سارِق المجوهرات

١

شعبٌ فقير في دولةٍ غنية هذه هي روسيا .

أنا ماريا شابة بسيطة من روسيا ولدتُ في قرية صغيرة في صربيا . عملت كطبيبة لثلاث سنوات براتبٍ زهيدٍ جداً لا يتعدى ال 7500 روبل شهرياً ( 118 دولار ) . الروبل مقابل الدولار لا يساوي شيئاً سوى حفنة من الأحلام الوهمية لتفهم أكثر ؛ الدولار الواحد = 58 روبلاً
أي تعمل بلا إنقطاع من أجل قطعة ورقية خضراء .
نحاول نَحْنُ الروس العيش بصعوبة ، كل ما يهمنا هو كرامتنا .
كانت أمي تعمل بخمس وظائف من أجل تعليمي وأنتهى الأمر بها الأن بالمشفى لديها مشاكل بالكلى والضغط والقلب أيضاً ..

أخي لوكا ترك المدرسة وأصبح شاب متسكع يعمل بعمل جزئي كمنظف شقق وأحياناً كمربية أطفال ، قد يبدو هذا غريباً لكنها الحقيقة .

بينما أبي تقاعد من العمل منذ مدة ، إنه بغيبوبة من كل كمية الكحول التي شربها .لا اذكر إن عليه أستبدال كبده خلال يومان .

العمل جعل مني فتاةً تتلاشى مع الرياح كل يوم ، قد يبدو عمل الطبيب
جميلاً في التلفاز لكن بالنسبة لي تضميد الجروح الملوثة ورتق الجروح وعمليات الخياطة المليئة بالصراخ من دون مخدر كل يوم يجعلني أشعر بالدوار .
لكن أشكرك الله رغم ذلك ، فلست مثل إيزابيل التي تعمل ممرضة عند قسم الأطفال ، تغيير الحفاظات للأطفال ألف مرة باليوم .

كم أتمنى أن أعيش رواية كالتي أكتبها تماماً ، أبي كان يقول لي في صغري إنني لستُ روسية حتى النخاع ، يجب على قلبك في روسيا أن يكون مُثلجاً كبرودة الجو ، كالسقيع ، في الخارج ،، لكن قلبي كان ينتظر قصة حب مأساوية كروميو وجيوليت .

كنت أتمنى قصة سعيدة في طفولتي لكنني تخليت عن هذا الحلم منذ رؤية الجثث التي تأتي للمشفى كل يوم ، هناك جثث من البرد القارص وهناك من مات بسبب الجوع والفقر
وهناك أيضاً من مات بسبب المافيا .

في روسيا بكل شارع يجب عليك الوضع بالحسبان إنك ستتعرض للنهب هذا إن كنت تملك شيئاً أو أن تقتل وتُباع أعضائك إن كنت لا تملك شيئاً .

كم أكرههم - المافيا - هم عديموا مشاعر

بسبب رؤية الدماء كل يوم شعرت بالإكتئاب والكاتبة التي داخلي كانت تكتب لتهرب من واقعها المرير بشتى الطرق فينتهي بها بكتابة رواية حزينة سامة .

لذا قررت ترك وظيفتي ، بيع مقتنياتي

وشراء شقة في موسكو ، عاصمة روسيا

لربما هناك سأعيش بسعادة

وجدتُ نفسي أعمل بدارٍ للصحافة أكتب المقالات كل أسبوع وتعاقدت أيضاً مع دار نشر أكتب رواية كل شهر .