الفصل الأول

48.7K 480 5
                                    

بناءً على طلبكم

**************

في أحد المناطق بلندن

وقفت امرأة يبدو عليها الكبر بوضوح بجانب تلك النظرات الحزينة والمنكسرة .. أمام شاب يبدو في الثلاثين من عمره يبدو عليه ملامح قسوة اكتسبها من الدنيا .....
وقفت تترجاه ليرجع عن قراره الذي اتخذه ...و..
-يعني أنت مش هتيجي معايا برضو
- لا لن أعود أبدا .ويكفي التحدث بالعربية أمام الصغير
أجابته غاضبة : براحتك, بس اعمل حسابك بقى انه أنا راجعه مصر و مش جاية تاني
:افعلي ما تريدين ولكني لن أغير قراري
:ماشي براحتك , وأنا راجعة النهاردة
عند هذا الحد تركها وخرج من المنزل هو ليس بمزاج يسمح له بتلقي العتاب منها
هو لا يريد أن يجرحها بل يكفي مما هي فيه .
:يا ربي ساعدني وصبرني علي فراقه
تلك كانت كلماتها قبل أن تدخل في نوبة بكاء علي فلذة كبدها الذي لا يمل من تكرار عتابها علي شئ لم تقترفه بحقه وإنما كانت مجبورة عليه كما أجبرت علي الكثير من قبله ..
**
وعند أم الدنيا نجد امرأة تقف أمام ابنتها تعاتبها علي رفضها المتكرر للعرسان بدون سبب مقنع ....
: يعني عايزة تفهميني إن العريس ده فيه عيب
:عيب واحد بس , حرام عليكي يا ماما
بت انتى متجننيش طلعي لي واحد بس فيه
- بما انك مصرة بقي هاتى ورقة وقلم واكتبي ورايا
"أولا مخدش مني الصينية بتاعت العصير
ثانيا وده الأهم بقا شكله مش جنتل خالص لما أنا دخلت هو كان لسه حاطت رجل علي رجل حيلة أمه ده و مقامش من مكانه لما دخلت
شفتي بقا انه مش محترمني , عايزاني أتجوزه ازاى "
بمجرد أن انتهت من كلامها سمعت صوت ضحكات تكاد من شدتها أن تهتز جدران المنزل
ثم التفت و نظرت إلى أمها وجدتها تكاد آن تنفجر من شدة غيظها
أمها بعصبية : نعم؟؟؟! يقوملك وكمان ياخد الصينية منك وانتووا لسه مفيش حاجة رسميه بينكم اماال لما تتجوزوا هتخليه يعمل إيه يطبخ ولا يكنس؟!!
ردت ببرود : وليه لا يعني مش فاهمه ؟؟!!
كادت أمها أن ترد عليها ولكن قاطعها صوت جهوري وهو يأمرهما أن ينهيا هذا الحديث
خلاص كفاية , سيبيها يا مني , تعالي يا إبان عايزك في كلمتين
تركت أمها الغاضبة واتجهت إلي غرفة والداها وجلست علي طرف الفراش
إبان بمرح: قول يا حاج ومن غير مني ما تعرف .. أنت هتتكلم عن موضوع العريس صح ؟؟؟!!
رد والدها بهدوء :أيوة .. و أنا عايز أعرف أترفض ليه المرة دى
وبعدين قولي الصراحة وأمك سيبيها عليا
ضحك والدها : وبعدين تعالي هنا حد قالك انى خايف ولا إيه
بعد تلك الجملة دخلت منى وهي حامله قهوة زوجها المحببة
والدها : متشكر يا حبيبتي تسلم أيدك , عنك أنتي
ثم اخذ منها صينيه القهوة
مني وهي تنقل نظراتهم بينهما : كنتوا بتقولوا إيه قبل ما ادخل
كادت "إبان" إن تجيب وان تركها تجيب ستندلع الحرب الأهلية من جديد لذا رد هو متنحنحا : لا أبدا مفيش كنت بسألها عن موضوع الماجستير
وقفت مني غاضبة : ماجستير إيه و بتاع إيه , بدل ما تقولها توافق علي العريس ؟!!!
رد هو بهدوء حتى لا يزداد الأمر سوءا : هي كانت مقدمة علي الماجستير فمش هينفع تلغي الطلب يعني عشان خاطر عريس
جلست منى ونظرت إليه متحدية وهي تقول : اممممممممم ,, وهو موضوع الماجستير ده مش بيجي غير لما يكون فيه عريس وبعدين لا حس ولا خبر؟ّ!!!!!!
ابعد عينيه عن عينيها حتى لا ينكشف أمر كذبته هو يعلم أنها إن ظلت تنظر في عينيه ستستشف كذبه فهي ليس عشرة يوم بل إنها ثلاثون عاما من التوافق فهي تفهمه من نظرة عينيه
ألقت نظرة إلي أبيها أسفه قبل أن ترد علي أمها
إبان : لا يا ماما المرة دى بجد جالي الرد بالموافقة وهابدا فيه إن شاء الله من الشهر الجاى
نظرت إليها أمها بحنق ثم تركتهم ورحلت بدون أي كلمة فيكفي نظراته حني تعرف أنها ربما ستقتل أحدا أن ظلت أكثر لذا اكتفت بإلقاء نظرة غاضبة إليهما وخرجت
التفتت إبان إلي والدها وهى تخبره بأسف : أنا آسفة يا بابا دايما بتضطر تكدب علي ماما بسببي
اقترب والدها منها وأحاط كتفيها بذراعه وقال لها بمرح : طب كويس انك عارفة إني بعمل كده عشانك وتطلعي في الأخر بطة بلدي .
ضحكت إبان واحتضنته : ربنا يبارك لي فيك يا بابا ... ثم ابتعدت عنه وعلت من نبرة صوتها وهي تقول : يا مدلعني
ثم ركضت إلي غرفتها حينما رأت والدتها قادمة
دخلت مني إلي زوجها الغرفة ونظرت إليه نظرة ذات معني : أهي سابتك ومشيت حبيبة أبوها , قولي بقا كلمتها ولا لأ
أجابها " مصطفي " متأففا / يوووووه يا مني خلاص انسي العريس ده خالص موضوع الماجستير المرة دى حقيقي
مني : طب ماشي هأنساه بس بشرط
مصطفي باستنكار : هي حصلت شرط يا مني؟؟!!
مني : أيوة شرط عشان أنا زهقت من عمايلكم انتو الاتنين وأنت دلعك ليها كل يوم بيزيد
نظر لها مصطفي بعتاب : ماشي قولي إيه هو
مني وقد عقدت ذراعيها أمام صدرها :لو طلع موضوع الماجستير ده مفيش أو حتى لو فيه ودخلت أول عريس هيجي وهاوافق عليه اتفقنا
صُدم مصطفي من شرطها ولأنه يثق في ابنته حد العمى لذا وافق علي شرطها مع وعد منه بأنه من سيقبل بالعريس أيضا
في مطار القاهرة هبطت الطائرة القادمة من إلUSA بعد توديعها الحار مع ابنتها الذي لا يخلو من البكاء فهو كرحيل بلا عودة مع وعد من ابنتها بأنها ستأتي لتعيش معها حال انتهائها المباشر من تعليمها الذي لم يتبقي به سوى عام واحد مع المحاولة بان تأتي لتزورها في العطلة
خرجت من المطار وجدت السائق ينتظرها الذي ما أن رآها حتى تقدم منها ليحمل عنها حقائبها
توجهت إلي السيارة التي تعلم من تكرم وأرسلها إليها أو حتى علم بموعد وصولها
لم تلقي بالا بما يحدث حولها فهي بأية حال ليست بمزاج يسمح لها ... يكفي مع حدث مع ابنها وإعلان رغبته بعدم العودة مرة أخرى وكأنه يعاقبها بدون أن يسمع منها بل يكفيه ما يخبره خاله حتى يصدق ما يقوله ولكن كلام أمه يأتي في النهاية
قطع شرودها صوت السائق وهو يأمر حارس البوابة بفتحها إذا لقد وصلت إلي البيت ,,.ليس بيت بل قصرا فهي "مدام فريدة سيف منصور" صاحب اكبر مؤسسة في مصر بل في الشرق الأوسط كله له زبائنه المعروفة .وأم بالاسم فقط لأصغر رجل أعمال استطاع أن يثبت نفسه في عالم رجال الأعمال بفترة ليست بالطويلة ""...
لم تعتبره يوما بأنه منزلها طالما اعتبرته بأنه مجرد سجن زجت فيه لتعاقب علي جرائم لم ترتكبها ولكن ما يلقي عليها اللوم دائما وكأنها مجرم خطير لديه سجل إجرامي ملئ بالإثارة وعندما لا تجد أي احد تلقي عليه اللوم تذهب إليه
قدمت الخادمة من المطبخ عندما رأتها
سعدية : حمدلله علي السلامة يا فريدة هانم نورتي بيتك.. الغيبة المرة دى طولت
ابتسمت فريدة بتهكم : الله يسلمك , أصل مش راجعة هناك تاني
سعدية بتساؤل : هما البهوات ناويين يرجعوا ؟؟!!
ردت فريدة بتحشرج من اثر كتمها الدموع: لا إنا اللي تعبت
قالت هذا ثم ذهبت بل الاحري بأنها هربت من أمامها حتى لا تري دموعها وتري نظرات الشفقة فيكفيها ما فيها
********
كان في اجتماع عندما آتاه صوت رنين هاتفه
التقطه وأغلقه عندما رأى اسم المتصل زفر بحنق ثم ألقاه جانبا هو لا يريد الذهاب الآن لذا لن يرد
ناداه احدهم ثم عاد إلي مكانه ليكمل اجتماعه ثم يري مشكلة المتصل
بعد وقت ليس بقصير انهي اجتماعه وعندما خرج الجميع التقط هاتفه ليعيد الاتصال بالمتصل المزعج الذي لم يكف عن الاتصال إلا منذ بعض الوقت
أتاه صوت انثوى من الجهة الأخرى ليخبره : الست هانم وصلت ي إياس بيه
أغلق الخط بعد سماع تلك الجملة التقط هاتفه ومفاتيحه ثم ذهب إلي الخارج ليستقل سيارته ذاهبا إلي منزله
"إياس منصور اصغر رجل أعمال استطاع إن يبني إمبراطورية المنصور بعد مدة ليست بالطويلة بالنسبة لعمل مثله فهو استطاع بحنكة خبير وليس شاب إن يؤسس إمبراطورية والده بعد إن اختبره والده
أن يحقق شيئا مميزا في مؤسسته مقابل تحقيق حلمه ولعب دوره في مسرحية الجامعة ,, لقد ابهر والده حيث انه تم إبرام 5 صفقات عاليه في خلال 3 أشهر وكافاه والده حيث أعطاه الإذن في لعب دور البطولة "
**
وصل إياس إلي القصر نزل من سيارته إلي الداخل ليرى تلك الجالسة في الحديقة تنظر إمامها بدون إن تحرك جفونها حتى أنها لم تشعر بوجوده
تنحنح هو بصوت رجولي : حمدلله علي السلامة يا ماما
التفتت إليه لتجده واقف بشموخه المعتاد ولما لا فهو واثق بنفسه حد الغرور.. لقد تم تحويل شخصية ابنها المدلل إلي آخر لم تعرفه ولا تستطيع أن تعلم ما به دون أن يخيرها فهي كانت تفهمه من نظرة عيونه عندما كان صغيرا . ولا تذكر آخر مرة جلس معها ليشكي معاملة والده في العمل عندما عمل معه في أول الأمر ولكن يبدو الاعتياد له من طريقة عمله فهو لا يكل منه.. ويبدو انه فهم انه مهما اشتكي فسيظل الحال كما هو عليه لا يتغير ولا يستطيع التغيير, فاستسلم لواقع الأمر
يبدو أنها قد طالت من النظر إليه فسمعته يتنحنح لتفيق من شرودها .. انتبهت له فغضت النظر عنه والتفتت إلي الأمام تعود إلي ما كانت عليه قبل أن يأتي ..
زفر بقوة ليهدأ من نفسه فهو أخر ما يريده هو غضبها منه ,, ويبدو أنها غاضبة لحد كبير فهي لم ترد سلامه و توقفت عن النظر إليه
اقترب منها وجلس علي نفس الأريكة التي تجلس عليها ووضع يده علي يدها : مالك يا ماما انتى زعلانة مني ولا إيه .. وبعدين انتى لحقتي دانتي مبقالكيش كام ساعة ؟؟ !!
ألقت إليه نظرة حانقة وبعدها عادت النظر إلي الأمام قائلة : طب كويس انك عارف انى جيت ... ثم أضافت بسخرية :كتر خيرك فعلا .. معلش عطلناك
زفر بقوة حتى لا يزيد الأمر سوءا
ثم اقترب منها قائلا بابتسامة حاول جاهدا أن يرسمها : خلاص يا قمر بقا متزعليش .. وبعدين والله أنا كان عندي اجتماع ..... صمت قلية ينظر إليها يترقب ردة فعلها قبل أن ينطق وهو مطرق الرأس : وانتى عارفة الباقي بقا ..
نظرت إليه تري أتعاقبه أم تعاتبه فهو يكفي ما فيه .. فمعاملة والده جافة لا تجمعهما سوا مصلحة العمل
وضعت يدها علي رأسه ومسدت علي شعره بحنو وهي تردف له بابتسامة : عارفة يا حبيبي ومقدرة وكفاية انك أنت اللي بعت السواق للمطار
أومأ برأسه ممتنا فهو دائما بحاجة إلي دعمها ولو حتى عن طريق ابتسامتها التي تعيده إلي ذكريات طفولته ..فكم هو ممتنا لوجودها بجانبه ؟؟ فهو لا يعلم إن ذهبت هي ماذا سيحدث له فهو مهما ذهب أو سهر وعرف الكثير فهي دائما تعتبر بيته الذي يعود إلي أحضانه ليشعر بالأمان بعد ترحال طويل
قاطع الصمت الذي حل فجأة علي المكان صوت الخادمة وهي تخبرها ب " العشا جهز يا هانم "
أومأت لها ثم التفتت إليه وهى تترجاه بنظراتها وكأنه فهمها فابتسم لها وهو يقول : تعالي نتعشى سوا .. بس بشرط هتأكليني بأيديك
فرحة التمعت بعيونها قبل أن تزين فمها أومأت بقوة
التقط كفها ليحثها علي القيام وما زالت ابتسامته تزين ثغره
اتجها إلي الداخل سويا مع فرحة أم بعودة غائبها بعد طول انتظار فهي بقيت في الخارج مدة ليست قصيرة وعادت بقلب مجروح مكلوم علي فراق أولادها الآخرين
أنها العشاء ليستأذن منها للخروج مع وعد بأنه سيبيت معها بالقصر ولن يتأخر .
*****
جالسة علي فراشها تتصفح حاسوبها الشخصي فهي تجهز لبدء مرحلة عمل الماجستير
" إبان مصطفي الشافعي فتاة في عمر الرابعة والعشرون تخرجت من كلية الهندسة بتقدير جيد جدا لم تحبذ العمل في الجامعة فهي حمدت الله أن انتهت وهي سالمة من سنوات دراستها فكم تمقت الدراسة ولكن " هم دراسة أفضل بكثير من هم زوج لا يقدر المرأة ""
... بعد فترة انتهت من جمع القدر الذي تريده من معلومات لتستعد إلي عام حافل ملئ بالمغامرات المملة من دراسة وحضور محاضرات ولكن يكفيها الكافيتريا واكلها ... توقفت عن التفكير اثر سماعها لصوت جرس الباب قامت من مكانها لتفتح الباب فأباها خرج ليشتم الهواء بعد المعركة التي حدثت والتي انتهت بفتح باب أمل لينتهي موضوع العريس مرة أخرى
زفرت بحنق وهي تتوجه لتفتح الباب والتي تعلم من الطارق والتي ما كانت سوا......
: انتى رايحة فين
قالتها امرأة في العقد الخمسين والتي يظهر عليها بوضوح تقدم السن من كثرة التجاعيد التي تحيط بها " مدام صفية مختار منصور" زوجة مختار منصور رجل أعمال " بالواسطة " فهو رجل أعمال تحت أخاه
ردت عليها فتاة في العقد الثالث من عمرها "مي سيف منصور " زوجة ابنها البكر "باسم" الذي يعمل في شركة حماه ولديها منه ولد وبنت تؤأم يبلغان من العمر 7 سنوات : أنا رايحة عند ماما أصلها وصلت امبارح متأخر .. فمعرفتش أروح استقبلها في المطار عشان باسم مكانش موجود
ابتسمت صفية بمكر وهي تتساءل : وهي مين اللي جابها من المطار بقا ... السواق كالعادة ؟؟؟!!
تنهدت مي بحزن علي أمها التي تعيش وحيدة بقصر يحسدها الجميع عليه ومنهم حماتها التي لا تعلم سبب كرهها لأمها ولها رغم أنها أنجبت لها أحفاد ولكن هذا لم يشفع لها عندها علي من أنها لا تعلم سبب كرهها لهم أو تتجاهله لا يهم ؟
" تفقد أمور غيرك ومن ثم احكم عليه ""
كم تمنت أن تأخذ حماتها وباقي نساء المجتمع بتلك المقولة ويمهلوا أمها المسكينة وشأنها يكفيها مما هي فيه من ترك أولادها لها كل لديه سببه الخاص
فأخيها و تؤامها رحل منذ أن كان صغيرا وقرر عدم العودة مرة أخرى
وأيضا تمكث معه الصغرى التي تدرس الطب النفسي
والآخر إياس من يخفف عنها ولو قليلا مشغول بعمله مع والده في مؤسساته الغبية التي يفرض سيطرته علي كل من بها وحتى انه لم يترك أخاه وولده وأخيها ليتصرفوا بحرية بدون الرجوع له
والأصغر ترك والدته ليدرس تخصصه المفضل الطيران المدني لينطلق محلقا في السماء بعيدا عن سيطرة والده والذي حاول معه مرارا وتكرارا التحدث معه ليعود أدراجه ويدرس إدارة الأعمال مثل أخيه إلياس ولكنه رفض وبقوة وعندما مل من زن أبيه ترك لهم المنزل وذهب ليمكث في شقة اشتراها له إياس بعدما أقنعه بها حتى لا يذهب بعيدا عنهم ويظل تحت عينيه .. فهو سيظل الصغير المدلل
تركت مي صفية تحت نظرات الأخيرة الحانقة فهي لا تستطيع السيطرة عليها لأنها وببساطة ابنة سيف منصور
زفرت بغضب قبل إن تتوجه إلي الحديقة لتكلم ابنتها الصغيرة سمر والتي تدرس في كلية التجارة فهي تريدها لتعمل في الشركة لتكون بجانب ابن عمها إياس وهي لن تجد أفضل منه عريساً لابنتها .
وصلت مي إلي منزل "والدها" فهو يبقي مالك كل شئ
فتح الحارس البوابة لتدلف إلي الداخل وتبحث عن والدتها التي حقا اشتاقت إليها فهي غابت تلك المرة ما يقارب من الثلاث أشهر وهو ما يقلقها حتى أنها لم تتصل بها فور عودتها إلي المنزل
دلفت إلي داخل القصر بعد أن فتحت الخادمة "سعدية " الباب مرحبة بها
وبعد التحيات التفتت مي تبحث عنها ولا تجدها
سعدية وهي تخبرها بتقرير وكأنها اعتادت علي قول تلك الجملة : تلاقيها في المكان بتاعها
أومأت لها رأسها شاكرة إياها وتركتها ذاهبة إلي مكان أمها المفضل وهي الحديقة التي تكمن فيها ذكرياتها مع أخيها وتوأمها "يوسف" قبل أن يعدل شخصيته ليصبح "جوزيف " الأمريكي
زفرت بحرارة قبل أن تتجه إلي أمها والتي يبدو أنها أحست بها فوجدتها تلتفت إليها بابتسامة فأسرعت تحتضنها فكم اشتاقت لذلك الحضن
بقيت مدة في أحضانها فهي كانت بحاجة إليه لتودع به ما يؤرقها بسبب أفعال حماتها تلك
ابتعدت عنها قليلا ونظرت إلي عينيها لائمة : بقي كده تيجي و معرفش غير النهاردة من الخدم كمان
ابتسمت أمها لها فهاهي من تبقي لها :وهي تيجي برضو .. بس أنا كنت تعبانه امبارح . فنمت بدري
ردت مي ابتسامتها فيبدو أن الأمر خطير
سألتها فريدة : هما فين الأولاد .. مجوش معاكي ليه ؟؟؟!
ضحكت مي : ههههههه .. قولت أسيبك تروقي دماغك شوية وبعدين أجيبهملك
ضحكت فريدة وأومأت برأسها متفهمة ابنتها في تغيير مزاجها
ويبدو أنها قد نجحت فهي نسيت مؤقتا أو تتظاهر بالنسيان فعليها أن تهدأ عقلها عن التفكير
*** ظلتا جالستان إلي ما يقارب الساعة في التحدث بأمور شتي
حتى قطع حديثهم صوت بوق سيارة فارهة لينزل منها "سيف منصور"..

قلبي لك الجزء الاول  للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن