|| التفاحة الثانية

436 51 19
                                    

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

« صلوا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ».
« جميع الأشياء الباهتة معك تُصبح زاهية، لامعة تماماً ».

[ 18 فبراير 2015 ]

لقد مر أسبوع منذ تلك الحادثة، وتجاهلت ماحدث قدر الامكان
ورغم ذلك فأنت لم تفارق عقلي ليلتها ولا لثلاث ليالٍ بعدها.
ذهبت لعملي الجزئي والذي كان مخبزاً بسيطاً يملكه رجلٌ طيب يُدعى كارل
وللأسف هو صديق العم المجنون ماكس!.
أعلم أن أفعالي خاطئة ويتوجب علي الاعتذار،
وأنه ماكان علي الإقدام على سرقة التفاح خلسة، رغم أن بإمكاني شراؤه.
لكنني كنت استمتع بإغاضته حين يكشفني، فالجو ممل دون فعل شيء!.

" أنتِ!! "
هذا ما صاح به العم ماكس حالما رآني داخل المخبز، وأخذ يزمجر ويشرح لصاحبه كيف هاجمته بسيل الشتائم ذاك، وكم كنت وقحة وعديمة أخلاق، وقد كان هذا مُحرجاً.
لكن لأنه لم يكن حاضراً وقتها فقد كان من صالحي.
حاول العم كارل تهدئة الأوضاع، بينما أنا لم أجرؤ على النظر في عينيه
إنه شخصٌ محترمٌ جداً، هادئٌ، رزينٌ وطيب القلب حقاً!.

" أنا أعتذر لأنني لم أمسك لساني وأعتذر لكوني وقحة، لكن حتى وإن عاد بي الزمن لما كُنت سأندم على ذلك، بالتأكيد لن أصمت أمام شخصٍ يشتم والداي "
قول ذلك فجأة؟..
هذا كان مُحرجاً ومذلاً في الآن ذاته، أعني أنني أعتذر وأبرر تصرفي؟
لست معتادة على ذلك حقيقةً، ولكني لا أريد أن يخيب ظن العم كارل بي.

حينها لم أدرك بأنك كنت تستمع وأنك بالأحرى كنت موجوداً داخل المخبز.
نظرت لي بغرابة وبادلتك تلك النظرات المتفاجئة والمحرجة بشدة، لقد كُنت ترى!
لكنك فوراً خرجت بعدما حاسبت على الخبز والفطائر التي أخذتها .

رؤيتك مجدداً كانت كالدافع لي لألحق بك،
وأركض بين تلك الأزقة حتى وصلت لحيٍ جميل ..
نظرت وإذ بك تقف أمامي متعجباً من لحاقي بك، لكنني فوراً وجدت عذراً
"كوننا إلتقينا في ظروف خاطئة لا يعني بأنني وقحة، أردت قول ذلك فقط! ".

وكلماتي رغم أنها كانت سريعة ورغم أنني حاولت جعلها باردة بقدر الإمكان ولا مبالية، لكنه كان من الواضح أنني قلقة، وأنني لم أرد لك بأن تأخذ عني فكرةً خاطئة.
" هذا ما أردتِ قوله فقط؟ حقاً؟ ".
تنهدت بإحباط وأنا أعلم أنه يجب علي فعل ذلك وإلا لن أكون مرتاحة.
" أنا أعتذر لأنني أزعجتك وسببتُ لك المتاعب، وأيضاً أشكرك لأنك سحبتني معك لتفادي العم ماكس ".

رغم احراجي الذي كان ظاهراً للعيان وكوني سأكون وجبةً طازجة للسخرية ..
إلاّ أنك قد ابتسمت بهدوء، ألم أقل لك يوماً بأن ابتسامتك وقتها كانت فاتنة؟
كيس المشتريات بيدك، والشمس التي تسطع من فوقك
يا إلهي كم كانت الصورة التي أمامي أجمل ما رأيت!.
" ألفريد! "
نظرت لك بتعجب ولم أدرك يدك التي مددتها نية التعرف
" أنا أدعى ألفريد، ماذا عنكِ؟ "

" اسمي صوفيا ، وإياك أن تناديني صوفي! "
اخبرتك بينما امسك بيدك بدوري وأصافحك، لكن يبدو بأنني شددت عليها نهاية كلامي.
لم ادرك ذلك سوى عندما ضحكتَ أنت على تعابيري
كانت ضحكتك أجمل ما سمعت، شككت حينها بأنني أهذي!
أو ربما تلك الأشياء الغريبة التي تراودني لأنك أول فتى أتعرف عليه؟.
اعلم بأنك اعتقدت ذلك أيضاً، فهل كان بسبب تحديقي المستمر بك؟!.
" حسناً ، إذن أصدقاء ؟ ڤيا !"

في ذلك اليوم اكتشفت بأنني احببت اسمي على لسانك وأحببت اختصاره أكثره ..
وعلمت كذلك بأنك تعمل في محل آخر يشابه خاصة العم ماكس
وكان مُلكاً لأبيك "نايل" العم الذي لا يفوت فرصةً للضحك وللاستمتاع بوقته،
أنا أعرفه بالتأكيد ولكنني لم أرك سابقاً وقد أخبرتني أنه بسبب عيشك مع والدتك !.
هل أخبرتك بأسفي لجعلك تتذكر أمر والديك المنفصلين؟
لأن ملامحك العابسة وأنت تذكر لي ذلك قد اتضحت لي من خلف الابتسامة التي اصطنعتها!.

كانت عيناك وضحكتك وشغفي لرؤية ملامحك السعيدة ، دليلي لأعلم أن الأشياء الغريبة التي تحدث لي برؤيتك ماهي إلا مشاعر إعجاب !

-🔗

مقبرة التفاح | The Apples Cemeteryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن