الفصل الرابع

1.2K 23 2
                                    

الفصل الرابع

وقف الجميع ونظروا لصبا و آيهم بصدمه فتسائلت شاديه بصدمه :
_ هو فيه ايه بالظبط !

تمالك آيهم اعصابه وقال مصطنعا الهدوء :
_ كنت هخبطها بالعربيه الصبح بسبب غبائها !

_ هي مين دي اللي غبيه ! خد بالك من ألفاظك لو سمحت كانت غلطة واعتذرت خلاص .. قالتها صبا بضيق

ابتسمت سهام وقالت محاوله تخفيف حده النقاش :
_ صبا كبرتي وبقيتي زي القمر ياروحي ايه مش فكراني تعالي في حضني يا حبيبتي

ابتسمت صبا فتعجب آيهم من تبدل حالها السريع وركضت تجاه سهام واحتضنتها بقوة واخذوا يرحبون ببعضهم فجلس آيهم في مقعده ونظر أرضا محاولا الحد من غضبه لإختيار امه مثل هذة الفتاة المستهتره ... ابتسمت لمار وقالت بمزاح :
_ آيهم لسه عصبي من وهو صغير كان دايما يتعصب لما حد يغلط قدامه !

شعر آيهم بقشعريرة تدب في أوصاله وتوترت سهام فنظر الي والدته التي ضغطت على عينيها أي " اهدأ " نظرت صبا الي تعبيرات وجه آيهم غير المفسرة وان كان بها مزيج من الصدمه والغضب فأشاحت ببصرها عنه قائله :
_ وحشتيني اوي يا طنط لسه زي مانتي والله انا فاكره اخر مره شوفتك كأنها امبارح

_ مش هتشربونا مايه ولا حاجه يا جماعه .. قالتها سهام متداركه الموقف

_ اه طبعا .. قالتها صبا بحرج ودلفت الي المطبخ فطلب آيهم سريعا وهو يقف :

_ هو فيه أي بلكونه هنا !

نظر له كريم واشار يمينا وهو يقول يتعجب :
_ ايوا اهيه موجوده !

نظر لها آيهم وقال متنحنحا :
_ بعد اذنكوا هشرب سجاره بس !

نظرت له والدته وهو يرحل واستأذنت ودلفت خلفه وبمجرد ان دلفت وجدته يضرب السور بقبضته والتفت لينظر لها وقال كاتما غيظه :
_ ما قولتليش ليه يا ماما شكلي كان عبيط جدااا وانا قاعد في نصهم مش عارف حاجه ! مين الناس اللي جوا دول !؟

رمشت سهام لأكثر من مرة وقالت محاولة تهدئته :
_ دول كانوا جيراننا زمان لما كنا ساكنين في المهندسين وصبا دي كانت أقرب صديقه ليك زمان كنتوا صحاب جداا وانت كنت بتحبها اوي !

نظر لوالدته وعلامات الغضب تتصاعد في عينيه :
_ انتي بتقولي ايه ! الغبيه دي صاحبتي أنا ! ليه يا أمي ليه ما قولتليش قبل ما نيجي !؟

_ يا حبيبي صدقني انا مجاش في بالي انهم يكونوا فاكرين اصلا وبعدين نسيت انت عارف امك كبرت وبقت بتنسى قد ايه .. قالتها سهام بحزن جلي

نظر لها آيهم واخرج علبه سجائرة بعصبيه فأمسكت والدته بيده وقالت بحزن :
_ علشان خاطري بلاش سجاير ! علي الأقل دلوقتي !

_ طب أدخلي يا أمي وانا هاجي وراكي علشان محدش يحس بحاجه .. قالها آيهم بضيق

نظرت له والدته بحزن وهزت رأسها موافقه ودلفت لتجلس بجوار شاديه .. نظر آيهم الي السماء لتهاجمه سيل أفكار كبيرة فاعتصر عينيه لتمر في ذاكرته مشاهد مقتطفه فراش ومشفى ودماء كثيرة تغطي عينيه تحجب عنه الرؤيه أضواء وظلام ، اضواء من جديد وظلام ثم وجه والده الغاضب ففتح آيهم عينيه علي الفور وصدره يعلو ويهبط كأنه كان يركض لمسافات بعيده ، نظر الي السجارة التي بين اصبعيه وقربها من فمه واشعلها وانهاها في ثوان معدوده بعد قليل سمع صوت خلفه فالتفت ليجد صبا تقف ومعها كوبين من العصير فأخذ منها الصنيه ووضعها علي الطاوله .. ابتسمت صبا من تلك الحركه ولكن اختفت ابتسامتها بعد ان رأت عينيه التي يشوبها خطوط حمراء غليظه و شعرت بفضول أن تسأله عن حاله ولكنها تراجعت

حب تفصيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن