مشهد لأبطال طريقي بقربك - بقلمي منى سليمان
وصل إلى وجهته وترجل من سيارته وهو يشعر بثقل جسده فلم يتذوق طعم النوم منذ ما يقارب الثلاثة أيام، دلف إلى الداخل وألقى بجسده على أقرب مقعد ثم وضع رأسه بين كفيه للحظات قطعتها الخادمة حينما اقتربت منه وتساءلت
- حضرتك تعبان؟
رفع رأسه إليها وأجابها بهدوء: بقالي تلات أيام في مأمورية، أكيد تعبان
- هحضر لحضرتك الفطار و
قاطعها قائلاً: لا هطلع أنام ولما أصحى ربنا يحلها، أمل نايمة؟
- مدام أمل خرجت من نص ساعة و
بترت كلماتها عندما انتفض حسام عن مقعده وسألها بقلق: خرجت راحت فين وهي على وش ولادة؟
- ر.. راحت الجريدة وقالت عندها شغل
صر على أسنانه فشعرت الخادمة بالخوف من هيئته وركضت من أمامه فالتقط مفتاح سيارته وغادر كالإعصار الغاضب ثم انطلق بسرعة جنونية وهو يردد بحدة
- أصبري عليا يا أمل
********
تململت رمزية في الفراش وفتحت عينيها بمجرد أن استوعبت عدم وجود صغيرتها إلى جوارها، تركت الفراش وغادرت الغرفة ثم اتجهت صوب غرفة رضيعتها ولم تجدها فابتسمت ومضت باتجاه غرفة المكتب الخاصة بزوجها المشاكس وبالفعل وجدته يُطالع حزمة من الأوراق وهو يحمل مريم على إحدى ذراعيه... دلفت إلى الداخل وتقدمت منه ثم جلست أمامه على سطح المكتب فتأمل ابتسامتها بعشق وسألها بحنان
- إيه صحاكي؟
- ملقتش بنتك جمبي فقومت أدور عليها زي كل يوم
- ولقتيها؟مازحها بسؤاله فازدادت ابتسامتها إتساعاً وأجابته بغضب مصطنع: حضرتك بتعلمها الشيل وبعد كده مش هقدر عليها
- مريم تدلع براحتها، هو أنا عندي كام مريم يعني
- طيب وتعب أم مريم خلاص مبقاش فارق معاك؟!
- أنتي العشق كله، بس غصب عني أول ما بصحى بسرقها علشان تفضل في حضنيمالت عليه وطبعت على وجنته قبلة ثم تحدثت برقة: ربنا يخليك لينا
- ويخليكم ليا و
توقف عن إكمال كلماته بمجرد أن انطلق صوت رنين هاتفه فاستيقظت صغيرته وبكت خوفاً من صوت الهاتف بينما صر محمود على أسنانه وتمتم بغيظ
- منك لله يا أمجد
انفجرت رمزية ضاحكة وحملت عنه مريم ثم غادرت الغرفة لترضعها بينما ضغط محمود زر الإيجاب وردد بحدة وصوت عال
- عايز إيه يا زفت؟
- صباح النور يا بابا
- صباح الزفت على دماغك، أختك صحيت مخضوضه من صوت التليفون ومحدش بيتنيل يرن عليا كل يوم غيرك كأن عليا ذنب وبقضيه
- أخس عليك يا حوده، الحق عليا بطمن عليك كل يوم
- أنا كويس طول ما أنت بعيد عني، أقفل وحل عني
أنت تقرأ
طريقي بقربك - منى سليمان (الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء)
Romanceالمقدمة مضت وهي لا تعلم أي باب تطرق... فقد أُغلقت جميع الأبواب التي طرقتها في وجهها... والآن تغدو وحيدة... غريبة... شريدة ... تساءلت في نفسها هل هي نهاية الطريق أم أنها البداية... يا له من قدر جعلها هكذا... تمضي ولا تعلم إلى أين تذهب أو إلى أي باب...