في المطعم ..
اجتمعوا سوياً علي طاولة واحدة ....أما مراد ففضل أن يجلس بمفرده مع سمر ...
مراد : مقولتيش رأيك يا سمر ........؟
سمر : محتاجة وقت أفكر يا مراد ......و بعدين مش أقبل ما أشوف رأي بابا وباسم ......
مراد : أنا عايز رأيك أنتي فيا ,,,,.؟؟؟
سمر : هو أنت متتعيبش بس أنا كمان محتاجة وقت أفكر فيه ....
مراد : تمام .. معاكي وقت لغاية ما ننزل مصر ....
سمر : مش عارفة إحنا هننزل مصر علي أخر الأسبوع ...وده بدري شوية ....
مراد : لما ننزل مصر ربنا يسهل ,,,,,...
في اليوم التالي جالس علي أمام البحر حينما رن هاتفه
رأي اسم أخاه يضئ الشاشة ,,,
إياس : أبو أدم .....أخبار يا باشا ........؟
يوسف : بقا يا معفن تدبسني في الشغل وتروح أنت تصيف ,,,..؟
إياس : ههههههه ...أبداً والله ...أنا جاى أشتغل ....
يوسف : تشتغل قدام البحر ...
إياس : ده علي أساس أنت في الصحراء يعني ....؟
يوسف : مانا يدوب اللي معايا يكفوا أكلي أنا والواد .....المهم خليني أكلم إبان دى ......
إياس : وأنت عايز إيه من إبان ......؟
يوسف : أنت بتغير ولا إيه يالا .......دانا يوسف. ..!
إياس: ما يمكن عشان أنت يوسف ,......!
يوسف : طب خلاص خليني أكلمها وافتح الاسبيكر ....
إياس : طيب استني ........
قام من مكانه واتجه نحو المكان الذي تجلس فيه .....
إياس :إبان ... يوسف عايز يتكلم معاكي ..
إبان :اها ...ماشي ...
فتح مكبر الصوت : قول يلا ...
يوسف : بصي بقا يا آنسة ....باباكي اترحل عشان اتهموه بالاختلاس وكمان زوروا ورق بيثبت إنه واخد رشاوى من ناس وورق مزور بيثبت إنه كان بيلعب بالأرقام .... بس الشركة خافت إنهم يتكشفوا لو وصلت القضية للمحكمة فخلوها ترحيل بس من غير سجن ....
إبان ببكاء : بابا عمره ما عمل حاجة وحشة أبداً .. هما اللي بيعملوا الحاجات دى .....
يوسف : للأسف هم عملوا كده ولبسوها في باباكي .....
إبان : طب والحل إيه .....؟
يوسف : لا متخافيش .... لو مكانش إعدام هيبقي مؤبد دول رواهم مصايب أكتر من شعر راسهم ....
إبان : ربنا ينتقم منهم .......
يوسف : لا متخافيش .... اعتبري باباكي براءة ....
إبان : يارب ...متشكرة يا أستاذ يوسف .....
يوسف : لا شكر علي واجب ....إياس عايزك في كلمتين .....
إبان : طب أمشي أنا ........
إياس : عايز إيه .....؟
يوسف : إيه ده هو أنا مش محامي وليا أتعابي ولا إيه .......؟
إياس : أتعاب مين ي معفن دانت بتاخد التلات أضعاف .....
يوسف : والله يا حبيبي ده شغلي لو مش عاجبك شوف غيري ...
إياس بضيق : هابعت وإن كان ليك عند يوسف مصلحة قوله يا باشا .
يوسف : لا مذاكر أنت كويس .....
إياس : طبعاً أومال ......سلام ..
مر أسبوعهم كالعادة ....عمل وطعام ونوم ...وإياس مازال لا يجد الفرصة
في أخر يوم لهم اتخذوه للمرح قبل العودة والانشغال .....
كانت تجلس هي أمام البحر حينما رآها وحيدة فاستغل الفرصة ليذهب ويتحدث إليها ......
إياس : احم ....ينفع أقعد .....
إبان : آه طبعاً اتفضل ...
إياس : حلوة القعدة هنا رمله وبحر وسما زرقا ....
إبان : اها .. حلوة جداً. ...
إياس : جيتي قبل كده هنا .....؟
إبان : جيت مرة نمت ورجعت...ههههههه
إياس : ههههههه ..ده اللي هو ازاى ....؟
إبان : كانت في رحلة تبع الجامعة ... طلعتها وكانت أختي لسه متجوزة لما عرفت إني هنا أصرت إنها تيجي....طبعاً مينفعش دى عروسة جديدة هتيجي وتسيب جوزها ميصحش .....فكان لازم حاجة من الاتنين إما هي تيجي أو أنا أروح .....فوصلنا متأخر فماما قالت تعالي الصبح ..
إياس : فأنتي رجعتي ....رخمه أوي أختك دى ....سوري يعني ...
إبان : من هيا وصغيرة ...
إياس : آه طبعا بعد لبان .... مفيش حاجة تاني يا ..ماربيلا .....
إبان بخجل : احم .... حلو الجو ......
إياس : آه جداً .... تعرفي تعومي ..........؟؟
إبان : لا مش بعرف .....ولو كنت بعرف مستحيل أنزل كده قدام العالم دول كلهم .......
إياس بغضب : وأنتي فاكره إني ممكن أسمح بكده مثلاً... كنتي هتروحي لحمامات سباحة خاصة بالستات .....
رقص القلب فرحاً ..إنه يغار .......
إياس : استني هنا ... هأروح أنزل أنا ......!
إبان : اها .....ماشي .....
نزع ملابسه واتجه نحو البحر ليسبح تحت أنظارها المبتسمة ....
ظلت فترة تنظر إليه حتى انتبهت لحديث فتاتين خلفها .....
الفتاة : بصي هناك كده ...مش ده إياس منصور ...
الأخرى : آه هو ...تصدقي ....
الفتاة : واو ..شوفيه كده لسه زى ما هو جسم رياضي يعني فلوس ولياقة سوا ,.......لا والسيكس باكس ..يالهوي ...
الأخرى : بقولك إيه ما تيجي ننزل البحر .....
الفتاة : واو .... good idea
وتلك الجالسة بقربهم استمعت للحديث من أوله .....
ظلت تسير وهي تعض علي أصابعها غضباً لم تدرِ أنها متجهة نحو البحر وهي لا تعرف السباحة ..
كانت هدي تبحث عنها في نفس الوقت رأتها متجهة نحو البحر فظنت أنها ستسبح ..ولكن بملابسها .......
هدي :إبان ...إبان ...
والأخرى تفكر كثيراً .. نيران الغيرة تأكلها من الداخل ....
لم تشعر إلا وهي تنزلق نحو الأسفل ....
حاولت الخروج ولكنها لم تستطع فيبدو أنها نهايتها .....
رأتها هدي وهي كذلك فظلت تصرخ ...
هدي : إبان ... حد يلحقها .هتغرق ,...إبان .....
سمع إياس صراخ هدي باسم إبان فنظر في نفس الاتجاه ..رأي تلك تغرق
سبح بسرعة نحوها وأبعد الجميع من حولها ... ليحملها هو ويتجه نحو الشاطئ ....ظل يضغط علي بطنها لتفرغ الماء بداخلها ولكن تلك لا تستجيب ...
صرخ إياس : مفيش حد بيعرف يعمل تنفس صناعي .....؟؟؟
أجابه أحدهم : أنا بعرف أعمل ....ممكن أساعد .....
إياس بغضب : مانا بعرف برضو يا روح أمك .....عايز واحدة ست ..
ظل يصرخ بالجميع بأن تأتي فتاة لتوقظه ... لم يكن يشعر بقلبه الذي كان ينخلع من صدره خوفاً عليه ......
لم يجد أحداً ففعلها هو..... ظل يخرج الماء حتى عاد إليها تنفسها فرح كثيراً وقلبه اطمأن لوجود حبيبه مازال علي قيد الحياة ......
سعلت إبان بشدة بعد خروج الماء لتستنشق الهواء من جديد .....
إياس : الحمدلله أنتي كويسة ....
إبان : آآآه ....قل...قلبي واجعني ..
صرخ إياس : نادر اطلب الدكتور بسرعة .....
هدي : إحنا لازم ندخلها جوا عشان الجو برد عليها هنا ....
إياس : اها ..ماشي ...
حملها إياس ليتجه بها نحو الداخل ,......
ساعدت الفتيات إبان في تغيير ملابسها المبللة بالماء حتى لا تمرض ..
أما إياس فانتظر الطبيب في الخارج وقلبه متعلق بمن في الأعلى ...
فقلبه يتمزق منذ أخبرته أنها تعاني .....إنها تعاني ألماً ..آآآه يا قلبي ..
حضر الطبيب بصحبة نادر تنفيذاً لطلب إياس .......
صعد للأعلى مع الطبيب وطلب من نادر الانتظار في الخارج فامتثل الأخير لأوامره .....
كانت مع الطبيب هدي وهو يفحص إبان ,...أنهي فحصه وخرج إليهم ..
الطبيب : الحمدلله التنفس مظبوط ومش محتاجة ننقلها للمستشفي كل الحكاية بس إن كمية الماية زيادة شوية وهو ده اللي سبب وجع قلبها ...هي كويسة بس من الأفضل إنكم تطمنوا عليها وتاخدوها للمستشفي بعد ما تفوق عشان تعمل رسم قلب ,.... ولو حبيتوا ممكن ننقلها دلوقتي ....
هدي :إيه رأيك يا إياس بيه .....؟؟
إياس : هي حالتها خطيرة ........؟
الطبيب : لا خالص ... ده بس من باب الاطمئنان ليس إلا ....
إياس :خلاص يبقي لما تفوق وتبقي كويسة أنا بنفسي هجيبها عند حضرتك وتعمل اللزوم .....
الطبيب : تمام ..عن إنكم ..
=اتفضل ...
إياس : هدي .. خلي بالك منها ...ممكن ........؟
هدي : ولو يا إياس بيه .. في عينيا ....
إياس : تمام ..... وأنا هأطمن عليها منك ....سلام .....
= مع السلامة .....!!
هدي " وراكي إيه يا إبان .........؟."
في الصباح
استيقظت إبان من غيبتها ..... شعرت ببعض الدوار فتسطحت مرة أخرى ... طرق الباب فسمحت للطارق بالدخول .....
هدي :صباح الفل يا جميل .....
إبان : كح ... صباح النور يا هدي ... كح ...
هدي : عاملة إيه دلوقتي ........؟
إبان : الحمدلله أحسن ....!
هدي : طب بصي بقا أنا عملالك حتة فطار إنما إيه .. هتاكلي صوابعك وراه .......
إبان : هههه كح ... سبحان الله يشبه الأكل اللي جبناه امبارح ..كح .
هدي : ههههههه ... آه مانا جيبت الوصفة من الطباخ عندهم وعملتهالك مخصوص ........
إبان : تسلم إيدك يا هدي .....
هدي : بألف هنا ... يلا كلي عشان الدوا .....
رن هاتفها فكان المتصل إياس ....
هدي : ده إياس بيه ...!
إبان بضيق : وإياس بيه بيتصل بيكي ليه ......؟
مازحتها هدي قائلة : الله ... أنتي بتغيري ولا إيه ........؟
إبان بتوتر: احم ..أغير ...أغير إيه ..ززإيه الكلام ده يا هدي ...
هدي : لا ماشي ... بس مش هأسيبك غير لما أعرف في إيه ....؟
إياس : ألو ... ها يا هدي إيه الأخبار .....؟
هدي : لا الحمدلله فاقت أهي وبتاكل كمان ...
إياس : طب الحمدلله ...... ينفع أجي أشوفها .......؟؟
هدي : ولو يا إياس بيه تنور الشاليه ......
إياس : طب تمام دقايق وأكون عندكم .......
هدي : ماشي ...... مع السلامة ...
إبان بضيق : أنتي هبله يابت ...يجي ازاي يعني ...
هدي : يا جاحدة ... ده الراجل منامش امبارح وفضل يطمن عليكي كل شوية وأنتي مش تستقبليه في الشاليه بتاعه .....؟
إبان : قصدك إيه يعني إنه كان هنا .....
هدي :لا مكانش هنا بس حرارتك امبارح زادت واتصلت بيه ونزل جابلك الدوا .... وكان القلق هيموته .....
إبان تلقائياً : بعد الشر .....
هدي : لا والله مش هسكت غير لما أعرف إيه الحكاية .....
إبان : حكاية إيه ورواية إيه ........؟
: إيه اللي بينك وبين إياس ....
إبان : إيه يعني ...... ولا حاجة ... واحدة بشتغل عنده ...
هدي : لا يا قلبي الحكاية أكبر من كده ........هو كان هيموت من القلق عليكي امبارح وأنتي النهاردة وشك أبيض أهو ......
إبان : بتتكلمي بجد يعني كل ده حصل ....؟
هدي : كله والله .... وزيادة بقا عملك تنفس صناعي ورفض إن أي واحد يعملك ......
توردت وجنتيها حمرة الخجل وصرخت بها : يالهوي ... بتقولي إيه ..
***
هدي : اتفضل يا إياس بيه .......
إياس : احم .......شكراً ..
غمزت هدي لإبان وهي تقول : أنا هأروح أجيب حاجة تشربوها ...
غضبت من تصرفها ذاك فهي تتعمد تركها لوحدها معه ....
إياس :احم ...... عاملة إيه دلوقتي ......؟
إبان : الحمدلله .....ميرسي ....
إياس : علي إيه ......؟
إبان : علي اللي عملته معايا امبارح يا إياس بيه .......
إياس بضيق : لا عادي يا آنسة إبان .....آه صحيح لو بقيتي كويسة إحنا ممكن نروح المستشفي عشان نطمن علي القلب ,....,
إبان : اها .... ماشي أبقي نروح أنا وهدي ......
إياس : لو محتاجة مساعدة فأنا موجود ....
إبان : لا ميرسي .. كفاية تعبنا حضرتك امبارح ...
إياس بضيق: براحتك ... وحمد لله علي السلامة ... عن إذنك ....
هدي بغضب : كان ناقص بس إنك تطرديه ....
إبان : اسكتي يا هدي بلييز أنتي مش عارفة حاجة ,...,
هدي :آه صحيح .. هو أنتي كنتي بتعملي إيه في البحر امبارح .....
تذكرت حوار الفتاتين البارحة عنه فاشتعلت نيران الغيرة من جديد ..
إبان بضيق : معرفش ... اللي حصل .حصل بقا ...
هدي : ماشي ... الحمدلله إنها جات علي أد كده ...وإياس بيه لحقك ..
إبان : أنا بقول يلا نروح علي المستشفي أحسن ..
هدي : ماشي ...يلا .....
***
انتهوا من الفحص وطمأنهم الطبيب علي صحتها وأنه لا يوجد شيئاً خطيراً ليقلقوا بشأنه ........
اطمأنوا وبالطبع طمأنت هدي إياس الذي اطمأن قلبه علي حبيبه ....
عادوا جميعا كلٌ إلي شاليه الخاص لحزم أغراضهم للعودة إلي المنزل بعدما اطمأنوا علي صحة إبان وأنها من الممكن أن تعود معهم دون أن يشكل هذا خطراً علي صحتها ......
اجتمع الكل في مكان التجمع عند السوبر جيت الخاص بنقلهم إلي المنزل .
تلفت إياس بعينيه باحثاً عن إبان فلم يجدها .....
اقترب من هدي ليسألها عنها .....
إياس: هدي ... هي فين إبان ........؟
هدي : أنا سيبتها في الأوضة بتلم في حاجتها ,...
إياس :يعني هي لسه في الأوضة ...؟
هدي :تقريباً كده ............!
اتجه نحو الشاليه الخاص بها وصعد إلي الأعلى ......
وجدها تبحث عن شئ ٍ ما تحت الفراش ...
إياس :بتعملي إيه عندك ......؟
إبان : بدور علي الجزمة بتاعتي .....
إياس : طب يلا عشان هنمشي .....
إبان : أنا لا يمكن أرجع من غير الجزمة ... دى بتاعت بتول ومش هتدخلني البيت من غيرها .....اهئ ..
إياس :خلاص هنشتري غيرها ياستي ...يلا بقا ..
إبان بعند : أبداً مش همشي من غيرها .....!
إياس : طب يلا بسرعة ...
إبان : خلاص لقيتها ...أيوة تعالي هنا .....
أنهت تجهيز حقيبتها ولكن لم تقفل بسبب بعض الأغراض ... بصعدت علي السرير لتجلس علي الحقيبة تحت أنظار إياس المتعجبة ....
رأت شيئاً رمادياً ذو شوارب طويلة يتحرك ناحيتها فصرخت : فار ..
انتبه علي صراخها ولم ينتبه علي سقوطها فوقه وتعلقها بعنقه وهي تصرخ : فار .... فار .. شيله يا إياس ... عااا..
إياس : طب بالراحة استني ....
إبان : أبداً والله ... ابعده ..
إياس : خلاص اهدي ... هو طفش أصلاً من صوتك ....
إبان : لا أنت بتضحك عليا ..اهئ
إياس :والله مشي .....
-بجد ..
-اها ...
نزلت علي الأرض وسحبت يديها عن عنقه وهي مطرقة الرأس في خجل وقلبها يدق بقوة وبسرعة .... وهو قلبه يتراقص فرحاً فحبيبته بين يديه ..
ولكن أحياناً القدر يقف معنا ... فطوقها تشبث في قميصه وكأنه يرفض تركه ... تلاقت العيون وتاه هو في خضار عينيها فالعيون أبلغ من تبلغ رسالات القلب .... ظل تائها في خضار عينيها يبحث عن مأوي قبل أن يستقر تحت أشجار الكرز خاصتها ....... فالتهم كرزاً من أشجار كرز شفتيها ..... قبلة أرسل بها حبه وشوقه لها .. هي ملكه فقط ....
وهي ما كان أمامها غير أن تبادله قبلته وحبه لترسل هي الأخرى حبها له
ضربت بكل التحذيرات التي قيلت لها عن استسلامها عرض الحائط هي فقط تحبه وتريد حبه لها وقد حصلت عليه ......
استمرا هكذا حتى قطعت تلك اللحظة نداءات هدي عليهما ...
ابتعدت عنه بسرعة وهو خرج بدون أدني كلمة ,,, فعادت لها كوابيسها بعد أن رأت أحلامها الوردية تتجسد أمامها .......
أنت تقرأ
قلبي لك الجزء الاول للكاتبه أميرة صلاح
Romanceجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه أميرة صلاح الفيس بوك الخاص بالكاتبة : روايات بقلم أميرة صلاح