|| التفاحة الرابعة والعشرون

161 25 8
                                    

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».
« ألم يشعرك صمتي إنني مليءٌ بالكلام؟ ».

[ الحاضر ]

أنا أنتظرك، لا زلت أفعل رغم مرور الأشهر الطويلة بدونك
لا زلت أنظر إلى الباب لعلك تطل من خلفه، لعل ظلك يظهر أمامي
لا زلت أنتظر يا ألفريد وقد أعياني هذا الألم، حطمني وآذاني
ابنتنا الصغيرة لا زالت تنتظرك، فيونا الصغيرة تنتظر والدها.

بعد ذلك اليوم لم أعد راغبة في أي شيء بدونك، ما عدت أرغب في هذه الحياة
لكن لا زال يتوجب علي البقاء بجانب فيونا، على أحدنا أن يفعل،
وأنا من بقي هنا.
أتذكر حين تشاجرنا وخرجت من المنزل غاضباً؟
أنا آسفة لأنني لم أعتذر قبل خروجك، آسفة لأنني كنت عنيدة ولم أمسك يديك قبل إغلاقك للباب خلفك.
لم تهنأ عيناي بالنوم بشكلٍ جيد حتى هذا اليوم،
الكوابيس تطاردني يا ألفريد، كوابيس رحيلك عني..عنّا !
أظل أحلم أن المشفى ستتصل يوماً على هاتفي لتخبرني أن أنفاسك توقفت
أن قلبك ما عاد بالقوة الكافية ليضخ الحياة في جسدك
أن رغبتك في العيش تضاءلت حتى اندثرت وألقت بك في هاوية الموت.
أنا خائفة يا ألفريد.

" عذراً يا سيدتي، الطبيب المشرف على حالة زوجك يريدك في مكتبه إن أمكن. "
ما الذي قد يحدثني فيه بعد؟
أنه قد مرت أشهر منذ استلقائك على هذا الفراش البارد دون أي مؤشرات للاستجابة؟
دون أن تظهر مدى رغبتك بالحياة؟
أنا لن أسمح لك بتركي وإن عنى ذلك موتي بعدك.
أنا لن أتركك وأنت لن تتركني، وهذا شيء لا يستطيع أي أحدٍ تغييره !.

" سيدة - سعيدٌ برؤيتك بصحة جيدة. "
حديث هذا الطبيب بهذا الوجه المتفائل لا ترسل لي أي مؤشرات إيجابية
لذا فقد اكتفيت بالإيماء أمامه.
" جيد، في هذا الأسبوع قد تابعت حالة السيد - بدقة بعد أن أخبرتني الممرضة أن نبضات قلبه تغيرت وارتفعت مع إحدى زياراتك وقد تبين لنا أنه يستجيب بشكلٍ جيد ويمكنني إخبارك أخيراً أنه سيستيقظ قريباً، مبارك. "

لا أعلم ما الذي قلته له من فرط سعادتي، ولكنني أعلم أنني عدت إليك الآن مسرعة
يا إلهي لا أكاد ألتقط أنفاسي من شدة الركض.
ألفريد أنت تستجيب لهم، ستعود إلي لقد قالوا أنك ستعود إلي !!.
" ألفريد.. ألفريد.. ألفريد أحبك .. يا إلهي كم أحبك "
بدون أي تردد ولا أدني اهتمام بصراخ الممرضة بجانبي نزعت عنك قناع الأكسجين بخفة مقبلة إياك كما فعلت في تلك المرة.
مرة، اثنتان .. ثم فقدت العد من كثرة تقبيلي لك
ورغم أنها قبلات بسيطة إلا أنني شعرت بالفراشات في معدتي كما لو كُنت تبادلني إياها.

قلبك تفاعل معي مرةً أخرى، حينها أحسست للمرة الأولى منذ فترة طويلة بأنك بجانبي ولم تتركني.
" أتمنى لو أستطيع فعل شيء يعيدك لي بسرعة "
وفي ذلك الوقت خطرت لي فكرة، أتمنى لو أنها تساعد في إيقاظك من غيبوبتك الطويلة، لو أنها تعيد إليك القوة التي تحتاجها لفتح عينيك.

ها أنا في اليوم التالي، حاملةً صغيرتنا فيونا بين يداي
وقد أخذت الإذن معي بجلبها إليك، صغيرتنا تحتاج أباها، وأنا أحتاجك يا حبيب روحي.
جلست معك اليوم بطوله حتى انتهت مواعيد الزيارة.
قلبك الصامت لم يكن هادئاً هذه المرة ولم يكن متزناً مما اضطر الممرضة للبقاء معنا طوال الوقت.

اليوم الذي يليه، والذي يليه، ثم الذي يليه والذي يليه أيضاً.
جميع تلك الأيام أتيت بها مع فيونا، نتحدث معك ونلعب على سريرك،
نحيي وجودنا بجانبك حتى تعود إلى حياتك معنا.
" بابا .. بابا .. بابا .. ها هاهاا .. بابا ادا بابا "
كانت فيونا تردد اسمك بعدما أخبرتها أنك البابا خاصتها،
تضحك بطفولية وتستمر بمناداتك، وكأنها تترجاك للعودة.
وتحت عيناي التي أخفضتهما متأثرة، وقع نظري على أصابع يديك التي تحركت..
لم أصدق بدايةً لولا أنها تحركت مجدداً.
بؤبؤ عيناك كذلك يتحرك، وكل ذلك جعلني سعيدة جداً.
ناديت الطبيب فوراً وكان مرتاحاً لهذه الاستجابة العظيمة منك،

" سيدة - سيكون زوجك بجانبك في غضون أيام إن لم يكن ساعات، لنستمر فقط في الدعاء من أجله وإبقاء اللطيفة فيونا بالقرب منه، سعيدٌ من أجلك "

أشعر بأن قلبينا ترابطا مجدداً، ولا أكاد أصدق أن عينانا أيضاً قد فعلتا في تلك اللحظة.

-🔗

مقبرة التفاح | The Apples Cemeteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن