أغلقت فريدة دفتر مذكراتها وهى تبتسم ولكن سقطت منها دمعة حارة. ... فهى لم تجد بيوم من الأيام سعادة حقيقة.... ربما هى الأن ابتعدت عن كل شئ. ..لن نقول أنها هربت من الواقع، ولكنها فضلت الوحدة. ... فضلت الاعتزال بأبنتها التى تبلغ من العمر ثلاثة سنوات...
مازالت تتذكر كيف كانت هشة ومدمرة منذ موت فارس. ... أصبحت بلحظة واحدة بلا سند بلا ضهر بلا امان. ...
بالرغم من عذابها معه إلا أنها كانت تشعر بقربه بالأمان. ...لن تنسى تلك اللحظة التى وجدت بها مذكراته. ... وجدته يكتب الشعر من أجلها. .... تعترف بأنها لم تجد معه القدر الكافى من السعادة أو الحب! !!! ولكن كانت تلك اللحظات القليلة أشبه بحياة ثانية. ... رفعت رأسها إلى السماء قائلة:-
_ ربنا يرحمك يا فارس. ... صدقيني انا محتاجك جدا جمبى. ....نظرت إلى تلك المساحات الخضراء فهى تقطن بأجمل مناطق العالم. ..
'' روما '' ربما بمجيئها إلى هنا هو راحة لها. ... فهى كانت تريد تأسيس حياة خاصة بها ولأبنتها .....نظرت إلى تلك الطفلة الصغيرة التى تلعب مع قطتها وهى تضحك كانت ابنتها '' ياقوت ''. .. أخذت تتفرس ملامحها بهدوء. ..
فهى تمتلك شعر بندقى ناعم وطويل، بشرتها بيضاء مثل الحليب. ...كانت دائما تواسى نفسها ب '' ياقوت ''
ربما عوضها الله بها. ... فمن دونها لم تكن تستطيع العيش. .... تذكرت عندما جاءت إلى هذة الحياة كانت عبارة عن قطعة صغيرة من اللحم. ... كانت تخاف أحيانا من أن تكسرها فهى ضعيفة للغاية. .... تذكرت أيضا عندما أخذت عهد على نفسها بأن تعوضها عم حرمان الأب. .. ستكون لها مثل الدرع الحامى...ربما نالت الكثير من الحزن و الكثير من الألم خسرت عائلتها وحبيبها. .... خسرت روحها. ... ولكن الشئ الوحيد الباقى لها '' ياقوت '' .....
سوف تتحمل ستحارب الجميع من أجلها. .. ستقبل بكل شئ ما دامت هى معها..... فهى لن تستسلم لهذا العالم ... ولن تنهار مهما كانت الجروح !!!!
اتجهت إلى ابنتها الصغيرة لتلعب معها وهى تداعب خدودها الكبيرة بلطف قائلة :- يلا عشان ناكل يا مامى ....
_تمت بحمد الله _
6/9/2018#هديل_هلال
أنت تقرأ
لن انهار
Romanceقصة فتاة فقدت الثقة بكل من حولها....ولكنها أرادت الرجوع للعيش بدونهم وتبنى كيان خاص بها. ..