الفصل الرابع

12.8K 266 0
                                    

أمومة 

أجمل مرحلة تمر بها الأنثى
حياة تعطيها لإنسان يلد من جديد
بعد انتهاء عمر أحدهم
موت وحياة
فالحياة متقلبة كفصول العام
وحياة نراها تمر وعمر لا ينقص

حب أم عشق
فالاثنان واحد باختلاف التعامل
فكلا منهما يؤدي إلي الجنون
وكسر القلب ليموت الأخر حيا ...


****
عادوا بعد قضاء وقت ممتع نسيت ما مر به يومها من عتاب والدها و إرغامها علي الاعتذار
فتح أمجد الباب ودلفوا .. ذهب هو ألي غرفة ابنته ليضعها علي سريرها بعد أن نامت قبل انتهاء أمسيتهم بقليل
خرج إليها وجدها جالسة علي الأريكة وواضعة رأسها علي مقدمتها
فرك لها رأسها فرفعت نظراتها إليه فرأته مبتسما كم تعشق تلك الابتسامة التي لا يتخلي عنها
فبادلته الابتسامة : أنت بتعمل إيه ؟؟1
أمجد : حبيبتي شكلها تعبانه فقولت أريحها شوية
قامت من مكانها واقتربت منه وتعلقت في عنقه : اممممممم ... وأنت مش محتاج تعمل حاجة لأني مرتاحة جدا كفاية عليا وجودك في حياتي
وضع يده خلف رأسها والأخرى أسفل ركبتيها ليحملها
تعلقت هي بدورها بعنقه ونظرت إلي عيونه مباشرة لتري عشقه لها
تعلم أنه يعشقها وهي تبادله عشقه بجنون .. جنون لا يخرج إلا معه هو ... وله فقط

: يعني أنت عايز تفهمني أنه سافر من غير ما يقول
تلك كانت جملة فريدة حينما علمت أن إياس قد سافر من "باسم "الذي يتحدث معها علي الهاتف ليخبرها ما وصاه به إياس بعد مغادرته المكتب بعد أن ربح الصفقة
حاول باسم تهدئة فريدة التي بدورها حطت عليه جام غضبها فكيف يسافر من أن يخبرها
باسم : هو قال أنه مسافر لكام يوم وسافر علي طول بعد ما قدم أوراق الصفقة
فريدة : ويا تري سافر فين بقي
-السخنة
-لوحده
ظهرت نبرة التوتر والارتباك في صوت باسم الذي علم أنها اكتشفت الأمر : احم ... أنا .. مش عارف الصراحة ... يعني هو
قاطعته فريدة وهي تنهي الحوار : خلاص يا باسم مش أنت مش محتاج تكدب عشان تداري علي صاحبك ... وبعدها أغلقت الهاتف وهي تتنهد بحزن علي حال ولدها فوالده لا يحاسبه علي أفعاله طالما ينفذ كل رغباته
أمسكت بهاتفها مرة أخرى لتجرى مكالمة لتستفسر علي لأمر رحلته الفجائية أكثر
فريدة بعد أن أتاها الرد : إياس فين يا سيف
سيف من الناحية الأخرى : سافر يا فريدة ... يعني باسم لسه مقالكيش
فريدة بغضب : يعني أنت مش عارف يعني سافر السخنة ولا تكون متعرفش
خبط سيف علي مكتبه بغضب وهو يرد غضبها : لا عارف يا فريدة ودي حياته وهو حر فيها يعيشها زى ما هو عايز
-أيوة يعني تعوضه علي اللي بتعمله فيه تروح تسيبه يعمل اللي عايزه في بنات الناس ..... أنت نسيت أنك عندك بنات
نفذ صبر سيف فأنهى المكالمة : بقولك إيه يا فريدة أنا ورايا شغل ومش فاضي لمحاضراتك .. سلام
وأغلق المكالمة تاركة هي لعبراتها العنان فقد تأكدت :
أنها لن تسترجع وليدها مرة أخري

-بقولك إيه يا بت انتى أنا خلقي ضيق أصلا فمش ناقصاكي
إبان غاضبة من أختها التي لا تمل في ذكر الزواج والحب
بتول : يا بت اسمعي مني مفيش أحلي من الحب أصلا .. وأكملت بهيام : اسألي مجرب
إبان وهي تقلدها : ها وإيه كمان !؟؟
ضربتها بتول علي كتفها وهي تنهرها : انتى بتتريقي .. بكرة لما تحبي تقولي بتول قالت
اقترحت إبان عليها : طب إيه رأيك أنا ممكن أتجوز بس بشرط
بتول باستنكار : وكمان بتتشرطي ... قولي ياختي
إبان : هاتيلي واحد زى أمجد جوزك .. جنتل وحلو وكفاية أنه ظابط يعني يعرف الأكشن
هتفت بتول بصدمة : لتكوني يا بت حاطه عينك عليه
إبان ببرود : بصي أنا مش هانكر إنه كتير عليكي .. ثم أضافت بغرور : بس مش أنا اللي أخد واحد سكند هاند ..
ضحكت بتول لدرجة دمعت عيناها وهي تقول من بين ضحكاتها : هههه يعني عايزة تفهميني انه في راجل لسه محتفظ بمشاعره ... هههه ....... يا شيخه اتنيلي دول الواحد منهم يقول مشاعر للبيع
إبان : يا سلام يعني عايزة تفهميني أنه أمجد كان بيحب قبلك
بتول بغضب : لا طبعا أنا أول حب في حياته .. وانتى ست العارفين
ضحكت إبان عندما تذكرت حبهم وطريقة زواجهم : زواج سبق صحفي ... ينفع اسم فيلم
شاركتها بتول ضحكها ولمعت بعينيها لمعة العشق لزوجها الحبيب
وسرحت في لقائها مع زوجها
***
منذ 7 سنوات
كانت بتول طالبة في كلية الأعلام
وكانت هناك مسابقة بالجامعة تنص علي " أن هناك جريمة قتل حدثت في المدينة ومن يأتي بأحدث الأخبار وحصريتها سيكون له جائزة مادية بالإضافة إلي مرافقة أحد كبار الصحفيين لمدة أسبوع "
تحمست بتول جدا للفكرة فيكفي أن بها سفر و ترحال لمدة أسبوع
استعدت بتول للمسابقة جيدا وجمعت المعلومات التي تحتاجها في السبق الصحفي هي لا تريد غير السفر
وصلت بتول إلي مكان الحادثة لتقصي الأخبار
بتول : لو سمحت يافندم عايزة اعرف أخر الأخبار
التفت إليها العسكري : ممنوع يا آنسة دخول الصحافة ياريت تتفضلي من هنا
بتول بعناد : لا مهو أنا مش هامشي من هنا غير لما أخد اللي أنا عايزاه
دفعها العسكري بعيدا حتى كادت أن تقع لولا أن هناك أيدٍ منعتها من السقوط نهره الضابط : أنت أتجننت يا عسكري بتمد أيدك عليها
- يا أمجد باشا هي اللي كانت عايزة تدخل بالعافية ...
أمجد بعصبية : وده يديك الحق فإنك تعمل كده
أطرق العسكري رأسه بعد نهره من رئيسه
التفتت أمجد إلي بتول الواقفة خلفه تنظر له بذهول لم تتوقع أن ترى مثله في الواقع اهو خيال
رجل وسيم جذاب عيون عسلية ولحية خفيفة يبدو أنه نسيها بسبب انشغاله
أفاقت من تأملها علي صوته : يا آنسة أتفضلي من هنا عندنا أوامر إننا منبلغش الصحافة حاليا بأي حاجة
تحولت ملامح بتول إلي الغضب : اسمع مانا مش هامشي من هنا يعني مش هامشي من هنا غير لما أخد اللي أنا عايزاه
نفذ صبره : يا آنسة بقول الأوامر كده .. وبعدين إحنا بنعمل كده عشان السلامة ليس إلا
تأففت بتول من كلامه والتفتت لتذهب
تأملها دو بدوره"جميلة عنيدة ذات عيون خضراء وشعر أسود لامع "
أفاق من شروده علي صوت طلقات نارية في المكان حوله اتجه بسرعة إلي صديقه ليفهم منه ما حدث ليخبره
"بنت مجنونة سابت ورقة للعسكري الغبي واستغفلته ودخلت للمجرم وبيهددنا بيها دلوقتي "
ردد بلا فهم : ورقة !!! .. ورقة إيه دى
أعطاه صديقه الورقة المكتوب بها " دى تبين أنكم مش مسئولين عن اللي يحصلي وانتو براءة "
"يحصلي , براءة " تذكر تلك الفتاة العنيدة ... التفت حوله ليراقب المشهد
مجرم وسلاح ملتف حول عنق فتاة
صعق من المشهد وردد " غبية . غبية "
أعطي الأوامر بعدم إطلاق النار فهتفت هي بصوت ليسمعه " أنا أديتكم ورقة هتثبت أنكم ملكوش دعوة باللي يحصلي اضرب النار عليه وأكملت ببكاء قتله ..قتله
المجرم : يالا يا أمجد بيه اطلب منهم يوسعولي طريق بدل ما تدفع الحلوة تمن التذكرة
زفر بغضب وأمر ضباطه بعدم إطلاق النار وإفساح طريق له
نفذوا أوامره وابتعدوا عنه ... حاولت بتول كثيرا أن تتحرر من يده ولكن هو ممسك بيديها وسلاحه عند عنقها حتما ستموت
لكن رأت أمجد ونظراته مطمئنة فارتاحت قليلا وبحركة مجنونة رفعت يد المجرم الممسكة بيديها وعضته بقوة مع خربشات بأظافرها تأوه المجرم من العضة المفاجئة وترك يديها استطاعت أن تتحرر ولأن أمجد كان بالقرب منها اتجهت إليه واختبأت خلفه فأخذها لأقرب سيارة لتختبئ خلفها حينما بدأ الاشتباك
استطاعت أن تحصل علي صور حصرية وشيقة للمعركة الدائرة أمامها

قلبي لك الجزء الاول  للكاتبه أميرة صلاححيث تعيش القصص. اكتشف الآن