الفصل الرابع والعشرون ( الجزء الثانى )

4.4K 114 3
                                    


بغرفة حنين ورهف. ....
كانت عبارة عن فوضى عارمة. ... فستان على الأرضية. .. مستحضرات تجميل بكل مكان. .. واكياس الشيبس والفشار على الأرض. .. حيث كانوا يشاهدون أحد المسلسلات التركية الشهيرة ومن يراهم يقسم انهم أخشاب لا تتحرك من شدة انتباههم بهذا المسلسل. ... قطع ذلك الاندماج صوت حنين قائلة:- الله بجد البطل بيحب البطلة اووى. ...

اردفت رهف وهى تضع أحد حبات الفشار بفمها قائلة :-
_ فعلا. .. بيحبها.... دا كمان هيضحى بنفسه عشانها. ..

_ اكيد يعنى. .. مش بيحبها. ..

_ بس المنطق غبى بردو الحب مش كل حاجة فى الحياة. .. فى اهتمامات تانية..

_ انا عرفة انو مش الحب كل حاجة. . بس هو اللى محتاجين نعيش فى أمل.. فرحة. ..  تعرفى مثلا محمد ممكن يعمل عشانى اى حاجة. . وفعلا.. هو اتقدملى فى وقت ما انا كنت محتاجاه وكان معايا دايما. ...

تمنت رهف بهذة اللحظة لو تعيش مثل هذة اللحظات العاشقة أيضا. .. ولكنها قد هدمت هذا الحلم حتى قبل أن يبدأ !

ولكنها أيضا جديدة بعالم العشاق فوضعت الذنب كله على مراد فلو كان يحبها حقاً لما تركها. .. أو على الأقل ليتحدث مع أحدهم بشأن ارتباطهم... ولكنه لم يفعل ذلك فمن المؤكد إذاً انه يتلاعب بمشاعرها. ...

اردفت حنين بصوت عالى بعدما لاحظت شرود رهف الذى طال قائلة :-
_ رهف مالك؟ !

اردفت رهف بفزع :-
_ مفيش. .. بس سرحت شويه. .. انا هنزل تحت اشم شويه هوا. .

_ طب والمسلسل؟!

_ كمليه انتى. ..

خرجت رهف من الغرفة واتجهت نحو السلم الداخلي للفيلا بخطوات بطيئة جدا تفكر بحياتها. .. فهى لن تظل قابعة عند أختها إلى الأبد! !!

اتجهت نحو الحديقة قاصدة تلك الارجوحة  .... جلست عليها بهدوء وأخذت تتأمل اللاشئ. ... فقط تنظر إلى الفراغ الذى يحيطها. ...

توقفت أنفاسها عندما وجدت من يضع يدها على كتفها. ... صرخت بصوت عالى قائلة :- اااااه. .. مين؟ !

التفت لتجده خلفها. .. بأجمل طله له فهو معروف بطلته الجذابة. ...

_ م.. مراد؟ !!!!

اردف الآخر بنبرة هادئة :-
_ وحشتيني. .

ترددت هذة الكلمة فى ذهنها أكثر من مرة. .. لم تستوعب ما يحدث ففضلت الصمت....

اقترب منها بخطوات بطيئة قائلا:-
_ مش بتردى عليا ليه يا رهف  ...

_ اقول ايه ...

_ مثلا انى وحشتك. .. انك مضايقة من طريقة تجاهلك ليا !!!

رفعت رأسها ونظرت اليه بحدة قائلة:-
_ بس انا مش حسه انى لازم اقولك كدا. . لأنى اصلا مش بفكر فيك بالطريقة دى؟!

وقعت عليه هذة الكلمات مثل الصاعقة فهو يموت شوقاً ليراها. .. وهى لا تهتم له ابدا !!!! .....

رجع مراد بضع خطوات إلى الخلف وهو ينظر إليها بقلة حيلة قائلا:-
_ عمرى ما توقعت منك الرد دا. .. فكرت لما أبعد عنك فترة هتحسى بيا ... بس انا كنت غلطان. .. اوعدك أن دى اخر مرة هتشوفينى فيها يارهف. ... وانطلق هاربا من الوسط. ..

كانت رهف تشعر بوعزة فى قلبها لربما كانت مخطئة. .. ولكن هذة هى الطريقة المثلى لأبعاده عنها. ...

جلست على الأرض العشبية وهى تقاوم تلك الدموع التى علقت بعينيها. ... ولكنها أبت فنزلت تلك الدموع وربما الكثير منها ايضاً....

لا تعلم أن دموعها تلك جعلت أحدهم سعيدا.... وربما أيضا جعلته يفكر بطريقة أكثر عدوانية.......

                         ****

صباحاً
كانت فريدة تدور بالمنزل مثل النحلة فى نشاطها. ... تحضر الأكل لزوجها العزيز قبل ذهابه إلى العمل  ...

رفعت رأسها لتجده ينزل من على الدرج مُرتدياً قميص أسود اللون برزت منه عضلات جسمه القويه. ... اتجهت ناحيته بابتسامتها المشرقة قائلة :-
_ صباح الخير يا حبيبي. ..

_ صباح النور   ...

_ اقعد بس خمس دقايق والفطار هيكون جاهز. ..

_ مش قولتلك مش تتعبى نفسك. .. فى خدم كتير فى البيت يا فريدة انتى ليه مُصره تتعبى نفسك. ...

_ والله مش بتعب ولا حاجة..... انا بس بحب اعملك الأكل بأيدي.  ..

ابتسم لها قائلاً:-
_ تسلم ايدك. .. انا هروح اشوف عمى واجى أفطر....

_ تمام. ...

اتجه فارس نحو غرفة عمه وهو يفكر بكلام فريدة ليلة أمس عن طريقة حديثه معها. .. طرق فارس الباب بخفه وانتظر حتى يسمح له عمه بالدخول...

_ ادخل. .. اردف فهمى بنبرة هادئة. ..

دلف فارس إلى حجرة عمه وعلى وجه علامات الغضب فأردف :-
_ صباح الخير يا عمى ....

وضع فهمى نظارته الطبية جانباً قائلاً:-
_ صباح النور. ... مالك وشك متغير كدا ليه؟ !

_ اكيد طبعا لازم يكون متغير بعد طريقة كلامك مع فريدة امبارح بليل. ..

ابتسم فهمى بتهكم قائلا:-
_ هيه العصفورة قلتلك؟ !

_ لو سمحت ياعمى مش اسمحلك تتكلم عنها بالطريقة دى. ..

_ قصدك ايه ....

_ قصدي انو فريدة خط أحمر ومش هسمح بأنو اى حد يقرب منها.....

_ شكلك نسيت ايام ما كنت هتموت وتحرق دمها....

_ كنت غبى. .. غبى لأنى حملتها ذنب مش ليها  .... فريدة مش تستاهل غير كل خير. .. عشان كدا بقولك تغير طريقة معاملتك معاها. ...

فضل فهمى الصمت حتى لا يتهور ويفسد مخططه. .... فأردف فارس قائلا
_ عن اذنك. ...

خرج فارس من الغرفة تاركاً خلفه بركان أوشك على الانفجار من شدة الغضب فأردف فهمى قائلاً:-
_ انا وانت والزمن طويل يا فارس...

#يتبع...
#هديل_هلال

لن انهارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن