|| التفاحة الخامسة

255 40 4
                                    

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».
« أنت نُوري ولو كَثُرت السُحب المُعتمة ».

[ 30 ابريل 2015 ]

هل تذكر ذاك التاريخ يا ألفريد؟!
الذي ضم شرودك المستمر وتحديقك بالأرض وابتسامتك البلهاء
ظننت بأنك قد إلتقطت عدوى من مكانٍ ما، فحرارتك قد كانت مرتفعة.
ولم أدرك بأن العدوى قد دخلت قلبك، يومها قد اهتممت بك كثيراً
كما لو كنت صغيري ..
أخذتك إلى منزلك ولحسن حظي لم يكن أحداً هناك من عائلتك .
والدك قد سبق وذهب إلى محله وقد أخذت الإذن منه بأخذك لكونك مصاباً بالحمى ..
هل كنت كذلك؟ أم قلقي قد تفاقم وخُيّل لي ذلك؟

كنت تبتسم بينما تراني في الارجاء أعيد ترتيب الوسادات حتى تناسبك
ثم تستلقي لأذهب أنا إلى المطبخ المكشوف تماماً على غرفة المعيشة
وأحضّر لك طعاماً ما حتى تتناوله وترتاح!
" ماذا تحب من الأطعمة ريد! "
ناديتك بذلك قاصدة، وكنت افعل ذلك منذ وجدت لك هذا الاختصار قبل اسبوع ..
كنت تتذمر من كونك لا تريد رابطاً بينك وبين التفاح الذي أنا أحبه
بينما أنا ضحكت كالعادة، وأنت أجبتني أنك تحب الفطائر بالعسل!.

" تعلمين بأن فطائر العسل لذيذة صحيح؟ يمكنك تجربتها! فقط بقضمة واحدة ستعشقينه أكثر من التفاح صدقيني! "
ضحكت على تعابيرك الطفولية تلك، بينما أنت ولسببٍ مجهول كنت تحدق بي!.
تحاشيتك لخجلي من تحديقك ..
وأكملت صنع فطائر العسل التي تحبها، لم أكن متأكدة من طعمها فقد كانت أول مرةٍ لي في تحضيره رغم أن أمي كانت تحضّره بين الفينةِ والأخرى.
أخبرتك بذلك أيضاً، بأنها أول مرةٍ لي بينما أنت أخبرتني أن ذلك أفضل لكلينا!.
لم أسألك يومها عمّا كنت تقصد.
وبدلاً عن ذلك ذهبت إلى الصيدلة بالقرب من منزلك لأبحث عن خافضٍ للحرارة.
من الغريب ألا يتواجد واحد في منزلك، وكونكم لا تمرضون كثيراً كما أخبرتني قد أثار عجبي .

كان هناك شاب يعمل في الصيدلة وقد رآني وأنا خارجة من المنزل متوجهة نحوه .
ظل يراقبني فعجبت لأمره ولكنني تجاهلته !
انتهيت وذهبت لأحاسب الدواء عند ذلك الشاب، وبعدما انتهى لم يعطني كيس الدواء !
" ماذا؟ هل تمزح معي الآن يا هذا؟! "
نبرة صوتي الحادة خرجت دون أن أحكمها من فرط توتري لفعلته
لكنه ابتسم رداً علي، وسألني اذا ما كان اسمي صوفيا !!.
في ذلك الوقت كل ما فكرت به هو أن أهرب بكيس الدواء
فحتى عندما كنت في أقصى مراحل توتري وخوفي من الشاب كنت أفكر فيك يا عزيزي !.

" أنا لا أعلم ما اللعنة التي تريدها مني!، لكنني أعلم بأن صديقي ينتظرني واذا لم تفلت الكيس وتعطني اياه فربما سأطرحك أرضاً من الألم! "
حسناً ربما تلك الكلمات لم يكن يتوقعها ذلك الشاب، لأنه قد نظر إلي بصدمة
بالطبع لا أحد سيتوقع هذا الرد الجامح من فتاة تبدو رقيقة بمظهرها!
رفع يديه الاثنتان دليلاً لاستسلامه وضحك .
" على رسلك يا فتاة، كنت فقط أريد معرفة ما إذا كُنتِ صوفيا التي يتحدث عنها ألفريد كثيراً !"
صُدمت ولم أتوقع ذلك ولساني السليط قد أُلجم في محله !!.

أياً كان الذي كنت تتحدث عني فيه ، فلقد كنت سعيدة لأنك كنت تفكر بي !

- 🔗

مقبرة التفاح | The Apples Cemeteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن