ذكر أن لا شيء من ملابسي اعجب أمي .

اللحظة التي تلت تلك كنت في السيارة مع والداي متجهان نحو مركز التسوق.
وكم كان كبيراً، كل ما قد يعبر عن الأنثى قد اشترته والدتي لي
ووالدي العزيز لم يأبه بالمال الذي صرفه واستمر بمساندة أمي في ذلك.
بنطالٌ ضيق وآخر بشقوق، قميص ذو حمالاتٍ رفيعة وآخر عاري الكتفين، فستانٌ قصير وآخر ضيق..
والكثير الكثير، هي لم تكتفي فقد اتجهت نحو مستحضرات التجميل بعد ذلك.

ارسلت لك حينها اخبرك بأنني سآتي بعد يومين لمنزلك
لرؤية والدتك والدردشة معها قليلاً ومع تلك الريشا .
أردتَ رؤيتي بشدة ، وأردتُ أنا ذلك أيضاً ولكنني لا استطيع !
ليس قبل أن أطمئن من كونك ستصبح رجلي فقط .
بالإضافةِ أن والدتي قد منعتني فعلياً من الخروج من المنزل حتى تهتم وتعتني بي وتنصحني ليوم اللقاء الذي سيجمعني بوالدتك.

جدتي العزيزة أخذت تحدثني عن كيف هي والدتك متسلطة ولا يعجبها الكثير
وأن والدك على رغم حبه الكبير لها إلا أنه لم يتحملها وانفصلا بعد ذلك.
كان هذا محزناً لسماعه ولكن جدتي استمرت بإخباري عن ماضي والديك
حيث كانت جدتي تعيش هنا مع ابي قبل زواجه وبعده بسنوات.
انتقلت الحديث سريعاً إليك ، كيف يرونك وما تحليلهم لشخصيتك
ولا داعي لأذكر كل ماقلنه أولاءِ النساء تلك الليلة !

وحين أتى اليوم الموعود كنتُ بأبهى حلة قبل خروجي.
نظرت إلى نفسي في المرآة ولم أصدق أن هذه أنا !.
فستان يصل إلى ركبتاي يعانق ثناياي حتى أصبح منفوشاً من تحت الخصر
وشعري المموج الذي لم أعتد فتحه كثيراً منزلقاً على كتفاي حتى ظهري
الحذاء ذو الكعب العال بأشرطة ملتفة حتى نصف ساقاي.

كنتُ منبهرة من هيئتي الساحرة ، فهل كنتَ كذلك؟

- 🔗

مقبرة التفاح | The Apples Cemeteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن