مشهد خارج الرواية (محمود 💓 رمزية)

8K 229 31
                                    

مشهد خارج رواية طريقي بقربك - بقلمي منى سليمان

في الثامنة صباحاً استيقظ محمود نشيطاً كعادته ليذهب إلى عمله لكنه بمجرد أن فتح عينيه رأى زوجته الجميلة تغفو كالملاك بين أحضانه وتتوسد صدره وهي تحيط خصره بذراعها بعد أن أصبح الأمان بالنسبة إليها... خفق قلبه بسعادة وارتسمت على شفتيه ابتسامة تأسر القلوب فبالرغم من سنوات عمره التي تخطت الخمسون إلا أنه احتفظ بوسامته وجاذبيته التي تتمناها أي أنثى لكن قلبه اختار منهن واحدة قابعة الآن بين أحضانه... مال عليها بشده ليستنشق عبير خصلات شعرها ورائحتها التي أسرته ومازالت تأسره فتجددت ابتسامته وازدادت إتساعاً، فود لو يوقظها ليمضى معها لحظات عشق إلا أنه تذكر كيف قضت الليل بأسره مع طفلتهما التي أتمت شهرها الخامس... اكتفى بقبلة حانية وضعها على جبينها قبل أن يغادر الفراش ثم اتجه صوب الحمام ليتوضأ وبعدها صلى ركعتين لله كعادة كل صباح ليشكره على نعمة وجود تلك الساحرة بحياته... بمجرد أن وقف عن سجادة الصلاة انتبه إلى صوت صغيرته فترك الغرفة على الفور واتجه صوب غرفتها ثم تقدم منها وحملها بين ذراعيه فهدأت على الفور... تأملها للحظات في صمت فقد ورثت سحر والدتها وورثت عنه عيناه فبدت وكأنها ملكة إغريقية عندما تكبر ستجلس على عرش القلوب وسيتمناها كل الرجال... فاق من شروده في ملامح صغيرته ثم اتجه صوب المطبخ وأعد لها قنينه الرضاعة الخاصة بها وخلال دقائق قليلة عاد إلى الغرفة وجلس على الكرسي الهزاز ليُطعمها متناسياً عمله وهيبته والزمان كذلك.... بعد مرور عدة دقائق انتهت الصغيرة من الرضاعة فحملها محمود وجعلها مواجهة له ثم بدأ يتحدث إليها والسعادة تملأ قلبه

- شبعتي يا روحي؟ مش تكبري بقى وتقوليلي شبعت يا بابي، ياما نفسي أسمع منك كلمة بابا، بقالي ٣٠ سنة بسمعها من الجحش اللي أنا مخلفه بس ما أقولكيش بابا تسد النفس

أسرت رمزية ضحكتها بصعوبة فقد استمعت إلى كل ما قاله وفعله وهي تقف خلفه عند باب الغرفة

- تعرفي أنا بحب مامي أوووووي، لما مامت الجحش أخوكي مشيت وسابتني بعد حب وعشرة طويلة حسيت أن روحي مشيت معاها وحياتي وقفت عند النقطة دي بس رمزية رجعتلي الدنيا ورجعتني أعيش

غمز محمود لطفلته بمشاكسة وتابع بصوت خفيض وطريقة تمثيلية: رجعتني مراهق

ابتسمت رمزية بسعادة وكان قلبها يخفق مع كل كلمة من كلماته فودت لو تقترب منه لتعانقه وتبث شوقها إليه لكنها لم تود إفساد الحوار الهام بين زوجها المشاكس وصغيرتها التي لم تفهم أي شيء

- لما قالتلي أنها حامل فيكي أتصدمت بس بعد لحظة واحدة أتحولت الصدمة لفرحة محستهاش من سنين، حسيت أني رجعت شاب وأول مرة أعرف أني هبقى أب، أصل الصراحة أخوكي ده مخنشر ومشرحجي كده في نفسه لكن أنتي بسكوته زي مامي بالظبط وأنا طول عمري نفسي في بنوته حلوة والحمد لله حققلي كل ما اتمنيت وأكتر، أنتي نمتي ده أنا قولت هفضل أرغي معاكي وأطنش الشركة بس شكلي هروح وأمري لله

طريقي بقربك - منى سليمان (الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن