طريقي بقربك
الفصل الخامس - بقلمي منى سليمان
* شجار *
توقفي يا دموعي إلى الأبد..
ولا تبكي على أحد..
فلن يكسرني بعد اليوم أحد..ظلت وعد تردد تلك الكلمات بخفوت حتى عادت إلى المنزل ودلفت مُباشرةً إلى غرفة سوسن لكنها لم تجدها، فأخذت تبحث عنها في كل مكان، ولكن دون جدوى فظنت أنها ذهبت لشراء شيئاً ودلفت إلى غرفتها... أبدلت ثيابها وأراحت جسدها على الفراش لشعورها الشديد بالإرهاق، ولم تمض سوى دقائق قليلة حتى غفت كالطفل الصغير وهي تحتضن جسدها
***********************
في ذات الوقت أوقف حسام سيارته أمام منزل سوسن فقد أرادت حنين رؤية وعد، وقبل أن تترجل من السيارة سبقها وقال
- خليكي لحد ما أخلص شغل وهاجي أخدك
- ماشي، بس قولي الأول هتعلمني السواقة أمتى؟رفع أحد حاجبيه وضربها بخفة على مقدمة رأسها ثم هتف بغيظ مصطنع
- بعدين، لما أفضى وكمان لسه بدري على الدراسة
- ماشي أديني هستنى لما أشوف هتعلمني ولا هاخد صابونة
- صابونة؟!!!!
- ما تدقش بقى يا سيادة الرائد، أنا هنزل قبل ما ترميني من العربيةترجلت وابتعدت قليلاً فشعر برغبة ملحة في رؤية وعد فترجل هو الأخر من السيارة ولحق بشقيقته فأسرت ضحكتها بصعوبة وهتفت بخبث
- يا عيني على الحلو لما توحشه
توقفت عن إكمال كلماتها حينما وضع كف يده على فاها وقال محذراً
- شكلي كده هرجع العربية
أزالت يده عن ثغرها وتحدثت بطريقة طفولية: خلاص هسكت أهوه
- طيب قدامي علشان أطمن عليها وأروح شغلي، بجد أتأخرت
صعدت الدرج وصعد خلفها حتى وصلت حنين أمام باب الشقة فضغطت زر الجرس وهي تكتم ضحكاتها على شقيقها الذي وقف يهندم ثيابه... ظلت تطرق الباب مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى فأخرجت هاتفها وأجرت اتصالاً على هاتف وعد فأجابت بصوت غلبه النعاس
- الو
- أنا بره يا وعد بقالي ساعة بخبط
- معلش كنت نايمة هقوم أهوهأنهت المكالمة وتركت الفراش بصعوبة ثم اتجهت صوب باب الشقة وفتحته وهي تفرك عينيها بظاهر يدها كالأطفال فابتسم حسام على رؤيتها هكذا، بينما شعرت هي بالإحراج لرؤيته لها بملابس النوم
- هغير هدومي وأجي
شرعت أن تغادر لكن أوقفها صوت حسام حينما هتف: خليكوا براحتكم أنا رايح الشغل علشان أتأخرت، أنتي كويسة؟
- الحمد لله
- لو أحتاجتي حاجة كلميني على طول، سلامغادر حسام فدلفت حنين إلى الداخل وهي تتنهد بهيام فضيقت وعد بين حاجبيها وتحدثت بغيظ
أنت تقرأ
طريقي بقربك - منى سليمان (الحكاية الأولى لثلاثية قدر النساء)
Romanceالمقدمة مضت وهي لا تعلم أي باب تطرق... فقد أُغلقت جميع الأبواب التي طرقتها في وجهها... والآن تغدو وحيدة... غريبة... شريدة ... تساءلت في نفسها هل هي نهاية الطريق أم أنها البداية... يا له من قدر جعلها هكذا... تمضي ولا تعلم إلى أين تذهب أو إلى أي باب...