الفصل الثلاثون

8.9K 176 2
                                    

لم تصدق أنه خرج بدون كلمة ... بم يشعر هو الآن ..
أيشعر كما أشعر أنا ... قلبي يدق بقوة أوجعتني ... فكيف سيكون الوجع منك ......
نزلت إلي الأسفل بعدما مسحت مكان أحمر الشفاه وهي تندب حظها ...
ركبت بدون أدني كلمة إلي السوبر جيت مما أثار شكوك هدي ...
فهي كانت بخير ما الذي قلب كيانها هكذا ........؟؟
ظلت تنظر من النافذة ورفضت كافة العروض لها لكي تتحدث ولكنها رفضت بحجة أنها مازالت تعاني من بعض الألم ...
لم تنظر ناحيته أو لم تتجرأ علي ذلك .... فهي خائفة من ظنونه الآن بها ..
أما هو .... ظل يعاتب نفسه فهو يحاول أن يحسن صورته أمامها فهي أكثر من يعلم بعلاقاته السابقة ....والآن تهدم كل شئ ....
عادت إلي المنزل بابتسامة علي الوجه وقلب متحطم ....
مني : حمدلله علي السلامة يا حبيبتي ...!
إبان : الله يسلمك يا ماما ..
ركعت أمام والدها ووضعت رأسها علي ركبتيه : عامل إيه يا بابا ...؟
مصطفي : الحمدلله يا حبيبتي ......حمدلله علي السلامة ....
إبان : الله يسلمك يا حبيبي ,....,
مني : شكلك تعبانه يا إبان ... روحي ادخلي لأوضتك ارتاحي ..
إبان : حاضر ... بس عندي أخبار حلوة لبابا .....
مصطفي : بخصوص القضية .....؟
إبان : أيوة ... المحامي طمني وقالي براءتك هتجيلك وكمان هيحاكموا الشركة لما يعرفوا البلاوي اللي وراها ....
مصطفي : يارب يا حبيبتي ,,,,,,..روحي ارتاحي يلا ..
إبان : ماشي... عن إذنكم ....
دخلت إلي غرفتها وأوصدت الباب لترتمي علي فراشها وتكتم أنينها داخل وسادتها الحبيبة ,..........
عاد إياس ومراد إلي المنزل بعدما أوصلا سمر إلي منزلها واطمأنوا أنها وصلت إلي أهلها سالمة فهما كان .. هي تظل ابنة عمهما ,.....
احتضنتهم فريدة بشوق وهي تردد : حمدلله علي السلامة
= الله يسلمك .....
إياس :البيت هادي يعني ......؟
سايا : أنا هنا ...جرت نحو إياس واحتضنته قائلة : حمدلله علي السلامة يا خالو ..... وحشتني جداً ,,,.....
إياس : وأنتي كمان وحشتيني أوي ...
أنزلها قائلاً : انزلي بقا عشان عايز ارتاح ينفع ,......؟
سايا : ماشي ... بس اعمل حسابك أني هبات معاك هنا ......
إياس : أمرك يا ريس .....
صعد إلي غرفته ليتجه نحو الحمام ويفتح الماء لتدفق بقوة لعلها تزيل أفكاره معها وهي تنزل .....
***
في المساء اجتمعوا علي طاولة الطعام ....
سيف : قولي بقا أخبار الشغل إيه ......؟
إياس :الحمدلله ... الأرض حلوة والمهندسين كمان قالوا إن موقعها حلو جداً ....
سيف : طب تمام علي بركة الله .....!
مراد :بابا ... حضرتك عملت إيه في موضوعي ,.....؟
سيف : أنا كلمت عمك مختار وهو معندوش مانع ... بس لما ياخد رأي سمر وباسم .....
فريدة : لا وكمان هتبقي أنت وإياس خطوبتكم سوا ...
مراد بفرحة : بجد يا إياس ...ألف مبروك ......
إياس : الله يبارك فيك .....
مراد : بس مين سعيدة الحظ دى .....
إياس : إبان ...... إبان الشافعي .......
في الشركة ..
عاد الجميع في اليوم التالي بعد راحة باقي يوم أمس ....
وصلت هي إلي الشركة واتجهت مباشرة نحو مكتبها وبدون أدني كلمة جلست علي المقعد وبدأت في العمل ربما يزيح ذلك بعض وجعها أو يلهيها فقط ....
هدي : صباح النور ...
إبان : ها ... بتقولي حاجة يا هدي .......؟
هدي : بقول صباح النور ....أصلك دخلتي كده من غير حتى ما تصبحي .
إبان : معلش يا هدي ....صباح الخير ياستي ....
هدي : ولايهمك يا جميل ... قوليلي عاملة إيه ....؟
إبان :الحمدلله أحسن .......
هدي : مالك يا إبان في حاجة مضايقاكي ...؟
إبان : أنتي بتفكريني بصاحبتي صافي ... كانت دايما تحس بيا .....
هدي : طب أنا موجودة لو حبيتي تحكي ......
إبان : متشكرة يا هدي ..تعبتك معايا .....
هدي : عيب يابت ... ده إحنا أخوات ..... ولا إيه رأيك .....؟
إبان : والله معنديش مانع ... أهو أرحم من بتول ......ههههههه
هدي :ههههههه .. أنا عايزة أشوف بتول أختك دى ......
إبان : ماشي ... بس أنتي اللي طلبتي ...
هدي : اشطا ..... والله حبيتها من غير ما أشوفها ...
إبان : عيني عليكي ... دانتي هتتفأجي ..
وصل إياس أيضا إلي الشركة واتجه نحو مكتبه ...
طلب دينا ...لتأتي مباشرة ....
إياس : قوليلي يا دينا ..... في مواعيد بعد الغدا ...
دينا : لا يافندم مفيش مواعيد النهاردة ..... كان فيه ميعاد بس الباش مهندس إسلام هيحضره هو ...
إياس : طب تمام ....روحي أنتي ...
دينا : عن إذنك .....
ظل يفكر في طريقة لحل مشكلة الأمس ... فقد أخبر الجميع بأنه سيخطب إبان ... هو يريدها ولكن ليست بتلك الطريقة ..... وليس أمامه سوا طريقة واحدة ... خاصة بعدما حدث تلك الليلة ...
أتي موعد الغداء ورفضت إبان الخروج من مكتبها حتى لا تتواجه معه هي مازالت خائفة خصوصاً ظنونها وأفكارها تلك التي لا تتركها ..
علم أنها تجلس في المكتب لوحدها فاتجه نحوها ......ربما تلك اللحظة الحاسمة ,.,.,. دخل إلي المكتب دون طرق حتى ....
إبان : أنت متخلف .....
تفاجئت برؤيته داخل المكتب وهي التي كانت تتحاشاه وهو يأتي بقدميه إليها .... لم أتي .. لتبدأ سلسلة ذلها ......
إياس : تعالي معايا ,....
إبان : أجي فين .....؟
إياس : عايزك في موضوع ومش هينفع نتكلم هنا .....
إبان : أنا ورايا شغل ومش ....
إياس بغضب : إبان ... بقولك يلا ....
لملمت أغراضها لتضعها في حقيبتها وهي تلعن نفسها وتلك اللحظة التي استسلمت فيها .....
لحقت به ... دون كلمة فهو بدأ السلسة مبكراً .,.,.,.,.,
وصلا إلي مطعم قريب من الشركة ... واختار طاولة بعيدة فهو لا يعرف ردة فعلها كيف ستكون ....؟
إبان : ممكن بقا أفهم إيه الموضوع اللي عايزني فيه ......؟
إياس : بصي ... أنا ...
إبان : ياريت تدخل في الموضوع علطول ...؟
إياس : بصي يا إبان من غير لف ودوران ..أنا عايز أخطبك ...وقبل ما تتكلمي هي هتبقي فترة كده لحد ما الأمور تتصلح ..وأنا مستعد أعمل اللي أنتي عايزاه .....؟
قلب كاد أن يعود من جديد ..ولكنه وقع ليتحطم بالكامل دون وجود أمل ليعود مرة أخرى ,.,.,.,.
إبان : حضرتك بتقول إيه ....؟
إياس : بصي وعد مني ...أنفذ اللي أنتي عايزاه .,.,,
عضت علي شفتيها بقوة لتمنع سيل الدموع المهدد بالانطلاق ...
لملمت باقي كبريائها وهي تخبره .: موافقة بس بشرط ....؟
إياس :أنا موافق علي أي حاجة أنتي عايزاها ......
إبان : الشيكات اللي معاك ضدي ... تلزمني ...
إياس : موافق حاجة تانية ,,,,..
إبان : لا كفاية كده .... عن إذنك بقا ...
إياس :أنتي ممكن تروحي علي البيت عشان تبلغيهم إننا هنيجي بالليل ..
إبان : ماشي ... بس ياريت محدش يعرف بالاتفاق ده .....
إياس :أكيد طبعا ....
إبان : تمام عن إذنك .....
رحلت ... فقط رحلت ودموعها تتسابق أمامها ....
وهو وعد نفسه قبل أن يعدها هي بأنه سيجعلها له ..لأكن فقط بعد حل مشكلة مراد حتى يري فرحة فريدة جيداً ....
عادت إلي المنزل ولا تعرف كيف .....
مسحت دموعها جيداً .. حتى لا يراها أحداً ... وتبدأ الأسئلة ..
دخلت واتجهت نحوهم بابتسامة ...
مني : إبان .. أنتي كويسة يا حبيبتي ....؟
إبان : أنا كويسة يا ماما ...متخافيش .....
مصطفي : خير يا حبيبتي ..إيه اللي مرجعك بدري .....
حمرة الخجل تسللت إليها فبرغم ما فعله إلا أن القلب يأبي العصيان
إبان: أصل أنا جايلي عريس ...
مني بفرحة : بجد يا إبان عريس مين ده ..........؟
إبان : احم ... إياس ....إياس منصور ......
مني :ده مين ده يا بنتي ......؟
إبان : ده رئيسي في الشغل يا ماما ....!
وزغروطة انطلقت من مني بعد سماعها للخبر ...
احتضنتها وقبلتها وهي تقول بحماس : ألف مبروك يا حبيبتي ...ألف مبروك ...
إبان : الله يبارك فيكي يا ماما .....
مصطفي: مبروك يا حبيبتي .....
إبان : الله يبارك فيك يا بابا .....
في القصر
عاد إياس إلي المنزل بعدما غادرت إبان ... ليبلغ والدته بموافقة إبان .
فريدة : ألف مبروك يا إياس ......
مراد : مبروك يا إيسو ....
مي بفرحة : لولولولولي ... مبروك يا إياس يا حبيبي ..
إياس : الله يبارك فيكم ....
سيف : خلاص نروح لبيت خطيبة إياس الأول وبعدين نشوف مراد
مراد : ماشي .. وأنا معنديش مانع ..
سيف : يبقي مبروك ...
سايا : يعني أنت عايز تتجوز وتسيبني ..
إياس : لا متخافيش .. الشرع حلل أربعة ...ههههههه
سايا : لا يا بيبي ....أنا زى الفريك مبحبش شريك ...
إياس :إيه ده يعني هتسيبيني ......
سايا : أنت اللي سبتني ... وأنا هأعيش علي الأطلال ....
إياس: ههههههههه ... عيشي براحتك .....
في المساء
كانت إبان تجهز نفسها ورفضت بشدة أن تلبس فستاناً رغم محاولات بتول ومني لإقناعها بذلك ......
إبان : ماما ... أنا مرتاحة كده ...
بتول : هو أنتي كل يوم بتتخطبي .....
إبان : لا مش هألبس وكلمة زيادة ومش هأطلع ,,,..
مني : لا خلاص وعلي إيه ... سيبيها علي راحتها يا بتول ......
بتول : ماشي يا ماما ....سيبتها ....
سمعوا صوت جرس الباب فهتفت بتول : شكلهم جو ...
مني : طب خليكي ..هأروح أفتح أنا ....
فتحت مني لتجدهم فرحبت بهم أشد ترحيباً ... لا تعلم ما وراء ذلك ...
إياس : ازيك يا أستاذ مصطفي ...
مصطفي بلوم : ياراجل ...أستاذ إيه ... من غير ما تكون جاى لبنتي اللي عملته في المستشفي معايا وكمان مع إبان ميستاهلش كلمة عمي ...
إياس : لا طبعا ..ولو يا عمي ...
عرف أهله جميعهم ....ده بابا ودي ماما وأخويا مراد الصغير ...
مصطفي : أهلاً وسهلاً نورتونا والله ...
سيف : ده بنورك يا أستاذ مصطفي ... وألف سلامة ....
مصطفي : الحمدلله علي كل حال ...
أتت مني مرحبة بهم أيضاً : نورتوا والله ... ازيك يا إياس يا بني ..
إياس : الله يسلمك يا طنط الحمدلله .......
أتت إبان حاملة صينية العصير كما هي عادة المصريين وبجانبها بتول .
مني : دي بتول بنتي ..أخت إبان الكبيرة ..
فريدة : أهلا يا حبيبتي ....
بتول : أهلا بيكي .... نورتوا ...
قدمت لهم العصير وجعلت إياس قبل فريدة .. لتحتمي بها ...
رغم تعجب الجميع إلا أن فريدة وإياس لم يكونا منهم ....
سيف : ما شاء الله ....أنا بجد بحييك علي تربيتك لإبان. ...
مصطفي : الله يباركلك ... أنا بفتخر بيها دايما ....
سيف : قدرت تثبت نفسها في الشغل في أقل فترة .....
مصطفي : ذكية طول عمرها.....
سيف :طب بما إنها كده فأنا أتشرف إني أناسب حضرتك وأخطفها منك وأخدها لابني إياس ....
مصطفي : ههههههه ... ولو إنك هتاخد حتة من قلبي .. بس متغلاش علي إياس برضو .....
إياس: ههههههه .. الله يكرمك يا عمي ....
سيف :طب يبقي نقرأ الفاتحة ....
بسم الله الرحمن الرحيم ..
" الحمدلله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين .. إياك نعبد وإياك نستعين .اهدنا الصراط المستقيم .. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين ........آمين .." صدق الله العظيم ...
تكررت آيات الله في كلا البيتين ...
فأصبحت إبان خطيبة إياس ينقصها فقط دبلته وزواجٌ شرعي وتصبح ماربيلا الخاصة به ......
وكذلك في منزل مختار المنصور .. أصبحت سمر خطيبة مراد رسمياً وينقصها كذلك هي الأخرى دبلته ...رغم اعتراضات صفية أنها تريد إياس ..إلا أنها لم تصدق أنه قد خطب أخرى غير ابنتها ومجرد عاملة لديه في الشركة ....أيرفض ابنتها ابنة الحسب والنسب ليقبل تلك علي نفسه ... هي لا تعلم ماذا تقول القلوب وتحكمت هي رأيها تلك المرة .. وبالنهاية هو نصيب ......كلٌ له نصيبه وقدره ...
مر أسبوعان علي تلك الأحداث وإبان لم تذهب إلي الشركة تعمل في البيت بحجة أنها ترتب كل شئ من أجل الخطبة .....
أصر إياس أن تكون خطبته بعد خطبة مراد وسمر وتكون العائلتين فقط هم المدعوون ولا أحداً أخر ..يبدو أنه يريده سرياً...
لم تبال إبان بكل ما يحدث فهي تعلم أن النهاية هي مجرد فشل وفشل فقط
جاء المساء لتبدأ استعدادات الكل علي قدم وساق فالعريس المنتظر قادم .
أتي العريس المنتظر إياس وقلبه يرقص فرحاً فأخيراً سيضع خاتمه في إصبعها ولن ينزعه أبداً أو يسمح لأحدٍ أن يفعلها ...
أما هي فقلبها علي النقيض تماماً .. فهو من قبل كان يرقص فرحاً ولكن الآن أصبح حزيناً محطماً ..يبكي في مأتم صنعه العقل ...
دخلت العروس بطلتها البهية ظاهرياً فقط فلا أحد يعلم ما بداخل القلوب غير رب القلوب .....
قدم لها الخاتم الموضوع عليه اسمه واسمه فقط ليضعه في إصبعها وكذلك فعلت هي قدمت له دبلته الفضية لتضعها في إصبعه ...
إياس : مبروك ...
إبان : ميرسي .....
.......وانطلقت الزغاريط لتملئ المكان فرحا وسروراً ...
مر علي خطبتهما أسبوعاً كانت هي لم تبلغ أحداً في الشركة بشأن خطبتهما فقط أخبرتهم أنها فقط قد خطبت .ولم تذكر اسمه ...
هدي : بقا بتخطبي من غير ما تعزميني ....
إبان :سوري يا هدي ..بس والله كل حاجة جات فجأة .. نعوضها بقا في الفرح إن شاء الله ..
هدي : ماشي مسمحاكي ...
إبان : حبيبتي يا هدوهدة ...
هدي :ههههههه ..أي خدمة ياعم ...
.....
جلست في المطعم في راحة الغداء وجدت اتصالا من فريدة..
إبان : ازيك يا مدام فريدة ...؟
فريدة : مدام إيه يابت ... لمي نفسك ...
إبان : حاضر ازيك يا طنط ......؟
فريدة : الحمدلله ... ركزي معايا عايزة أقابلك ضروري النهاردة ومن غير ما إياس ما يعرف حاجة .....؟
إبان : مانتي عارفة اللي فيها ..ز مش بيسكت غير لما أقوله علي المكان اللي أنا فيه .....؟
فريدة : قوليله براحتك ..المهم ميعرفش إني عايزة أقابلك ..
إبان : حاضر ... نتقابل فين و امتي بقا ....؟
فريدة :..........لم تصدق أنه خرج بدون كلمة ... بم يشعر هو الآن ..
أيشعر كما أشعر أنا ... قلبي يدق بقوة أوجعتني ... فكيف سيكون الوجع منك ......
نزلت إلي الأسفل بعدما مسحت مكان أحمر الشفاه وهي تندب حظها ...
ركبت بدون أدني كلمة إلي السوبر جيت مما أثار شكوك هدي ...
فهي كانت بخير ما الذي قلب كيانها هكذا ........؟؟
ظلت تنظر من النافذة ورفضت كافة العروض لها لكي تتحدث ولكنها رفضت بحجة أنها مازالت تعاني من بعض الألم ...
لم تنظر ناحيته أو لم تتجرأ علي ذلك .... فهي خائفة من ظنونه الآن بها ..
أما هو .... ظل يعاتب نفسه فهو يحاول أن يحسن صورته أمامها فهي أكثر من يعلم بعلاقاته السابقة ....والآن تهدم كل شئ ....
عادت إلي المنزل بابتسامة علي الوجه وقلب متحطم ....
مني : حمدلله علي السلامة يا حبيبتي ...!
إبان : الله يسلمك يا ماما ..
ركعت أمام والدها ووضعت رأسها علي ركبتيه : عامل إيه يا بابا ...؟
مصطفي : الحمدلله يا حبيبتي ......حمدلله علي السلامة ....
إبان : الله يسلمك يا حبيبي ,....,
مني : شكلك تعبانه يا إبان ... روحي ادخلي لأوضتك ارتاحي ..
إبان : حاضر ... بس عندي أخبار حلوة لبابا .....
مصطفي : بخصوص القضية .....؟
إبان : أيوة ... المحامي طمني وقالي براءتك هتجيلك وكمان هيحاكموا الشركة لما يعرفوا البلاوي اللي وراها ....
مصطفي : يارب يا حبيبتي ,,,,,,..روحي ارتاحي يلا ..
إبان : ماشي... عن إذنكم ....
دخلت إلي غرفتها وأوصدت الباب لترتمي علي فراشها وتكتم أنينها داخل وسادتها الحبيبة ,..........
عاد إياس ومراد إلي المنزل بعدما أوصلا سمر إلي منزلها واطمأنوا أنها وصلت إلي أهلها سالمة فهما كان .. هي تظل ابنة عمهما ,.....
احتضنتهم فريدة بشوق وهي تردد : حمدلله علي السلامة
= الله يسلمك .....
إياس :البيت هادي يعني ......؟
سايا : أنا هنا ...جرت نحو إياس واحتضنته قائلة : حمدلله علي السلامة يا خالو ..... وحشتني جداً ,,,.....
إياس : وأنتي كمان وحشتيني أوي ...
أنزلها قائلاً : انزلي بقا عشان عايز ارتاح ينفع ,......؟
سايا : ماشي ... بس اعمل حسابك أني هبات معاك هنا ......
إياس : أمرك يا ريس .....
صعد إلي غرفته ليتجه نحو الحمام ويفتح الماء لتدفق بقوة لعلها تزيل أفكاره معها وهي تنزل .....
***
في المساء اجتمعوا علي طاولة الطعام ....
سيف : قولي بقا أخبار الشغل إيه ......؟
إياس :الحمدلله ... الأرض حلوة والمهندسين كمان قالوا إن موقعها حلو جداً ....
سيف : طب تمام علي بركة الله .....!
مراد :بابا ... حضرتك عملت إيه في موضوعي ,.....؟
سيف : أنا كلمت عمك مختار وهو معندوش مانع ... بس لما ياخد رأي سمر وباسم .....
فريدة : لا وكمان هتبقي أنت وإياس خطوبتكم سوا ...
مراد بفرحة : بجد يا إياس ...ألف مبروك ......
إياس : الله يبارك فيك .....
مراد : بس مين سعيدة الحظ دى .....
إياس : إبان ...... إبان الشافعي .......
في الشركة ..
عاد الجميع في اليوم التالي بعد راحة باقي يوم أمس ....
وصلت هي إلي الشركة واتجهت مباشرة نحو مكتبها وبدون أدني كلمة جلست علي المقعد وبدأت في العمل ربما يزيح ذلك بعض وجعها أو يلهيها فقط ....
هدي : صباح النور ...
إبان : ها ... بتقولي حاجة يا هدي .......؟
هدي : بقول صباح النور ....أصلك دخلتي كده من غير حتى ما تصبحي .
إبان : معلش يا هدي ....صباح الخير ياستي ....
هدي : ولايهمك يا جميل ... قوليلي عاملة إيه ....؟
إبان :الحمدلله أحسن .......
هدي : مالك يا إبان في حاجة مضايقاكي ...؟
إبان : أنتي بتفكريني بصاحبتي صافي ... كانت دايما تحس بيا .....
هدي : طب أنا موجودة لو حبيتي تحكي ......
إبان : متشكرة يا هدي ..تعبتك معايا .....
هدي : عيب يابت ... ده إحنا أخوات ..... ولا إيه رأيك .....؟
إبان : والله معنديش مانع ... أهو أرحم من بتول ......ههههههه
هدي :ههههههه .. أنا عايزة أشوف بتول أختك دى ......
إبان : ماشي ... بس أنتي اللي طلبتي ...
هدي : اشطا ..... والله حبيتها من غير ما أشوفها ...
إبان : عيني عليكي ... دانتي هتتفأجي ..
وصل إياس أيضا إلي الشركة واتجه نحو مكتبه ...
طلب دينا ...لتأتي مباشرة ....
إياس : قوليلي يا دينا ..... في مواعيد بعد الغدا ...
دينا : لا يافندم مفيش مواعيد النهاردة ..... كان فيه ميعاد بس الباش مهندس إسلام هيحضره هو ...
إياس : طب تمام ....روحي أنتي ...
دينا : عن إذنك .....
ظل يفكر في طريقة لحل مشكلة الأمس ... فقد أخبر الجميع بأنه سيخطب إبان ... هو يريدها ولكن ليست بتلك الطريقة ..... وليس أمامه سوا طريقة واحدة ... خاصة بعدما حدث تلك الليلة ...
أتي موعد الغداء ورفضت إبان الخروج من مكتبها حتى لا تتواجه معه هي مازالت خائفة خصوصاً ظنونها وأفكارها تلك التي لا تتركها ..
علم أنها تجلس في المكتب لوحدها فاتجه نحوها ......ربما تلك اللحظة الحاسمة ,.,.,. دخل إلي المكتب دون طرق حتى ....
إبان : أنت متخلف .....
تفاجئت برؤيته داخل المكتب وهي التي كانت تتحاشاه وهو يأتي بقدميه إليها .... لم أتي .. لتبدأ سلسلة ذلها ......
إياس : تعالي معايا ,....
إبان : أجي فين .....؟
إياس : عايزك في موضوع ومش هينفع نتكلم هنا .....
إبان : أنا ورايا شغل ومش ....
إياس بغضب : إبان ... بقولك يلا ....
لملمت أغراضها لتضعها في حقيبتها وهي تلعن نفسها وتلك اللحظة التي استسلمت فيها .....
لحقت به ... دون كلمة فهو بدأ السلسة مبكراً .,.,.,.,.,
وصلا إلي مطعم قريب من الشركة ... واختار طاولة بعيدة فهو لا يعرف ردة فعلها كيف ستكون ....؟
إبان : ممكن بقا أفهم إيه الموضوع اللي عايزني فيه ......؟
إياس : بصي ... أنا ...
إبان : ياريت تدخل في الموضوع علطول ...؟
إياس : بصي يا إبان من غير لف ودوران ..أنا عايز أخطبك ...وقبل ما تتكلمي هي هتبقي فترة كده لحد ما الأمور تتصلح ..وأنا مستعد أعمل اللي أنتي عايزاه .....؟
قلب كاد أن يعود من جديد ..ولكنه وقع ليتحطم بالكامل دون وجود أمل ليعود مرة أخرى ,.,.,.,.
إبان : حضرتك بتقول إيه ....؟
إياس : بصي وعد مني ...أنفذ اللي أنتي عايزاه .,.,,
عضت علي شفتيها بقوة لتمنع سيل الدموع المهدد بالانطلاق ...
لملمت باقي كبريائها وهي تخبره .: موافقة بس بشرط ....؟
إياس :أنا موافق علي أي حاجة أنتي عايزاها ......
إبان : الشيكات اللي معاك ضدي ... تلزمني ...
إياس : موافق حاجة تانية ,,,,..
إبان : لا كفاية كده .... عن إذنك بقا ...
إياس :أنتي ممكن تروحي علي البيت عشان تبلغيهم إننا هنيجي بالليل ..
إبان : ماشي ... بس ياريت محدش يعرف بالاتفاق ده .....
إياس :أكيد طبعا ....
إبان : تمام عن إذنك .....
رحلت ... فقط رحلت ودموعها تتسابق أمامها ....
وهو وعد نفسه قبل أن يعدها هي بأنه سيجعلها له ..لأكن فقط بعد حل مشكلة مراد حتى يري فرحة فريدة جيداً ....
عادت إلي المنزل ولا تعرف كيف .....
مسحت دموعها جيداً .. حتى لا يراها أحداً ... وتبدأ الأسئلة ..
دخلت واتجهت نحوهم بابتسامة ...
مني : إبان .. أنتي كويسة يا حبيبتي ....؟
إبان : أنا كويسة يا ماما ...متخافيش .....
مصطفي : خير يا حبيبتي ..إيه اللي مرجعك بدري .....
حمرة الخجل تسللت إليها فبرغم ما فعله إلا أن القلب يأبي العصيان
إبان: أصل أنا جايلي عريس ...
مني بفرحة : بجد يا إبان عريس مين ده ..........؟
إبان : احم ... إياس ....إياس منصور ......
مني :ده مين ده يا بنتي ......؟
إبان : ده رئيسي في الشغل يا ماما ....!
وزغروطة انطلقت من مني بعد سماعها للخبر ...
احتضنتها وقبلتها وهي تقول بحماس : ألف مبروك يا حبيبتي ...ألف مبروك ...
إبان : الله يبارك فيكي يا ماما .....
مصطفي: مبروك يا حبيبتي .....
إبان : الله يبارك فيك يا بابا .....
في القصر
عاد إياس إلي المنزل بعدما غادرت إبان ... ليبلغ والدته بموافقة إبان .
فريدة : ألف مبروك يا إياس ......
مراد : مبروك يا إيسو ....
مي بفرحة : لولولولولي ... مبروك يا إياس يا حبيبي ..
إياس : الله يبارك فيكم ....
سيف : خلاص نروح لبيت خطيبة إياس الأول وبعدين نشوف مراد
مراد : ماشي .. وأنا معنديش مانع ..
سيف : يبقي مبروك ...
سايا : يعني أنت عايز تتجوز وتسيبني ..
إياس : لا متخافيش .. الشرع حلل أربعة ...ههههههه
سايا : لا يا بيبي ....أنا زى الفريك مبحبش شريك ...
إياس :إيه ده يعني هتسيبيني ......
سايا : أنت اللي سبتني ... وأنا هأعيش علي الأطلال ....
إياس: ههههههههه ... عيشي براحتك .....
في المساء
كانت إبان تجهز نفسها ورفضت بشدة أن تلبس فستاناً رغم محاولات بتول ومني لإقناعها بذلك ......
إبان : ماما ... أنا مرتاحة كده ...
بتول : هو أنتي كل يوم بتتخطبي .....
إبان : لا مش هألبس وكلمة زيادة ومش هأطلع ,,,..
مني : لا خلاص وعلي إيه ... سيبيها علي راحتها يا بتول ......
بتول : ماشي يا ماما ....سيبتها ....
سمعوا صوت جرس الباب فهتفت بتول : شكلهم جو ...
مني : طب خليكي ..هأروح أفتح أنا ....
فتحت مني لتجدهم فرحبت بهم أشد ترحيباً ... لا تعلم ما وراء ذلك ...
إياس : ازيك يا أستاذ مصطفي ...
مصطفي بلوم : ياراجل ...أستاذ إيه ... من غير ما تكون جاى لبنتي اللي عملته في المستشفي معايا وكمان مع إبان ميستاهلش كلمة عمي ...
إياس : لا طبعا ..ولو يا عمي ...
عرف أهله جميعهم ....ده بابا ودي ماما وأخويا مراد الصغير ...
مصطفي : أهلاً وسهلاً نورتونا والله ...
سيف : ده بنورك يا أستاذ مصطفي ... وألف سلامة ....
مصطفي : الحمدلله علي كل حال ...
أتت مني مرحبة بهم أيضاً : نورتوا والله ... ازيك يا إياس يا بني ..
إياس : الله يسلمك يا طنط الحمدلله .......
أتت إبان حاملة صينية العصير كما هي عادة المصريين وبجانبها بتول .
مني : دي بتول بنتي ..أخت إبان الكبيرة ..
فريدة : أهلا يا حبيبتي ....
بتول : أهلا بيكي .... نورتوا ...
قدمت لهم العصير وجعلت إياس قبل فريدة .. لتحتمي بها ...
رغم تعجب الجميع إلا أن فريدة وإياس لم يكونا منهم ....
سيف : ما شاء الله ....أنا بجد بحييك علي تربيتك لإبان. ...
مصطفي : الله يباركلك ... أنا بفتخر بيها دايما ....
سيف : قدرت تثبت نفسها في الشغل في أقل فترة .....
مصطفي : ذكية طول عمرها.....
سيف :طب بما إنها كده فأنا أتشرف إني أناسب حضرتك وأخطفها منك وأخدها لابني إياس ....
مصطفي : ههههههه ... ولو إنك هتاخد حتة من قلبي .. بس متغلاش علي إياس برضو .....
إياس: ههههههه .. الله يكرمك يا عمي ....
سيف :طب يبقي نقرأ الفاتحة ....
بسم الله الرحمن الرحيم ..
" الحمدلله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين .. إياك نعبد وإياك نستعين .اهدنا الصراط المستقيم .. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضآلين ........آمين .." صدق الله العظيم ...
تكررت آيات الله في كلا البيتين ...
فأصبحت إبان خطيبة إياس ينقصها فقط دبلته وزواجٌ شرعي وتصبح ماربيلا الخاصة به ......
وكذلك في منزل مختار المنصور .. أصبحت سمر خطيبة مراد رسمياً وينقصها كذلك هي الأخرى دبلته ...رغم اعتراضات صفية أنها تريد إياس ..إلا أنها لم تصدق أنه قد خطب أخرى غير ابنتها ومجرد عاملة لديه في الشركة ....أيرفض ابنتها ابنة الحسب والنسب ليقبل تلك علي نفسه ... هي لا تعلم ماذا تقول القلوب وتحكمت هي رأيها تلك المرة .. وبالنهاية هو نصيب ......كلٌ له نصيبه وقدره ...
مر أسبوعان علي تلك الأحداث وإبان لم تذهب إلي الشركة تعمل في البيت بحجة أنها ترتب كل شئ من أجل الخطبة .....
أصر إياس أن تكون خطبته بعد خطبة مراد وسمر وتكون العائلتين فقط هم المدعوون ولا أحداً أخر ..يبدو أنه يريده سرياً...
لم تبال إبان بكل ما يحدث فهي تعلم أن النهاية هي مجرد فشل وفشل فقط
جاء المساء لتبدأ استعدادات الكل علي قدم وساق فالعريس المنتظر قادم .
أتي العريس المنتظر إياس وقلبه يرقص فرحاً فأخيراً سيضع خاتمه في إصبعها ولن ينزعه أبداً أو يسمح لأحدٍ أن يفعلها ...
أما هي فقلبها علي النقيض تماماً .. فهو من قبل كان يرقص فرحاً ولكن الآن أصبح حزيناً محطماً ..يبكي في مأتم صنعه العقل ...
دخلت العروس بطلتها البهية ظاهرياً فقط فلا أحد يعلم ما بداخل القلوب غير رب القلوب .....
قدم لها الخاتم الموضوع عليه اسمه واسمه فقط ليضعه في إصبعها وكذلك فعلت هي قدمت له دبلته الفضية لتضعها في إصبعه ...
إياس : مبروك ...
إبان : ميرسي .....
.......وانطلقت الزغاريط لتملئ المكان فرحا وسروراً ...
مر علي خطبتهما أسبوعاً كانت هي لم تبلغ أحداً في الشركة بشأن خطبتهما فقط أخبرتهم أنها فقط قد خطبت .ولم تذكر اسمه ...
هدي : بقا بتخطبي من غير ما تعزميني ....
إبان :سوري يا هدي ..بس والله كل حاجة جات فجأة .. نعوضها بقا في الفرح إن شاء الله ..
هدي : ماشي مسمحاكي ...
إبان : حبيبتي يا هدوهدة ...
هدي :ههههههه ..أي خدمة ياعم ...
.....
جلست في المطعم في راحة الغداء وجدت اتصالا من فريدة..
إبان : ازيك يا مدام فريدة ...؟
فريدة : مدام إيه يابت ... لمي نفسك ...
إبان : حاضر ازيك يا طنط ......؟
فريدة : الحمدلله ... ركزي معايا عايزة أقابلك ضروري النهاردة ومن غير ما إياس ما يعرف حاجة .....؟
إبان : مانتي عارفة اللي فيها ..ز مش بيسكت غير لما أقوله علي المكان اللي أنا فيه .....؟
فريدة : قوليله براحتك ..المهم ميعرفش إني عايزة أقابلك ..
إبان : حاضر ... نتقابل فين و امتي بقا ....؟
فريدة :..........

قلبي لك الجزء الاول  للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن