الفصل الثاني والعشرون

8.3K 237 8
                                    

حب وحنان .. دفء واطمئنان 

هل يجتمع الاثنين وأنا معك
أم أنا للقدر رأيٌ أخر

عشق وفنون للحب
عصافير تغرد من حولنا وحياة نعشها برفقتك
هل يطمئن القلب لك أم العقل له رأيٌ أخر
هل سأعيشه مثلما عشته معك
هل الحب مسامحة أم أنك سترفض
حياتي بدونك لا تعني لي
فإن ذهبت خذ روحي معك لا أريدها ..

العمر لحظة فعشها كما هي .. حلوها ومرها فلن تأتي مرة أخري
لن تتوقف اللحظة حتى يأتيك المزاج في عيشتها هي ستأتي وتمر وستترك لنا ذكرى بها حلوة أو مرة .....
مر شهر أخر من تلك الأحداث
بتول باقية مع والدة زوجها تساعدان البعض في مهام البيت ..
جالسة كالعادة حينما يكون لديها فراغ تتصفح حاسوبها لتري صور زوجها الذي اشتاقت إليه .. رأتها علي تلك الحالة سميرة اقتربت منها
سميرة :وأنا كمان وحشوني أوي ...!!
بتول بحزن: أول مرة يغيب كل ده ...
سميرة : عارفة يا بتول بالرغم اللي أنتي فيه إلا إنك مش حاسة باللي أنا حاساه أنتي قلقانة علي واحد وأنا علي الاتنين ...
بتول : دايماً بيقولوا إن قلب الأم دليلها ... طمنيني وقوليلي إنهم هيرجعوا
سميرة : هيرجعوا ... هيرجعوا بإذن الله قومي أنتي ارتاحي علي ما احضرلك حاجة تاكليها ..
بتول : لا متتعبيش نفسك أنا هأقوم أعمل أكل تير وأعملك معانا كمان
سميرة : يا حبيبتي أنا مش عايزة أتعبك ...!!
بتول : تعبك راحة يا ماما .. كفاية إنك شيلانا من يوم ما جينا ..
سميرة : وأحطكم جوا عنيا كمان .. دانتي مرات الغالي ..
قبلت بتول رأسها : ربنا يبارك لنا فيكي ... أنا هأقوم قبل ما تيجي تير
سميرة : طيب يا حبيبتي بس متتعبيش نفسك ولو احتاجتي حاجة أنا موجودة ..
بتول : حاضر .. عن إذنك .....
كانت تعد أكلة ابنتها المفضلة "البطاطس المقرمشة " حينما أتاها اتصال من رقم زوجها .. أمسكته بسرعة وردت بلهفة
بتول : أمجد ..
علي الجانب الأخر رد عليها شخص أخر : مدام أمجد معايا ...؟؟!!
بتول بقلق : أيوة أنا مين حضرتم وفين أمجد ..؟؟
الأخر : أنا هاشم زميل أمجد في الشغل .. واتصلت بحضرتك عشان أبلغك إن أمجد اتصاب وهو دلوقتي في مستشفي *** ..
لم تسمع باقي كلامه وهو لم يكمل حينما سمع ارتطام بالأرض وعدم الرد عليه .. أتت سميرة بسرعة حينما سمعت الصوت
سميرة بصراخ : بتول .......
وعلي الجانب الأخر نري إبان في غرفة الاجتماعات تشرح لبعض العملاء أخر تصميماتها .. فهي منذ شهر وتعمل بجد واجتهاد دون كلل أو ملل وهذا ما حرك فضول إياس لمعرة السبب في تغييرها فهي منذ مقابلة فريدة وتتصرف بغرابة ولكن ما لا يعرفه أنه هناك شخص أخر في تغييرها فهي الآن تسعي لإثبات نفسها وتصحيح قراراتها ..
انتهت من الشرح مع بعض الإطراءات من العملاء علي جمال التصاميم
قدمها سيف لهم : دى الآنسة إبان . بتشتغل هنا من شهر بس ومع ذلك قدرت تثبت نفسها إنها تستحق إنها تكون هنا في شركة المنصور ..
أحد العملاء : أنا دايما أقول إن شركة المنصور فيها المميزين دايما ..
رن هاتف سيف فاعتذر ليرد عليه ..
عميل أخر : وهو بقا أنتي تقربي لسيف بيه ...؟؟
إبان : لا أبداً ...
إياس : ولو كانت تقربله يعني من امتي سيف المنصور بيهتم بكده ..
أحد العملاء : مش قصدي خالص ... كل الحكاية إن بدور علي عروسة لابني .. فالآنسة جميلة ما شاء الله وذكية كمان .....
إياس بغيظ : لا الآنسة مخطوبة .... الاجتماع خلص تقدروا تتفضلوا
خرج الجميع من الغرفة بعد شبه طرد إياس لهم .
التفتت لهم إبان : إيه قلة الذوق دى ... الراجل مغلطش ..
إياس بغضب : آه فعلاً مغلطش .. هأروح أرجعه والتاني كمان اللي كان قاعد يفحصك حتة .حتة ...
إبان : أنت إيه اللي بتقوله ده ...؟؟.. الناس دول العملاء بتوعكم يعني المفروض يكون في احترام أحسن من كده .
إياس : معلش المرة الجاية هنعامل حماكي العزيز أحسن من كده ..وأبقي أفرشله السجادة الحمرا ...
إبان بغضب : أنت بتتريق .. تصدق أنا غلطانة ولما يمشوا هاشوف هتعمل إيه ...؟؟
إياس بغرور : هه . شكلك متعرفيش مين هم عيلة المنصور أو إياس
إبان بضيق : لا عارفاه كويس ده لاهف مني 30 ألف جنيه ...
إياس باستنكار : يا شيخه اتنيلي بفلوسك وهما أصلا مش بتوعك .. الشغل اشتغلتي أسبوعين بس وعايزة مرتب لا وكمان الاتفاق اللي كان بينا كان ممكن تقوليلها عادي أنا غلطت لما عملت الاتفاق ده أصلا ..روحي شوفي شغلك أحسن ... روحي حللي الفلوس اللي بتاخديها .......!
إبان بسخرية: ده علي أساس الفلوس اللي عليا هي اللي حلال ...؟!
أتي سيف ليقطع وصلة الشجار والسخرية : هما مشيوا ولا إيه ..؟؟
إبان بخفوت :لا قصدك اطردوا ...!!
إياس : احم .. آه مشيوا .. ليه في حاجة ..؟؟
سيف : كان فيهم واحد عايزني في موضوع. ..
إياس بغضب : قصدك اللي كان عايز يخطبها لابنه ...؟؟!
سيف : أيوة هو ده ... حصل إيه ..؟؟
إياس : إبان رفضته هي مش عايزة تتجوز ..!
كانت تريد أن ترد ولكن إياس منعها عن طريق سحبها للخارج
إبان بغضب : أوعي سيب إيدي ..!
تركها : اسمعي اللي حصل في الاجتماع ده مش عايز حد يعرفه ...
إبان بعند : وأنا إيه اللي يجبرني أعمل كده ..؟....وأكملت بغضب : مش كفاية طفشت الراجل ....
أمسكها من يدها بقوة قائلا بغضب : عارفة يا إبان لو موضوع العريس ده اتفتح تاني .أنا هافتح نافوخك ...
أزاحها بعدها متجهاً إلي مكتبه تاركة إياها فاغرة فمها ....
:يعني أنتي متأكدة إن ده اللي حصل .؟؟
كانت تلك جملة فريدة حينما قصت عليها مروة سكرتيرة سيف ما حدث بين إياس وإبان ..
مروة : آه والله يافندم .. وبعدين مشي ..
فريدة : ماشي يا مروة متشكرة جداً ..
مروة : العفو يافندم ولو ...
أغلقت فريدة الهاتف لتلتفت لمي : بقولك إيه عايزاك تتصلي بباسم وتقوليله اللي هأقولك عليه ....
مي : أنتي بتفكري في إيه قوليلي وريحيني ..
فريدة : اعملي اللي بقولك عليه ..
مي : حاضر يا ماما .
فريدة لسايا : سايا روحي صحي خالك مراد ...
سايا : حاضر يا تيتة ...
مي : أقوله إيه بقا .....؟؟
فريدة : هاتي التليفون عارفاكي مش هتعرفي تتكلمي ....
رد باسم علي الاتصال : خير يا نيمو ..؟؟
فريدة : لا مش مي أنا فريدة ...!
باسم : احم .. ازيك يا طنط ..؟
فريدة : بقولك اسمع اللي هأقولك عليه وتعمله مفهوم ....؟!
باسم : حاضر ..
فريدة : إبان وإياس رايحين الموقع بتاع المشروع الجديد عايزاك تروح أنت وإسلام وتعمل اللي هأقولك عليه ...
باسم : مع إني مش مطمن إلا إني مش قدامي حاجة تاني ..!
فريدة : بص يا باسم تعمل ...
باسم : أنا عندي عيال والصراحة ابنك أيده تقيله ..
فريدة : متخافش يا سيدي وتكاليف علاجك عليا. ..
باسم : علاج إيه يا نهار .. هو حضرتك مش واخدة بالك إن جوز بنتك وبنتك لسه صغيرة علي إنها تترمل ..
فريدة : لا إن شاء الله مش هتوصل لكده .. ويا سيدي خلاص خلي إسلام هو اللي يتصرف ..
باسم : حاضر مع إني مش مطمن الصراحة ... خليني أودع مي بقا
أعطتها فريدة الهاتف لتتجه بعيداً عنها
باسم : شوفت أمك عايزة تخلص مني ..!!
مي : لا بعد الشر عليم يا حبيبي ..
باسم : بعد حبيبي دى أنا مستعد أخاطر وأسيب الشغل وأخدك ونروح
مي : ههههه .يا سلام ده من امتي ده ..؟!
باسم : بما إن في مخاطرة أخاطر عشانك أنت يا جميل مش تقوليلي إياس
مي بدلال : وهتقدر ..؟؟
باسم : لا أبوس إيدك بلاش دلع في التليفون بدل ما أبقي عندك في خلال دقايق مستقيل ...
مي : لا .لا خلاص .. كمل شغلك دلوقتي سلام ..
باسم : شغلي !!. ماشي يا ستي سلام ..
عادت مي إلي والدتها بعدما أغلقت هاتفها مع زوجها
مي : ماما أنتي بتعملي كده ليه ...؟؟
فريدة : بكرة تعرفي بعمل كده ليه ...؟
جالسة أمام غرفة العمليات في إحدى المستشفيات
برغم محاولات الجميع بطمأنتها عليه وإخبارها بأن الإصابة ليست بالخطيرة إلا أنها تأبي التصدي حتى تراه أمام عينيها ...
خرج الطبيب من غرفة العمليات فأسرعت نحوه لتسأله بلهفة عن حالة زوجها : لو سمحت يا دكتور أمجد كويس صح .؟
الطبيب : الحمدلله الإصابة مش خطيرة للدرجة . دى في الكتف بعيدة تماماً عن المناطق الخطرة ..
محمد : خلاص بق اهدي .. متشكر يا دكتور
الطبيب : العفو ده واجبي .. حمدلله علي سلامته ..
بتول ببكاء : أنتوا متفقين معاه عشان ميقوليش حاجة ...
سميرة : يا بنتي متقوليش كده أمجد كويس الحمدلله ..
محمد : سيبيها يا ماما هو دلوقتي هيطلع ويروح أوضة عادية وأبقي هي تطمن بقا منه .....
سميرة : اهدي يا حبيبتي عشان خاطر ابنك ...
بتول : تير .. تير زمانها رجعت من المدرسة و مفيش حد في البيت
سميرة : خلاص هأقول لمحمد يروح يجيبها ..
بتول : لا بلاش يجيبها هنا ...أنا هاتصل بإبان تروح تجيبها وتخليها مع ماما ...
اتصلت بتول بإبان لإخبارها بما حدث والذهاب لإحضار تير وجعلها تمكث معهم ....
كانت جالسة علي الدرج حينما رأتها جارة جدتها
الجارة : هو مش أني بت أمجد برضو ...؟؟
تير : اها .. بث مفيش حد في البيت ...
الجارة : أيوة أنا شوفت أمك وستك طالعين .. تعالي اقعدي عندي لحد أما ييجوا .
تير : لا مامي قالتلي مش أروح عند حد معرفوش ....
الجارة بتعجب : يعني هأخطفك مثلا ... أنا بيتي ده جنب بيتكم ..
تير : لا مش روح في مكان من غير مامي ...
الجارة : طب خلاص أقعد هنا معاكي لحد ما ييجوا ...
تير : اقعدي السلم مش بتاعنا أصلا ....
الجارة : عيال أخر زمن ....!!
حضرت إبان لكي تأخذ تير كما أخبرتها بتول .... وجدتها جالسة علي الدرج بجوار أحد الجيران ربما ..
إبان : تير ..
ركضت الصغيرة إليها وهي تبكي .: شوفتي ماما ثابتني "سابتني " ومشيت...
إبان : لا يا حبيبتي ماما راحت مشوار مع تيتة وقالتلي أجي أخدك ..
الجارة : وأنتي مين يا بنتي ..؟؟
إبان : أنا إبان أبقي خالة تير ..
الجارة : اها .. طب كويس إنك جيتي تاخديها عشان أنا قولتلها تدخل عندي لحد ما تيجي الست سميرة وهي رفضت ...
إبان : اها ..أصلها مش متعودة التعامل مع حد غريب ...
الجارة بلوم : ما الغريب إلا الشيطان يا بنتي دانا جارة الست سميرة من أيام ما كان العيال لسه صغيرة ...
إبان : احم ..اها بس الدنيا اتغيرت بقا .. عن إذنك يا حاجة ..
الجارة : ما تتفضلي ي بنتي ..
إبان : لا متشكرة يا حاجة ..سلام عليكم
: وعليكم السلام ... عجايب والله ..
***
عادت إبان إلي المنزل بصحبة تير .. وجدت والدتها تعد الغداء ..
مني : إبان أنتي مش قولتى مش هتيجي دلوقتي وكمان تير بتعمل معاكي إيه ..؟؟
إبان : مش وقته يا ماما دلوقتي خد تير غيرلها هدومها وغديها وبعدين أشرحلك اللي حصل ...؟
مني : طب وهو إيه اللي حصل فين بتول ...؟؟
إبان : بتول في المستشفي مع أمجد ...
صرخت مني : يا لهوي مستشفي .. ليه ..؟؟
إبان : أنا معرفش حاجة غير كده بتول قالتلي في المستشفي مع أمجد ليه معرفش ....؟؟
مني : طب خلاص أنتي هتروحيلها ..؟؟
إبان : أنا الأول هأروح اخلص شغلي وبعدين أجي نروح سوا ..
مني : طب لو عرفتي حاجة طمنيني ..ماشي ..!!
إبان : حاضر يا ماما ..أنا هأمشي بقا عشان ألحق أرجع بدري...
مني : طيب يا حبيبتي خلي بالك من نفسك ....
إبان : إن شاء الله .. مع السلامة ....
خرجت إبان من المنزل وتستقل سيارة أجرة متجهة إلي موقع العمل
وجدت هناك إياس ومعه باسم وإسلام ...
إبان : سوري اتأخرت .....
غمز باسم لإسلام فتحدث الأخر : احم ... لا عادي نستني مفيش مشكلة خالص جداً ..
إبان : ميرسي ...
إسلام بسهوكة : أحلي ميرسي سمعتها الصراحة ....
توردت وجنتيها بحمرة الخجل فعلق إسلام : وهو في ناس لسه بتتكثف يالهوي ..
إياس بغضب : ما تلم نفسك يا إسلام ..
إسلام : إيه يا ابني هو حد جه ناحيتك ...؟!!
إياس : قدامي أنتي كمان شكلنا مش هنخلص ....
إبان : آه بالراحة طيب. ..
باسم : ما بالراحة يا إياس ده أنت حتى أكتر واحد بتعرف تتعامل مع الجنس اللطيف ..
إياس بعصبية : باسم .. لم نفسك إلا والله أنت عارف أنا ممكن أتصرف ازاى ..؟
إسلام : أنا رايح أتغدى .. جاى معايا يا باسم ...؟
باسم : في ديلك والله ...
إياس :وأنتي جاية ولا لأ ..؟
إبان : ها .. ماشي ..!!
التفوا حول طاولة في مطعم ما بالقرب من الموقع ..
باسم وهو يهمس لإسلام : كل كويس عشان تموت وأنت بصحتك ..
إسلام بسخرية : دايما عارفك ندل وبتحطني في وش المدفع ...!!
باسم : أنا راجل عندي عيال لكن أنت مش متجوز أصلاً..
إسلام : مهو عشان كده ..أنت راجل متجوز دخلت دنيا وجربت الدلع .. لكن أنا يا حسرة محلتيش حد ..
باسم : مهو إحنا نوفر المصاريف ونخليك تدخل آخرة علطول ...
إسلام : طب خلينا ندخل واحدة .واحدة في الموضوع بلاش دبشك أنت
إياس بضيق : أنا نفسي أعرف بتتكلموا في إيه ...؟؟
تبادل إسلام مع باسم الأماكن بحيث يكون إسلام بجوار إبان وباسم بجانب إياس ..
باسم : لا مفيش ده باسم بيدور علي عروسة ...!!
إياس : هو أنت مش كنت خاطب بنت خالتك ..؟؟!
إسلام : لا خالص دانا لسه ملبستش في إيدي دبلة ..!
إبان : إن شاء الله تلاقي العروسة المناسبة ...!!
قام إسلام وباسم من علي الطاولة وابتعدوا قليلا عنهم ..
باسم : أنت قومت ليه ده خلاص كنا قربنا ننهي ..؟
إسلام بقلق : لا يا عم أنا مش عايز أموت أنت مش عارف إياس يعني لما بتعصب .أنت جوز أخته ومش هيقدر يعملك حاجة ..
باسم : أديك قولتها يا ظريف جوز أخته يعني دى فيها موت علطول من غير تفكير ولما يسألوا إيه اللي حصل .. هيقول باسم كان ناوي يتجوز علي مراته ...
احتضنه إسلام : طب أبقي زورني عشان ملييش حد أنت عارف ..
باسم : عيب عليك ياد ده أنت أخويا ..
إسلام بسخرية :و نعم الأخوة ..!!
عادا إلي الطاولة تحت نظرات إبان المستغربة وإياس الشاكة في أمرهم
إسلام : بقولك إيه يا آنسة إبان ...مش آنسة برضو ..؟؟!
إبان : أيوة ...
إسلام : هو أنتي مخطوبة ...؟؟
إياس بغضب : وأنت مالك أنت مخطوبة ولا لأ ..؟
إبان : هو حد قالك إني محتاجة محامي يتكلم بالنيابة عني .. والتفتت لإسلام : لا يا باش مهندس مش مخطوبة ..
باسم : ولا مرتبطة ..؟
إياس : وأنت عايز إيه من ده يا أستاذ باسم جوز أختي ...
ازدرد باسم ريقه وهو يقول : لا خالص مش عايز حاجة ده عشان إسلام مش ليا ...
إبان : هو في حاجة طيب يا باسم بيه ...؟؟
اعترض إسلام بابتسامة : بيه وباشا إيه ..عصر البهوات ولا خلي البساط أحمدي ياشيخه ..أنا إسلام وهو باسم .. ولا عندك اعتراض يا باسم ..؟
باسم : لا اعتراض .. ده أنا يبقي معنديش دم لو اعترضت ...
توردت وجنتيها خجلا : تمام ...
باسم : خلينا ندخل في المهم بقا ...؟
إياس : أيوة أنا عايز المهم .. هاتوا أخركم بقا ..وقوليلي في إيه ..؟؟
ازدرد إسلام ريقه وتمتم بالشهادتين قبل أن ينطق : إ ..إبان تتجوزيني ..؟
لم تعِ إبان بعد ذلك لما حدث كل ما رأته هو قلب إياس الطاولة وهروب إسلام وباسم من أمامه وإمساكه بيدها وهو يجرها ولم يفق من الصدمة إلا وهي أمام عمارة منزلها ......
صعدت إلي الأعلى وملامح الصدمة ظاهرة تمام الوضوح علي وجهها ..
لم يتصرف هكذا .. تصرفاته غريبة اليوم ...؟؟
سمعت مني صوت انغلاق الباب فنادت عليها ..ولكن الأخرى لم ترد فكررت النداء أكثر من مرة ولكن لا رد .. قلقت عليها فخرجت لتراها وجدتها جالسة علي الأريكة شاردة وتنظر إلي نقطة فارغة أمامها حتى أنها لم تشعر بوجود تير التي أتت لتستقر بأحضانها ...
أمسكت كتفها وهي تقول : إبان يا حبيبتي مالك ...؟؟
إبان : ها .. بتقولي حاجة يا ماما ..؟
مني : مالك يا إبان ..أنا ناديت عليكي كتير من المطبخ وأنتي ولا هنا حتى تير بتكلمك وأنتي مش بتردي ...؟؟
إبان : لا مفيش يا ماما يمكن بسبب الشغل ..المهم خلينا نروح لأمجد وبتول في المستشفي ...
مني : طب مش هترتاحي الأول ..؟؟
إبان : لا أنا كويسة ... يلا بينا عشان منتأخرش ..
تجهزت والدتها وكذلك جهزت تير وغادروا جميعا المنزل متجهين نحو المشفى التي يرقد بها أمجد ....
جالسة كما هي منذ أن خرج من غرفة العمليات ونقله إلي غرفة عادية ممسكة بيده ودموعها تنزل بصمت لم ترضخ لرغبة حماتها أو محاولة أخو زوجها في جعلها تغادر الغرفة أو علي الأقل تستريح علي أريكة الغرفة فشعورها بالاطمئنان لم يكتمل بعد فهو مازال غائباً عن الوعي ..
شعرت بحركة أصابع في يدها فنظرت إليها تتأكد من صحتها وليست مجرد هلوسات تأتيها بسبب قلقها .. رأت حركة عينيه وهي تكافح لكي تنفتح لتري العالم من جديد ..
بتول ببكاء : أمجد ..أمجد أنت فوقت ..أنت كويس ..؟؟
أمجد بضعف : ب .بت .بتول .!
بتول : أيوة أنا يا حبيبي ...أنا هأروح أقول للدكتور .....
خرجت مسرعة من الغرفة لتجد محمد مازال موجوداً ..فجرت ناحيته : محمد ..أمجد فاق ..
محمد : بتول .. قولتلك دى مجرد تهيؤات بس ..
بتول : لا والله أنا بتكلم جد هو فتح عنيه ...
سميرة : طب خلاص ادخل شوفه واتأكد ..!
محمد : حاضر يا ماما ..!
دخل محمد إلي الغرفة ليتأكد من كلام بتول .. وجد أمجد بالفعل مستيقظاً وبتول لم تكن تحلم . ..
محمد : أنا هأروح أجيب الدكتور ..
اقتربت بتول من الفراش : حمدلله علي السلامة ..
أمجد : الله يسلمك ... بتول هاتي ماية ممكن ..؟!
بتول :حاضر ..أمسكت بكوب الماء وساعدته علي الجلوس ليشرب البعض منه .......
دخل الطبيب بعدما استدعاه للاطمئنان علي حالته . فحصه جيداً ..
الطبيب : الحمدلله تمام كده .. حمدلله علي السلامة ..
اقتربت منه والدته وهي تقول : حمدلله علي السلامة يا حبيبي ..قلقتني عليك أوي ...
أمجد : الله يسلمك يا ماما ..أنا كويس يا حبيبتي متقلقيش ..
سميرة : طب طمن مراتك عشان كانت حالتها حالة ...وتعبنا معاها
أمجد : أنا كويس متقلقوش ..
أتت إبان ومعها والدتها وتير ..
ركضت تير نحو والدها وهي تصرخ : بابي ..!
أمجد : حبيبة بابي وحشتيني أوي ..
تير : وأنت كمان يا بابي بث مش تمشي تاني عشان مامي ثابتني ومشيت هي وتيتة .
بتول : مش أنا بعتلك إبان عشان تجيبك ...
تير: لا مش حبك أنا خالث بث بابي مش بيثبني ( بيسبني ) أبداُ خالث ..
أمجد :مش عيب يا تير لما نكلم مامي كده ...؟؟!
أزاحت وجهها بعيداً غاضبة ..
إبان : حمدلله علي السلامة يا أمجد ..!
أمجد :الله يسلمك يا إبان .. مكانش فيه داعي تجيبي مامتك وتيجي .
مني : اخص عليك يا أمجد . إيه هو أنا عندي أغلي منك برضو .؟
مازحها أمجد قائلاً : لحد دلوقتي مفيش ..لكن لما تتجوز إبان خايف أبقي علي الهامش ..
إبان : ههههه . خلاص الحق اتمتع دلوقتي قبل الاصطدام ..هههه
دخلت الممرضة لتفحص أمجد وتطمئن عليه ..
تفحصته وجاءت تتفحص الجرح فصرخت بها بتول : أنتي بتعملي إيه ..؟
الممرضة : هاشوف الجرح ..
بتول بغضب : وأنتي متخيلة إني ممكن أخليكي تلمسيه ..
الممرضة : ألمسه إيه يا مدام ..دانا هاشوف الجرح بس ..
بتول : أبداً والله ..روحي نادي للدكتور هو يجي يشوفه .. غير كده أنا ممكن أعمل اللي أنتي هتعمليه ...
الممرضة : مينفعش برضو الجرح لسه جديد ..؟
إبان : خلاص ممكن لو سمحتي تخلي هو اللي يجي يشوفه ..
انصاعت الممرضة للأمر فتلك الفتاة يبدو عليها الجنان ...وهي لا تريد خسارة وظيفتها من أجل غيرة النساء فقط ...
نهرتها إبان قائلة : إيه يا بتول اللي عملتيه ده مكانش فيه لزوم ...
بتول : أمال كنت عايزاني أسيبها تقعد تفعص فيه ...
مني : غيرتك وحشة يا بتول ..
بتول : خليه يجرب شوية من اللي بيعمله فيا ...
إبان : ليه هو أسوأ من كده ..؟؟
بتول : أسوأ بس .زده حاجة فظيعة .لما بنخرج نشتري حاجة هو اللي بيجيب الحاجة وأنا أقوله بس ولا لما نروح نحاسب وبيبقي عامل زى الحيطة قدامي لا أشوف حد ولا حد يشوفني ..والنيلة بقا لما حد يجي يكلمني ولو مجرد سؤال عن المكان بيبقي شوية وهيقتله ...
تذكرت إبان ما حدث اليوم معها في المطعم مع إياس والباقين ففغرت فاها من الصدمة ..:لا يعقل ..مستحيل ..
"أيغار ؟؟.!!!......

قلبي لك الجزء الاول  للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن