طريقي بقربك - الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء
الفصل السابع والعشرون - بقلمي منى سليمان
* مشاكسات *
تتوالى صدمات حياتي...
فأصبحت لا أفرق بين حياتي ومماتي...
لكن بقربك أشعر بوجودي وذاتي...لا ترحل مهما كانت الظروف...
وأبقى إلى جواري لتنسيني الألم والخوف...بقى أمير جالساً إلى جوارها ساعة كاملة دون أن يشعر بالملل فيكفيه وجودها بالقرب من قلبه... كان يداعب خصلات شعرها ويتأملها وهي تغفو كالملاك ولكن قاطعه صوت رنين هاتفه فأخرجه مسرعاً من جيب بنطاله حتى لا تستيقظ ثم أجاب بصوت خفيض
- عمي وصل؟
- اه ومصمم يجي يعزي وعد، انتوا فين دلوقتي؟
- في بيت طنط سوسن، بس قوله ما يتعبش نفسه أكيد راجع من السفر مرهق
- والله قولتله يروح يرتاح ونيجي بالليل بس مصمم
- خلاص يا أمجد سيبه براحته وسلملي عليه على ما أشوفهودعه وأنهى المكالمة ثم أعاد الهاتف إلى جيبه فتململت وعد وقالت دون أن تفتح عينيها
- ما تسيبنيش يا أمير، أنا خايفة
علم أمير أنها تحلم أو بالأحرى يطاردها كابوساً فأبعد رأسها عن صدره واضعاً إياها على الوسادة ثم أخذ يمرر باطن كف يده على وجنتها بحنان وهو يردد أسمها بصوت دافئ حتى لا يفزعها... بعد مرور عدة دقائق استيقظت وودعت كابوسها ثم فتحت عينيها لتجد نفسها بين يديه فبادر برسم الابتسامة وهتف وهو مازال يتحسس ووجها بظاهر أطراف أنامله
- وحشتيني الشوية دول
- كنت بحلم أنك كنت جمبي وفجأة مشيت وجريت وراك أقولك ماتسيبنيش لوحدي أنا خايفة وقاطعها قائلاً بنبرة صوت حانية: أششش أنا جمبك ومستحيل أسيبك يا عمري
كادت أن تتحدث لكن قاطعها صوت طرق على باب الغرفة فابتعد عنها ليفتحه بينما اعتدلت هي في جلستها وما أن دلفت رمزية إلى الغرفة اقتربت من وعد وطبعت قبلة حانية على جبينها فأردف أمير
- هسيبكم مع بعض وأخرج أطمن على ماما
انتظرت رمزية حتى غادر الغرفة ثم أخذت تمسد برفق على وجه وعد وعلى خصلات شعرها فارتسمت ابتسامة خفيفة على ثغرها وتحدثت قائلة
- وحشتيني يا ماما
- وأنتي كمان وحشتيني بس خلاص مش هنفترق تاني، وبأمر الله هشتغل وهعتمد على نفسي وهعوضك كل حاجة أتحرمتي منها
- أنا مش عايزه حاجة من الدنيا غيركعانقتها رمزية وشددت في احتضانها لتغمرها بالدفء الذي تحتاج إليه، وما أن استمعت إلى صوت بكاء وعد أبعدتها وأخذت تمسح دموعها ثم قالت مازحة
أنت تقرأ
طريقي بقربك - منى سليمان (الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء)
Romanceالمقدمة مضت وهي لا تعلم أي باب تطرق... فقد أُغلقت جميع الأبواب التي طرقتها في وجهها... والآن تغدو وحيدة... غريبة... شريدة ... تساءلت في نفسها هل هي نهاية الطريق أم أنها البداية... يا له من قدر جعلها هكذا... تمضي ولا تعلم إلى أين تذهب أو إلى أي باب...