الفصل الثالث

13.9K 301 3
                                    

صدق من قال بأن "الحب ضعف "

هو لم يكن يوما مصدر قوة
فبمجرد دخول متطفل إلي حياتك تنقلب رأسا علي عقب ويُحِدث ثغر في حياتك فتستطيع الفيروسات البشرية التخلل إليها
ثغرات صغيرة لتكبر مع الوقت وتتكدر حياتك لتموت وحيدا
فالعيش وحيدا أفضل بكثير من حياة بها طفيل يأخذ ما يريد ليلقيك بعدها جثة هامدة

جالسون علي مائدة الطعام حين دق جرس الباب يعلن عن طلب شخص الدخول والمشاركة معهم والذي لم يكن سوى إياس
دخل إياس غرفة الطعام ... اتجه ليجلس بجوار أمه التي ابتسمت له حينما دخل فبادلها بأخرى
ألقي عليهم السلام ثم جلس
مسدت أمه علي ظهره بحنو وهي تسأله بابتسامتها الحنونة : عامل إيه يا حبيبي
ابتسم لها وهو يجيبها : الحمدلله يا أمي ... ثم قال لها بأسف : أنا أسف يا أمي مقدرتش أجي امبارح
أومأت برأسها متفهمة ... نظرت إليه مي وهي تقول بمرح : وأنت اللي فكرك بينا يا .. يا باشا
أخرج لها لسانه وهو يقول : وانتى مالك يا باردة .. ثم التفتت إلي أمه وهو يكمل ... أنا جاى أكل من أيدين ماما
ابتسمت له أمه مع لمعة بعينيها وهي تقول : بس كده .. غالي والطلب رخيص... ثم بدأت في إطعامه وهو يأكل بنهم يبدو أنه لم يأكل منذ فترة
أو لآن الأكل مع ابتسامة أمه التي جعلته يطيل ليستمتع بها أكثر
لم يعكر صفوه سوى سماعه لصوت شجار آتٍ من الخارج صاحبه دخول عاصف من قبل طفلين في السابعة من عمرهم
أقبلت الفتاة ركضا إلي حضن جده التي تعشقه وجلست علي رجله باستمتاع.
أما الصبي فركض إلي جدته ويحتضنها بقوة وهو يقول لهل معاتبا : اتأخرتي أوى عليا يا تيتة ..
ابتسمت له وهي تخبره : حرمت .. أخر مرة يا باشا
اتسعت ابتسامته عندما رأى إياس ينظر له بغيظ وغضب
فسأله ببرود : بتبصلي كده ليه يا خالو
إياس وهو يصك علي أسنانه : إيه اللي جابكم دلوقتي .. هو مش لسه بدري علي ميعاد الخروج ...
سيف الصغير وهو يحرك كتفيه لأعلي : لا هما طلعونا كده ..نقولهم لأ
إياس بغيظ : لا طبعا ودي تيجي يا ... يا فاشل
أجابه الصغير بغرور : والله الحال من بعضه
دهش إياس من كلامه وسأله متعجبا : قصدك إيه يالا
سيف ببرود : أصل النسل واحد ... فأنت كنت فاشل أيام الدراسة بتاعتك وأنا أخدت الموهبة منك
صعق من كلامه ,, أيخبره بأنه فاشل وبتلك البساطة ""
رد عليه إياس بغضب : تصدق إنك قليل الأدب ,, وأنا هاع....
قاطعه ببرود : قولتلك إن النسل واحد .. وماما قالتلي إنه أنا شبهك .. ثم رفع له إصبعه محذرا : فخد بالك من كلامك كويس
وكأن أحدا قد سكب عليه دلو ثلج فتجمد في مكانه لا يستطيع التحدث ذاك اللئيم كيف عرف عنه كل هذا
..: قصف جبهة عالي .. الله عليك يا حبيبي
تلك الجملة صدرت عن شاب في الثلاثون من عمره وهو يتجه إليهم صرخت الصغيرة فرحا وهي تتجه إليه
" بابا "::
حملها والدها ثم اتجه إلي زوجته للجلوس بجانبها تحت نظرات إياس القاتلة
"باسم مختار منصور ابن أخو سيف منصور والمدير التنفيذي للمؤسسة وزوج ابنته الكبرى "مي" ولديه تؤأم "سيف الصغير والتي أصرت زوجته علي اسم والدها بالرغم من اعتراض أمه لها إلا أنه سماه قبولا برغبة زوجته والأخرى سايا التي أصرت أختها المجنونة علي تسميتها والتي لا يعلم حتى الآن له معنا ولكن أمام إصرارها ومع تدخل أخته وهي تقنعه بأنه اسم جديد ومميز فهو مميز مثلها فهي ابنة باسم منصور وحفيدة صاحب أكبر مؤسسة أعمال في مصر وكذلك لا تنسي بأنهما يحملان نفس الاسم تقبل الأمر وخصوصا بعد رغبة أمه في تسميتها ب "سميرة " علي اسم والدتها حينها وافق وبسهولة حتى لا تكره ابنته بسبب اسمها ..
سمع صوت ابنته وهو تقول : حماتك بتحبك يا بابا
ابتسم لها وانزلها من حضنها ليتجه نحو حماته تحت أنظار إياس التي تكاد تقتله وهو يتجه إلي والدة زوجته وزوجة عمه مرحبا بها بابتسامة واسعة وهو يقبل يدها :وأنا والله بموت فيها.... حمدلله علي السلامة يا قمر ... متبقيش تغيبي علينا كتير !!!
ابتسمت له مجاملة وهى تجيبه : الله يسلمك يا حبيبي ...... هههه حاضر أخر مرة ما كفاية عتاب سيف باشا
أبعد إياس باسم وأعطاه ولده عن والدته ليلف ذراعه حول كتف والدته وهو يرسل لهم نظرة بمعني " هي ملكي أنا فقط "
ضحكت فريدة بشدة وهي تري حرب النظرات بين ابنها وحفيدها
لا تصدق بأن ولدها لا يزال يطالب بحق ملكيته فيها بالرغم من وزن اسمه في سوق الأعمال
يبدو أن الحرب الأهلية ستندلع فسيف أيضا يطالب بحقه فيها
سيف مقتربا منها وهو يزيح ذراع إياس عن كتفها : أوعي أيدك عنها
تمسكت ذراع إياس بكتفها أكثر : دى أمي أنت مالك دلوقتي
أجابه مغتاظا : وهي أم أمي برضو
ضحك الجميع عليه ....... أما هو فذهب لأمه ليحثها علي النهوض من مكانها لتطالب بحقها وحقه في جدته
سيف : قومي ....... أنا عايز تيتة هي مش مامتك خليه يبعد عنها
نظرت فريدة إلي إياس بغضب فهو لا يترك فرصة إلا ويستغلها لإزعاجه وكأنه يغار منه
نهضت من مقعدها وحملته ثم وضعته في حضن والدتها وهي تقول :
ودي مامتي أنا كمان .... وأنا بدى الحق ده لسيف
تهللت أسارير الصغير وكأنه حظي بحلواه المفضلة ... وألقي إلي إياس نظرة متحدية
اقترب إياس من أذن الصغير ليهمس له : أنت فاكر أنك كده فزت ... لا ابسلوتلي يا حبيبي استني لما نبقي لوحدنا هتشوف هاعمل فيك إيه
ازدرد الصغير ريقه بصعوبة وتشبث بملابس جدته ليحتمي بها وهي بدورها احتضنته ومسدت علي ظهره بحنو وهي توزع نظراتها بينهم فيكفيها وجودهم ولو كانوا غير مكتملين .....

قلبي لك الجزء الاول  للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن