طريقي بقربك - الفصل الثالث والثلاثون - بقلمي منى سليمان

13.5K 335 24
                                    

طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء

الفصل الثالث والثلاثون - بقلمي منى سليمان

* غيرة *

غادرت أمل غرفة الرعاية بناءاً على طلب الطبيب ليعاين حسام ثم اقتربت من أمير الذي كان مازال يغفو جالساً على المقعد، ربتت على كتفه ففتح عينيه بفزغ وتساءل بقلق

- حصل حاجة؟
- حسام فاق والدكتور عنده جوه
- الحمد لله، تعالي أقعدي وأرتاحي شوية وأنا هتصل أطمنهم

حركت رأسها بالموافقة ثم جلست إلى جواره فأمسك هاتفه وأجرى اتصالاً بهاتف وعد فأجابت قائلة

- طمني
- الحمد لله فاق والدكتور عنده دلوقتي
- الحمد لله، حنين منهارة جداً وماما سلوى خدتها تنام معاها حتى ماما سوسن هنا محدش قدر يروح
- طمنيهم أنه بخير

قالها ووقف عن مقعده ثم ابتعد قليلاً وهتف: وحشتيني

ارتسمت ابتسامة ساحرة هل ثغرها وبادلته كلمات الشوق ثم أنهت المكالمة وغادرت جناحها لتُطمئن الجميع

********************

مع الساعات الأولى للصباح غادر أمير المشفى ليعود إلى منزله بعد أن فشلت جميع محاولاته في إقناع أمل بالمغادرة... ودعت شقيقيها وعادت إلى غرفة الرعاية وما أن رآها حسام تقترب، مد لها يده فلم تتردد ولو لدقيقة في الإمساك بها... جلست على المقعد المجاور للفراش وتأملته في صمت فتساءل

- بتبصيلي كده ليه؟
- شكلك متبهدل أوووووووي

قالت كلمتها الأخيرة بطريقة تمثيلية فابتسم بصعوبة وهتف مازحاً: أحمدي ربنا أني رجعت، كان زماني مدفون من بدري

لم تشعر بنفسها إلا وهي توكزه في كتفه لشعورها بالغضب فتأوه بشدة لكنها لم تهتم وأدارت وجهها صوب الطرف الأخر فشعر بمقدار العشق الساكن بقلبها... رفع كفها إلى شفتيه بصعوبة ضارباً عرض الحائط بالألم الذي كان يشعر به ثم طبع على ظاهر كفها قبلة حانية وأردف

- أسف كنت بهزر
- هزار بايخ وغتت زيك

قالتها بصوت خفيض دون أن تنظر إليه وسحبت يدها لكن صوتها وصل إلى مسامعه فابتسم على جنونها وقال بدون أي تردد أو تفكير

- بحبك يا مجنونة

تعالت شهقاتها وأتسع ثغرها في صدمة فنظرت إليه وأخذت ترمش عدة مرات بعدم تصديق، أحقاً قال أحبكِ أم أتوهم؟!!!... تساءلت وتساءلت وتساءلت حتى قاطعها حينما تابع بصوت أكثر دفئاً

- بحبك يا أمل، بحبك بجنون ولو مكنتش هنا كان زمانا مخطوبين

جحظت عينيها وهي لا تستوعب ما قاله فتمنى أن ينفجر ضاحكاً على هيئتها لكنه لم يريد إفساد سحر اللحظة فأمسك يدها مرة أخري وأكمل حديثه العذب قائلاً

طريقي بقربك - منى سليمان (الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن