الفصل الخامس عشر ( الجزء الثاني )

751 19 2
                                    


أطلق آيهم ساقيه للرياح غير عابئا بما يحدث من حوله وانتزع صبا من الأرض نزعا وسقطا سويا خارج طريق السيارات فصرخت صبا صرخه مكتومه ولكن احتضنها آيهم باكيا بقوة وهو يضمها لصدره كأنها ستهرب منه إن أفلتها .. رفع آيهم يده ليمسد شعرها ولكن صدم من يده الملطخه بالدماء وكأن خنجرا طعن في منتصف ظهره و صبا تتنهد بخفوت علي عنقه ..

نظر آيهم أرضا فوجد شظية زجاج مكسورة قد أخذت موضعها بين ضلعي صبا انقطعت أنفاسه وأبعدها عن صدره ونظر الي وجهها الشاحب ولكنها ابتسمت رغم سكونها قائله :
_ آسفه

نزع آيهم الشظيه بألم فصرخت صبا متألمه ، حملها آيهم ونظر الي السيارات المسرعه من أمامه ونظر ل صبا التي تغمض عينيها بالتدريج حاول أن يوقف أي سيارة ولم يستطع ، دمعت عينيه وهو يشعر بالعجز ولكنه عزم أمره وتحرك بجمود بين السيارات وكانت أصوات الفرامل تصدح وصوت ارتطام يحدث بين السيارات ولكنه لم يعبأ بشيئ حتى استطاع أن يمر في الإتجاه الآخر وركض سريعا لا يعلم الي أين يذهب فرأته امرأه عجوز ونادته قائله :
_ يا شاب وين تروح ويش صارلها البنيه ؟؟

نظر لها آيهم وتعجب للغتها ولكنه قال :
_ فيه ازازة كبيرة دخلت في جسمها ومعرفش حصلها ايه ؟؟ ومش هينفع اروح مستشفى دلوقتي !!

اشارت له بيدها قائله :
_ أتبعني أنا بدلك على طبيب

شعر آيهم بالتردد فنظر لصبا التي اغلقت عينيها تماما فوجل وهزها بقوة ففتحت عينيها متألمه فقرر مصيره وركض خلف العجوز فقادته الي بعض الرحالة الذين يجلسون في خيام وأدخلته خيمه كبيرة وتحدثت مع رجل منهم قائله :
_ يا فواز معي بنيه منصابه بشرخ زجاج و بتغايب شوفها وعالجها

انتفض فواز بلهفه قائلا سريعا :
_ حاضر يا جدة فوتيها

دلف آيهم فأمره فواز أن يضعها على فراش من الحصير ببطء وسأله :
_ أنت زوجها ؟!

هز آيهم رأسه قلقا فقال فواز مبتسما وهو يربت علي كتفه :
_ ما تخاف مرتك هتكون بخير أنا طبيب ممارس و راح سوي اللي بقدر عليه

كان آيهم ممسكا بيد صبا وما أن رفع فواز عنها ملابسها حتي حرك وجهه في الإتجاه الآخر فقال فواز :
_ ساعدني منشان ما تتألم !

تردد آيهم وحسم آمره قائلا :
_ معلش مش هقدر أشوف الجرح لو فيه بنات هنا ممكن تجيبها تساعدك !!

ابتسم فواز وهز رأسه بهدوء قائلا :
_ شاعر فيك ما في مشكله فيك تخرج وبطمنك عليها

نادا فواز علي الجده قائلا :
_ يا جدة نادي علي يمن و عهود يساعدوني

فأجابته ب " نعم " وبعد دقيقه دخلت فتاتين يرتدون زي غريب يشبه أزياء الغجر ولكنهم يغطون وجوههم تاركين عيونهم و جبهتهم فقال فواز فورا :
_ هلأ فيك تخرج هادول إخواني البنات وهم راح يساعدوني

حب تفصيل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن