بعد يومين عاد أمجد إلي المنزل وفي خلالهما لم يسلم من غيرتها وعصبيتها كل من تدخل في الأمر لم يسلم من لسانها السليط ..
استيقظ صباحاً علي هزة ابنته القوية
أمجد بصوت ناعس : في إيه يا حبيبتي علي الصبح ..؟
تير : مش هتثدق يا بابي ..مامي بتعمل إيه ..؟؟
أمجد :اوعي تقوليلي عاملة خناقة من الجيران ..؟
تير : لا خالث يا بابي دى بتعمل فطار ...!!!
أمجد : طيب .. وبصراخ :بتعمل إيه ..؟
أجابته مؤكدة : آه والله بتعمل فطار ..!
أمجد : يعني أنتي عايزة عايزه تقولي إن بتول واقفة في المطبخ وبتجهز الأكل ...؟؟!
أومأت برأسها مؤكدة .. بتول واقفة في المطبخ ..يا لسخرية للقدر.. !!
أتت بتول لتؤكد الخبر : أنت صحيت ..أنا فكرتك لسه نايم ..؟
أمجد : ولا أنا برضو مصدق إني صحيت ..!!
بتول بتعجب : قصدك إيه ...؟
أمجد : ها .. لا متاخديش في بالك ...!..
بتول : طب قوم عشان الفطار جاهز ...!!
أمجد: يعني أنا مش بحلم ولا بخرف ,, أنتي عاملة الأكل بنفسك ...؟
بتول : حاجة زى كده مثلا ..يلا قوم بقا وبطل كسل ...!
أمجد : حاضر ....
خرج أمجد ليري ما فعلته زوجته في أحدث الأخبار ...
صدم مما رآه لم يكن تحضيراً للفطور فقط وإنما محضرة الأنواع التي يفضلها علي الفطور ..
أمجد: هو ده بجد ولا أنا بحلم ...؟؟
بتول : اقعد وأنت تعرف .. وقولي رأيك بقا ....؟
قبل يدها : أياً كان تسلم إيدك ....!
بتول : طب يلا بقا .........
تير : مامي فين البطاطث بتاعتي ..؟
بتول : مفيش بطاطس علي الفطار .. وكل يوم كده .. دى حاجة مش صحية للولاد الصغيرين ......
تير: لا يا مامي أنا مش بحب أكل جبنه ..
أمجد : خلاص يا تير كلي ده دلوقتي وبعدين نشوف ..!
تير : لا أنا مش حب ده .. أنا أكل زبادي ..
أمجد : فرقت يعني ما كلهم لبن ..!!
بتول منهية الحوار : بقولك إيه كلي ده وبكرة نجيب زبادي ..يلا ..!
......
انتهوا من تناول الفطور تحت اعتراضات وتذمرات تير وحكمة بتول في جعل الكفة تزن لها ....
قدمت له كوبا من العصير : خد اشرب ده ...
اعترض قائلاً : بس أنا عايز قهوة ..
بتول : قهوة إيه ..لا طبعا أنت بتاخد دواء يعني لازم يكون عندك مناعة قوية ...
أمجد : وكمان بقيتي دكتورة ...ربنا يستر .. هاتي العصير ..
بتول : يلا عايزاك تشربه كله ..
أمجد :هههه حاضر يا مامي ....!
نام علي ركبتيها قائلاً: بتول .. عايز أسألك سؤال ..؟
بتول : امممم قول .!
أمجد : مش عايزك تفهميني غلط ... بس الصراحة يعني بقالنا ست سنين متجوزين وأول مرة أشوف الاهتمام ده منك ...إيه السبب بقا ...؟؟
بتول: امممم ... تقدر تقول إني فهمت عصبية بابا دايما ليه ... كنت بأحس ساعات إنه مش بيحبني أو إنه بينتقم فيا لأني جيت بنت . و.و .و حاجات كتيرة أوي وحشة ... بس أول ما حسيت إني ممكن أخسرك كأن روحي اتسحبت مني ... عارف أنت لما كنت بسيب البيت وأمشي قال إني ممكن بكرة أندم وأتمنى إن الزمن يرجع تاني عشان أعيش معاك ولو لحظة من اللي كنت بسيبك فيهم .. وإن الخناق ده كله ملوش لازمة وسيباني للبيت ده أكبر غلط ... دلوقتي فهمت المثل اللي بيقول مش بنحس بقيمة الحاجة اللي في أيدينا غير لما بتروح مننا ...
مازحها أمجد : دانا كان المفروض أتصاب كده من زمان ...
أغاظته بتول : وليه متقولش إنه بسبب الحمل ... ههههه
أمجد : يبقي الواد هيطلع لأبوه ...
بتول :وهو أنا أطول إنه زيزو زى أبوه ....
أمجد بخبث : بمناسبة زيزو .. هو مش زعلان وعايزني أصالحه ...
بتول : ههههه .. لا خالص ده حتى مبسوط جداً ...
أمجد : مبسوط جداً .. لا بقا ده لازم نشوف الموضوع ده خطير جداً .
بتول : أنت متصاب يا حبيبي ... وجرحك لسه جديد ...
أمجد بخبث : امممم .. ماشي . بس أنا راجل وطني وهأخد حقي كله مرة واحدة ..!
كان جالس في غرفته ينظر إلي نقطة في الفراغ صمت رهيب لمن يري بالعين المجردة ولكن من يقترب من منطقة الرأس ليخترقها متجهاً نحو العقل يجد حرباً تدور في الداخل ومن يستطيع إنهائه غير من تسبب بها
إياس : آآآه منك يا ابنة الشافعي ماذا فعلتي بي .. لن أصدق ما أحاول الوصول إليه ... لأني وببساطة لا داعي لوجوده مادامت لا أريده ..
لم يصدق تلك المشاجرات التي ارتكبها لكل رجل يحاول التعدي علي منطقة الخصوصية التي وببساطة حددها هو لها ..
حتى حديثه مع باسم وإسلام قل كثيراً بعدما حدث في المطعم..
لم يصدق ما فعله في الاجتماع الماضي
****
انتهي الاجتماع وكالعادة تأخذ إبان المديح بأجمته علي كل مشروع تعمل به .. وهو يجن من استغلال أحدهم الفرصة لكي يتغزل بها ..
أحد العملاء : بجد أنا بحسك يا سيف بيه علي موظفة بالشكل ده ..يعني جمال وذكاء تحسد عليه ...
إياس : اها ... وحضرتك بتحسدها دلوقتي بقا عشان يروح اللي عندها ده
أحد العملاء: لا خالص ..أنا قصدي إنها تمتلك كل حاجة ..
لم يعِ بعدها إلا علي لكمة قوية من إياس أوقعته علي الأرض من قوتها
سيف : أنت اتجننت يا إياس ...
ألقي نظرة إليه وأمسك بيد إبان متجهاً نحو الخارج ..
استقرا في مكتب إياس ... نزعت يدها منه
إبان بغضب: أنت اتجننت أنت إيه اللي بتعمله ده ....
إياس بعصبية : يعني حضرتك عاجبك اللي حصل ده ...؟
إبان : وإيه اللي حصل بقا ... ها .. ولا تكون أنت اللي بتغير لأني قدرت أثبت نفسي من غيرك ...؟!
إياس : أنتي بتقولي إيه ..أنا وببساطة لو كنت كده كان زمان حضرتك مرمية برره ...
إبان بصراخ : أمال أنت بتعمل كده ليه ...؟
إياس :لأنه أنا ب. ... قصدي أنا أكتر واحد فاهم نظرته ليكي .. أنتي مشوفتيش ازاى بيبوصلك ولا تكونيش عايزة تثبتي وجودك عن طريق حاجة من اللي هو عايزها ......
فهمت إبان ما يرمي إليه فاقتربت منه تنظر إلي عينيه مباشرة وهي تخبره بكل ثقة : أنا لو كنت من اللي بتفكر فيه .. كان زماني علي سريرك أنت لأنك أنت اللي هطلع مصلحة من وراه بأني أخد الشيكات منك ..ومكنتش دلوقتي زى مانت شايف .. فراجع حساباتك تاني يا إياس ..بيه .. عشان تعرف كويس من هي بنت الشافعي ... وتركته وخرجت ...
***
دخل إلي المرحاض ليأخذ حماماً ليطفئ النيران المشتعلة بداخله ..
نزل إلي الأسفل ليجد والدته تتحدث بالهاتف وأغلقته بمجرد أن رأته قادماً
فريدة : تعالي يا إياس عايزاك ...!
اقترب ليجلس بجوارها : خير يا ماما ........؟
فريدة : كنت عايزة أسألك امتي مسافر عشان المنتجع .....؟
إياس : ليه ناوية تسافري معايا ...؟؟
فريدة : لا مش كده ...أصل .. أصل مي كلمتني عشان سمر عايزة تسافر معاك ..
إياس بضيق : بغض النظر إنها واحدة معندهاش دم ..إلا إني مش رايح أتفسح .أنا رايح أشتغل يا ماما أشتغل ...!
فريدة : مهماً كان دى برضو تبقي بنت عمك .. واللي عرفته إن مراد كمان واهو يسلوا بعض ...
إياس : خلاص يا ماما يبقي تقولي لمراد كده ..
نام علي قدميها واحتضنها بقوة كطفل خائف من المستقبل ..
فريدة : مالك يا إياس ...؟
إياس : مش عارف مالي ... بس حاسس إني تعبان ....!!
فريدة في نفسها : كل ده عشان بدأ قلبك يدق .. .!
فريدة : بقولك إيه قوم نطلع نتغدا برره .. واهي سايا تغير جو قبل الامتحانات ..
إياس : سايا بس .. أما التاني راح فين ...؟؟
ضحكت فريدة قائلة : وهو لو كان كنت هتنام كده برضو ... راح النادي عشان مي رافضة أي لعب الفترة الجاية ...
إياس :اها ..ربنا معاهم .. طب يلا ..
فريدة : ماشي .. هاروح أجهز ..
خرجا متجهين نحو أحد المطاعم الهادئة ... استقرا علي طاولة بعيدة نسبياً عن الجميع بناءً علي رغبة إياس ....
فريدة : شكلك متغير اليومين دول ....
إياس : أبداً يا ماما .. ده ضغط شغل بس ...!!
فريدة : مع إني مش مصدقاك .. بس هأقولك إني موجودة لما تحب تتكلم
ابتسم ابتسامة صافية فأمه وحدها تفهمه ....
إياس : وهو أنا ليا غيرك يعني فاهمني ...!
فريدة : طب كويس إنك عارف ده ...!
إياس :ههههه .. أنا كويس متقلقيش ...
***
انتهوا من تناول الطعام وأصرت سايا علي الذهاب للملاهي ....
قضوا يوماً مزدحماً ربما خفف من حدة التفكير لديه .....
كانت جالسة علي فراشها تكاد تنفجر من كثرة التفكير ..عن إيجاد سبب أخر لتصرفاته الجنونية الغير مبررة إلا لسبب لا يمكن تصديقه فهي أكثر شخصٍ علي علم به فهو لا يفكر في شئ إلا المال والنساء فقط وليس كما ادعي عقلها بأنه يبحث عن الحب .. وعندما يحب .يحبها هي .. هي لم تكن له يوماً سوا أداة يحركها كما يشاء بإرادته وما عليها فقط إلا التنفيذ .
إبان : آآآه .. دماغي . اطلع بقا من دماغي يابن المنصور ...
توقفت فجأة عند نطقها لها .. وهي ماذا .. هل ستظل تنفذ ما يملي عليها فقط .. هي ليست فقط إنسان ..بل هي أنثي لا تريد سوا أن ترسي علي بر أحدهم وتعيش حياة مستقرة مع ... مع زوجها ....
ماذا عنها .. أيأتي اليوم وتحبه أم أن كلام والدته يقف عائقاً أمام دق قلبها
إذا كانت لا تحبه فلم لا يخرج من رأسها وتظل تفكر به دائما إنه يشغل جزءاً كبيراً من عقلها ..
خرجت لتجلس مع والدتها لعلها ترتاح قليلاً ..
رأتها جالسة علي الأريكة في الصالون اقتربت منها لتنام علي قدميها
مسدت مني علي شعرها : مالك يا إبان بقالك كام يوم قلقانة ..؟
تنهدت إبان بتعب : يمكن أكون خايفة بسبب المشروع الجديد عشان هو كبير وأنا أول مرة أشتغل شغل كبير بالشكل ده ...
أهدتها مني ابتسامة مطمئنة : طالما أبوكي قالك كلمة يبقي إبان هتنفذها أكيد ..!!
تذكرت وعدها لأبيها بأنها ستثبت نفسها في مجالها وتضع قدمها علي أول حياتها التي كانت لا تضع فيها خطوة جادة ....
إبان : آآآه .. ادعيلي يا ماما ..!
مني : وهو أنا عندي غيركم عشان أدعيله ..
مازحتها إبان قائلة : يعني بابا مش بتدعيله ...آآآه يا مني دى العشرة برضو ...
ضربتها برفق وهي تقول : بس يا بت وهو أنا عندي أغلي من أبوكي ..
إبان : بتحبيه يا ماما ...؟
مني : لا بعمل اللي أكتر من كده ... بحترمه وبقدره وبخلي كلامه فوق راسي دايما حتى لو كان مش علي مزاجي مع إنه محصلش قبل كده ..كان دايما لما يقول كلمة يبص في عينيا يشوف تأثيرها إيه عليا .. كان دايما يقولي كلمة واحدة بس .هي .. هتفضلي طول عمرك تاج راسي يا مني.. مش تقوليلي حب بتاع اليومين دول .. كلام فاضي ..
إبان تساءلت بحذر : طب هو بابا عمره ما غار عليكي ..؟
ضحكت مي :ههههه .. فكرتيني كان دايما يقولي أنتي الوحيدة يا مني اللي مش هتشوفي غيرة جوزك عليكي .. عشان دايما صاينه بيته وعرضه قبل أي حاجة وحاطاه جوا عنيا ومش شايفة راجل غيره قدامي .. بس كان دايماً يمثل إنه زعلان لما كنت أفتح الشباك وأشوف القمر عشان بسيبه وأطلع ويرجع يضحكني لما يغيظني ويقولي أنا بشوف القمر كل يوم .هههه أنا كنت بفتكر إن القمر عندهم في دبي حاطين حاجات كده تخلوهم يشوفوا علطول .. بس قالي إني كل ما بشوفك كأني بشوف القمر ويخليني أشوف نفسي في المرايا لما يقفل الشباك ومشوفش القمر في ليلة تمامه ... ده كان الحب الصافي مش الهري اللي بيحصل اليومين دول ..
إبان : هو أنا ممكن ألاقي حاجة من ده دلوقتي ...؟؟!
مني : طول مانتي صاينه قلبك وعيلتك يبقي هيجي ... وبعدين تعالي هنا من امتي وحضرتك عايزة تتجوزي ...؟
إبان : ههههه أنا غلطانة إني بحاول أعمل حاجة تفرحك .. اهئ .اهئ !
مني: هو أنتي يا حبيبتي عايزة تتجوزي ....؟؟
إبان : بصي يا ماما أنا عملت حاجة كويسة في حياتي وبكده لما يجي عريس أنا ممكن أقابله من غير ما أعمل فيه مقلب وأطفشه .ههههه بس أبوس أيدك بلاش عريس من قرايب جارتنا أم جلال دى ..أنا حاسة إنها بتنتقم مني لأني رفضت ابنها ..
مني : هههه .دانتي طلعتي فيه كل العبر...!
إبان : مش ذنبي يا ماما والله هو اللي مش راجل كده في نفسه .. ده مشربش العصير غير لما أمه قالتله ..
مني : خلاص هأعتبرها موافقة مبدئية يعني ..
إبان : بس أنا اللي هختار ...
مني : مش مهم ..المهم إني هأشوفك عروسة ...
إبان بمرح : قصدك عايزة تطفشيني عشان ترجعي الأيام الخوالي ..
مني : امشي يابت من هنا ....
جرت إبان من أمامها تحت ضحكات مني ودعواتها لعائلتها مع الكثير منها مع حبيب الروح الذي صرخت بكل قوتي بـ " قلبي لك "
في صباح اليوم التالي استيقظ إياس من صراع النوم فهو لم يحظي بنوم كفيل ليكمل يومه علي مايرام ... نزل الدرج ليجد الجميع جالسون علي الأريكة ويبدو عليهم أنهم يخططون بشئ فكلٌ مشغول بشئ
اقترب منهم متسائلاً : خير يا جماعة ..إيه الاجتماع ده ..؟
اقتربت منه سايا وهي تقفز فرحاً : عيد ميلاد جدو سيف النهاردة ...أنت نسيت ولا إيه ....؟؟
إياس : ها ... لا طبعاً ..بس انشغلت ليس إلا ....
فريدة : طب روح علي الشركة خليك ترجع بدري ...
إياس : ماشي .. عن إذنكم ...
= مع السلامة ...!
التفتت مي لوالدتها : هو ليه مقولتوش علي عزومتك لإبان ...؟؟
فريدة : عشان هو هيعرف ..!!
مي بعدم فهم : ازاى يعني ...؟
فريدة : ملكيش دعوة أنتي ..يلا خلينا نكمل اللي بنعمله قبل الليل ..
مي : حاضر ... ربنا يستر الليلة ...!!
وصل إلي الشركة فهناؤه الموظفين بعيد ميلاد والده نظراً لعدم إتيان الأخير إلي العمل اليوم وهو يردد
إياس : وأنتوا طيبين يا جماعة ..والحفلة حفلتكم اللي حابب ينور ..
هنأته إبان أيضاً : كل عام وهو بخير وبصحة جيدة يارب .
تساءل إياس : وأنتي عرفتي منين ..قصدي دول كلهم شغالين هنا من زمان لكن أنتي الجديدة ..؟
إبان : اها ..أصل مدام فريدة كلمتني وعزمتني ......
إياس : وأنتي رأيك إيه ...؟
إبان : مش عارفة بس هاشوف ماما الأول ..!
إياس : طب تمام هستناكي ..وتركها بعدها ..
إبان بضيق : اووف ..ياربي عمره ما هيتغير ..
انتهي اليوم بسرعة فاليوم ليس يوماً عادياً لذا يغادر الجميع مبكراً ليستعد الأتي منهم إلي الحفلة ..
عادت إبان إلي المنزل مبكراً علي غير العادة مما يثير تعجب والدتها منها
مني : حمدلله علي السلامة يا حبيبتي ..جاية بدري يعني ..؟؟
إبان : الله يسلمك يا ماما .. أصل النهاردة في حفلة عند صحاب الشركة.و.ويعني عازمني عليها ..
مني : طب وأنت عايزة تروحي يعني ..؟
إبان :مش حكاية عايزة أروح أو لأ ...أصل مرات صاحب الشركة هي اللي عازماني عليها ...
مني : طب خلاص روحي عشان خاطر الست اللي عزمتك مخصوص وريهم وشك وتعالي بسرعة ..
إبان : حاضر يا ماما ...
جهزت إبان نفسها وارتدت تنوره واسعة بلون الأسود وأدخلت فيها بلوزة بلون الأحمر ليبدو مثل الفستان . ويكتمل إبداع الخالق بها ويكمل لوحة خضار عينيها ...
ذهبت إلي الحفلة وجدتها قد بدأت بالفعل .لا تعرف أحداً والتي تعرفهم مشغولون أكيد .....
صاح أحدهم : يلا يا جماعة هنطفي الشمع...
ضحك سيف قائلاً : شمع إيه يا بني عيب عليك ...هههه
وضح سيف الصغير قائلاً : لا دى عشاني أنا يا جدو ...بما إنك كبرت فأنا لسه صغير......
ضحك الجميع علي كلامه ولكن ليس كل من يضحك ننتبه لوجوده ولكن ماذا عن من دق له القلب ....
انتبه لوجودها متميزة وأنيقة رغم ببساطتها أو هكذا هي تبدو بعينيه ..
انتهوا من إطفاء الشموع كما أراد الصغير سيف ... فاستغل الفرصة في ترك المدعوين الذين كان يقف معهم ...بحث عنها بعينيه رآها تقف بعيدة نسبيا فاقترب منها يحمل كوبين عصير.....
نظرت إليه تلاقت العيون ثوان فأبعدت نظرها عنه حرجا
إياس : أتفضلي
كادت أن تمد يدها ظنا منها أنه سيقدم لها العصير
فغرت فاها من الصدمة فقد كان يقدم لها "حلوى ماضغة "
نظرت له ببلاهة :إيه ده !!! ... لبان ؟!!
إياس مؤكدا : اها ..ومش أي لبان. ده ماربيلا .. ثم أكمل بابتسامة ماكرة : أصل ناوي أسس شركة تسويق وإعلانات ....
ثم اقترب منها أكثر والتقط يدها وهي مازالت تحت تأثير الصدمة ووضع بها الحلوى وهو يشير إليها :ماربيلا.. وأكمل وهو يشير إلي الحلوى لبان
احتاجت هي بضع ثوان لتفهم ما يقوله وتحول وجهها للأحمر من الغضب بعدما استوعبت ما يقولها وصرخت بوجهه :اسمي إبان مش لبان
إياس : ماربيلا .. هي كده سواء وافقتي أو لأ فأنتي ماربيلا يعني ماربيلا .. ولما إياس منصور يقول حاجة تتنفذ
نظرت له إبان بضيق ما لبث أن تحول إلي ابتسامة خبيثة وأخذت منه كوب العصير الذي يحمله تلفت حوله ووقفت خلف ظهره ثم رفعت كوب العصير إلي أعلي وسكبته عليه
شهق بصدمة من فعلتها التفت إليها وعيونه حمراء من الغضب أما هي
إبان مصطنعة البرود ففعلت مثله لتقول وهي تشير إليه : أنت كده تبقي كنافة بالمانجو.......
وهربت من أمامه قبل أن يتهور وجدت فريدة تقف مع بعض النساء فاستغلت الفرصة لتتجه نحوها وقفت بجانبها مع تعجب فريدة من فعلتها إلا أنها توقعت بأنها رأت إياس .......
أما هو استعاد هدوئه مع بدء موسيقي هادئة مناسبة لرقص الكلاسيكي
نزع سترته الملطخة بالعصير وأعطاها للخادم .. واتجه بسرعة نحوها
أمسكها من يدها ليتجه نحو المكان المخصص للرقص ..وقفا قليلا قبل أن يجذبها بقوة نحوه وأحكم سيطرته علي خصرها قبل أن يهمس بالقرب من أذنها "ماربيلا ....ستكونين ماربيلا الخاصة بي وحدي ".....
والمسكينة ماذا تفعل مع قوته تلك لم تتصور أنها ستجزي هذا العقاب
فهي بدون أي شئ يحتل تفكيرها ليأتي هو ويكمل سيطرته .كانت تشعر بأن قلبها سينخلع من مكانه من قوة دقاته وكثرتها ..
لم يزح نظريه عن عينيه وكأنه تاه في خضار الأرض لم يجد قدرة علي إزاحة عينيه وكأن قوته قد خارت بالكامل ...
كانت تذوب بين يديه فهي تكاد تقسم بأنها لا تمتلك أي طاقة للابتعاد عنه ..
لم يكن يحتاجان أي موسيقي ليرقصان فتكفي دقات قلبيهما التي لو كانت تسمع لصمت الآذان منها ....كان يشعر أنه في مكان بعيداً عن الجميع وحدها معاً اقترب منها وكاد أن يقبلها لولا أن سمعا صوت تصفيق الذي لم يكن سوا من فريدة وأتبعها البقية .. كانت تراقبهما منذ البداية وحين تمادي في الأمر قطعت لحظة الوصل بينهما ...
ابتعدت إبان عنه تنهج بقوة وابتعدت عنه تماماً لتتجه نحو سيف منصور لتهنئه قبل أن تترك الحفلة هاربة من حصاره .........
اتجه إياس نحو الداخل ليختلي بنفسه ويهدئ من دقات قلبه الذي لا يصدق بأنه قد دق لإحداهن ....
لا يريد خوض التجربة ووضع ثقته في امرأة .. ربما لأنه قد رأي الكثير خلال رحلة حياته ......
ولكن هي ... هي من لا يتوقف قلبه عن دق طبوله عندما يشعر بها فقط .يشعر بها دون أن يراها حتى ..ألهذا الحد قد وصل .......حبه ....
انتهت الحفلة وغادر الجميع اتجه نحو غرفته بدون أي شئ فقط غادر ...
أنت تقرأ
قلبي لك الجزء الاول للكاتبه أميرة صلاح
Любовные романыجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة صلاح الفيس بوك الخاص بالكاتبة : روايات بقلم أميرة صلاح