|| التفاحة الحادية عشرة

224 30 12
                                    

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».
« ‏الحب يقود الناس للجنون ».

[ 4 اغسطس 2015 ]

هل تذكر يوم الثلاثاء ذاك يا ريد ؟
حينما تلقيتَ اتصالاً مفاجئاً من والدتك تخبرك بزيارتها لك ..
نظراتك الغريبة نحوي، وتصرفاتك الأغرب بعد الاتصال!.
كنت أعتقد أن هناك شيئاً ما خاطئ، شيء لا تريد البوح به لي ..
ولكنك خلاف ذلك أمسكت مرفقاي وأجلستني بجانبك على سريرك حيث كنا في غرفتك.

" محبوبتي الحمراء وتفاحتي ڤيا، هناك ما ينبغي علي إخباركِ به! "
كلماتك تلك لم تبعث سوى القلق مما أردت قوله
لم أردك أن تكمل لأنني خشيت أن تفاجئني بشيءٍ سيء ..
وقد كنت محقة تماماً، تمنيت حينها لو كنتُ في المنزل أستمع لمحاضرات أمي الطويلة عن كيف ينبغي لي أن أصبح امرأة مسؤولة بما أنني أصبحت أمتلك حبيباً.

ولكنها لم تعلم ذاك اليوم بأن أم حبيبي قادمة، مع فتاةٍ تنوي خطبتها له ..
أنا فقط من علمت كما أخبرتني، وتحطمت.
نظراتي الفارغة التي لاحظتها أنت، وعيناي اللامعتان على وشك الانهمار
واحتضنتني ..
كما لو أنك تود حفظي داخل أضلعك حيث لا يفرقنا أحد، ولكنها أمك!
لست أريدك أن تصبح سيئاً في نظرها بعد تلك السنوات التي قضيتها بجانبها
ولست أنوي التخلي عنك إطلاقاً، لذا وبكل هدوء قد اخبرتك
" لنظهر علاقتنا لوالدتك ونخبرها، لا أريدك أن تصبح لغيري! "

ضحكت أنت باستمتاع لأنك تعلم تماماً أنني كنت غيورةً جداً ..
أنا لم أسمح لفتيات الحي أن يلقين نظرةً عليك منذ ارتباطنا، فكيف بحق الإله تريد مني التنازل عنك لإحداهن؟.
كنت غاضبة جداً، قلقة جداً، وعلى وشك الانهيار.
خطواتي المنهارة في غرفتك ذهاباً وإياباً، دموعي التي تنذر بنزولها
بينما أنت كنت تضحك وتضع احتمالات زواجك منها باستمتاع!.

كنتَ مستمتعاً برؤيتي أفور من الغيرة ولا يمكنكَ اخفاء ذلك.
لذا أنا لم أفكر كثيراً سوى بدفعك بيداي الضئيلتان وتقبيلك بغضب.
ولا يمكنني نسيان كيف أنني عضضتك بقوة جزاء فعلتك وأخذت حقيبتي خارجة من منزلك.
سمعت ضحكاتك وصراخك لي بكم أنك تحبني، لكنني لم أكتفي.
لا أريد لأحدهم أن يقف في طريق سعادتنا معاً ..
وأريد من والدتك أن تتقبلني كحبيبة ابنها وزوجته مستقبلاً.
هل كنت أتوقع حدوث ذلك لهذه الدرجة؟.

عدت إلى منزلي وارتميت بأحضان والدتي باكية
بينما هي قد فُزعت من شكلي، ونادت بقية العائلة ..
أبي وأختي الفضولية، ولا أنسى جدتي التي قدمت قبل أيام من حدوث ذلك
أخبرتهم باكية بما قلته لي، عن أمك وعن الخطيبة المجهولة.
أبي أخذ يهدئني ويمسح على شعري بعد أن اخذني من حضن أمي
بينما جدتي وأمي وأختي، كن يخططن لإيقاعك أكثر في حبي!.
بجانب خططهن للتخلص من تلك العلقة المجهولة كما تسميها جدتي.

كنتُ سعيدةً جداً لأن عائلتي بجانبنا وجانب علاقتنا.
لقد أحبوك كثيراً ولكن.. ليس أكثر من حبي، ليس ذلك الوقت ولا الآن.

وصلت والدتك مع الفتاة، لم أتصل أو آتي إليك بعدما خرجت.
كنت محبطة ويائسة ولم أنم لوقتٍ متأخر من الليل ..
استمررت بالبكاء رغم وعد جدتي وأمي وأختي بأنك ستكون لي وأنك تحبني بالفعل.
وبأن تلك الفتاة ستذهب بسرعة كما أتت، ولكن ما سمعته من أطفال الحي حول كونها جميلة وأنثوية قد أحبطني أكثر وألقاني داخل عمق اليأس في إبعادها عنك.

وفي الساعة الواحدة صباحاً، وحيث لا أحد مستيقظاً أبداً..
كان الطرق على نافذتي يشعرني بالخوف، فكرت بالهرب،
ولكن أشيائي الثمينة ستسرق كصورنا مع بعضنا وقد كانت حينها أربع صور لا غير
اقتربت من النافذة بحذر معتقدةً أنه لص، وأحمل بيدي شيئاً لم ادرك سوى أنه صلب كفايةً ليبعد المقتحم عن غرفتي.

ولكنك فاجأتني حين اظهرت وجهك مبتسماً، محركاً فمك بكلمة 'أحبك تفاحتي' .

- 🔗

مقبرة التفاح | The Apples Cemeteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن