طريقي بقربك.. الفصل الأول.. منى سليمان

36.5K 657 85
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
مواعيد نشر الرواية من السبت إلى الأربعاء الساعة ٥ عصراً ،النهارده نزلتها بدري علشان أول فصل.. الرواية اجتماعية رومانسية 💓💓💓

طريقي بقربك

الفصل الأول - بقلمي منى سليمان

* دموع *

الأم هي الحنان ومن فقدها فقد حنان الكون... والأب هو السند والأمان ومن فقده فقد أمانه وأصبح بلا سند...
والطلاق دوامة يسقط الأبناء بداخلها، لم يعد هناك بيت دافئ وأسرة تجتمع كل مساء على مائدة الطعام، يبقى فقط ضياع لا يعيشه سواهم...
أنا وعد الفتاة الرقيقة صاحبة الملامح البريئة وأشبه والدتي إلى حد كبير، استيقظت ذات يوم لأجد حياتي سراب بعد طلاق والدي.. بكيت وبكيت ولكن لم يسمعني أحد.. أخذوني من بين أحضان أمي وأغلقوا باب غرفتي بعد أن تركوني بداخلها.. وبعد مرور سنوات وسنوات من العذاب الذي لا ينتهي أتساءل ما ذَنبي.. بأي حق تركتوني أواجه عالمي.. ذنبي الوحيد أبي الذي سقط من قلبي قبل نظري وأمي التي لا حول لها ولا قوة.. ذنبي عالم ملوث ومليء بالوجوه الملونة والابتسامات الذائفة.. لن أدع أحدهم يكسرني بعد اليوم، سأمضي في طريقي وحدي لأهزم قدري وأنفذ الوعد الذي قطعته على نفسي..
لن انحني لأحد..
لن أخضع لأحد..
لن أبكي لفراق أحد..

*********************

في عقار فخم بمنطقة راقية....
كانت وعد تجوب غرفتها ذهاباً وإياباً وهي تشعر بالتوتر، فاليوم موعد إعلان نتيجة الثانوية العامة.... كانت تطالع الانترنت بين تارة وأخرى وصدرها يعلو ويهبط من شدة شعورها بالتوتر، وظلت هكذا حتى وقعت عينيها على النتيجة... وضعت يدها على ثغرها لتكتم صرختها فقد كُتب اسمها وإلى جواره رقم لم تحلم به يوماً فقد حصلت على ٩٩%.... أخذت تدور حول نفسها في سعادة فقد تحقق الحلم الذي طالما تمنته وهو الالتحاق بكلية الطب.... وبمجرد أن توقفت عن الدوران أرسلت لوالدتها رسالة نصية تخبرها بالنجاح ثم غادرت غرفتها وركضت بإتجاه غرفة والدها ودلفت إليها وهي تردد بسعادة

- جبت ٩٩% يا بابا، جبت ٩٩% يا بابا

لوت زوجة أبيها شفتيها بضجر ووقفت أمامها قبل أن تقترب من يحيى وهتفت بحدة وصوت عال

- إيه الدوشة دي يا بنت رمزية
- نجحت وجبت ٩٩% وهدخل كلية طب

قالتها بسعادة وهي تقفز كالأطفال فابتسم والداها على الفرحة التي تسكن عينيها، لكن تلك النظرة لم تدوم طويلاً... قبضت زوجته يدها على معصم وعد بغل ثم صفعتها على وجنتها باليد الأخرى

- كلية إيه وزفت إيه، أنتي من بكرة هتقعدي في البيت تخدميني وتخدمي أخواتك، كفاية عليكي الثانوية العامة، مش كده يا يحيي؟

نظر يحيي إلى الأرض ولم يستطع أن يتفوه ولو بكلمة، فزوجته أنجبت له ولدين وكلما أغضبها كانت تترك المنزل وتحرمه منهما، ولكونه رجل شرقي كان يفضل الولدين على ابنته التي أذاقتها زوجته منيرة أشد أنواع العذاب... تساقطت الدموع من عينيّ وعد وتمنت أن ينصفهاأبيها ولو لمرة واحدة لكنه لم يفعل كعادته، فابتسمت زوجته بانتصار وأردفت قائلة

طريقي بقربك - منى سليمان (الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن