الفصل الخامس (بيت الشاطئ )

9.9K 224 6
                                    

كما تعلمون لكل بداية حزينة نهاية سعيدة والعكس ! هذا ما كنت أومن به شخصيا، فبعد جميع الحوادث التى حدثت لى ها أنا امتلك عائلة حتى ولو لم يكونوا عائلتى الحقيقة ولكنهم يقدرونى ويسعون لجعلى سعيدة. ..
تكمن السعادة عند هذة العائلة البسيطة أو المثالية كما ادعوها انا. .فى إمضاء الوقت معا وتجاذب أطراف الحديث اعترف انى كنت انطوائية إلى حد ما عندما انتقلت إلى هنا ولكن بمرور الوقت تحسنت الأوضاع قليلا. ..
من ضمن أنواع السعادة. .هى العطلة الصيفية بالنسبة لى هى الوقت الذى أجد به ذاتى وشخصيتى حيث الطبيعة الخضراء وكما ادعوها صديقتى الكبيرة..
أعلم ربما هذا الشئ بالنسبة للبعض تافة ولكن من أحد الأمور الهامة فى تقبل العلاقات مع الاخرين هو الثقة والاهتمام عندما تجدهم بشخص واحد لا تتركه ابدا ربما انا لم أمر بهؤلاء الأشخاص كثيرا ربما واحد أو اثنين بالطبع إلى جانب صديقتى المقربة وكما ادعوها
(فتاة القهوة) تمنيت كثيرا ان تكون معى بهذة العطلة، بالرغم من اختلاف شخصيتنا ولكنى دائما اقول أنها على معرفة بالحياة أكثر منى ودائما أثق بها لذلك لا اتركها ابدا. ..
كم انا ممتنة لأبي لأنه احضرنا هنا انا الان بعروس البحر المتوسط (الاسكندرية)
نمتلك بيت صغيرا هناك يطل على شاطئ البحر يلهمنى هذا الشاطئ دائما بالأفكار المجنونة لا أدرى ربما بعض الجنون منى وبالطبع هذة المرة جاء معانا ضيفنا العزيز، لا أعلم ولكن بكل صدق بدأت التعود عليه احسه رجل حكيم بالرغم من صغر عمره! شعورى نحوه غريب أشعر انى رأيته أو تحدثت معه قبل ذلك ...على أن اعترف انه ليس بهذا السوء. ...
وهذة أيضا صفة من صفاتى التى لا أحبها انى دائما عند التعرف على الاخرين، اكرهم أولا ثم أحبهم!
مبدأ غريب لا أفهمه لليوم
اتركونا من هذا الحديث. ...
أريد أن اوصف لكم جمال الشرطئ، الرمال الذهبية، الشمس الناصعة، الهواء المنعش، المياة الصافية كل شئ مثالى...
اليوم هو أول يوم لنا بالإسكندرية سوف نظل لمدة أسبوعين لو تعرفون كم انا متحمسة للتسكع هنا وهناك فعائلتى لا تحب التجول ولكنى لست مثلهم أحب دائما انا أمتع عيونى بالأشياء الجميلة والمناظر الراقية. ...وها أنا أغلق دفتري للتوجه للأسفل. ...
سلوى: وأخيرا يا فريدة شرفتي. .
فريدة :آسفة يا ماما. ..
عمرو :يلا خلصوا الأكل عشان ننزل نلف حبه ....
فريدة :بابا بس انا عيزة اروح البحر
عمرو :مش ينفع انهاردة احنا لسه واصلين. ..
فريدة بضجر :حاضر ....
.....بوقت الغروب كنا نتسكع بالمدينة وبالطبع امى كلما ترا محل تركض إليه وتدخل وتبتاع ما تشاء أجد هذا الأمر مملا هذة ليست العطلة التى كنت ارسمها بخيالى لا وألف لا لن اتنزال عن احلامى التى جهزتها من أجل هذة العطلة....
انا حقا مندهشة كيف هم مستمتعون الآن التجول بالشوارع المكتظة بالسكان والتسوق !!
لطالما قالت لى رهف انى تفكيرى غريب ربما بالنسبة لهم ولكنى أظن انى على حق ما هذا الهراء؟!. ...
.......وأخيرا العودة للمنزل مر اول يوم دون أى إنجاز يُذكر. .
هل تعلمون ذلك عنى الفتاة التى تقبل بالواقع، ،،،،لا انا فى خيالى فقط وهذا هو الصحيح. ...
جهزت نفسى ارديت بنطلون من الجينز مع كنزة بيضاء من الصوف وبالطبع أخذت هاتفى مع دفتري الأزرق. ....
هربت من المنزل خفية وها أنا أركض إلى الشاطئ. ....
فتحت دفتري وكالعادة اكتب به بعض افكارى وخواطرى. ...
أشعر أن هناك عيون تتابعنى أشعر بأحد يقترب منى نظرت بهاتفى وجدتها الثانية عشر لقد استغرقت ساعتين وانا أمام الشاطئ كيف ذلك لم انتبه للوقت. .أشعر بخطوات تقترب منى ولشدة خوفى لا استطيع الالتفات لم يسعنى الوقت للتفكير أكثر لانى وجدت من يُلثم فمى بيده كنت أحاول الصراخ بكل جهدى حتى ينقذنى أحدهم ويال المفاجأة أن أجد ذلك الشخص فارس! !
كيف ذلك هل رأنى هل كان يتبعني. ..
فريدة :انت مجنون فى حد عاقل يعمل كدا. ..
فارس :ما انتى اللى عمله فيها قلب الاسد وقعدة قدام البحر ولا همك تخيلى لو كان حد تانى غيرى كنتي حضرتك هتعملى ايه. ...
فريدة: وانت مالك، وليه بتراقبنى. ..
فارس :انا مش براقبك بس شوفتك وانتى طالعة من البيت فكرتك هتيجى بسرعة ولما اتأخرتى جتلك. ..
فريدة :تمام. ...
فارس : عايزة تفضلى هنا. ..
فريدة : اه نفسى اوى اشوف شروق الشمس من هنا. ..
تفاجأت بذلك المدعو فارس يجلس أرضا وينظر لى. ..
فريدة :نعم؟!
فارس :هنشوف الشروق مع بعض. ..
لا أنكر انى وقتها كدت اقفز من السعادة ولكنى تمالكت نفسى. ..
الصمت كان هو سيد الموقف بهذا الوقت لا أعلم كم من الوقت مر ولكنى بدأت أشعر بالملل. ...
فارس :اممممم. .
فريدة :نعم. .
فارس :ايه هنفضل ساكتين كدا؟ !
فريدة: هقول ايه يعنى. ..
فارس :عادي نتعرف على بعض طبعا انا وانتى من وقت ما جيت مش اتكلمنا مع بعض خالص. .. بصى هبدأ انا ...
انا فارس حازم المصراوي عندى 23سنة فى كلية هندسة عايش مع بابا واختى الصغيرة حنين. ..
فريدة : امال فين مامتك؟
فارس : ماما متوافية من عشر سنين..
فريدة : آسفة. ..بص طبعا أنت عارف كل حاجة عنى من محمد وكدا. ..
فارس :بس أحب اسمع منك. ..
فريدة : تمام. ..انا فريدة زيدان الألفى طبعا مش تستغرب من اختلاف الأسماء لأنو انا اصلا مش بنت بابا وماما الحقيقية، المهم عندى 16 سنة لسه فى الثانوى علمى علوم ونفسى أكون دكتورة علاج طبيعي. ....
فارس : بصراحة فكرتك عيزة تكونى مثلا صحيفة أو كاتبة لأنك طول الوقت مسكة الدفتر دا وبتكتبى. ...
فريدة :عادى مجرد هواية. ..
فارس :على فكرة انا كمان بحب القصص والروايات جدا. ..
فريدة :بجد. ..
فارس :اه والله. ..وعندى برضو مواهب كتيرة بعرف ارسم مثلا وبحب جدا الحيوانات وبعرف ادربهم. ..
فريدة :الله. .انا كمان بحب الحيوانات وخصوصا القطط، بس المشكلة انو بابا وماما معارضين الفكرة، تعرف انا مرة لقيت قطتين فى درج المدرسة وكانوا لسه صغيرين اووى لسه فكرة يوم ما جبتهم كنت فرحانة جدا بيهم بس فى الآخر بابا قالى انى ارجعهم المدرسة تانى لان كلهم أمراض. ..
فارس : معاه حق مش ينفع تجيبى حاجة مش مضمونة وتدخليها بيتك. ..
فريدة :بس انا كنت بحبهم اووى، تعرف حتى كنت مسميهم لوزة وسكر. ...
فارس : ههههه ايه الأسماء دى. .. المفروض البنات بتسمى كاتى. .بوبى اما لوزة وسكر جديدة الصراحة. ..
فريدة :انا بحب الاختلاف. ..
الكثير من المشاجرة بيننا ولكنها أضافت للوقت نكهة رائعة مر والوقت بسرعة وها هى الشمس تظهر من جديد ليبدأ يوم جديد لتبدأ حياة جديدة وأرواح جديدة ومغامرة جديدة. .....
اتجهنا للمنزل كنت طوال الطريق أفكر بشئ واحد فقط وهو ان ليست الحياة بالمظهر أو الشكل ولكن بالجوهر والمضمون وهذا ما اكتشفته مع فارس لم أصدق عندما قال لى نتقابل مجددا مع مغامرة جديدة.....
أشعر بالسعادة الحقيقية الآن بالنسبة للبعض السعادة تكمن فى المال والصحة والشهرة ولكنهم نسوا شئ اخر وهو راحة البال والتحليق فى السماء من دون خوف وهذا ما اكتشفته انا اليوم مع فارس انا ممتنة بهذة السعادة لبيت الشاطئ لأنه أعطاني هذا الشعور المميز الذي لم أشعر به من قبل، حياتى ابدا لن تتوقف عند هذا الحد لانى مُصرة على خوض الكثير من المغامرات والمواقف ولكن لا أعلم سأكون بها وحدى أم مع ذلك المدعو فارس المصراوي. .......؟!
يتبع. .......
#هديل_هلال

لن انهارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن